التطبيع: ما الذي نعرفه حتى الآن عن اتفاق السلام بين الإمارات والكيان الصهيوني؟
[ad_1]
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل والإمارات توصلتا إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بينهما. فما الذي نعرفه عن هذا الاتفاق حتى الآن؟
هل كانت هناك اتصالات قبل هذا الاتفاق؟
لا تقيم إسرائيل حتى الآن أي علاقات دبلوماسية مع دول الخليج العربي.
ورغم ذلك، أدت المخاوف المشتركة بشأن نفوذ إيران الإقليمي إلى اتصالات غير رسمية بين الطرفين.
فإسرائيل مثلها مثل العديد من دول الخليج العربية، تشعر بقلق إزاء طموحات إيران، وترى أنها قوة تشيع عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وإيران متورطة بشكل مباشر، في نزاعات في سوريا والعراق، وتؤيد المتمردين الحوثيين باليمن، وجماعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان، والجهاد الإسلامي في فلسطين.
وإدارة ترامب، التي تسعى أيضا إلى احتواء إيران، تؤيد بقوة تعزيز الروابط بين حلفاء الولايات المتحدة؛ دول الخليج العربية وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزوجته في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 مع سلطان عمان الراحل قابوس في زيارة مفاجئة لسلطنة عمان استغرقت 8 ساعات.
وتناول الرجلان الغداء سويا، وعزفت الموسيقى العمانية التقليدية، وعقدت “محادثات مهمة للغاية”، حسبما وصف نتنياهو لأعضاء حكومته، متعهدا بمزيد من الزيارات في الطريق.
وفي الفترة نفسها، حضرت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية السابقة، ميري ريغيف، بطولة دولية للجودو في أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية.
وبكت ريغيف، التي تتولى حاليا وزارة النقل، فرحا، حينما فاز لاعب إسرائيلي بميدالية ذهبية وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي، وهو شيء غير مسبوق في شبه الجزيرة العربية.
وفي وقت لاحق، تحدث مسؤول إسرائيلي آخر عن “السلام والأمن”، خلال مؤتمر في إمارة دبي. كما تحدث وزير النقل الإسرائيلي حينئذ في العاصمة العمانية مسقط مقترحا إنشاء خط سكة حديد بين إسرائيل والدول العربية.
ما هو ترتيب هذا الاتفاق في اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية؟
ويمثل هذا الاتفاق ثالث اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948. إذ كانت مصر قد وقعت أول اتفاق ثنائي مع إسرائيل عام 1979 ، تلتها الأردن عام 1994.
ما الذي تم الاتفاق عليه بين الإمارات وإسرائيل؟
سيلتقي، في الأسابيع المقبلة، وفدان من إسرائيل والإمارات لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار والسياحة والرحلات المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، إضافة إلى إنشاء سفارات متبادلة.
وقال ترامب، في بيان مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، إنهم يأملون في أن “يؤدي هذا الاختراق التاريخي إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط”.
وقال البيان المشترك:”إن فتح العلاقات المباشرة بين اثنتين من أكثر المجتمعات ديناميكية والاقتصادات المتقدمة في الشرق الأوسط سيغير المنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي ، وإقامة علاقات أوثق بين الشعوب”.
وأضاف البيان أنه نتيجة لهذا الاتفاق ستعلق إسرائيل خططها لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.
كما قال نتنياهو : إن إسرائيل ستتعاون مع الإمارات العربية المتحدة على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، وفي مجالات الطاقة والمياه والحماية البيئية والكثير من المجالات الأخرى.
وقد وصف سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، الاتفاق بأنه “فوز للدبلوماسية والمنطقة”.
العلاقات الإسرائيلية العربية تتحسن بعد فترة طويلة من الجمود التام
حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين “وهم”
وفي بيان رسمي، قال العتيبة “إنه تقدم كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية من شأنه أن يخفف التوتر ويخلق طاقة جديدة للتغيير الإيجابي”.
كما سينضم البلدان إلى الولايات المتحدة في إطلاق “الأجندة الاستراتيجية للشرق الأوسط”، بحسب البيان المشترك.
وقال قادة الدولتين إن لديهما “نظرة مماثلة فيما يتعلق بالتهديدات والفرص في المنطقة، فضلاً عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار من خلال المشاركة الدبلوماسية وزيادة التكامل الاقتصادي وتعزيز الأمن”.
وعبّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أمل بلاده في أن “تكون هذه الخطوة الجريئة الأولى في سلسلة تنهي 72 عاما من العداء في المنطقة”.
ورحب المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن بالاتفاق الذي وصفه بـ “التاريخي”.
وفيما يلي أبرز ما أعلن عن مضمون الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي:
- تعلق إسرائيل خطتها لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة
- تقيم الإمارات علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل
- تبادل الاستثمارات بين البلدين
- توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات التربية والتعليم والتجارة والسياحة والأمن
خطوة مهمة، ولكنها تثير أسئلة
جوناثان ماركوس ـ مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية
إن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتبادل السفراء. وتطبيع العلاقات التجارية بين إسرائيل والإمارات خطوة دبلوماسية مهمة إلى الأمام، لكنها، لا محالة، تثير تساؤلات: هل سيتم تحقيق الوفاء الكامل بتعهدات هذه الاتفاقية؟ وهل تتبع دول الخليج الأخرى المسار نفسه؟
من المهم أيضا معرفة أن هذه الخطوة بعيدة كل البعد عن خطة السلام الشاملة لحل القضية الفلسطينية التي روج لها الرئيس ترامب منذ فترة طويلة. ومع ذلك، هناك فوائد قصيرة الأجل لجميع الأطراف.
تركيا وإيران: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “خيانة” للقضية الفلسطينية
اتفاق “تاريخي” لإقامة علاقات رسمية بين الإمارات وإسرائيل
وكان البيت الأبيض أول من أعلن عن الاتفاق الذي ربما يكون مجرد ريشة دبلوماسية صغيرة في قبعة الرئيس ترامب في وقت تبدو فيه احتمالات إعادة انتخابه أكثر صعوبة.
وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فإن ذلك الاتفاق يخلصه من مأزق من صنعه، وهو الوعد الذي قطعه بضم أجزاء رئيسية من الضفة الغربية المحتلة. وقد ثبت أن ذلك غير ممكن لأسباب ليس أقلها التناقض الأمريكي والمعارضة الدولية الكبيرة.
وقد يرى نتنياهو “مبادرة السلام” مع الإمارات العربية المتحدة على أنها شيء يمكن أن يعزز فرصه إذا عجل بإجراء انتخابات عامة إسرائيلية أخرى.
وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة من الصعب تحديد الفوائد المباشرة على وجه الدقة على الرغم من تعزيز علاقاتها مع واشنطن، وقد ينتج عن الاتفاق مع إسرائيل فوائد اقتصادية وأمنية وعلمية كبيرة.
وبشكل عام، هذه اتفاقية يمكن أن تقدم أكثر أو أقل مما قد يظهر لأول مرة. وفيما يتعلق بالفلسطينيين، من الصعب أن تخلق هذه الأخبار أي شيء آخر غير الإحباط حيث يتم دفعهم مرة أخرى إلى الهامش.
[ad_2]