أخبار عربية

فيروس كورونا: هل حان الوقت لنتعلم التعايش مع الوباء؟

[ad_1]

عادات جديدة لإلقاء التحية

مصدر الصورة
Getty Images

الشعار الثابت هو أنه يجب احتواء الفيروس وكبحه. ولكن كيف تفعل ذلك في حال وجود مصابين به وناقلين له دون أن يعلموا ذلك؟ أي أنه قد ينتقل من شخص إلى آخر بصمت لأن أعراضه لا تظهر عليهم.

وجدت المملكة المتحدة نفسها فجأة أمام طريق مسدود، كلفها ثمناً باهظاً في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة. والآن حيث ترتفع أعداد الإصابات، ثمة تهديد بفرض قيود جديدة على مستوى البلاد، في حين تطبق فعلياً أجزاء عديدة من البلاد إغلاقاً جزئياً في الوقت الحالي.

لكن هل نخوض معركة خاسرة أم نحتاج بدلاً من ذلك إلى تعلم كيفية التأقلم والتعايش مع الفيروس؟.

إنها “فوضى مطلقة” الآن

يقول البروفيسور كارل هينغان، رئيس مركز الطب المبني على البراهين في جامعة أوكسفورد، إن الوضع الحالي هو “فوضى مطلقة” مع فرض المزيد من القيود، ومدارس ترسل طلاب سنوات كاملة إلى منازلهم بمجرد أن يتم تأكيد إثبات إصابة طالب واحد فقط بالفيروس. كل هذا يتم في وقت لا يزال فيه مستوى الإصابات منخفضاً جداً.

ويقول هينغان، إن هذا يحدث نتيجة لمحاولة محاصرة الفيروس، ويقول إنه بدلا من ذلك، يجب علينا تقبل وجود الفيروس والعمل على محاولة تقليل المخاطر إلى أدنى حد، مع موازنة ذلك مقابل عواقب الإجراءات التي نتخذها.

ويشعر بالقلق على وجه الخصوص، من كون اختبار كوفيد 19 في الواقع حساس للغاية لدرجة أنه يلتقط ما قد يكون فيروساً ميتاً فعليا، حيث يكتشف آثاره بعد شهور من توقف الشخص عن نقل العدوى.

وأضاف: “نحتاج إلى التفكير بهدوء لكن في كل مرة ترى الحكومة فيها زيادة في عدد الحالات تشعر بالذعر”.

جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو

كوفيد-19: كيف تميز بين كورونا وأدوار البرد والإنفلونزا؟

فيروس كورونا: خريطة انتشار الوباء وأحدث الأرقام المسجّلة

فيروس كورونا: فحوص الأجسام المضادة في بريطانيا تفتقر لـ”تقييم كاف”

دخول المستشفى مهم وليس عدد الحالات

والحجة التي طرحها البروفيسور هينغان وعدد من الخبراء الآخرين هي أنه يجب زيادة التركيز على المرض نفسه بدلاً من عدد الحالات. ورغم ارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات، إلا أنها لا تزال منخفضة بشكل لا يصدق مقارنة بالحالات التي حصلت في الربيع الماضي، كما أن نسبة الزيادة تدريجية أكثر بكثير مما كانت عليه. علاوة على ذلك، فإن ارتفاع نسب مرضى أمراض الجهاز التنفسي والوفيات للأسف، هو ما نتوقع حدوثه في هذا الوقت من العام ونحن على أبواب الخريف والشتاء حيث تنتشر هذه الفيروسات دائماً بشكل أكبر.

إلأ أن بعض السنوات تكون أسوأ من غيرها. ففي عامي 2017 و2018 مثلاً، كانت هناك 50 ألف حالة وفاة إضافية خلال الشتاء مقارنة بالاعوام السابقة ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الطقس البارد وسلالة اخطر فيروس من الإنفلونزا ولقاح غير فعال.

في الواقع ، يعتقد البروفيسور روبرت دينغوال، عالم الاجتماع ومستشار الحكومة ، أن الناس قد يشعرون بالراحة تجاه فكرة أن الآلاف سيموتون جراء الإصابة بكوفيد 19 تماماً كما يموتون جراء الأنفلونزا.

كما يعتقد أن عدداً معيناً فقط من الناس من العاملين في مجال الصحة العامة والقيادة العلمية يحرصون على تخفيض مستوى الإصابة، وينتقدون السياسيين لأنهم “ليسوا شجعاناً” بما يكفي “ليكونوا صادقين مع الجمهور وقول الحقيقة بأن الفيروس سيظل موجوداً إلى الأبد” حتى مع اكتشاف لقاح له.

مخاطر تخفيف قبضتنا

وتكمن مشكلة الاعتماد على عدد الاصابات التي دخلت المستشفيات إنه قد تكون متأخراً وغير مواكب للواقع. كما أنها هذه البيانات عن نسب العدوى تعود لأسابيع قليلة ماضية، لذلك إذا خرجت العدوى عن السيطرة، فقد تكون هناك حاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة أكثر مما كان عليه سابقاً.

وتقول الأستاذة كريستينا باجل، من جامعة لندن كوليج، إن المشكلة الأخرى تكمن في مرضى “كوفيد طويلي الأمد”؛ أي المرضى الذين يعانون من أعراض الفيروس بشكل متواصل بعد أشهر من إصابتهم به.

وتضيف:”سيكون من اللامسؤولية أن نسمح للفيروس بالانتشار، لأن عمره أقل من عام وما زلنا غير متأكدين من مخاطره على المدى البعيد”.

وتشرح : “إذا ارتفعت معدلات الإصابة في الفئات العمرية الأصغر سناً والأكثر صحة، فسيكون من الصعب منعه من الانتشار بين الفئات العمرية الأكثر عرضة للاصابة وضعفاً.

يوافقها الرأي البروفيسور مارك وولهاوس ، خبير الأمراض المعدية في جامعة إدنبرة، ويقول إن هذا يمثل مخاطرة. لكنه يقول إنه يجب على الحكومة أن “توازن بعناية بين أضرار” كوفيد 19 والعواقب الناتجة من محاولة احتوائه. وإنه هناك بالفعل أدلة متزايدة على أن “العلاج كان أسوأ من المرض” بسبب التكاليف الاجتماعية على نطاق أوسع.

لقد كانت نسبة الوفيات مروعة بلا شك. فقد ارتبطت أكثر من 40 ألف حالة وفاة بمرض كوفيد 19. وكانت الحصيلة كارثية على كبار السن خصوصاً.

وكان متوسط عمر الوفاة أكثر من ثمانين عاماً.

وإذا نظرت إلى نسب الوفيات حسب العمر، والتي تأخذ في الاعتبار نسبة السكان وأعمارهم بإمكانك أن ترى أنه في حين أن عام 2020 كان بلا شك عاماً سيئاً مقارنة بالسنوات الأخيرة ، فإن ما يلاحظ أن عدد الوفيات ليس بالامر النادر خلال العقود القليلة الماضية. إنه في الواقع لا يختلف عما حدث في العقد الأول من القرن الـ 21.

كيف يمكن حماية الضعفاء؟

ويقول البروفيسور وولهاوس إن الإغلاق أدى ببساطة إلى تأجيل المشكلة، لكن كان له ميزة اكتساب الوقت الذي قد يمكن استخدامه الآن لحماية الضعفاء بشكل أفضل.

وهذا يشمل تكثيف عمليات الاختبار الفيروس في دور رعاية المسنين لمنع وصول الفيروس إليها – كانت أربع من بين كل 10 وفيات في دور الرعاية. وسيتم اتخاذ خطوات مماثلة لحماية الضعفاء الذين يتلقون الرعاية في منازلهم أيضاً.

والمطلوب هو “سلسلة ثقة” كما يقول وولهاوس، يتم بموجبها توخي المزيد من الحذر عندما تكون على اتصال بفرد معرض لخطر أكبر. وهذا قد يعني عدم مقابلتهم إذا كنت في أماكن مزدحمة يحتمل أن تكون عرضة للاصابة فيها.

وبطبيعة الحال، سيتخذ الأشخاص الأكثر عرضة للاصابة احتياطات أكثر من أولئك الذين ليسوا كذلك – وهو أمر لم يكن يحدث ببساطة في شهري فبراير/شباك ومارس/ مارس الماضيين حتى أدركنا مدى انتشار الفيروس.

ويجب أن يأخذ من هم في سن الخمسين وما فوق هذا الامر في الاعتبار بحسب قول العديد من خبراء الصحة، ولكن بالطبع يجب أن تكون متناسبة مع المخاطر.

وبينما تبدأ احتمالات الإصابة عند سن الخمسين، فإنه لا يزال ضئيلاً جداً. لكنه يرتفع بعد ذلك مباشرة مع تقدم العمر، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لمرض معد.

وربما تكون أسهل طريقة لفهم الأمر هي اعتباره على هذا النحو – فالعدوى بالفيروس تضاعف بشكل أساسي من مخاطر الوفاة الذي قد تواجهه في أي عام جراء الإصابة أو المرض.

كلما تقدمت في السن وازدادت مشاكلك الصحية، كلما ازدادت المخاطر.

والعامل الآخر الذي يجب مراعاته هو أن الأطباء في وضع أفضل بكثير لعلاج حالات المرض الحادة. تم العثور على نوعين من علاجات الستيرويد لتقليل خطر الوفاة في حالة الإصابة بأمراض خطيرة ، في حين تم تعلم الكثير حول كيفية تصرف كوفيد 19 ، مما يعني أن المستشفيات ستكون مستعدة بشكل أفضل لمشاكل مثل جلطات الدم وفشل الكلى.

هذا يعني أن الكثيرين واثقون من أن نسب الوفيات السابقة لن تتكرر.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

أن 78 في المئة من المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) تظهر عليهم أعراض طفيفة

ماذا عن مناعة القطيع؟

السماح أو ربما قبول بعض الانتشار يقودنا أيضاً إلى أكثر النقاط إثارة للجدل ألا وهي المناعة.

ثمة أمل كبير في تطوير لقاح. لكن ماذا لو لم يكن كذلك؟ أو ماذا لو لم يؤد إلى استجابة مناعية قوية بدرجة كافية في الفئات العمرية الأكبر عمراً؟.

أنت إذاً، تعتمد على تلقيح ما يكفي من الشباب لخلق مناعة القطيع. هل سيفعلون ذلك من أجل لقاح تم إنتاجه بهذه السرعة لحمايتهم من فيروس من غير المحتمل أن يسبب مضاعفات؟

الطريقة الأخرى لتطور المناعة هي من خلال الاصابة. مثل فيروسات كورونا الأخرى ، تشير جميع الأدلة المتعلقة بكوفيد، إلى أن العدوى تمنح الناس بعض المناعة التي تتراجع بعد ذلك، لكن يتبعها عدوى جديدة لكنها أكثر اعتدالاً. على مر السنين، من المحتمل أن يؤدي هذا إلى أن يصبح فيروس كورونا مجرد فيروس موسمي آخر نواجهه كل عام. رغم أن هذا ، كما هو الحال دائماً، يحتاج إلى التحذير من حقيقة أن هذا فيروس جديد لذلك يتعلم العلماء والخبراء المزيد عنه على الدوام.

مصدر الصورة
Reuters

ويعتقد البعض أن هذه العملية قد تستغرق سنوات، بل حتى عقوداً من الزمن. لكن البعض الآخر أكثر تفاؤلاً. إذ تعتقد البروفيسورة سونيترا جوبتا، من جامعة أكسفورد، أنه قد تكون هناك مناعة بالفعل أكثر مما نظن بسبب مزيج من المناعة الطبيعية والتعرض أكثر مما يوحي به الاختبار، وتضيف أن علامات الأجسام المضادة التي يتم الاعتماد عليها لتحديد التعرض السابق ليست موثوقة جداً بالنسبة لهذا الفيروس بالتحديد.

وتقول إن السماح للصغار والأصحاء بالتعرض للفيروس خلال فصل الشتاء سيكون مفيداً للمستقبل، “هذه هي الطريقة التي تعاملنا بها مع الفيروسات دائماً”.

لماذا هذا مختلف تمامًا؟ إذا واصلنا فرض القيود والإغلاق أثناء انتظارنا لقاحاً، فسيكون الشباب هم الأكثر معاناة ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات أكثر حرماناً. لا يمكننا الاستمرار في هذا، سيكون ذلك ظلماً”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى