السعودية تسعة عقود من الازدهار | جريدة الأنباء
[ad_1]
تحتفل المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء الموافق 23 سبتمبر 2020م بذكرى يومها الوطني الـ 90، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ توحيد أجزاء المملكة على يد المـــلك الموحد والمؤســــــس عبدالعزيــز بن عبدالرحــمن آل سعود – طيب الله ثراه – حيث تم إعلان ذلك في 21 جمادى الآخرة 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م وأصبح اليوم الأول الموافق 23 سبتمبر من كل عام يوما وطنيا للمملكة.
ويستذكر أبناء المملكة هذه المناسبة الغالية وهم يعيشون في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واقعا مزدهرا وحافلا بالمشروعات الطموحة والكبيرة على جميع الأصعدة التعليمية والصحية والصناعية والعسكرية والسياحية والاقتصادية والتجارية والرياضية والتنمية البشرية.
كما تحظى المملكة بمكانة اقليمية ودولية رفيعة، إذ تشكل صمام أمان للمنطقة العربية والإسلامية بما تمتلكه من ثقل سياسي أهلها للعب دور بارز في حفظ استقرار الشرق الأوسط، لاسيما أنها حاضنة الحرمين الشريفين والدولة ذات القوة السياسية والاقتصادية، ما أسهم بشكل واضح في حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم ولعل ترؤس المملكة خلال العام الجاري 2020م لمجموعة دول العشرين خير دليل على مكانتها وثقلها على الساحة العالمية.
نهضة تنموية شاملة
يتطلع الشعب السعودي الى الاحتفال خلال الأعوام المقبلة باستكمال تنفيذ عدد من المشاريع التنموية المهمة والكبيرة والتي بدأ تنفيذها فعلا ومنها مشروع (نيوم) ومشروع (القدية) ومشروع (البحر الأحمر) والتي تسعى الحكومة السعودية من خلالها الى تعزيز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.
وقد شهدت المملكة منذ تأسيسها تطورا كبيرا في جميع النواحي ومنها الصحية حيث يقدم 2393 مركزا للرعاية الصحية الأولية لأبناء المملكة فيما بلغ عدد المستشفيات 282 مستشفى في جميع التخصصات بسعة 43 الف سرير فيما يشهد قطاع التعليم اهتماما بالغا من قبل الحكومة السعودية بتقديم التعليم المجاني لجميع المراحل من الروضة حتى التعليم الجامعي من خلال 28 جامعة والمعاهد التقنية وخطط الابتعاث الخارجي.
وأولت المملكة اهتماما كبيرا لقطاع النقل والمواصلات لاسيما مع مساحتها الشاسعة، حيث بلغ طول الطرق التي تربط المدن الرئيسية ببعضها 66 ألف كيلومتر وتمتلك السعودية 28 مطارا منها خمسة دولية و13 مطارا اقليميا وعشرة مطارات محلية بالاضافة الى تسعة موانئ بحرية وكذلك 18 قطارا بعربات حديثة للركاب وعربات الشحن.
وتسعى السعودية التي تعد من الدول الخمس الأكبر في العالم من حيث الإنفاق العسكري من خلال تأسيسها للشركة السعودية للصناعات العسكرية كخطوة طموحة ضمن استراتيجية المملكة، الى توطين صناعاتها العسكرية والارتقاء بها للمعايير العالمية.
اقتصاد واعد وفق الرؤية الاستراتيجية 2030
حققت المملكة العربية السعودية إنجازات على الأصعدة الاقتصادية والمالية كافة، وهي ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تحققت بفضل العديد من المشروعات التنموية الضخمة التي تقف شاهدة على تقدم ورقي السعودية في مصاف الدول المتقدمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برؤية 2030 الطموحة وبرامجها الوطنية التي تقود البلاد إلى تحقيق قفزات ونجاحات حضارية متعددة في جميع المجالات.
اضافة الى ذلك، تواصل المملكة تحقيق الإنجازات في مختلف القطاعات العامة والخاصة ومنها العلوم والتقنية والابتكار بما سيسهم في نمو المملكة وتطورها تحقيقا لرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني2020.
رعاية فائقة ومتميزة لضيوف الرحمن رغم جائحة «كورونا»
جريا على دأبها في كل عام لم تدخر المملكة جهدا في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام والعمل على راحتهم، وعلى الرغم من الظروف الصعبة بسبب جائحة كورونا حرصت المملكة على أن يكون هناك موسم حج – وان كان استثنائيا – حيث سهلت أداء المناسك والتنقل بين الشعائر لعدد محدود من الحجيج، بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان وتقديم كامل الرعاية لهم على المستوى الصحي والتنقل، وذلك بخبرة ومقدرة كبيرة، حظيت باشادة كل دول العالم.
هذا، ويمثل الاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما أولوية قصوى لدى ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية وذلك منذ عهد الملك المؤسس – طيب الله ثراه – ومرورا بأبنائه الملوك البررة – رحمهم الله – وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ويجسد هذا الاهتمام واقع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الذي يلمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في مواسم العمرة والحج كل عام.
وزادت المشروعات التي أقامتها المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة مع إطلاق رؤية المملكة 2030 التي أكدت فخر المملكة بخدمة الحرمين الشريفين بوصفها قبلة المسلمين، والعمق العربي والإسلامي بغية إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين ليؤدوا مناسكهم في راحة ويسر، تضاعفت على إثرها الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يتناسب وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار في كل عام.
تحظى المرأة السعودية باهتمام كبير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تبوأت مكانا يليق بها وفق تعاليم الشريعة السمحة وتقلدت عددا من المناصب القيادية على جميع الأصعدة وذلك بما تملكه من قدرات كبيرة ومؤهلات علمية وعملية عالية مكنتها من الوصول الى مراتب فاعلة في بنية المجتمع، ما عزز من تحقيق نجاحات كبيرة على جميع الأصعدة وزيادة الفرص في المجالات المهنية الجديدة للمرأة السعودية.
وقد أظهرت مؤشرات العام 2020 من خلال التقرير الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء أن تمكين المرأة السعودية وزيادة حصة مشاركتها في سوق العمل آخذ في النمو، وفق ما تدعو إليه رؤية المملكة 2030.
فقد آمنت القيادة الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالدور التنموي الذي تلعبه المرأة في دعم الاقتصاد الوطني والخطط التنموية الشاملة، وما يحققه ذلك من مكاسب اجتماعية واقتصادية وتنموية للوطن، وهو ما دعا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى اتخاذ خطواتها لاستهداف المرأة السعودية ضمن مستهدفاتها، وذلك عبر برامج التمكين والتدريب والتوجيه القيادي لتعزيز مشاركة المرأة القيادية كصانعة قرار وتمكينها من تولي المناصب القيادية.
وكان من بين أهم المحاور الرئيسية التي عملت عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية هي تفعيل ومتابعة زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتقليص الفجوة بين القوى العاملة من الجنسين، وذلك لتحقيق التوازن الاقتصادي الذي يفرضه تموضع محور العمل في قلب السياسات الاقتصادية، والتي تستوجب مشاركة الجنسين في دعم الاقتصاد ومجمل الناتج المحلي، لدفع الاقتصاد الوطني نحو التقدم.
ثقل دولي وإقليمي وديبلوماسية رصينة
تشكل السعودية صمام أمان للمنطقة العربية والإسلامية بما تمتلكه من ثقل سياسي أهلها للعب دور بارز في حفظ استقرار الشرق الأوسط، لاسيما أنها حاضنة الحرمين الشريفين والدولة ذات القوة السياسية والاقتصادية، ما أسهم بشكل واضح في حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم.
وتبرز المكانة الديبلوماسية الكبيرة التي تمتلكها السعودية في جهودها الساعية دوما الى تحقيق السلام والاستقرار والدفاع عن الثوابت والحقوق العربية والمقدسات الاسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقد أكدت المملكة مجددا دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، والتزامها بمواصلة جهودها لحصوله على حقوقه المشروعة خاصة اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين.
ويشدد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعم المملكة لتحقيق السلام العادل والشامل وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي سياق الاهتمام بقضايا الاشقاء، يتصدر الملف اليمني اهتمامات المملكة العربية السعودية خارجيا، انطلاقا من اهتمام الرياض برفع المعاناة عن الشعب اليمني ومساعدته لمواجهة الأعباء جراء معاناته من جرائم وانتهاكات الميليشيا الحوثية الإرهابية التي تقوم بنهب مقدرات اليمن.
واتصالا بديبلوماسيتها الرصينة الهادئة، جاءت العديد من اللقاءات السياسية لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من خلال جولات خارجية لعدد من الدول العربية الشقيقة والدولية والصديقة حققت نتائج إيجابية نحو تعزيز العلاقات بين المملكة وتلك الدول في مختلف المجالات.
كما يلعب الاقتصاد السعودي دورا مهما في المحافظة على التوازن في الأسواق الدولية للنفط من خلال عملاق النفط العالمي شركة (أرامكو) السعودية، إذ أثبت مرونة وقدرة عالية على التعامل مع الظروف الاقتصادية الطارئة، بالاضافة الى كون المملكة عضوا فاعلا في مجموعة الـ 20 الاقتصادية التي تضم اقوى اقتصادات العالم.
بحيرة ينبع الذكية واجهـة سياحيـة مميـزة
تبرز بحيرة ينبع كإحدى الوجهات السياحية المميزة في المملكة التي يمكن للزائر قضاء وقت ممتع على جنباتها.
ومدينة ينبع هي أول مدينة ذكية في المملكة وتقع على الساحل الغربي غرب منطقة المدينة المنورة مطلة على البحر الأحمر، وبحيرتها هي الأخرى بيئة مثالية ومتنفس ووجهة سياحية للأهالي والزوار، بما تمتلكه من شلالات ذات إضاءة ليلية رائعة ومسطحات خضراء ومجسمات جمالية وملاعب للأطفال.
وتبتعد هذه البحيرة عن البــحر الأحمر 3 كم، وتتشابه في تصميمها مع البحيرات الطبيعية من حيث المساحة وإحاطتها بالنخيل والأشجار على مسافات غير منتظمة، لمحاكاة البيئة الطبيعية وصناعة التوازن في جميع أجزاء البحيرة المكونة من جزيرتين منفصلتين، إحداهما متصلة بخارج البحيرة برصيف، والأخرى يدخل إليها عبر جسر خشبي.
وتضم البحيرة مسطحات خضراء بمساحة 21276 مترا مربعا وأشجارا ونخيلا بعدد 373 ونحو 1590 شجيرة، وعددا من المناطق المختلفة التي خصصت لاستمتاع المتنزهين على ضفاف البحيرة وبالأجواء الرائعة التي تحف المكان، فيما ركب 4 شلالات صغيرة ذات إضاءة ليلية رائعة، إضافة إلى ممشى ممتد على كامل البحيرات.
وتضم البحيرة 172 موقفا للسيارات منها 8 مواقف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى ملاعب خاصة بالأطفال.
ووظف موقع البحيرة التي يبلغ حجمها 2982 مترا مربعا للاستفادة من طبيعتها والعناصر المحيطة به مثل الحزام الأخضر، والمسطحات الخضراء التي تغطي كل أجزاء البحيرة وتشكل النوافير التي في وسط البحيرة منظرا طبيعيا خلابا، إذ تقوم بتغذيتها بالمياه باستمرار مع حمايتها من الملوثات من خلال تحريك المياه لتجنب ركودها، كما تعمل على توفير الأكسجين الضروري للأسماك والسلاحف والطيور التي تعيش فيها وبين أغصان نباتاتها المتنوعة.
وتغذى البحيرة بالمياه باستمرار مع حمايتها من الملوثات من خلال تركيب نوافير تقوم بوظيفتين مهمتين معا، حيث توفر المنظر الطبيعي الخلاب لتدفق المياه، كما تستخدم للتهوية حيث تقوم بتحريك المياه باستمرار لتجنب ركود المياه وتجديدها والعمل على توفير الأكسجين الضروري للأسماك والطيور التي تعيش فيها وبين أغصان نباتاتها المتنوعة.
المملكة تتبوأ المرتبة الأولى في التنافسية الرقمية على مستوى G20
الرياض ـ واس: تربعت المملكة العربية السعودية على قائمة دول مجموعة العشرين في التنافسية الرقمية خلال السنوات الثلاث الماضية لتحتل المرتبة الأولى، وذلك ضمن تقرير التنافسية العالمي من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، الذي يستند الى تقرير التنافسية لمنتدى الاقتصاد العالمي.
ويأتي هذا الإنجاز ثمرة للدعم والتمكين والتوجيه الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ويعكس القفزات النوعية التي حققتها المملكة على مستوى البنية الرقمية، وتنمية القدرات الرقمية، والمشاريع الرقمية الضخمة، إضافة إلى نضج التنظيمات والتشريعات الرقمية.
ويقيس التقرير المنجزات والخطوات التي قامت بها المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، عبر عدة معايير من خلال محورين، الأول يتعلق بالنظام البيئي للتحول الرقمي، من حيث الاستثمارات في رأس المال الجريء، وسهولة أداء الأعمال، والقدرات الرقمية للنشء، فيما يتضمن المحور الثاني الاستعداد لتبني التحول الرقمي والابتكار، من حيث القدرات الرقمية للقوى العاملة، والاستعداد لمخاطر ريادة الأعمال، وانتشار النطاق العريض، والأفكار الابتكارية في الشركات.
واستمد التقرير مرتكزاته التي أعطت المملكة قفزة نوعية لتحقيق هذا المنجز، والتي تمثلت في استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 2023 المستمدة من رؤية المملكة 2030 لبناء حاضر ومستقبل أكثر تطورا، شملت تحول قطاع الاتصالات، وتوطين التقنية والابتكار، ومضاعفة سوق التقنية، وفي المرتكز الثاني المختص بالتشريعات والتنظيمات من خلال تمكين المدفوعات الرقمية والتجارة الالكترونية، وسهولة أداء الأعمال، وخلق بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي، بينما تمحور المرتكز الثالث حول الاستثمار، الذي شمل الاستثمار في نيوم، والاستثمارات في الشركات العالمية، وبناء ثقافة ريادة الأعمال.
الإمارات تعتمد الشعار الرسمي للمشاركة في احتفالات المملكة باليوم الوطني الـ 90
عواصم ـ واس ـ وام: أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة اعتماد الشعار الرسمي للمشاركة في احتفالات المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ 90، إلى جانب اعتماد الوسم«#معا_أبدا»، وذلك تعزيزا لروح الأخوة والتلاحم والتعاضد والمحبة بين البلدين، على مستوى القيادة والشعبين.
واستلهم تصميم الشعار المعتمد للاحتفالية من شعار المملكة الرسمي الذي يتألف من سيفين عربيين متقاطعين، تعلوهما نخلة، مع وضع الرقم 90 كناية على تصميم الشعار، في إشارة لمرور تسعين عاما على توحيد المملكة العربية السعودية، الذي يصادف يوم 23 من شهر سبتمبر الجاري.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن جميع الجهات والمؤسسات الحكومية وفي القطاع الخاص بالإضافة إلى مختلف شرائح الشعب الإماراتي تحرص على المشاركة في هذه المناسبة السنوية، من خلال إقامة الفعاليات الترفيهية والتراثية والفنية والفعاليات وإضاءة العديد من المعالم والصروح البارزة في الإمارات بعلم المملكة، وتحويل منصات التواصل كافة إلى أضخم احتفالية من نوعها، يشعر خلالها السعوديون، خاصة القادمين إلى الإمارات في ذلك اليوم، بأنهم يعيشون عرسا وطنيا حقيقيا، في أجواء مليئة بالبهجة ومشاعر الفخر والإخاء والانتماء المشترك. وبينت «وام» أنه على مدى عقود من التعاون والتنسيق الشامل في شتى المجالات، تحولت العلاقات الإماراتية ـ السعودية إلى نموذج للشراكة النموذجية المبنية على روابط تاريخية متجذرة وانسجام تام في الرؤى والأهداف والتكاتف والتلاحم بين قيادتي البلدين وشعبيهما، وتحقيق التكامل على جميع الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما أسهم في تحويل العلاقات الإماراتية ـ السعودية إلى مركز ثقل إقليمي ذي دور فاعل في تحقيق الاستقرار ومواجهة أبرز التحديات في المنطقة.
وكانت العلاقة التاريخية بين المملكة والإمارات قد وضع أسسها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله، لتكتسب منعة ومتانة أكبر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، من خلال البناء على وشائج القربى والقيم المشتركة والمصير الواحد.
وخلال العقد الأخير، قطع البلدان قفزات كبيرة في تعزيز أفق التعاون بينهما وتوحيد الجهود وتجذير التكامل في شتى المجالات، وترسيخ نهج التشاور والتنسيق والتعاون إزاء القضايا الحيوية ذات الاهتمام المشترك.
وللمضي نحو آفاق أرحب في تعميق العلاقة التكاملية والتنسيقية بين المملكة والإمارات، تم تشكيل اللجنة العليا المشتركة في العام 2014، والتي من مهامها تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية في إطار كيان قوي متماسك، يعود بالخير على الشعبين، ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وفي العام 2016، تم إنشاء مجلس التنسيق السعودي ـ الإماراتي بهدف تحقيق الرؤية المشتركة بين البلدين وترسيخ مكانتيهما في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية بما يحقق الرفاه المجتمعي في البلدين.
وتحت مظلة المجلس، أطلقت المملكة والإمارات في العام 2018 «استراتيجية العزم»، لتحقيق التكامل التنموي والاقتصادي والسياسي والعسكري بين البلدين من خلال 44 مشروعا استراتيجيا مشتركا، بما يعمل على ترجمة طموحات وتطلعات قيادة البلدين وتحقيق أمن واستقرار ورخاء الشعبين.
مؤشرات إيجابية في مكافحة «كورونا» بفضل الالتزام بالاشتراطات الصحية
أكدت وزارة الصحة السعودية أن المملكة جزء لا يتجزأ من الجهود الرائدة في العالم لمواجهة جائحة كورونا، حيث إنها عضو في منظمة دعم علاج كوفيد19، ومتى ما اعتمد لقاح فاعل فستحصل المملكة على حصتها وستقوم بتوفيره.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة د.محمد العبدالعالي إنه بفضل الاشتراطات الصحية والاجراءات الاحترازية التي تتخذها المملكة منذ بداية هذه الجائحة والعودة الحذرة فقد تم جني ثمار كثيرة، مشددا على ضرورة التقيد بالاحترازات في الاماكن العامة من أجل سلامة الجميع.
واوضح أن جميع المؤشرات إيجابية في المملكة، ومنها الحالات النشطة التي شهدت انخفاضا بأكثر من 75% من قمة الأعداد.
وقد أعلنت المملكة دعمها خطة الاستجابة الأممية لمكافحة جائحة كورونا بمبلغ 100 مليون دولار لصالح منظمة الصحة العالمية وعدد من المشاريع التي تدعمها منظمات الأمم المتحدة المختلفة ووكالاتها.
تقرير متكامل أنجزته وحدة الدراسات السياسية بمركز الحكمة للدراسات والبحوث والاستشارات
الملك سلمان .. صانع الرؤية وقاهر التحدي
- خادم الحرمين شرع في تغيير المملكة جذرياً عبر العمل التدريجي فسطَّر تاريخاً من الإنجازات الهائلة حققت طفرة اقتصادية
- «رؤية 2030» للملك تهدف إلى إيجاد مجتمع حيوي واقتصادي مزدهر ووطن طموح بإصلاحات غير معهودة ورؤية ثاقبة
ولد الملك سلمان الابن الخامس والعشرون للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة في عام 1935م، تلقي تعليمه في الرياض ثم نال لاحقا عددا من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية، ثم كانت بداية دخوله العمل السياسي في مارس 1954م عندما عين أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز.
الرياض
استمر أميرا لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نموا في العالم العربي.
بويع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكا للمملكة العربية السعودية في 23 يناير 2015م (12) بعد أكثر من عامين ونصف العام وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء بعد وفاة شقيقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
شرع الملك سلمان بن عبدالعزيز في تغيير المملكة جذريا ولكن بطريقة تدريجية، فسطر تاريخا من الإنجازات الهائلة التي ستحقق طفرة اقتصادية ضخمة للمملكة، تنوعت بين مشروعات البنى التحتية ورؤى اقتصادية وتفعيل دور سياسي رائد للمملكة إقليميا ودوليا.
أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رؤية 2030(22) التي تعتمد على محاور ثلاثة، هي: «مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح»، وشملت إصلاحات غير معهودة ورؤية ثاقبة نحو المستقبل تتحول خلالها المملكة إلى قوة فاعلة ومؤثرة على الساحة العالمية اعتمادا على استراتيجية ما بعد النفط، أي الاتجاه نحو الاقتصاد غير النفطي الذي ظلت المملكة تركز عليه طوال السنوات الماضية، كذلك استثمار السياحة الدينية، حيث إن المملكة وجهة لأكثر من مليار مسلم، وأيضا العمل على جعل المملكة وجهة استثمارية مفضلة للعالم كونها مركزا لربط القارات الثلاث، ويحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية في العالم.
أجرى جلالته إصلاحات اجتماعية لتمكين المرأة (36) بدأت بقرار السماح للمرأة بقيادة السيارات بعد عقود من الحظر في المملكة، ومنح المرأة السعودية حق المشاركة في الانتخابات، وتوفير المزيد من فرص العمل للنساء، وتشجيع النساء على تولي مناصب عليا، والترشح لانتخابات المجالس البلدية.
شكل الملك سلمان بن عبدالعزيز لجنة مكافحة الفساد، وهي لجنة عليا سعودية برئاسة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تأسست في 4 نوفمبر 2017، وتحصر اللجنة المخالفات والجرائم والكيانات المتعلقة بقضايا الفساد في السعودية، بالإضافة إلى إصدار أوامر منع السفر والقبض، ولها الحق في اتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى تحال للجهات القضائية، واتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد.
ومن ثمارها إعلان الديوان الملكي السعودي عن استعادة 400 مليار ريال من المتهمين بالفساد، نتج عنها استرجاع أموال للخزينة العامة للدولة متمثلة في عدة أصول من عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك(37).
دعم وتمكين الشباب
من أهم الإنجازات التي شهدها عهد الملك سلمان تمكين الشباب السعودي من الجنسين في بيئات العمل وفقا لمتطلبات رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني، لمنحهم الفرصة الكاملة لإثبات أنفسهم في مجالات العمل المختلفة، والقيام بعمليات التنمية والارتقاء التي تشهدها البلاد عبر بناء قدراتهم، وإشراكهم في اتخاذ القرارات ذات العلاقة، وكذلك تصميم البرامج وتحديد سياسات تنفيذها لإيجاد مجتمع وظيفي آمن ومستقر.
وعمل الملك سلمان على إدراج الفئة الشابة لتتولى مناصب عليا في المملكة، ومن أهمها تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع ووليا العهد(38)، بالإضافة إلى إجراء تغييرات جذرية في أجهزة الدولة التي تتناسب وفقا لاحتياجات العصر.
وعلى الصعيد الإقليمي والخارجي، كان للملك سلمان بن عبدالعزيز إنجازات كبيرة في إدارة التفاعلات، ففي أكبر تجمع سياسي على مستوى العالم خارج الأمم المتحدة استضافت المملكة ثلاث قمم كالتالي: القمة السعودية- الأميركية، القمة الخليجية- الأميركية، القمة العربية- الإسلامية- الأميركية، لتؤكد أن قيادتها الحكيمة وريادتها للعالمين العربي والإسلامي بمثابة ركيزة أساسية لترسيخ السلم والأمن الدوليين.
كما اتخذت المملكة زمام المبادرة في عدد من القضايا المهمة التي تشكل تهديدا للمملكة والإقليم والعالم، وكان دورها رياديا في مكافحة الإرهاب ودعم الأمن الإقليمي والدولي ونصرة القضايا العربية والإسلامية.
خارجياً
أطلق الملك سلمان عاصفة الحزم(39) لمساندة الحكومة الشرعية اليمنية، ولقطع ذراع إيران في اليمن.
ثم بدأت المملكة عملية إعادة الأمل(40)، والتي ارتكزت على استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني.
مكافحة الإرهاب
في إطار محاربة المملكة للإرهاب، أعلنت عن تدشين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب(41) في 15 ديسمبر 2015، وذلك لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبه وتسميته، ويضم التحالف العسكري الإسلامي 41 دولة مسلمة تشارك في عملية التخطيط واتخاذ القرار.
وفي ظل التغيرات العاصفة التي ضربت العالم العربي والإقليم ولا تزال ارتداداتها وتداعياتها تهدد المنطقة حتى الآن، كان للمملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دور بارز مكّن السعودية من إدارة الإقليم بحكمة بالغة جنبت المملكة محاولات الاختراق والتأليب وإثارة الفوضى، كما أسهمت في إرساء دعائم الاستقرار خارجيا بالنسبة للبلدان المركزية مثل جمهورية مصر العربية.
فبخلاف توحيد الرؤى بخصوص مكافحة الإرهاب كان الدعم الاقتصادي أحد أهم العوامل التي أسهمت في تشبث العالم العربي بالقيادة السعودية في محاولة احتماء ضد المخاطر التي مثلت خطرا وجوديا فعليا عليه، كذلك الموقف الراسخ والتاريخي للملك سلمان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ودعمه للعراق في محاولة لتحجيم النفوذ الإيراني هناك، أيضا السودان ذلك البلد الذي شهد اضطرابات ومعاناة اقتصادية كبيرة بادرت المملكة لاحتوائه وترسيخ استقراره.
كما كانت المملكة صاحبة المبادرة في الحفاظ على الأمن القومي العربي في ظل الظروف المضطربة التي شهدها العالم العربي ضد القوى الإقليمية التي انقضت بالفعل على بعض الرقع الجغرافية فيه، وكذلك ضد التنظيمات الإرهابية المتطرفة وقيادة الرياض لتحالفات إقليمية ودولية لمجابهته، ولعل القمة التي عقدت في الرياض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمكافحة الإرهاب(44) تعد تتويجا لجهود المملكة في التصدي للتطرف.
أيضا تسعى المملكة بكل قوة لإعادة سورية إلى عروبتها بعد أن بسطت إيران نفوذها في مفاصل الدولة هناك، بل وصارت دمشق تابعة لطهران، كذلك انتهكت تركيا أراضيها، فضلا عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر بغارات جوية لبعض البقاع السورية.
دعم مراكز الفكر
مثلت رئاسة مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز التي تعد الخزانة الثقافية والتاريخية لحضارة شبه الجزيرة العربية والمملكة السعودية دعم الملك سلمان للمراكز الفكرية والثقافية في المملكة، كما تظهر العلاقة الوثيقة بين الملك سلمان والمحاضن الفكرية في السعودية في رئاسته الفخرية للعديد من المراكز العلمية والثقافية والمؤسسات التعليمية، ومن بينها مركز العلامة الشيخ حمد الجاسر الثقافي ومركزا أبحاث مكة المكرمة والمدينة المنورة، والجمعية السعودية التاريخية، وجائزته للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، وواحة سلمان بن عبدالعزيز للعلوم، وجائزة أبحاث الإعاقة، وكرسي الدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وكرسي دراسات تاريخ مكة المكرمة، وكرسي تاريخ المدينة المنورة(45).
عصر الريادة العالمية
بعد أن مهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الطريق إلى المستقبل، باتت المملكة الآن مؤهلة لدور عالمي فعال وبارز سيكون له تأثير إيجابي عليها، وسيجعلها قوة سياسية واقتصادية كبيرة تدير التفاعلات الدولية كونها مركزا عالميا للطاقة، كذلك وجهة سياحية لحوالي ثلث سكان الأرض «السياحة الدينية»، فضلا عن تمتعها بموقع فريد يؤهلها لتكون قبلة سياحية ترفيهية لطول شواطئها على البحر الأحمر، أيضا يجعلها منوطة بدور عسكري قوي وحيوي للمحافظة على أمن الملاحة البحرية لمسارات الطاقة ضد التهديدات التي تفتعلها بعض القوى الإقليمية، وهو ما اتجهت نحوه المملكة بالانضمام إلى التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية، علاوة على ذلك المشروعات الضخمة التي بدأت المملكة في تنفيذها، وسيكون لها تأثير قوي وإيجابي على حركة التجارة العالمية.
لكن تظل هناك بعض العقبات التي تعيق اضطلاع المملكة بدورها العالمي، مثل استمرار حرب اليمن، فعلى الرغم من سعي الملك سلمان لإنهاء معاناة الشعب اليمني وإعادة البلاد لطبيعتها قبل العبث الإيراني بها، إلا أن طهران تضع عقبات جسام أمام الدور السعودي في اليمن، مثل إمداد ميليشيات الحوثي بأسلحة وصواريخ تهدد الأمن والسلم في المنطقة، ما يدفع الرياض لمجابهة ذلك عسكريا بكل قوة.
[ad_2]
Source link