أخبار عربية

تيك توك: “أمضي وقتي عليه أكثر مما أتنفس”

[ad_1]

مشمشة

مصدر الصورة
@Meshmesha

خلال حديثي معها على امتداد أسبوع، ساعدتني “مشمشة” على استكشاف جانب من عالم “تيك توك”. لم أكن قد استخدمت هذا التطبيق من قبل؛ لكني كنت قد سمعت اسمه يتردد في وسائل الإعلام خلال الأشهر الأخيرة، وصرت أميز شعاره على فيديوهات كوميدية يرسلها لي بعض الأصدقاء أحيانا.

كنت مكتفية بتصفح فيسبوك وتويتر وإنستغرام، كمعظم من هم في الثلاثينات هذه الأيام.

اسم مشمشة الحقيقي هو محبّة، ولدت في العراق ثم تنقلت بين سوريا والأردن وأستراليا، بحكم عمل والديها في المجال الفني، حتى استقرت مع أمها في القاهرة قبل ست سنوات.

في أكتوبر/تشرين الأول 2018، كانت مشمشة في التاسعة عشرة من عمرها عندما بدأت بنشر أول فيديوهاتها على تطبيق “تيك توك” تظهر فيه حاملة دمية كبيرة الحجم وتنظر إلى كاميرا الموبايل على أنغام أغنية لتامر حسني، وبقيت فيديوهاتها لأشهر طويلة تعتمد على ما يسمى بتقنية “تحريك الشفاه lip-syncing” على أغان عراقية وأخرى مصرية رائجة.

وأصبح لديها اليوم مليون ونصف متابع على التطبيق.

تترواح أعداد مشاهدات فيديوهاتها بين عشرات الآلاف والمليون. كما وصلت مشاهدات عدد من فيديوهاتها الكوميدية إلى 2 مليون و 6 مليون – علما أن عدد المشاهدات هو أهم مؤشرات الشعبية في تيك توك.

مصدر الصورة
@Meshmesha

تقول إنها “عملت المستحيل” لتصل إلى هذا العدد من المتابعين. “تدرجت خطوة خطوة.. وصرت أعمل أغاني هندي وأجنبي، لوحدي بدون مساعدة حدا.. عملت كتير تحديات. قررت أن أترك كذا مرة لكني دائما كنت أرجع وحاول أن أبني جمهورا في العراق ومصر معا وهذا أمر صعب”.

وتضيف مشمشة: “بالنهاية الشهرة صدفة.. لازم يحبوك الناس.. يحتاج الواحد كاريزما وخفة دم وذكاء.. أما قليل الأدب فيختفي بسرعة”.

“هدفي الحقيقي هو الشهرة على موقع يوتيوب.. يوتيوب يفتح عالما جديدا.. ماركات عالمية.. وأرباح .. بحب أعمل إعلانات تلفزيون ودوبلاج أفلام كرتون، وتصميم مكياج. الشهرة على مواقع تانية تحتاج وقت أطول.. لكن تيك توك بيعمل شهرة سريعة”.

“محتوى سخيف”؟

يصف كثيرون، خاصة الأجيال الأكبر بالعمر، محتوى تيك توك بأنه “سخيف” لأنه غالبا ما يعتمد على المزاح والمرح والحركات الراقصة والمقالب في فيديوهات مدتها 15-66 ثانية.

لكن رئيس قسم الفيديو والمحتوى الإبداعي في تيك توك، رامي زيدان، يقول لبي بي سي إن هذا التطبيق هو مساحة للإبداع واكتشاف مواهب الشباب، خاصة من تتراوح أعمارهم بين 13 و35 عاما.

ويؤكد أن سياستهم الحالية تركز على تنويع المضمون، حتى أنهم افتتحوا “أكاديمية الإبداع” لمساعدة المستخدمين على تطوير أفكارهم ولتعريفهم على الأدوات المبتكرة التي تساعدهم في إنتاج فيديوهاتهم، فاستخدام التطبيق هو “كرحلة لا يمكن أن تبدأ بشكل مثالي منذ اليوم الأول”، وفقا لرامي.

“بدأت المسيرة بفيديوهات مرتبطة أكتر بالموسيقى ثم بدأ تفرع المضمون. بدأ الناس بعمل مواقف كوميدية ثم ظهرت مواضيع الأكل والأزياء، وفي الآونة الأخيرة زاد الاهتمام بالمواضيع التكنولوجيا وألعاب الفيديو وبمضمون التعليم والصحة واللياقة”.

ويضيف رامي: “صار لنا سنتان في السوق. وسنة 2020 كانت سنة كبيرة لتيك توك لأنه أشتهر أكثر. كان الحجر المنزلي فرصة للناس لتجربته ففهموا أن التطبيق ليس فقط للأولاد وإنما لكل الأعمار”.

المميز في تيك توك، أن أشخاصا عاديين من بيئات وثقافات مختلفة يمكن أن يشتهروا؛ وليس بالضرورة أن يظهروا في فيديوهاتهم بماركات عالمية وبأماكن راقية، أو بشكل “مثالي” كما هو الحال في بعض التطبيقات الأخرى. بل تخلق العفوية والبساطة أحيانا جمهورا لمستخدم تيك توك.

أثناء استكشافي تيك توك، شاهدتُ أشخاصا ينعون “ماما سناء” – بحثت عنها ووجدت أنها كانت تظهر في فيديوهات مع ابنها. هي أم مصرية تقليدية وتظهر في فيديوهات كوميدية مع ابنها وكانت مشاهدات فيديوهاتهما تتخطى المليونين أحيانا.

تخبرني “مشمشة” أيضا أنها تظهر بأشكال مختلفة حسب طبيعة كل تطبيق؛ لم تخجل أن تصور فيديوهات “طبيعية” وتنشرها على تيك توك عندما كان وزنها 121 كليوغراما، وأحيانا قد تظهر بلا مكياج، أما في صور إنستغرام فتستخدم برنامج فوتوشوب كي تبدو “بلا عيوب”.

غيمة سوداء

لكن هناك إشكالية ترافق تيك توك كظله بسبب امتلاكه من قبل شركة ByteDance الصينية.

فقبل أيام، قال الرئيس ترامب إنه قد يمنع تيك توك في بلاده، بتهمة جمعه معلومات رقمية نيابة عن بكين – التهمة التي نفتها الشركة، والحكومة الصينية.

وكانت الهند قد حظرت استخدام التطبيق في شهر يوليو/تموز، قائلة إن التطبيق يشكل خطرا على أمن البلاد.

ونظرا لأن التطبيق يسمح للأطفال بعمر 12 وما فوق باستخدامه، ظهرت مخاوف من تعرض الأطفال للاستغلال.

وقد نبّهت وزارة التربية الجزائرية، مثلا، الأهالي في بداية عام 2019 إلى مخاطر الاستعمال السيء لتيك توك بالنسبة للقصّر، كما أجرت لجنة في بريطانيا منتصف العام الماضي تحقيقات حول مدى سرية بيانات المستخدمين الأطفال.

لكن موضوعا مختلفا عكّر سمعة التطبيق في مصر.

في نهاية شهر أبريل/نيسان ألقي القبض على شابة مصرية في أول العشرينات، اسمها حنين حسام، بتهمة “التعدي على قيم الأسرة المصرية”. ومن يومها بدأ لقب “فتاة تيك توك” يستخدم للإشارة إلى الشابات اللاتي يعرضن فيديوهات على تيك توك وتراها “وحدة الرصد” مخلّة بالآداب.

علما أنه ألقي القبض على شباب وشابات، لاستخدامهم تطبيقات أخرى تعتمد على خاصية البث الحي – لكن بقي لقب “فتيات التيك توك” هو الرائج.

ما نعرفه حتى الآن عن قضية حنين حسام “المتهمة بالاتجار بالبشر”

الصين تتهم واشنطن بممارسة “الترهيب” في قضية تيك توك

يوم 27 يوليو/تموز صدر قرار من المحكمة الاقتصادية – باعتبارها مختصة بالنظر في قضايا الجرائم الإلكترونية – بحبس حنين مع آخرين لمدة سنتين وغرامة تقترب من 20 ألف دولار أمريكي. ستنشر تفاصيل الحكم خلال 30 يوما، وستستأنف القضية في آب/أغسطس.

رفضت مسؤولة التواصل في منطقة الشرق الأوسط لشركة تيك توك بشكل حاسم التعليق على هذه القضية لأنها “لا تزال بيد القضاء”.

يقول المحامي الحقوقي مكاريوس لحظي لبي بي سي، وكان أحد محامي حنين حسام، إن وحدة الرصد مجموعة تابعة للنائب العام، وهي التي تحرك الدعاوي القضائية و”هذه مشكلة قانونية.. النيابة يجب أن تلتزم الحياد”.

لكن منشورا وضعه المحامي على صفتحه على فيسبوك انتقد فيه الحكم وطريقة التعامل مع القضية بشكل عام، جلب له أكثر من ألفي تعليق – من رجال ونساء – يهاجمونه، ويؤيدين قرار القاضي، قائلين إنهم لا يريدون أن تتأثر بناتهم بالشابات اللاتي يظهرن على تيك توك.

لكن المحامي مكاريوس يعتقد أنه “مهما علت هذه النسبة تبقى نسبة قليلة.. الصوت العالي هو المزعج لكنه ليس الغالب”.

“على تيك توك أكتر ما بتنفس”

مصدر الصورة
@Marwanglitch

تحدثت مع أكثر من شخص قالوا إنهم يمضون أكثر من 5 ساعات في اليوم على التطبيق، في حين أن ابنة صديقة مصرية، وعمرها 11 عاما، قالت إنها تمضي عليه ما بين 3 – 5 ساعات في اليوم.

مروان جليتش، وهو شاب مصري من الإسكندرية في الواحدة والعشرين من عمره، صانع محتوى ويقول إنه يمضي وقته على تطبيق تيك توك “أكتر ما بتنفس”.

يدرس مروان التجارة، لكنه يريد أن يمثل ويغني في أفلام لذا وجد فرصته على تيك توك، وأصبح لديه أكثر من مليون متابع.

يقضي “وقتا طويلا” في تصوير الفيديوهات وفتح البث المباشر لأنه يحب صنع محتوى. (ملاحظة: عرفت من ابنة صديقتي ذات الـ11 عاما أن مستخدمي تيك توك نوعان: من يصنع المحتوى ومن يشاهد ويتفاعل).

موضوع التربّح من خلال استخدام تيك توك من أكثر المواضيع التي تثير حفيظة الناس. سألت جليتش ومشمشة عن هذا الموضوع.

يبدو أن شهرة مروان جلبت له بعض الفرص لإجراء مقابلات من أجل إعلانات على التلفزيون، لكنه يضحك وهو يقول: “ربنا ما وفقني.. اديني مستني.. يا مسهّل”.

مصدر الصورة
@Marwanglitch

ولكن على التطبيق ذاته يمكن الإعلان لشركات بطرق مبتكرة، كما يمكن للمستخدمين أن يملأوا رصيدهم فيتمكنوا من الضغط على زر الهدايا ليرسلوها إلى شخص على تيك توك أثناء “البث المباشر” وتتحول الهدايا إلى مقابل مادي.

تابعت كلا من مروان ومشمشة وغيرهما في البث الحي، كانوا يتحدثون عن أمور مختلفة لأكثر من ساعة. سألت مشمشة عن فائدة البث المباشر.

“بالمباشر يمكن التواصل مع الناس يلي بتحبك.. وطبعا ممكن الحصول على المصاري وهدايا من هالناس.. لكن المباشر متعب لأنه علي الرد على عدد كبير من تعليقات الناس”.

يقول رامي زيدان إن الإنترنت، عموما، تساعد صناع المحتوى للحصول على مرودو مالي، وتيك توك يفعل الشيء ذاته من خلال إطلاق “تحديات” للإعلان لشركات بطرق مبتكرة، فيحصل المستخدمون على مردود مالي من الشركة بعد متابعة ما يحققونه. أما بالنسبة لخاصية البث المباشر، فيقول إن الشركة تشجع المستخدمين على أن يكون هناك “هدف وفائدة” من وراء البث المباشر.

ويؤكد أن هناك عملية معقدة للإشراف على المحتوى (أو ما يعرف بالـmoderation)، تتضمن استخدام تقنيات معينة من قبل فريق الشركة، الموجود في مختلف البلدان، لتتبع أي مضمون يحض على العنف، أو الأفعال الخطرة، أو التنمر وخطاب الكراهية والمضمون الجنسي، وغير ذلك مما ينص عليه نظامهم الداخلي، والذي يقول رامي إنه يراعي الخصوصية الثقافية في كل بلد.

كما يشير إلى أنه بإمكان المستخدم التبليغ عن المضمون الذي يعتبره مسيئا.

سألت مشمشة إن كانت هي، كصانعة محتوى، تتعرض لمواقف وتعليقات تزعجها من قبل المستخدمين، وكيف تتصرف حيالها.

قالت “صراحة، لم أعد أهتم لا بالسلبي ولا بالإيجابي.. بيجيني رسائل مو منيحة.. بس على مين ولا مين بدي أبلغ”.

“سنزيد من حجم فريقنا”

وصل تحميل التطبيق على ( Google Play) إلى أكثر من مليار مرة حتى الآن منذ إصداره. وترفض شركة تيك توك مشاركة أي من أرقامها لذا لا يمكن أن نعرف عدد مستخدميه في البلاد العربية.

وفقا لمنظمة اليونيسف فإن عدد المنتمين للفئة العمرية ما بين 15 و 24 عاما الذين يعيشون في البلاد العربية، بلغ 80 مليونا عام 2015، ويتوقع أن يصل إلى 100مليون عام 2030 – طبعا لا يمتلك كلهم هواتف محمولة ذكية.

يقول رامي زيدان إن هناك “أسواقا كبيرة بالمنطقة” لذا فلدى تيك توك خططا للتوسع.

“سنزيد من حجم فريقنا بقدر ما يتطلبه السوق.. في كل بلاد المنطقة. إن انتشارنا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا طبيعي بسبب العامل الديمغرافي؛ فنحو 65 بالمئة هم تحت عمر 35. كما أن قدرة الجيل الشاب للتأقلم مع التكنولوجيا الجديدة والترند في المنطقة عالية جدا.. المنطقة، وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي، فيها غالبا أعلى نسبة استهلاك فيديو في العالم”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى