محرك بحث يخصص معظم أرباحه لتمويل زراعة الأشجار حول العالم
[ad_1]
سلسلة “ذا بوس” (المدير) الأسبوعية في بي بي سي تلتقي رجال أعمال رياديين من مختلف أنحاء العالم. هذا الأسبوع نتحدث إلى كريستيان كرول المؤسس والرئيس التنفيذي لمحرك البحث الإلكتروني إيكوسيا.
كريستيان كرول لا يطمح فيما هو دون تغيير العالم.
يقول ” أريد أن أجعل العالم مكاناً أفضل وأكثر خضرة. أريد أيضاً أن أثبت أن هناك بدائل أخلاقية أكثر لهذا النوع من الرأسمالية الجشعة التي توشك على تدمير كوكبنا.”
المواطن الألماني البالغ من العمر 35 عاماً هو مدير محرك البحث إيكوسيا، والذي يقدم نموذجاً من الشركات، غير اعتيادي وصديق للبيئة، حيث يوجه معظم أرباحه لصالح زرع الأشجار.
يحقق محرك البحث إيكوسيا -الذي أسسه كريستيان عام 2009- أرباحه من عائدات الإعلانات مثلما يفعل غوغل. يحصل الموقع على مكسب في كل مرة يقوم فيها شخص بالضغط على إعلان يظهر أعلى وبجوار نتائج البحث.
يتبرع إيكوسيا بعد ذلك بـ80% من أرباحه لصالح المنظمات الخيرية المعنية بزراعة الأشجار. وتمكن حتى الآن من تمويل زراعة أكثر من مئة وخمسة ملايين شجرة في بلدان عدة، من إندونيسيا إلى البرازيل، ومن كينيا إلى هايتي.
وحيث أنه ليس كل شخص يقوم بالضغط على الإعلانات، تقول الشركة إنه في المتوسط يستغرق الأمر 45 عملية بحث لتوفير تكلفة زراعة شجرة واحدة وهي 0.22 يورو.
وتقول شركة إيكوسيا الذي تتخذ من برلين مقراً لها إن عدد مستخدميها يبلغ 15 مليون شخص. وهو بمثابة قطرة في محيط غوغل، الذي يسجل نحو 5.6 مليار عملية بحث في اليوم الواحد.
لكن كريستيان يقول إن لديه طموحات هائلة في “التوسع بشكل ضخم، واجتذاب المزيد من المستخدمين، وزراعة المزيد من الأشجار.”
وخلافاً للمليارديرين مؤسسي غوغل لاري بيدج وسيرغي برين، يعد كريستيان بألا يقوم أبداً بشراء يخت عملاق، قائلاً ” بينما يمتلكان هما يخوتا عملاقة، لدى قارب هوائي أحب أن اتنزه به في البحيرات. الاستهلاك من أجل إرضاء الذات ليس ملائماً في عالم يشهد تغيراً مناخيا.”
هل يشكل تغير المناخ خطرا يحتاج تحركا مثل فيروس كورونا؟
“أكثر من 3 مليارات شخص قد يعيشون في حر شديد بحلول 2070”
كيف يساعد الخيال العلمي على إدراك خطورة تغير المناخ؟
في الواقع فإن كريستيان حتى وإن أراد، فإنه لن يستطيع تحمل تكلفة شراء يخت، إذ أنه وضع لشركته شرطين ملزمين من الناحية القانونية، بحيث لا يحق لحملة الأسهم أو الموظفين أن يقوموا بصورة شخصية ببيع أسهم أو الحصول على أرباح خارج نطاقها.
لم يكن كريستيان الذي ولد في ألمانيا الشرقية سابقاً عام 1985 يتمتع دوما بهذا القدر من الإيثار. فقد دأب في سنوات مراهقته في بلدة فينتبرغ على أن يضارب وأصدقاؤه في البورصة، وكثيراً ما حققوا مكاسب بثلاثة أضعاف.
وأراد أن يصبح وسيطاً في البورصة، فالتحق بجامعة إيرلانغين-نومبيرغ في بافاريا لدراسة إدارة الأعمال.
غير أن نظرته للعالم تغيرت كلياً في عمر الثامنة عشرة حين سافر للهند في رحلة لمدة 3 أشهر. ” التقيت أناساً أكثر ذكاء مني ولم تكن أمامهم نفس الفرص المتاحة أمامي لأنهم لم يولدوا في ألمانيا.”
ويضيف “بدأ يتضح لي أنه ربما يتعين علي أن أفعل شيئاً لأجعل العالم مكاناً أفضل.”
وخلال دراسته الجامعية بدأ يولي اهتماماً بإعلانات الإنترنت بينما كان يؤسس موقعاً إلكترونياً للمقارنة بين الوسطاء المختلفين. ” صُدمت بقدر ما كنت أنفقه على إعلانات غوغل من أرباحي بغرض جذب المستخدمين للموقع.”
ومن هنا نشأت فكرة “إيكوسيا”
” اتضح لي أن غوغل نموذج شديد الذكاء للشركات، وكان واضحاً أيضاً أن هناك مجالاً لإنشاء محرك بحث يقوم بشيء مماثل، وأن يكون موجهاً لغرض معين، أن يستخدم الأرباح لتمويل زراعة الأشجار.”
بعد إنهاء دراسته الجامعية، أمضى كريستيان 6 أشهر في نيبال عام 2007، فشل خلالها في محاولة إطلاق محرك بحث لجمع التبرعات لصالح مؤسسة خيرية محلية ومشاريع غير حكومية. ” لم أكن على دراية بكيفية بدء مشروع، فقد كانت مصادر التمويل محدودة، وكنا نعاني من مشكلات في شبكة الانترنت والكهرباء في أغلب الأيام.”
أمضى بعد ذلك 10 أشهر في أمريكا الجنوبية، حيث هاله مارآه من مستويات إزالة الغابات فصمم على إطلاق “إيكوسيا” عام 2009 بعد عودته إلى ألمانيا.
ويعد الإسم مزيجاً بين كلمتي “إيكو” و”يوتوبيا”.
ويقول كريستيان إنه تمكن من تأسيس وتشغيل الشركة بمساعدة آخرين، ” الحقيقة هي انني لم أمتلك الخبرة التقنية لتنفيذ ذلك، لكن كان بإمكاني الاعتماد على خبرات العائلة والأصدقاء.”
والآن يبلغ عدد موظفي إيكوسيا 70 شخصا، وتقوم الشركة بنشر بياناتها المالية إلكترونياً كل شهر.
تقول الشركة إن الطاقة الكهربائية التي تستهلكها تأتي من الطاقة الشمسية، وإن 80% من مستخدميها أقل من 29 عاما.
ويستخدم محرك البحث الخاص بها تكنولوجيا بينغ المملوكة لمايكروسوفت، بناء على اتفاق طويل الأمد.
ويقول كريستيان ” إنهم يحبون بالفعل ما نقوم به “.
يقول إريك هاغستروم المحلل في مؤسسة Insider Intelligence لأبحاث الشركات إن إيكوسيا وغيره من محركات البحث الصغيرة تواجه “عقبات كبرى”.
ويضيف ” الأهم من ذلك أن غوغل يوفر خاصية البحث التلقائي للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد، وكذلك محرك بحث كروم، كما ينفق مليارات الدولارات سنوياً من أن أجل أن يصبح المحرك التلقائي لأجهزة أبل.”
” أغلب المستخدمين لا يلجأون إلى محركات بحث أخرى خلاف المتوفرة على أجهزتهم أو المحركات التلقائية. وعلى الجانب الآخر يستخدم المعلنون غوغل لأنه يحقق أداء جيداً للغاية.”
يقر كريستيان بأن المسألة “قد تكون صعبة”، ويود لو تتدخل الجهات المنظمة لتخفيف قبضة غوغل على السوق.
وبشكل عام، يأمل كريستيان في أن يرى الرأسمالية تتغير للأحسن, ويقول ” هذا ما نحتاجه فعلاً في القرن الحادي والعشرين.”
“ما نحاول فعله هو إصلاح الرأسمالية. اعتقد أن وضعها الحالي ليس صحيا. أرغب في أن نعيد التفكير في ما طريقة عمل الطريقة والدور الذي تقوم به.”
[ad_2]
Source link