حمد السريع: كان اسمي ضمن المطلوبين للاستخبارات العراقية
[ad_1]
- كان اسمي ضمن المطلوبين للاستخبارات العراقية وشاهدت بعيني آلات ومعدات التعذيب وبقايا الدماء متناثرة في كل مكان
- عدنا عند تحرير الكويت وكانت مشاهد الدمار والخراب تدمي القلب وتبكي العين
- العلاقات الكويتية -العراقية اليوم ممتازة ولابد من طيّ صفحة الماضي والتفكير في المستقبل
- حرائق آبار البترول وانقطاع الكهرباء أبرز ما شاهدناه عند تحرير الكويت والحرب تجعلنا نعرف صديقنا من عدونا
- على وزارتي التربية والإعلام دور كبير في تخليد ذكرى الغزو وتسليط الضوء على الشهداء والأسرى بشكل أكبر
- لا يمكن أن ننسى دور الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع الكويت في محنتها ودافعت عن الشرعية الكويتية
آلاء خليفة
اللواء حمد السريع كان شاهدا على الغزو العراقي الغاشم ولاسيما انه كان على رأس عمله حينها في وزارة الداخلية، وكان اسمه ضمن المطلوبين للاستخبارات العراقية.
وتحدث السريع في حوار خاص عن فترة الغزو والتفاف الكويتيين حول الشرعية الكويتية ودفاعهم المستميت عن ارض الوطن والتضحية من اجله بالغالي والنفيس.
كما استذكر الدور الرائع الذي قامت به الدول العربية والخليجية وكذلك الدول الصديقة الأجنبية الأميركية والأوروبية في الدفاع عن الكويت والمشاركة في حرب التحرير.
وذكر السريع ان للحرب دورسا لابد من الاستفادة منها، مشيدا بمتانة العلاقات الكويتية -العراقية، آملا طي صفحة الماضي والنظر الى مستقبل مشرق في العلاقات بين البلدين ..واليكم تفاصيل الحوار:
في البداية، ما ذكرياتك عن فترة تحرير الكويت اين كنت عندما سمعت الخبر وماذا تخبرنا عن تلك الحقبة؟
٭ في فترة تحرير الكويت كنت في مملكة البحرين مع اسرتي وفي يوم 27 فبراير تم استدعائي من قبل وزارة الداخلية انا و3 ضباط آخرين ولاسيما اننا كنا قد خضنا دورة تدريبية في المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض، ووصلنا الى الكويت وكان المشهد محزنا ومبكيا عندما شاهدت الدمار والخراب الذي حل بالكويت وآثار حرائق البترول مازالت موجودة والبلد بدون كهرباء والظلام الدامس في كل مكان، مشاهد لا يمكن نسيانها ويندى لها الجبين ولاسيما المناظر التي شاهدنا في مواقع التعذيب والأجهزة والمعدات التي كان يستخدمها العدو الغاشم في تعذيب رجال ونساء الكويت، ومازلت أتذكر مشاهد الدماء المبعثرة على الأرض والتي كانت تجعل قلبي يعتصر حزنا على أبناء بلدي الابرياء.
وبدانا بعدها بالاجتماع مع ضباط وزارة الداخلية للتنسيق فيما بيننا من اجل فرض الأمن مرة أخرى ومن ثم بعد عودة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد «رحمه الله» الى ارض الوطن، بدأت الأوضاع تستقر تدريجيا وعادت الحياة الى وضعها الطبيعي مع عودة المواطنين الذين غادروا البلاد في فترة الغزو.
ولو عدنا الى ما قبل فترة التحرير فماذا تخبرنا عن بداية الغزو العراقي؟
٭ لم يكن أحد يتصور ان يحدث مثل هذا العدوان الغاشم من دولة مجاورة كالعراق لاسيما انه كانت هناك تطمينات عربية ودولية، وكان التفكير في التهديد الحدودي فقط بين البلدين ولكن ليس احتلالا كاملا للكويت كما حدث في 2 أغسطس خاصة ان النظام العراقي كان مديونا بحوالي 160 مليار دولار، فكان المتوقع ان تكون هناك مناوشات حدودية من اجل الحصول على أموال.
ولكن في 2 أغسطس قام العراق بغزو الكويت وبعد يومين قرر والدي مغادرة الكويت ولم اكن ارغب في ذلك ولكنهم اصروا من اجل سلامة ابنائي وبقيت في الكويت حتى وصلني خبر وفاة والدي في الخارج واضطررت لمغادرة الكويت لاسيما ان اسمي كان من بين المطلوبين من قبل الاستخبارات العراقية، وغادرت الكويت في تاريخ 2 نوفمبر الى المملكة العربية السعودية ومن ثم انتقلنا الى مملكة البحرين.
كيف ترى الملحمة الوطنية التي سطرها ابناء الكويت المخلصون والمقاومة الشعبية لمواجهة العدوان العراقي الغاشم آنذاك؟
٭ بالفعل، سطر الشعب الكويتي رجالا ونساء ملحمة وطنية في التضحية والفداء والدفاع عن الوطن والذود عنه بالغالي والنفيس، وقدمت الكويت خلال الغزو العراقي الغاشم ابطالا من الشهداء والأسرى، وهناك ابطال تم تسليط الضوء عيلهم وآخرون لم يسلط الضوء عليهم ويستحقون تخليد أسمائهم في التاريخ، وقد قام الكويتيون خلال فترة الغزو بتوصيل الخبز والمواد الغذائية الى المنازل سواء للمواطن او المقيم على ارض الكويت، وكان الجيران يساعدون بعضهم البعض في الشارع الواحد فضلا عن الدور البطولي الذي قامت به المقاومة الشعبية آنذاك، وقد ألقي القبض على العديد من زملائي خلال فترة الغزو ونظرا لان اسمي كان ضمن المطلوبين قمت بالانتقال من منطقة الرميثية الى الجابرية ثم الشامية برفقة اسرتي وابنائي.
ايضا كيف وجدت دور الدول الصديقة والشقيقة التي ساندت الكويت من اجل التحرير؟
٭ الحرب تبين الصديق من العدو، وبالفعل كان للدول الشقيقة والصديقة دور فعال في الدفاع عن الشرعية الكويتية في المحافل الدولية والمشاركة في حرب تحرير الكويت وعلى رأسها دور المملكة العربية السعودية والموقف الصارم والوقفة الأخوية الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عندما قال جملته الشهيرة «الكويت لابد أن ترجع، هذا كل تفكيري، إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية، الحقيقة.. الموت والحياة تساوت عندنا واحد بواحد، بعدما احتلت الكويت وبعدما شفت بعيني وشلي عمل في الشعب الكويتي، يا نعيش سوا يا ننتهي سوا، هذا القرار الذي اتخذته ولا في أي سعودي ما اتفق معاي في نفس هذا القرار، يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي السعودية والكويت، لا يمكن تنتهي واحدة وتبقى الثانية».
فضلا عن الدور الرائع والوقفة الأخوية لجميع اشقائنا في الدول الخليجية وكذلك موقف جمهورية مصر العربية، ومن ناحية أخرى كانت هناك دول اتخذت موقفا مخزيا مع الكويت ووقفت بجانب النظام العراقي ولكن حساباتهم خاطئة وهم من خسروا.
كذلك لا يمكن ان ننسى دور القيادة الأميركية والبريطانية في حرب تحرير الكويت بمشاركة دول أوروبية عديدة وقفت بجانب الكويت والشرعية الكويتية حيث شاركت في حرب تحرير الكويت 33 دولة عربية واجنبية.
كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو خاصة للاجيال القادمة حتى يعلموا ما مر به اباؤهم من محنة وكيف استطاعوا التغلب عليها؟
٭ على وزارة التربية دور في توثيق احداث الغزو العراقي الغاشم في مناهج مدارس الكويت وأيضا في المناهج الجامعية بالإضافة الى دور وزارة الاعلام في تقديم برامج وحلقات وثائقية عن احداث الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت وتسليط الضوء على الشهداء والأسرى الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن.
ما الدروس المستفادة من فترة الغزو؟
٭ الحرب عبرة ولها دروس عدة مستفادة وتخبرك من صديقك من عدوك وان عليك ان تكون دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة أي حدث طارئ في أي وقت، وخاصة ان الفترة الحالية كان الوضع غير مطمئن استراتيجيا في المنطقة خاصة ان هناك حالة من الشد والجذب بين ايران وإسرائيل وقد تحدث في أي وقت ضربات ستؤثر بالطبع علينا في الكويت.
ولكن بشكل عام، فان الوضع السياسي الحالي في الكويت جيد في علاقاتها الديبلوماسية مع مختلف الدول ومنها علاقتنا مع النظام الإيراني او الحكومة الإيرانية وهناك انباء عن المصالحة وسعي ايران لعودة المصالحة، وهذا امر إيجابي بالنسبة للديبلوماسية الكويتية.
كيف تقيم العلاقات الكويتية -العراقية اليوم بعد مرور 30 عاما على الغزو ومستقبل تلك العلاقات؟
٭ العلاقات الكويتية -العراقية اليوم ممتازة ولا يمكن ان ننسى الدور الذي قام به أمير الإنسانية اميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد طيلة السنوات الماضية في توطيد العلاقات بين البلدين وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لمستقبل مشرق في العلاقات بين البلدين، ومؤخرا شاهدنا الاستقبال الرائع الحافل للمنتخب الكويتي في مدينة البصرة العراقية، ولابد ان يعلم الجميع ان النظام العراقي هو من غزانا وليس الشعب العراقي الذي كان مغلوبا على امره من قبل قيادة قاسية مجرمة في ذاك الوقت.
أبطال كويتيون
ذكر حمد السريع خلال الحوار ان هناك ابطالا من الشهداء والأسرى تم تسليط الضوء عليهم وعلى الدور البطولي الذي قاموا به خلال فترة الغزو العراقي الغاشم وهناك ابطال آخرون لم يسلط الضوء عليهم على الرغم من انهم يستحقون ولكنهم لم يريدوا ذكر أسمائهم ومنه بطل كويتي لم يرغب في ذكر اسمه هو من قام بتخريج ملفات الكويتيين الكاملة بالصور والسيديهات وقامت الحكومية الكويتية بتوثيقها في الأمم المتحدة، مؤكدا ان العراقيين لو ألقوا القبض عليه لقاموا بإعدامه هو واسرته.
غزو «كورونا»
قال حمد السريع اننا بعد مرور 30 عاما على الغزو العراقي الغاشم نعيش غزوا من نوع آخر وهو غزو «كورونا» هذا الفيروس الذي ضرب جميع دول العالم، ومن ضمنها الكويت، ورجعنا لذكريات أيام الغزو في الحظر والجلوس في المنازل وعدم الخروج الا للضرورة القصوى وان كانت استقرت الأوضاع نوعا ما مؤخرا بسبب الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة والطواقم الطبية وكذلك الجهات الأخرى التي تقوم بدور جبار خلال الازمة الحالية، وأود ان اشيد كذلك بالدور الذي يقوم به وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي في اعداد وتجهيز قواتنا المسلحة حتى تكون قادرة على التعامل عند حدوث أي أمر طارئ.
تهنئة القيادة السياسية
بمناسبة شهر الأعياد الوطنية رفع السريع أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد وللحكومة الرشيدة ولجميع المواطنين والمقيمين على ارض الكويت، بمناسبة ذكرى الأعياد الوطنية «العيد الوطني وعيد التحرير» داعيا الله عز وجل ان يديم على الكويت نعمة الامن والأمان والاستقرار في ظل القيادة السياسية الحكيمة.
اقرأ أيضاً:
[ad_2]