الأبحاث التخييم والرعي الجائر ساهما | جريدة الأنباء
[ad_1]
- خليل لـ «الأنباء»: التربة في الكويت مالحة وشديدة التآكل والغطاء النباتي قليل جداً
- الدراسة شملت نباتات: الطلحة والرمث والعرفج واللبانة والأولى الأعلى تحملاً للملوحة
- البذور المزروعة طريقة فعّالة مقارنة بزراعة الشتلات في برامج إعادة الغطاء النباتي
- هناك نقص في المعلومات حول قدرة تحمل النباتات المحلية لمستويات الملوحة المختلفة
دارين العلي
في ظل ما تشهده البيئة البرية في الكويت من تدهور سواء بسبب العوامل الطبيعية أو الممارسات البشرية والتي أدت إلى فقدانها لعناصر مهمة لاستدامتها كالنباتات الفطرية، قام معهد الكويت للابحاث العلمية بإنجاز مشروع لتقييم مدى امكانية إعادة تأهيل عدد من هذه النباتات في الكويت عبر زراعتها مجددا.
وقد نجح المعهد من خلال هذه الدراسة التي تمت على 4 انواع من النباتات المحلية وهي: الطلحة والرمث والعرفج واللبانة في تحديد قدرة تحمل الملوحة والظروف المختلفة للتربة في عدة مواقع والتوصية بزراعة البذور بدلا من الشتلات اذا كان المستهدف إعادة تأهيل الغطاء النباتي على نطاق واسع.
«الأنباء» تحدثت مع مديرة برنامج الزراعة والنظم البيئية الصحراوية في المعهد د.ماجدة خليل التي تدير المشروع للاطلاع على تفاصيله ومدى قدرته على التقليل من المشاكل التي تعانيها البيئة البرية في هذا المجال.
وأكدت خليل، انه إدراكا لمشاكل التصحر وملوحة التربة في الكويت والجهود المبذولة في إعادة الغطاء النباتي الصحراوي ونقص المعلومات عن قدرة تحمل النباتات المحلية لمستويات الملوحة المختلفة، ينبغي عمل دراسة فحص مماثلة لتحمل الملوحة على الأنواع النباتية الأساسية المتبقية، موضحة ان الكويت تعتبر من الدول القاحلة التي تشهد صيفا حارا وجافا وطويلا، وعواصف رملية متكررة، وأمطارا منخفضة للغاية وغير منتظمة خلال أشهر الشتاء التي تعتبر موسم النمو النموذجي لمعظم النباتات المحلية في صحراء الكويت.
وأضافت خليل: في النظم البيئية الصحراوية المحلية تعتبر النباتات الحولية أكثر الأنواع وفرة تليها النباتات المعمرة والشجيرات وشجرة واحدة فقط وهي «الطلحة»، في حين تعتبر التربة في الكويت مالحة وشديدة التآكل ولها غطاء نباتي قليل جدا ومحتوى عضوي منخفض.
الممارسات البشرية
وذكرت ان الاضطرابات البشرية مثل العمليات العسكرية والتخييم خلال أشهر الشتاء واستخدام المركبات على الطرق الوعرة والرعي غير الخاضع للرقابة أدت إلى زيادة تدهور التربة كما ساهمت في تدني الأنواع النباتية المحلية وأحيانا اختفائها، مشددة على ان عملية الاسترداد للنظم الإيكولوجية القاحلة الناجمة عن الاضطرابات البشرية المختلفة أبطأ من النظم الإيكولوجية الأخرى ويمكن أن تستغرق وقتا طويلا، ولذلك فإن فهم وظائف النباتات وتفاعلها مع التقنيات الزراعية المختلفة في البيئات الصعبة أمر ضروري للقيام بمشاريع استعادة الغطاء النباتي.
ولفتت الى ان نجاح هذه البرامج يعتمد على الاختيار الفعال لأنواع النباتات الأكثر ملاءمة لهذه الأغراض، وينبغي أن يستند اختيار النباتات التي يجب إدراجها في برامج إعادة الغطاء النباتي إلى تقييم مدى قدرتها على التكيف وتحمل الجفاف والملوحة والنمو في ظل الظروف المحلية السائدة، إضافة إلى ذلك يعد تقييم وتوحيد معايير تقنيات الزراعة أمرا أساسيا للتنفيذ الفعال لأي برنامج لإعادة الغطاء النباتي، حيث إن طريقة الزراعة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على بقاء ونمو الشتلات وخاصة في المناظر الطبيعية القاحلة المضطربة.
نقص الأبحاث
وتابعت: معظم الأبحاث التي أجريت في الماضي ركزت على دراسات إعادة الغطاء النباتي وزراعة شتلات وأدائها بعد ذلك في الحقل، ومع ذلك فإن الزراعة المباشرة للبذور سواء كانت مجهزة أم غير مجهزة ـ والتي عادة ما تكون فعالة للغاية ـ لم تتم تجربتها كوسيلة لإعادة الغطاء النباتي في الكويت، وبالرغم من أن التربة الصحراوية ملحية بشكل عام، فلا تتوافر معلومات شاملة عن مستوى تحمل الملوحة لأنواع النباتات المحلية بالكويت ولا يعرف الكثير عن البكتيريا التي تصيب هذه الأنواع الفطرية وقدرتها على تثبيت النيتروجين، وتعتبر معرفة أكثر أنواع البكتيريا الموجودة في المجموع الجذري ووفرة السلالات الموجودة في النظام البيئي الصحراوي وكيف يمكن أن يؤدي استخدام اللقاحات البكتيرية المعزولة من سلالات مختلفة، إلى زيادة محتوى النيتروجين، كما أن الكتلة الحيوية النباتية الكاملة لهذه الأنواع ستكون مفيدة للغاية عند اختيار الأنواع في برامج إعادة الغطاء النباتي.
تعاون علمي
وأوضحت خليل ان المشروع تم البدء به في سبتمبر 2015 بتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، حيث درس فعالية تقنيات الزراعة وتحمل الملوحة لأربعة أنواع نباتية محلية وهي: الطلحة والرمث والعرفج واللبانة وتم عزل وتحديد البكتيريا الحرة المثبتة للنيتروجين، والبكتيريا الرايزوبية من التربة المحيطة وعقيدات الجذر من هذه الأنواع للتوصل إلى إمكانية تثبيت النيتروجين بها، وتم تنفيذ المشروع من خلال سبع مهام رئيسية لإنجاز الأهداف المحددة ومن أهمها توحيد تقنية الزراعة الفعالة لنباتات الطلحة والرمث والعرفج واللبانة لاستخدامها على نطاق واسع، وتطوير مصفوفة تحمل الملوحة من الأنواع المختارة، والتي سوف يتم استخدامها في مشاريع إعادة الغطاء النباتي واعادة التأهيل في المستقبل على أساس المستويات السائدة لملوحة التربة في المناطق الصحراوية، وتحديد تأثير التلقيح بمختلف انواعه على نمو الشتلات.
وقالت انه تم إنجاز المشروع بواسطة عدة مهام منها: تقييم التقنيات الزراعية، اختيار الأنواع النباتية التي تمتلك صفات تحمل الملوحة، وتأثير استخدام التطعيم على النمو، وتكوين العقد الجذرية، ونسبة النيتروجين الكلي في النباتات المحلية المختارة، التحليل المختبري، وأخيرا التحليل الإحصائي وتقييم النتائج.
أبرز النتائج
أما أبرز النتائج المتحصلة من هذه الدراسة فلفتت الى انها تسجيل الشتلات المزروعة أعلى نسبة للبقاء ولمجموع تراكم الكتلة الحيوية النباتية في جميع الأنواع الأربعة، وذلك مقارنة بالشتلات التي تم إنشاؤها من البذور المجهزة وغير المجهزة ومع الأخذ بعين الاعتبار فعالية زراعة البذور مقارنة بزراعة الشتلات، ويمكن أن تزرع بذور النباتات الأربعة مباشرة إذا تم اتخاذ تدابير لاحقة للسيطرة على الري والأعشاب الضارة، كما لوحظ تفاوت مستوى تحمل الملوحة بشكل كبير بينها، واستنادا إلى نتائج الدراسة الحقلية ودراسة البيت المحمي، سجلت الطلحة أعلى مستوى لتحمل الملوحة تليها الرمث، وتأثرت الطلحة سلبا عندما تعرضت لمستوى عال جدا من الملوحة من حيث البقاء على قيد الحياة والنمو على المدى الطويل، وأظهرت شتلات نبات اللبانة أعلى حساسية تجاه معاملات الملوحة من خلال تراكم أكبر كمية من البرولين، بينما تنتج شتلات الرمث أقل كمية منه مما تظهر حساسية أقل للملوحة بين جميع الأنواع الأربعة، وحددت الدراسة جميع المكونات لـ50 مثبتا للنيتروجين من التربة الجذرية لنباتات الرمث والعرفج واللبانة بالإضافة الى العقيدات الجذرية للطلحة، إضافة إلى أن دراسة البيت المحمي أظهرت أن استخدام لقاح البكتيريا المعزولة كان ناجحا، وأنتج زيادة جيدة في الكتلة الخضرية والكتلة الحيوية النباتية الإجمالية مقارنة بالشتلات غير الملقحة.
توصيات الدراسة
وأشارت خليل الى انه من بين التوصيات كثرة عدد البذور المطلوب زراعتها لتحقيق الإنبات الجيد ونمو الشتلات لاحقا لأن بعض بذور النباتات المحلية صغيرة جدا في الحجم، ومع ممارسة زراعة الشتلات جنبا إلى جنب، يمكن للبذور المجهزة للنباتات الأربعة أن تزرع مباشرة لأن لديها نسبة بقاء وتراكم الكتلة الحيوية النباتية الإجمالية مماثلة تقريبا مقارنة بالشتلات المزروعة بعد 22 شهرا، موضحة ان البذور المزروعة طريقة فعالة مقارنة بزراعة الشتلات في برامج إعادة التأهيل أو إعادة الغطاء النباتي على نطاق واسع، ومع ذلك يجب تزويد الأنواع المحلية المزروعة مباشرة أو المزروعة بالري الكافي خلال أشهر الصيف، والسيطرة على الأعشاب الضارة، وتخصيبها في البداية للتغلب على أي منافسة من الأنواع المشتركة غير المرغوبة.
وتابعت: يجب أن تتم زراعة نباتات العرفج واللبانة في المواقع أو في ظروف التربة حيث لا تتجاوز ملوحة التربة أكثر من نسبة (EC 5)، ويمكن استخدام أنواع مثل الطلحة والرمث بشكل فعال في برامج التأهيل أو إعادة الغطاء النباتي حيث من الممكن أن تتجاوز ملوحة التربة EC 5 ولكن ليس أعلى من EC 12، وادراكا لمشاكل التصحر وملوحة التربة في الكويت، والجهود المبذولة في إعادة الغطاء النباتي الصحراوي ونقص المعلومات عن قدرة تحمل النباتات المحلية لمستويات الملوحة المختلفة، ينبغي عمل دراسة فحص مماثلة لتحمل الملوحة على الأنواع النباتية الأساسية في الكويت.
دراسات اضافية
وذكرت انه بعمل مزيد من الاستقصاء والفهم الكامل لقدرة تكوين العقدة الجذرية وتثبيت النيتروجين لهذه البكتيريا المعزولة من كل من التربة الجذرية وهيكل الجذر في ظروف خاضعة للرقابة، يمكن أن تؤدي الأبحاث الإضافية إلى بعض المعلومات حول تحول الطبيعة الممرضة لهذه البكتيريا إلى علاقات تثبيت وتكافؤ للنيتروجين مع النبات المضيف، كما يوصي كذلك بتوسيع نطاق هذا البحث في كل من الظروف الحقلية وظروف البيت المحمي لتأكيد النتائج الحالية للنمو المحسن وتطوير الأنواع المحلية التي تم الحصول عليها من دراسة التلقيح، وسيكون مثيرا للاهتمام توسيع نطاق هذا البحث نحو تطوير الأسمدة الحيوية باستخدام هذه السلالات البكتيرية الفطرية بعد فهم أفضل لدور هذه المثبتات على النيتروجين في البيئة الصحراوية.
فريق الدراسة
٭ ماجدة خليل سليمان
٭ ناريانا بات
٭ علي قرشي
٭ م.د إسلام
٭ ليلى الملا
٭ عهود الرقم
٭ شينا جايكوب
٭ ريني ثوماس
٭ ميني سيفادسان
٭ أنيتا جاسمين
٭ رابعة الكندري
٭ معالي البريعص
[ad_2]
Source link