فيروس كورونا: كيف جسده فنانون عرب على الشاشة؟
[ad_1]
- أميرة عباس
- بي بي سي نيوز عربي
شق فيروس كورونا طريقه من الأخبار إلى الفن في بضعة شهور، بينما وفرت المنصّات الإلكترونية متنفسا فنيا لتتحول أيام من شلل الحياة إلى أيام إبداع.
لذا يمكن الحصول على مادة درامية ثرية وأكثر من تجربة فنية، من بين المعروض على الإنترنت لمبدعين وشباب هواة، تطالعنا فيها كورونا من منظور غير إخباري.
نهاية مفتوحة
مع الإغلاق بسبب الوباء، جلس المواطن الخليجي حبيس بيته، يمضي أيامه أمام الشاشات.
ورغم محاولات الترويح عن النفس المتعددة التي قام بها، ينتهي به الأمر لأن يحمل سلاحه كالمهووس في ظرف 3 دقائق هي مدة هذه المونودراما من إخراج وتمثيل الفنان الكويتي، محمد أكوا، وقد أراد أن يعكس بها أعراضا ربما زارت من دخلوا قسرا في العزل الذاتي واجتنبوا أشكال الاختلاط والاجتماعات.
ويقول الفنان الذي يدير قناة باسمه على يوتيوب لـ بي بي سي عربي، إنها دراما نفسية بسيطة تبعث التسلية وتدور أحداثها بمنزله، وأوضح أنه ارتجل حالة ذهنية لشخص يعاني نقص المناعة “العصبية” وليس الصحية.
ويشرح لنا أن بطل العمل غير مستقر نفسيا، إذ نلاحظ عليه تقلب مزاجه وسرعة تغير سلوكه ونراه تارة يستمع للأخبار ثم يشاهد الكوميديا، ثم أفلام الرعب، ثم ينتقل إلى الأفلام الإباحية وأخيرا يتابع بعض المتطرفين دينيا ويصل للذروة ويحمل السلاح.
وعن هذا المشهد الأخير، يحكي أكوا عن تأثره بمشاهدة أمريكيين رافضين للأقنعة الواقية ومشككين في جدواها، فكان أن خرجوا حاملين البنادق لإظهار عدم الانصياع.
وأخيرا يؤكد أن للنهاية المفتوحة سحرا يزيد عن النهايات المغلقة، وأنه لم يرد أن يصدم المشاهد وتركه يتوقع ما يفعل البطل بالسلاح.
عائد غير مرحب به
كان وقتها صخب كورونا يعلو في مجتمعات الغرب وعلى رأسها إيطاليا، إذ أخذت تتكرر مشاهد فراق الحياة دون وداع فيما كان كورونا يتجول كالقاتل الصامت في الشوارع.
وقبل الصيف الماضي لم يستطع الإيطاليون تجاوز شرفاتهم أو حدود النوافذ، لكنهم رقصوا وغنوا بها متحدين رهاب الموت .
فكورونا وعلى غرار الرمز 007 الذي حمله جيمس بوند بطل أفلام الحركة، يمكنه أن يصبح شرسا ويقتل متى يرى ذلك ضروريا. كما أنه غامض بسبب أسئلة محيرة ارتبطت به ولم يعثر على إجابتها.
وأسهمت الفرضيات المشاعة عن الفيروس في أن لا يهدأ الضجيج حوله.
ولم يهدأ بدوره ذلك العائد من الخارج إلى دياره بالمغرب في ذلك التوقيت،. وكان يفترض بعودته أن تكون مؤثرة ودافئة، لكنها أثارت التوتر في الحي وأثارت حفيظة القاطنين به أمام محدودية العلم عن هذا الوافد.
وانتهى الأمر بالجيران بالتربص بالإبن العائد ليستأثروا بالفتك به وصرف لعنة كورونا.
ضيف غريب
ولم ينفرد العراق بتسجيل أولى الوفيات إقليميا فحسب، بل وبإجراء أول حوار مع كورونا.
ويدور فيلم “الكورونا في بيت محمد وخاله” في إطار هزلي، إذ يبدأ بقرع باب أحد البيوت ليفاجأ من بداخله، محمد شاب وخاله رجل مسن، بضيف غريب ذي رأس دائري تخرج منه أطراف مدببة، يدعى كورونا، ليبدأ الاثنان حوارهما معه بسؤال أزلي: “ما سر زيارتك بيتنا وهل قدمت للشاب أم للمسن”؟
كورونا.. أضغاث أحلام
لم يكن هذا الفيروس معروفا قبل 2020، فهو وجه جديد، اجتهدت مجاهر المختبرات حتى أتت بصورته فكانت عبارة عن جسم دائري محاط بنتوءات وشعيرات تبدو كالتاج.
لكن ليس بالضرورة أن تطابق هذه الأوصاف “الصورة الذهنية” التي نحملها بعقلنا الباطن، وهي ما اهتمت بتقديمها المنتجة والمخرجة المصرية التي تعيش في بريطانيا، هبة صلاح الدين، إذ سلطت عدستها على هذه الزاوية في فيلمها “الكابوس”و أخرجت وجها جديدا لكورونا.
فهل حقا طاردها شبح كورونا من خزانة الملابس؟
تقول هبة لبي بي سي إنها قدمت من مصر إلى بريطانيا لدراسة تخصص صناعة الأفلام بشكل أكاديمي، وقررت أن تجعل كورونا بطل مشروعها.
وحكت هبة أنها فريسة أحلام تزعجها، وأن كورونا هيأ بيئة مثالية لنموها ما أوحى لها بالقصة وسط ظلمة الإغلاق.
وصورت “الكابوس” في أبريل/نيسان 2020، في “مكان حقيقي”، بمحل سكنها لتجعل من لحظات الحجر محطة بارزة بمسيرتها الإبداعية.
وهي تعتقد أن ما قدمته “يسهل تصديقه” لأنه محاكاة لعنف الواقعِ، ومرارة كل من شعر بأن حياته تُسلب منه، مصيفة أن خسارة السينما والعجز الذي خيم على قطاعات فنية وغياب العروض الحية عاد بفائدة على المعروض بفضاء الإنترنت.
وتقول هبة إنها أرادت “حمل الناس على البوح والتفاعل”، مؤكدة أنها فتحت الباب كي تنهال حكايات أخرى.
كورونا ليست خيالا
صار لكورونا توليفة من الأفلام باسمه معروضة على الإنترنت، ومنها “انتقام فيروس كورونا”، “كورونا بالمدينة”، “كورونا الفقر” وأيضا “الجوع في زمن كورونا” والذي يسلط الضوء على كل من اضطرهم الفيروس للبقاء دون عمل وهدد أرزاقهم، وفيلم “كورونا في الجزائر”.
ويستعرض صانع هذا الفيلم الأخير، جلول رزوق زغلاش، صورة ذهنية أخرى عن الفيروس التي اتسعت لأكثر من وجه حسب الانطباعات الفردية.
ففي كل مرة يخرج فيها البطل الشاب للشارع و يتنقل دون مراعاة للإرشادات الموصى بها، يشعر أنه كالمطارد من كائن يتبعه كظله ويقتفي أثره.
وتحدثت بي بي سي إلى جلول الذي يدرس الاقتصاد بالجزائر ويهوى صناعة الدراما القصيرة، إذ يقول إن “ما قدمه مع أصدقائه ليس خيالا بحتا”.
ويضيف أنه صنع دراما بسيطة بتقييمه لأحوال الناس في الشارع الجزائري، بعد أن أضحى كورونا جاثما على قلوبهم وصاروا يفتقدون أشياء عُدت سابقا بديهية أو عادية أو حتى مملة، وبرصده لمن أبدوا مقاومة للضغوط المحيطة وللمتغيرات.
ولم يرد جلول بدوره أن يصل بقصته لنهاية محددة، وهو يتفق مع الطرح الذي يفيد بأن توقف السينما منح التفاتا لعمله المعروض على قناته الإلكترونية.
وبسؤاله عن بروز تحديات تشغيلية بسبب كورونا أثناء التصوير، يذكر جلول أن الخروج للشارع مثل بحد ذاته مشكلة كبرى، بسبب التضييق على وجود الناس فيه في ظل الأزمة “فما بالك بمن أراد حمل كاميرا تصوير في ظروف فريدة، والتجول بها في شوارع شبه فارغة بصفته هاو”.
يوميات كورونا
وقدمت لنا أيضا المخرجة التونسية، أريج الصحيري، فيلما يمثل لحظة توثيقية لأزمة لم يكن أحد بمنأى عنها.
ففي فيلمها “يوميات قايد محطة قطارات في تونس أيام الحجر”، قامت الصحيري برصد تفاصيل إضافية عن عام استثنائي للبشر بكل المقاييس.
ويركز النسيج الدرامي على شخصية العاملِ المكلف بمتابعة سير القطارات، بمحطة سيدي عثمان شمال غربي مدينة تونس، والذي أمضى 20 عاما على وقع مرورها ويربط روتين أيامه ويضبط وقته بها، من دون الاطلاع على ما تخبئ الأيام.
[ad_2]
Source link