راغب علامة استمراريتي خلطة سحرية | جريدة الأنباء
[ad_1]
بيروت – بولين فاضل
«غير متفائل بإمكان تغيير واقع لبنان الدراماتيكي»، يقولها الفنان راغب علامة بلغة المراقب والمتيقن بأن علة العلل في لبنان هي نظامه المريض والمعقد، فلطالما استشعر راغب هذا الخلل وجزم بقرب وقوع الانهيار، فاختار أن يحذر وينّبه من خلال أغنية «طار البلد» التي طرحها قبل بضعة أشهر، قال كلمته ولم يمش من البلد لكنه عايش انهياره، فطار كما يعتبر مفهوم الوطن في ضوء حكمه على أيدي عصابات ومافيات وفاسدين.
وبالرغم من امتلاك راغب للجنسية الكندية، فإن فكرة الرحيل عن لبنان لا تراوده أبدا، فالمستقبل مثلما يقول صار وراءه فيما مستقبل ولديه خالد ولؤي هو كل ما يعنيه، ومن هذا المنطلق كان دعمه لقرارهما المغادرة إلى دبي لتأسيس حياة في أرضية آمنة، لاسيما في ظل قناعته بأن لا شيء يضمن أن يعمل ابناه ويؤسسا في لبنان قبل أن يقع انفجار أو يحصل تطور ما ليقضي على ما بنياه ويعيد الوطن سنوات إلى الوراء، ويقول راغب: عندما أصغي إلى ابنيّ يتحدثان، أشعر بأن لدي رجلين تربيا بشكل جميل وبالتالي فإن علمهما وفكرهما وأخلاقهما هي عوامل مساعدة لنجاحهما في الحياة، فكل ما يعنيني اليوم هو أن يكونا مرتاحين وناجحين وبمنأى عن الخطر.
ويعود راغب علامة بالذاكرة إلى يوم الرابع من أغسطس يوم وقوع انفجار مرفأ بيروت، فيروي أنه كان وزوجته جيهان على طريق المطار فيما ابنه البكر خالد في أحد مطاعم وسط بيروت التجاري وابنه لؤي في منزلهم الجبلي، جميعهم نجا بقدرة رب العالمين، ويقول راغب إنه شكر ربه بعدد رمال البحار على سلامتهم واقتصار الخسائر على الماديات في منزل العائلة الواقع في وسط العاصمة، ويضيف: حين دخلت المنزل، كان من دون أبواب ولا مداخل، كل ما فيه تحطم وقد كان بيت الأحلام الذي أمضيت سنتين ونصف السنة في إنجازه و«حطيت فيه دم قلبي ووقتي».
ولأن الحياة تستمر بالرغم من كل الأزمات ومنها أزمة كورونا، أعد راغب كمّاً من الأغنيات التي توافق مختلف المواسم والمواقف وهو ينتظر هدوء عاصفة كورونا بعض الشيء للإفراج عن أغنياته تباعا ومن بينها أغنيات يصفها بالأغنيات «الصرعة»، ويؤكد أن سر استمرارية نجاحه بعد 38 سنة من الفن هو خلطة سحرية من مجموعة عوامل منها عشقه للمهنة وجديته في العمل وإدارته الفنية الجيدة وتأقلمه مع التطور وروح الشباب ورضى الله والوالدين، أما تعبير بلوغ القمة فلا يحبذه وإنما يفضل عليه مفهوما آخر هو أن الفنان أشبه بغطاس ينزل أعماق البحر في اتجاه تحقيق أهداف له.
[ad_2]
Source link