تراجع قيمة الليرة اللبنانية: شجار على علبة حليب “يختزل أزمة لبنان الاقتصادية”
[ad_1]
أثار مقطع فيديو يظهر عراكا في محل تجاري بإحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، بسبب عبوّة حليب، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشغل اللبنانيين لعدة أيام.
بدا الفيديو عاديا للبعض ومجرّد مقطع يوثّق خلافا بين شخصين، فتلك المشاهد تكرّرت في عدد من دول العالم مع تهافت الناس على تخزين السلع منذ انتشار فيروس كورونا.
إلا أن عددا كبيرا من المعلقين اللبنانيين رأوا أن الفيديو يعكس الوضع الاقتصادي “المرعب وحالة الشظف واليأس التي باتت تعتري شرائح عديدة من المجتمع اللبناني”.
اختزال للوضع الاقتصادي
بدأ الشجار عندما طالبت سيدة بحصتها من أكياس الحليب المدعوم من الحكومة بعد أن خلت رفوف المتجر منها. فبادر أحد الموظفين بأخذ كيس من سلّة زبون آخر كان قد اشترى أكثر من علبة، ثم قدمه للسيدة. فاحتج الزبون على تصرّف الموظف وتطوّر الخلاف بينهما إلى مشادة كلامية ثم تضارب بالأيدي.
انتشر المقطع وأثار ردود فعل غاضبة، دفعت إدارة المتجر لنشر بيان لتوضيح ما حدث مشيرة إلى أن أحد الزبائن “أصرّ على شراء كمية كبيرة من الحليب والزيت المدعومين دون مراعاة الكميات المحدودة المتوفرة من تلك الأصناف”.
كما أكدت إدارة المتجر التزامها بتوفير السلع بالتساوي مطالبة المسؤولين بـ “اقتراح حل شامل لأزمة البضائع المدعومة تجنبا لأحداث مماثلة”.
لم يهتم اللبنانيون ببيان المتجر التوضيحي، بقدر اهتمامهم بالبحث عن الحلول للخروج من “الوضع الاقتصادي الخانق”.
ويبدو أن المشهد الأخير ليس نادرا، إذ أظهرت مقاطع أخرى تسابق مواطنين على شراء السلع الأساسية في مناطق مختلفة من البلاد .
ووصف معلقون لبنانيون تلك المشاهد بالسريالية والمحزنة، كما شبها آخرون بـ”ألعاب أو مباريات الجوع ” في اقتباس واضح لعنوان فيلم ” مباريات الجوع” الذي يدور في إطار الخيال العلمي.
ولم يجد مدونون آخرون من حلّ سوى السخرية والضحك لمواجهة الواقع الراهن و”ضبابية المستقبل، وفق تعبيرهم”.
حتى أن البعض لجأ للمشاهد المركبة لمحاكاة ما يحدث فانتشرت صور كاريكاتورية لمقاتل مدجج بالسلاح وهو يستعد للذهاب إلى المتجر للحصول على احتياجاته اليومية.
في المقابل، يتهم معلقون أصحاب تلك الصور بالمبالغة وتضخيم الأزمة، ويدعون إلى الاتحاد لمراقبة ما يسمونه بـ”جشع الساسة والتجار”.
وتداول لبنانيون أنباء تشير إلى وجود حالات لاحتكار أو لإخفاء المواد الغذائية المدعومة بغية رفع أسعارها لاحقا.
وحمل آخرون المسؤولية كاملة للطبقة السياسية. ومن بينهم المغني راغب علامة الذي اتهم مسؤولين في بلاده بإذلال الشعب.
تضافر العوامل
يعيش لبنان منذ فترة على وقع أزمة اقتصادية حادة.
وفي الثالث من مارس/ آذار، عاد متظاهرون إلى الشوارع احتجاجا على تردي الأوضاع. ويأتي ذلك مع بلوغ سعر صرف الدولار نحو عشرة آلاف ليرة لبنانية.
وفي محاولة لتهدئة الشارع، طلب الرئيس اللبناني، ميشال عون، من حاكم مصرف لبنان فتح تحقيق في أسباب انهيار سعر الليرة.
ويرى لبنانيون أن الحلول “الترقيعية ورسائل الطمأنة والتحذير التي يرددها بعض السياسيين لن تغير الواقع”.
لذا ينادي بعضهم بمواصلة التظاهر حتى تغيير المنظومة السياسية بأكملها.
ويربط خبراء أسباب تراجع العملة المحلية بتوجه البنوك إلى سحب الدولار من الأسواق لزيادة رأس مالها بطلب من المصرف المركزي.
في حين تُرجع جمعية المصارف اللبنانية السبب إلى عدم الاستقرار السياسي وغياب أي دور جدي لتشكيل حكومة جديدة .
وتضافرت الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان منذ أشهر مع انتشار جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت في إنهاك اللبنانيين.
وبحسب تقديرات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “إسكوا”، فقد ارتفعت نسبة الفقر من 28 في المئة عام 2019، إلى 55 في المئة لغاية مايو / آيار 2020.
[ad_2]
Source link