فيروس كورونا: تداعيات الوباء “أخرجت شركات من سوق الحفلات الفنية في مصر”
[ad_1]
في مثل هذه الفترة من كل عام اعتاد وليد منصور، الذي يعد أحد أكبر منظمي الحفلات الغنائية في مصر، أن يمضي أياما متواصلة في عمله دون راحة أو نوم، وذلك استعداداَ لحفلات عيد الحب.
لكن الوضع في هذا العام كان مختلفا للغاية، إذ مر عيد الحب دون حفلات بعد قرار الحكومة المصرية القاضي بإلغاء الاحتفالات والتجمعات في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا.
ويقول وليد لـ بي بي سي “توقف الحفلات الفنية أدى إلى تدمير مصدر أرزاق أسر كثيرة”، فهناك “شركات اختفت من السوق تماما، بينما تحولت شركتي إلى التركيز على الإنتاج الفني”.
أما الموزع الموسيقي، إيهاب عبد السلام، فقال “إن العازفين وأصحاب المهن المرتبطة بالحفلات الفنية يعانون بعد كورونا التي ربما لن تنتهي من حياتنا إلى الأبد”.
يأتي ذلك فيما أعلنت دار الأوبرا المصرية إقامة خمس حفلات بإجراءات احترازية، بدأت من ليل الخميس، وأحياها 15 فنانا مصريا وعربيا وذلك للاحتفال بعيد الحب، في محاولة للخروج من شرنقة كورونا وتأثيرها السلبي، سواء على الناس أوعلى سوق الحفلات الفنية.
أرباب المهن الفنية
طبقا لقرارات الحكومة المصرية الأخيرة، يمكن تنظيم بعض الحفلات في المراكز الثقافية بإجراءات احترازية محددة مسبقا.
يقول مدير دار الأوبرا المصرية، مجدي صابر، في حديث لـ بي بي سي “لا يمكننا التوقف عن تقديم الحفلات للناس للترفيه عنهم، أو لتحريك سوق الحفلات والموسيقى بشكل إيجابي، للحفاظ على أرباب المهن الفنية والحفاظ على حيوية الحياة الفنية في مصر”.
لكن الأمر مكلف ومعقد، فطبقا لصابر، نشرت الأوبرا المصرية معدات بالمسارح لقياس الحرارة عن بعد، كانت الصين قد منحتها لمصر، إضافة إلى ثلاثة مستويات من مراقبة الإجراءات الاحترازية، مضيفا بأن تلك الإجراءات أمنت الاستمرار في تقديم الحفلات الفنية، بطاقة 50 في المئة في المسارح المكشوفة.
لكن تكاليف الإجراءات الاحترازية، التي تتحملها مؤسسات كبيرة مثل الأوبرا، من الصعب، وفق خبراء، أن يتحمل مثلها القطاع الخاص لإقامة حفلات فنية.
حفلات عبر الإنترنت
لجأ عدد من المطربين في مصر لتقديم حفلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مجاني، بتمويل من شركات ورجال أعمال وذلك في أثناء الحظر الذي فرضته الحكومة المصرية العام الفائت.
ومنذ ذلك الحين، باتت فكرة إقامة الحفلات عبر الإنترنت ونقلها من دون جمهور بديلا مؤقتا، وفي رأي بعضهم أصبحت بديلا دائما للحفلات الفنية بشكل عام.
لكن منظم الحفلات، وليد منصور، يرفض إقامة حفلات أونلاين، ويبرر ذلك بأن “المطرب يحتاج إلى جمهور كلاعب الكرة تماما، والحفلة لا يزال لها في قلوب الناس مكانة خاصة”.
وأضاف منصور أنه “يجب أن تكون هناك حلول، ولنا في دار الأوبرا مثل وقدوة أو في كأس العالم لكرة اليد الذي خرج بشكل جيد ودون إصابات. إذا استطعنا تنظيم ذلك بهذه الكفاءة، فلماذا لا تصبح الحفلات بإجراءات يتفق عليها”؟
أما الموزع الموسيقي، إيهاب عبد السلام، فيقول إن “المستقبل لن يكون لهذا الأسلوب في تقديم الحفلات أبدا”، مضيفا أن “الموسيقى فعل جماعي وليس فردي، وهو ما يبرر جلوس الفرقة بجانب بعضها بعضا بطريقة معينة لتصل النغمة بشكلها الصحيح للمتلقي، أما الآن فإن ذلك أصبح صعبا، فكيف تكون المسافة بين عازف وآخر أكثر من متر”؟
الرابحون بسبب كورونا
رغم الخسائر الضخمة التي تكبدها قطاع الإنتاج الفني خلال فترة كورونا، فإن الرابحين الجدد هم المنصات الرقمية التي خرجت في الآونة الماضية، وأصبحت منافسا شرسا في الإنتاج الفني، وذلك فضلا عن بعض القنوات التلفزيونية التي اتجهت أخيرا لإنتاج المسلسلات الدرامية، وأصبحت تتنافس على الإعلانات بشكل كبير سواء للترفيه أو محاولة الاستفادة القصوى من الوضع الحالي.
ويقول الكاتب المتخصص في الإعلام الرقمي، محمد فتحي، إن “الحفلات الافتراضية ستشكل تهديدا على المدى الطويل للحفلات الحقيقية، تماما مثلما فعلت منصات كـ “نتفليكس” في صناعة السينما والدراما في العالم”.
لكن هناك آخرين يرون أن الحفلات الحقيقية ستعود مرة أخرى لتنافس وبشدة، إذا عادت بكامل طاقتها.
ويضيف فتحي لبي بي سي أن “مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الذكية تمكنت من تحقيق أرباح ضخمة للغاية، خلال العام الماضي في ظل وباء كورونا”.
“المنصات الرقمية ستستمر لسهولة الوصول إليها، سواء عن طريق التليفون المحمول أو عن طريق الشاشات الذكية، التي انتشرت بشكل كبير في البيوت العربية”.
[ad_2]