أخبار عاجلة

انكسار عامود عائلتي

[ad_1]


عندما أمسكت القلم وأحضرت الورقة المبللة بقطرات من دموع عيوني حزناً وألماً وحسرة وأنا أستذكر يوم الثلاثاء الموافق 2/10/2001 الذي لم يغب عن بالي لحظة واحدة منذ صباح يوم وفاة رفيقة الدرب في ذلك الصباح المظلم أمام عيوني وناظري رغم نور الشمس المشرقة التي أضاءت صباح نهار ذلك اليوم وكنت في حيرة من أمري إلا بصيص من النور في عيني وأنا أرى أمام عيني وأنا وحدي لم يشاركني أحد انكسار عامود عائلتي الصغيرة المكونة من ثلاث أفراد وذلك بوفاة رفيقة الدرب هذا العامود الذي لا يمكن إصلاحه وإعادته إلى مكانه لأن هذا العامود هو الثابت في عائلتي طوال عشرين عاماً حتى انكسر صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/10/2001 وبذلك ظلت عائلتي الصغيرة منذ ذلك اليوم بقيت بدون العامود الذي انكسر بقضاء الله وقدره.
ومنذ ذلك اليوم بالشهر والسنة وأنا مواظب مواظبة الوفاء الذي قطعته على نفسي بأن أكتب الرثاء في اليوم الثاني من شهر أكتوبر من كل عام لأواصل مسيرة الوفاء في كتابة الرثاء بالرقم الصعب المحزن العشرين الذي يصادف يوم الجمعة المباركة 2/10/2020.
إن رثائي الأول كتبته في شهر يناير من عام 2002 بعد أن هدأت نفسي وتغلبت على الحزن بالصبر بعد حوالي ثلاثة أشهر من فقدان رفيقة الدرب بقضاء الله وقدره ضمنته تأثر صديقات عمرها اللائي ذرفن الدموع الغزيرة بصدق الوفاء والصداقة الحقة بالحزن الشديد على فراق صديقة عمرهن ولا يزلن يتذكرونها بالتواصل ويشدن بعلاقتها الطيبة مع كل من عرفها وحتى كل من سمع عنها وجزاهن الله كل خير وطول الله في أعمارهن وأن يديم الله عليهن دوام الصحة والعافية والله لا يريهم مكروه بعزيز وغالي مع أهاليهم.
وأما بالنسبة لي أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا فإن يوم الثاني من شهر أكتوبر عام 2001 يوم فقدان الغالية أم عبد الله وفهد رفيقة الدرب بقضاء الله وقدره فهو يوم لم ولن يمحى من الذاكرة مهما مرت الأيام والأشهر والسنوات فإن النسيان وليس التناسي ليس له محل من الإعراب في حياتي البائسة مع إيماني بقضاء الله وقدره.
وكم يصعب علي في الذكرى العشرين الذي يصادف في يوم الجمعة المباركة 2/10/2020 لوفاة رفيقة الدرب الغالية أن لا أدون بالكلام المحبوس في صدري وذاكرتي ولكنني تغلبت على نفسي الحزينة بالصبر الذي وهبني الله سبحانه وتعالى أن أتمسك به طوال الأعوام التسعة عشر الماضية منذ وفاة رفيقة الدرب أن أتحمل ذلك بالصبر والإيمان بالله سبحانه وتعالى لأمسك القلم الذي يهتز في يدي المرتجفة التي تمسكه وأمسح دموع الحزن المتساقطة من عيني على الورقة التي أمامي لأسجل ذكرى الوفاة والوفاء حتى لا يمر يوم الجمعة المباركة الثاني من شهر اكتوبر لهذا العام 2020 الذي نعيش فيه مع وباء فيروس الكورونا الذي لم ينسني هذه الذكرى الغالية وأنا جالس في البيت تطبيقاً للقرارات الحكومية الصحية الاحترازية إلا أن أستذكر ذكرى الرحيل الأبدي بدون أن أدون الكلمة الحزينة بذكرى وفاة رفيقة الدرب بما يختلج في صدري من ألم الفراق الأبدي الذي يعصر قلبي ويمضي العام بعد العام بعد العام وتمر السنوات بحلوها ومرها بغيري يسعدون في حياتهم بسعادتها ويتذمرون ويتضايقون ويحزنون في مرها.
ولكنني أنا لم أذق سعادة الدنيا في الحياة في حلوها وعشت مع مرارتها بالحزن والألم والأسى وفقدان شهية السعادة مع أفكاري مع فلذة وقطعة مني ومن فؤادي خطفها الموت من أحشائي وهي في ريعان شبابها وعمر الزهور وحيويتها وحبها للآخرين.
وطال البعاد وبقينا ابعاد وبقضاء الله وقدره يتم القلب المفجوع بالحزن والألم والأسى والجرح في داخل القلب ينزف من ألم فراق من سلبت مني الهواء المنعش والعطر الذي أتنفسه في كل لحظة من حياتي ليصبح هواء عادي لا أعيره أي انتباه يمر علي كأنه هواء فصل الصيف الحار من شدة حرارته ورطوبته الذي يزكم الأنوف ويسبب حساسية الجو عند البعض.
إنني أردد دائماً بالحزن والألم بأن لا أمل ولا رجاء في رؤية رفيقة الدرب بقضاء الله وقدره وأردد مع الشاعر بقوله:
فإن ينقطع منك الرجاء فإنه
سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر
وهذا ما يحصل معي منذ اليوم الثاني من شهر أكتوبر عام 2001 بالحزن الذي أتعايش معه ما تبقى من الدهر.
إن حياتي أصبحت مثل الأطفال الرضع الصغار يصحون من النوم المتقطع في أية لحظة في نومهم يبكون ويحركون أياديهم وأرجلهم ثم يعاودون النوم وهكذا طوال نومهم وأنا أصحو من النوم المتقطع لأمسح دموع الحزن بيدي المرتجفة وأعاود النوم المتقطع وهذه هي حياتي طوال الليل كلما صحوت من النوم المتقطع وجالت بخاطري ذكرى وفاة رفيقة الدرب.
لقد تولى زخرف الحياة في الدنيا وبهجتها وسعادتها وحلاوتها وعشت سعادة الحزن التي تلازمني في حياتي اليومية والتي ارتضيت بها لأن السعادة الحقيقية التي عشتها مع رفيقة الدرب في حياتها والتي فقدتها بفقدان رفيقة الدرب بقضاء الله وقدره.
إن كتابة الرثاء في الذكرى العشرين في هذا اليوم الجمعة المباركة الثاني من شهر أكتوبر 2020 امتداداً للوفاء الذي قطعته على نفسي الذي وقعته بأصابع يدي العشرة بالبصمة التي لا تمحى أبداً تأكيداً بأن الوفاء حقيقة ثابتة وليس كلاما يمر مرور الكرام عند من يدعي الوفاء ولا يوفي به وهذا لا شأن لنا به وإنما نذكره كمثل عن الوفاء الصادق.
فالرحمة الواسعة لرفيقة الدرب وإلى جنة الخلد بإذن الله تعالى.
والله يسعدكم ويطول من أعماركم وأن يبعدكم عن الحزن في عزيز وغالي لديكم.
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى