تربويون لـ الأنباء التقييم العادل | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الطراروة: الاختبارات «أونلاين» مطروحة إذا توافرت لها الآلية والتقنية
- الصانع: لابد من وضع الخطط المناسبة لمواجهة جميع الاحتمالات
- د.زمان: نأمل وضع خطة لإنقاذ التعليم ومعالجة الأخطاء السابقة
- العصيمي: نجاح الجميع بمعدلات مرتفعة مشكلة تحتاج لإعادة نظر
- عبدالحميد: يجب ألا نأتي في الوقت الضائع ونبحث عن حلول!
عبدالعزيز الفضلي
«غصب على البل تركب جاريات السفن».. مثل يضرب في حالة اضطرار المرء إلى القيام بأعمال لا يحبها ولا رغبة له في القيام بها، وهكذا كان حال وزارة التربية التي أجبرتها جائحة كورونا على تطبيق نظام «التعليم عن بعد» للعام الثاني على التوالي، رغم أنها تعرف جيداً أن مخرجاته أقل من المأمول، لكنها استسلمت للأمر الواقع وأعلنت استمرار التعليم عن بعد في الفصل الدراسي الثاني، الأمر الذي جعل عددا من التربويين يتفاعلون مع قرار الوزارة خاصة في ظل الظروف الصحية الحالية وانتشار فيروس كورونا، وقالوا لـ«الأنباء» انه لا يوجد أي بديل آخر لاستمرار التعليم سوى عبر «الأون لاين» وهذا ما تطبقه حالياً دول العالم، مشيرين إلى تجاوب المعلمين والمتعلمين بشكل كبير مع نظام الحصص الافتراضية المتزامنة وغير المتزامنة، وكانوا على قدر كبير من فهم طبيعة العمل من خلال برامج وتطبيقات التعليم عن بُعد المعتمدة من قبل الوزارة. وبينوا ان تجربة التعليم عن بعد تعتبر من التجارب الممتعة ذات الفعالية الكبيرة والتي قد تفوق التعلم التقليدي في بعض الأحيان لكننا نحتاج لخطة عمل منظمة ومتطورة باستمرار وقيادة قادرة على الإدارة الصحيحة.
وذكروا أن التحدي الأكبر الذي تواجهه وزارة التربية هو النجاح بمعدلات مرتفعة جداً، فالجميع ناجح ومتفوق! فهل كانت النتائج التحصيلية للمتعلمين واقعية؟ مشددين على ضرورة إعادة النظر في آلية التقييم وفرض ضوابط جادة للتحقق من هوية المتعلمين وانه ليس هناك من يؤدي دور المتعلم بدلاً عنه.
وأكدوا ضرورة عدم ترك الأمر لردود الأفعال خاصةً فيما يتعلق باختبارات نهاية العام الدراسي فإن كانت الامتحانات ورقية أو إلكترونية ينبغي الإعلان مبكرا لاستعداد الجميع مع أهمية الانتباه من عدم تأثيرها على الاعتراف الدولي لشهادة الثانوية العامة، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، أكد مدير ثانوية جاسم الخرافي للبنين جاسم الطراروة انه في ظل الظروف التي تمر بها البلاد والعالم أجمع، ومن قبيل الوقاية خير من العلاج، وحماية لأبنائنا الطلاب والهيئة التعليمية، ورغبة في استمرار مسيرة التعليم في دول الكويت اتخذت الوزارة قرارا بأن يكون التعليم عن بعد هو المعتمد في الفصل الدراسي الثاني، مشيرا الى ان هذا القرار موفق نظرا لما أشرنا إليه من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وارتفاع حالات الإصابة بين الفئة العمرية في سن الدراسة، خاصة بعد ظهور تحورات للمرض تصيب الفئات العمرية الأصغر.
وأضاف الطراروة: أرى أن الوزارة أصابت في قرارها باعتماد التعليم عن بعد، والمنصب على حماية النشء والمجتمع من خطر انتشار هذا المرض، كما اعتقد أن خطة التعليم عن بعد حققت المطلوب منها خلال الفصل الدراسي الأول، لافتا الى تجاوب المعلمين والمتعلمين بشكل كبير في الحصص الافتراضية المتزامنة وغير المتزامنة، وكانوا على قدر كبير من فهم لطبيعة العمل من خلال برامج وتطبيقات التعليم عن بعد المعتمدة من قبل وزارة التربية، وتعاملوا معها بكل أريحية في الأعمال اليومية والواجبات وأوراق العمل، وذكر الطراروة تبقى آلية التقييم في نهاية العام، وهي الملاحظة التي وقع فيها اختلاف متفاوت بسبب طبيعة المواد العلمية، ويمكن اعتماد اقتراح إجراء الاختبارات الورقية في نهاية العام، وذلك بعد الاطمئنان إلى الوضع الصحي في البلاد والتنسيق مع وزارة الصحة وسرعتها في القيام بعملية التطعيم وسرعة انحسار المرض والسيطرة عليه، موضحا انه يبقى خيار اعتماد الاختبارات بطريقة (اونلاين) مطروحا إذا توافرت له الآلية والتقنية التي تساعد على إجرائه بشكل يضمن أداء جميع الطلاب للاختبارات في وقت واحد دون التعرض لمشكلات في الجانب التقني كانقطاع الإنترنت أو توقفه (وهذه مشكلات متوقعة الحدوث طالما أن الاختبارات ستكون عن بعد في أماكن تواجد الطلاب في بيئتهم المنزلية بظروفها المتفاوتة)، مع توفير طريقة للحد من الغش في نفس الوقت، وإلا تبقى آلية التقييم التي اعتمدت في الفصل الدراسي الأول من مشاريع وبحوث، وتقارير قائمة ومعتمدة إذا اضطررنا إليها تبعا لتطورات الوضع الصحي، داعيا الله العلي القدير أن نتجاوز هذه الفترة بخير وسلامة وان تعود الحياة الى طبيعتها.
خطط استباقية
من جانبه، قال مدير ثانوية الراعي النميري للبنين صلاح الصانع انه من المريح أن يتخذ قرارا ينظم سير العملية التعليمية للفصل الدراسي الثاني في هذا الوقت، وحقيقة كان الأمر متوقعا لتطورات أزمة كوفيد-19 مشيرا إلى انه لابد من الاتفاق على أن السلامة تأتي أولا ثم العمل والإنجاز، وعليه لابد من وضع الخطط المناسبة لمواجهة جميع الاحتمالات المتوقعة للأيام القادمة وهو لب عمل إدارة الأزمات وأساس نجاح المساعي والأهداف.
وأصاف الصانع: ينبغي الانتباه إلى شهادة الثانوية العامة للصف الثاني عشر للعام الحالي، فقد ساهم قرار الوزير الأسبق د.سعود الحربي في تحصينها واعتمادها عالميا، واني على يقين أن لهذا الأمر أولوية في الوزارة، مشيرا إلى انه ينبغي الوصول لقرار بشأن التقييم بعد تلك الاجتماعات العديدة وعدم ترك الأمر لردود الأفعال، فان كانت الامتحانات ورقية ينبغي الإعلان لاستعداد الجميع (طالب – معلم – مدرسة) أو امتحانات إلكترونية ويجب الانتباه من عدم تأثيرها على الاعتراف الدولي لشهادة الثانوية العامة.
إستراتيجية إنقاذ
أما عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت ورئيس الجمعية الكويتية لأمن المعلومات د.صفاء زمان فأكدت انه بعد انتشار جائحة كورونا في بداية العام الماضي والتي كانت لها دور كبير في تسريع التحول الرقمي بدأت دول العالم تطبيق التعلم عن بعد، والكويت ماثلت تلك الدول في تطبيقها، موضحة ان التجربة كانت جديدة علينا بالرغم من وجود إدارة مختصة في جامعة الكويت للتعلم عن بعد لأكثر من 10 سنوات ماضية والتي ظهر تقاعسها الآن حيث إن عملية التعلم عن بعد كانت تجربة جديدة على الجامعة وكأن هذه الإدارة غير موجودة.
وأضافت زمان: بغضّ النظر عن ذلك وفقدان الخبرة الكافية لإدارة هذه التجربة الجديدة على وزارة التربية لكننا نستميح العذر للأخطاء التي نجمت عنها لكونها تجربة جديدة والتي كانت من أهمها عدم حماية خصوصية المستخدمين ونشر بياناتهم بصورة عشوائية وغير مدركة لعواقب هذا العمل، إلى جانب ذلك عدم قدرة بعض العاملين على استخدام أدوات المنصة التي تم إقرارها من وزارة التربية وهي منصة «تيمز»، بالإضافة إلى الأخطاء الكثيرة التي تم إصلاح بعضها من قبل الشركة وأخرى مازلنا نعاني منها إلى جانب عدم قدرة مشرفي النظام على تنظيم العمليات وتوزيع المهام بالصورة المطلوبة، ناهيك عن رداءة أدوات الاختبار التي جعلت من عملية الغش والحصول على الدرجات من الأمور الميسرة لدى غالبية الطلبة وعدم جدية التعلم لدى البعض. لكنها تعتبر تجربة مميزة بسيئاتها وإيجابياتها والأهم أننا اكتسبنا مهارات كنا نفتقدها سواء من قبل المدرسين أو الطلبة.
وبينت د.زمان ان الغريب في الموضوع أن وزارة التربية بأجهزتها وكوادرها لم تستفد من تلك الخبرة ولم تقم بإصلاح نقاط الضعف في المنصة أو المناهج أو حتى تعديل وسائل الاختبارات والتعليم. والأهم من ذلك أنها لم تستفد من بيانات النظام لتطوير المنظومة التعليمية وتحسين منهجية العمل، ولم تستفد من الأنظمة المميزة التي تم استخدامها من قبل دول أخرى، مضيفة أن الأدوات التعليمية تطورت وتنافست الشركات التقنية ووزارة التربية لم تستفد من هذا الكم الهائل من الخبرة وأقرت النظام السابق بأخطائه وفوضوية أدواته. وأوضحت انه ومع إقرار وزير التربية والتعليم العالي للتعليم عن بعد في الفصل الدراسي الثاني، كنا نأمل أن تكون لوزارة التربية خطة واستراتيجية لإنقاذ التعليم، فأدوات التعلم عن بعد تطورت كثيرا وخاصة في هذه الحقبة المميزة والسريعة التي نعيش بها، منوهة إلى أن تجربة التعليم عن بعد تعتبر من التجارب الممتعة ذات الفعالية الكبيرة والتي قد تفوق التعلم التقليدي في بعض الأحيان لكننا نحتاج إلى خطة عمل منظمة ومتطورة باستمرار وقيادة قادرة على الإدارة الصحيحة والعطاء اللامتناهي، فالأمم لا ترتقي ولا تحيا إلا بالعلم، والعلم فقط.
مواكبة التطور
من جانبه، قال الموجه الفني للعلوم ضاوي العصيمي إن وزارة التربية وجدت نفسها مجبرة على التحول للتعلم عن بعد بعد توقف التعليم عدة شهور خلال العام الماضي فكان لابد لضمان استمرارية العملية أن تواكب هذا التحول، مشيرا الى ان جائحة كورونا فرضت واقعا جديدا على كافة المجالات منها التعليم وكما كنا نتوقع في ظل استمرار الجائحة أن يستمر التعلم عن بعد إلى الفصل الدراسي الثاني حيث اعتمد وزير التربية قبل أيام قليلة قرارا باستمرار الدراسة في جميع المراحل التعليمية عن بعد وهذا بلا شك يعتبر طوق النجاة من أجل حماية أبنائنا الطلاب والهيئة التعليمية من مخاطر تفشي الوباء.
وأضاف: رغم ما واجهه الميدان التربوي من تحديات كثيرة أثناء تطبيق التعلم عن بعد خلال الفصل الدراسي الأول إلا أنه استطاع بجهوده المخلصة من المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية إيصال مركب التعليم إلى بر الأمان، لافتا إلى أن الوقت مناسب الآن لإعادة تقييم تجربة التعلم عن بعد بجميع جوانبها قبل استئناف الدراسة الفصل الثاني في الأول من مارس، لذلك ينبغي على المسؤولين في وزارة التربية تقييم مسار عملية التعلم عن بعد وفرض مزيدا من الإجراءات لتحسين جودته، فعلى سبيل المثال يمكن التحول من التعلم غير المتزامن إلى المتزامن في المرحلة الابتدائية الصفوف الثلاث الأولى بلا شك سيحقق مزيدا من التفاعل بين المتعلم والمعلم أو يمكن الدمج بينهما.
ونوه العصيمي إلى ان التحدي الأكبر الذي تواجهه وزارة التربية هو النجاح بمعدلات مرتفعة جدا فالجميع ناجح ومتفوق! فهل كانت النتائج التحصيلية للمتعلمين واقعية؟ مشددا على ضرورة إعادة النظر في آلية التقييم.
مع فرض ضوابط جادة للتحقق من هوية المتعلمين وانه ليس هناك من يؤدي دور المتعلم بدلا منه. فيجب التأكد من شخصيه المتعلم ويتحقق ذلك بفتح الكاميرا وحسب ما يراه المعلم ضروريا.
وتابع أنه بلا شك عدم قدرة المعلم على رؤية المتعلمين قد يدفعهم تدريجيا إلى غياب عنصر التفاعل المباشر وتتسع الفجوة بينهم وينعدم التركيز وبالتالي لا يحدث تعلم حقيقي موضحا انه يمكن أن يؤدي هذا الإجراء تدريجيا إلى اعتماد بعض المتعلمين على انفسهم بدلا من اعتمادهم على والديهم فالمتعلمون اجتازوا تجربة التعلم عن بعد بنجاح، ولديهم القدرة على التعامل مع الوسائل التكنولوجية.
معالجة السلبيات
أما المعلم محمد عبدالحميد فأكد انه لا يوجد بديل أمام التربية سوى اتخاذ قرار استمرار التعلم عن بعد منوها ان كل دول العالم الآن تطبق هذا النظام.
وأضاف صحيح أن سلبياته كثيرة لكن الصحيح أيضا انه لا يمكن إيقاف التعليم خاصة أن المسألة طالت وقد تطول اكثر لافتا إلى أنه يجب التركيز على هذا النظام الجديد علينا ومعالجة سلبياته والاستعداد كذلك للاختبارات الإلكترونية التي قد تفرضها الظروف ويجب ان نكون مستعدين لها وفق خطة موضوعة دون أن نأتي في الوقت الضائع ونبحث عن حلول.
[ad_2]
Source link