ست خلاصات من زيارة البابا فرنسيس إلى العراق
[ad_1]
- سناء الخوري
- مراسلة الشؤون الدينية – بي بي سي نيوز عربي
كانت الأيام الماضية حافلة بالأحداث والصور المبهجة من العراق، خلال أول زيارة حبرية يجريها بابا الفاتيكان إلى البلاد في التاريخ.
وإلى جانب أهميته العراقية، حظي الحدث باهتمام عالمي ضخم، ربما لأنها الرحلة الأولى للبابا خارج روما منذ انتشار وباء كورونا.
وشهدت جولة فرنسيس في المدن العراقية من بغداد إلى الموصل إلى إربيل كثيراً من المحطات المهمة، فما هي أبرز الخلاصات التي خلفتها؟
1- الفرح ممكن في العراق
لسنوات طويلة اعتادت وسائل الإعلام على نقل صور الموت والدمار والتفجيرات والدماء والسبي والخطف من العراق…
للمرّة الأولى منذ عقود، وبمناسبة زيارة البابا فرنسيس إلى بلاد ما بين النهرين، رأى العالم العراقيين بصورة جديدة: يدبكون، يزغردون، يهللون، ويرقصون في الشوارع.
بين استقبال البابا بدبكة الجوبي العراقية التقليدية في المطار، وبين مشاهد الأطفال يرقصون في الشوارع بأزياء تشبه ملابس العيد، وبين الزغاريد التي رافقت خطوات الحبر الأعظم أينما حلّ، ظهر أنّ الفرح ممكن في هذه البلاد، ولو كان ذلك وسط الدمار.
2- حبّ رغم التباعد
كأن العالم بأسره كان يحتاج لمشاهد اللقاء والتواصل في بغداد وأور والموصل واربيل، بعد عام من العزلة، والتباعد.
رغم محاولة الحفاظ قدر الإمكان على متطلبات الوقاية الصحية، كان الناس في الشوارع، يندفعون لملاقاة بعضهم البعض، ويقتربون قدر الإمكان من البابا.
التقى فرنسيس بالأطفال، بطلاب المدارس، بعائلات الناجين من مجازر، وتحدّث إلى والد الطفل الغريق ايلان كردي، وقال له إن موت ابنه دليل على “حضارة تحتضر”.
في أربيل، جمع البابا في صلاة القداس الأحد الآلاف داخل مدرج مفتوح، في تجمّع نادر لمصلين بهذه الأعداد الكبرى بعد انتشار وباء كورونا الذي تسبب بوقف معظم الطقوس الدينية.
وفي لقائه مع الصحافيين على طائرة العودة من بغداد إلى روما، تحدث البابا عن تأثره لدى زيارته الموصل وقره قوش. وقال إنه لم يتوقع رؤية هذا الدمار في الموصل، مشيراً إلى أن وحشية الإنسان لا تصدق.
ولفت إلى أنه شاهد الأعداد الكبيرة من الشبان والشابات اليافعين في العراق الذين ينظرون بأعين الأمل إلى المستقبل، ومعظمهم قد يفكرون بالهجرة. وأشار البابا إلى الحق في الهجرة وعدم الهجرة موضحا أن هؤلاء الأشخاص لا يتمتعون بأي من هذين الحقين.
3- سياسة الأخوة
في حديثه إلى الصحافيين على طائرة العودة إلى روما الاثنين، قال البابا إن البعض قد يتهمه “بالهرطقة” لأنّه يلتقي مع زعماء العالم الإسلامي، ومن بينهم المرجع الشيعي الأكبر آية الله علي السيستاني.
وأضاف إن لقاءاته وزياراته إلى دول العالم والشخصيات المختلفة لا تأتي من أهواء شخصية، بل بعد صلاة وتفكير ونقاش، مشدداً على أهمية الحوار بين الأديان، ومفاهيم الأخوة.
وعن زيارته للنجف قال “إنه شعر بالحاجة لأن يقوم بزيارة حج وتوبة، وبلقاء رجل حكيم، رجل الله. ولفت إلى أن هذا الأخير تصرف باحترام كبير. وشدد البابا بعدها على أهمية أن يعيش الناس حياتهم ويمارسوا الأخوة بشكل ينسجم مع إيمانهم”.
ثبتت الزيارة إلى العراق سياسة لدى الفاتيكان بالتفكير نحو بناء أسس متينة للحوار في المستقبل، والابتعاد عن سياسة العزلة ورفض الآخر، سواء من خلال اللقاء بالسيستاني، أو بالاجتماع مع ممثلي الطوائف العراقية كافة في أور، مسقط رأس النبي إبراهيم.
وخلال لقائه بأهل ضحايا المجازر، شدد على أهمية المغفرة، ونبذ الانتقام، كقيمة أساسية لإعادة اللحمة للمجتمع.
4- تثبيت المسيحيين
صلّى البابا فرنسيس في ساحة حوش البيعة في مدينة الموصل، على تقاطع حي دمره تنظيم ما يعرف “بالدولة الإسلامية”، وتعيد اليونسكو إعماره.
بين ركام جامع النوري وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة، تحدث عن أنّ افراغ العراق من مواطنيه المسيحيين ضرر جسيم ليس عليهم فقط، بل على النسيج الاجتماعي بكامله.
من خلال لقائه بالشخصيات السياسية العراقية من بغداد إلى كردستان، أعطى البابا دفعاً معنوياً كبيراً للقيادات الكنسية العراقية التي سعت منذ سنوات لتحقيق حلم زيارته إلى بلادها.
أسئلة كثيرة تطرح حول كيفية ترجمة هذا الدعم المعنوي على أرض الواقع، وكيفية إعادة المهجرين إلى بيوتهم، بعد سنوات من الحروب وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة، لكن زيارة البابا مفادها أن المسيحيين في العراق من مكوناته القديمة جداً، وأن حمايتهم يجب أن تكون أولوية.
بالنسبة للكثير من المعلقين العراقيين على مواقع التواصل، كان كافياً أن يعيد أسقف روما تكريس تمثال لمريم العذراء دمره عناصر داعش في قره قوش، لكي يشعروا بشيء من رد الاعتبار.
5- دعم لنساء العراق
قال الصحافيون الذين رافقوا البابا في رحلته إلى بغداد، إنه اطلع قبل وصوله على تقارير حول كيفية “المتاجرة” بالنساء قبل سنوات، خلال سيطرة داعش على جزء من المدن العراقية، ما أثّر به كثيراً.
وأعلن أنّه قبل أن يقرر زيارة العراق قرأ كتاب الشابة الأيزيدية ناديا مراد، حول قصة سبيها، وكان من بين الدوافع الأساسية لقراره زيارة العراق.
لذلك خصص جزءاً من كلمته في كنيسة الطاهرة الكبرى في قره قوش للحديث عنهنّ، وقال: “أودّ أن أشكر من عمق قلبي كلّ الأمهات والنساء في هذا البلد، النساء الشجاعات اللواتي يواصلن إعطاء الحياة بالرّغم من الانتهاكات التي يتعرّضن لها والجراحات التي تصيبهنّ. فلتحترم النساء وليمنحن الحماية! ليحظين بالاهتمام ويمنحن الفرص”.
وخلال توديعه رئيس العراق، برهم صالح، وزوجته في مطار بغداد صباح الاثنين، وبمناسبة يوم النساء العالمي، قيل للبابا هناك حاجة لإحياء “يوم عالمي للاحتفاء بالرجال”، فأجاب “الرجال محتفى بهم كلّ يوم”، بحسب ما نقل الصحافيون المرافقون للوفد البابوي.
6- فرنسيس قد يعود إلى المنطقة
في حديثه مع الصحافيين خلال عودته إلى روما قال البابا إنه قد يزور لبنان، تلبية لدعوة من البطريرك الراعي، وقال إنّ هذا البلد يواجه “أزمة حياة”، مثنياً على احتضانه للنازحين.
كما تحدث عن زيارة الأرجنتين والأوروغواي والبرازيل عندما ستتاح الفرصة، ولكنه أشار إلى أنه شعر بالتعب خلال هذه الزيارة أكثر من سابقاتها.
في رد على سؤال أحد الصحفيين بشأن إمكانية القيام بزيارة رسولية إلى سوريا، قال البابا إنه في الوقت الراهن يفكر بزيارة لبنان، ولكنه عبر عن “قربه من سوريا الحبيبة والجريحة التي يحملها في قلبه”.
[ad_2]
Source link