وقف إطلاق النار: هل يظل اتفاق السراج وصالح في ليبيا “حبرا على ورق”؟
[ad_1]
ناقشت صحف عربية إعلان حكومة الوفاق والبرلمان الليبي، في بيانَيْن منفصلين، اتفاقًا على وقف إطلاق النار في كل الأراضي الليبية.
ورأى بعض الكتاب أن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا لا يعني بالضرورة “التزاما مطلقا بالحل السياسي”.
“حبر على ورق”
يري سامح راشد في صحيفة العربي الجديد اللندنية أن “الطرفين انخرطا في عملية تهدئة سياسية، نتيجة صعوبات المواجهة العسكرية ومحاذيرها، وليس اقتناعًا بالحل السياسي ذاته. لذلك، يريد كل طرف حلاً سياسيا انتقائيا ومجتزأً يلبي مطالبه وحده”.
يقول راشد: “كذلك لم تصدر عن أيٍّ منهما إشارات ثقة في الطرف الآخر، مما يعني ببساطة أن العمل على المسار السياسي يفتقد الاطمئنان إلى وجود شريكٍ يمكن الاعتماد عليه، وهو ما أعلنه صراحةً فائز السرّاج غير مرة عن فقدان الثقة في اللواء المتقاعد خليفة حفتر”.
ويضيف أن “المفاجأة في الإعلان المتزامن لوقف إطلاق النار لا تعني بالضرورة التزاما مطلقا بالحل السياسي، ولا تضمن بالمرة عدم النكوص عنه لاحقًا، فنقطة التعادل التي وصلت إليها الأوضاع الميدانية على الأرض لا توفر أسسًا موضوعية أو مقوّمات واقعية تكفل إجبار أيٍّ من الطرفين أو حتى إقناعه بحتمية الحل السياسي”.
ويختتم راشد بالقول: “لذلك، المشكلة الأكبر ستظهر لاحقًا إذا حاول أحد الجانبين تغيير المعطيات على الأرض لتعظيم مكاسبه التفاوضية، وعندها ستكون المفاجأة الحقيقية للجميع بتفجّر الموقف الميداني في مختلف أنحاء ليبيا”.
ويقول محمد فتحي الشريف في صحيفة الموقف الليبي إن “الولايات المتحدة أرادت أن تظهر حلاً جديدا للأزمة في ليبيا من خلال جعل (سرت والجفرة) منزوعتَي السلاح”.
ويضيف الشريف: “كانت الخطوة الثانية والأهم وهي بيانا رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح ورئيس ما يُعرف بالمجلس الرئاسي فايز السراج، حول وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، مع أن الوضع على الأرض لم يتغير لأن مَن قال لا يملك الفعل”.
ويختتم قائلا: “ما حدث هو مجرد تسويق إعلامي للفكرة الأمريكية حول الحل السياسي في ليبيا”.
من جهته، يقول الحبيب الأسود في صحيفة العرب اللندنية: “البيانان الصادران عن رئيس مجلس النواب والمجلس الرئاسي الليبيَين يبقيان رغم كل الصدى الواسع الذي أحدثاه، مجرد إعلان نوايا غير متطابقة في جوانب مهمة منها”.
ويضيف: “الاتفاق المعلن بين صالح والسراج قد يبقى حبرًا على ورق، إذا لم يجد إصرارًا أمريكيًا على تنفيذه”.
ويتساءل الكاتب: “هل سيتجه مجلس النواب والمجلس الرئاسي إلى مؤتمر دولي للتوقيع على اتفاقية جديدة انطلاقا مما ورد في بياني السراج وصالح؟”
ويرى الحبيب الأسود أن “هذا الأمر قد يكون بداية الحل في حال التوصل إليه، والاتفاق على تنفيذه برعاية واشنطن والأمم المتحدة، والتنصيص عليه في مجلس الأمن، وإرفاقه بملحق قانوني إلزامي لملاحقة مَن يتعمد خرقه أمام القضاء الدولي وأن يكون أول بنوده إخراج القوات التركية والمرتزقة وحل الميليشيات، وكذلك تشكيل منظومة عمل سياسي جديدة من خارج الصف الحالي الذي لا ضمان لبقائه إلا بالاستمرار في الأزمة”.
أما صحيفة الشرق القطرية فتقول إنه “رغم الترحيب الدولي والعربي بإعلان حكومة الوفاق -المعترف بها دوليًا- في ليبيا وقفًا لإطلاق النار في البلاد، إلا أن هذا الترحيب جاء حذرًا انطلاقا من تجربة المبادرات السابقة لحلحلة الأزمة الليبية”.
وتضيف الصحيفة: “يبقى نجاح وقف إطلاق النار في ليبيا نظريًا رهينة لإرادة الأطراف الليبية والتزامها، وبخاصة أمير الحرب حفتر الذي لم تتوقف أحلامه في الغزو والحسم العسكري، لكن رغم ذلك فالجنرال رهينة للأطراف الإقليمية الرافضة لأي ديمقراطية ليبية قد تأتي بالإسلاميين وعلى رأسهم الإمارات التي قد تستخدم حفتر في إشعال حرب لرفع الضغط العربي والإسلامي عليها جرّاء اتفاقها مع إسرائيل”.
الحرب في ليبيا: ما هي الأطراف الخارجية التي تتدخل فيها وما دوافعها؟
“وقت وجهد”
وتقول صحيفة رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها: “لا نجادل مطلقا بأن الأجواء المحيطة بهذا الاتفاق إيجابية، وحجم الترحيب الدولي والإقليمي به كبير، مثلما لا نجادل أيضا في أن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين للتقريب بين وجهات النظر حوله”.
وتضيف: “لكن يظل من المحتم القول إن جميع الأطراف المتصارعة على الأرض الليبية والفصائل التابعة لها، تبدو منهكة ولا تريد الدّخول في مواجهة عسكرية ستكون مكلفة جدا ماديا وبشريا وغير مضمون النتائج في الوقت نفسه، وهذا ما يُمكن أن يصبّ في مصلحة إنجاح هذه الخطوة”.
وتتابع الصحيفة أن “الشعب الليبي الذي دفع ويدفع ثمنًا باهظًا، وعلى مدى عشر سنوات من التيه والمعاناة، يستحق الالتفات إلى مصالحه ورغبته في أمن بلاده واستقرارها”.
وتمضي الصحيفة قائلة: “نأمل لهذا الاتفاق أن ينجح، مثلما نأمل أن تضع الأطراف المتصارعة على الأرض مصالح هذا الشعب الليبي المغيب فوق كل الاعتبارات الأُخرى، وأبرزها التقاتل على المال والنفوذ، والسقوط في مصيدة الأطراف الخارجية وطموحاتها في سرقة الثروات النفطية والغازية الليبية”.
[ad_2]
Source link