أخبار عربية

تقرير: ثلث أطفال العالم يتعرضون لمادة الرصاص السامة

[ad_1]

الطفل سارباجيت ووالده مانجيت

مصدر الصورة
Dr. Abbas Mahdi

Image caption

كانت نسبة الرصاص في دم الطفل سارباجيت أعلى 40 مرة من المعدل الطبيعي، عندما أخذه والده إلى المستشفى

لم يستطع “سارباجيت سينغ” البالغ من العمر أربع سنوات التوقف عن التقيؤ، ولم يفهم والده “مانجيت سينغ” السبب وراء ذلك.

أخذ مانجيت، وهو من ولاية أوتار براديش في الهند، طفله سارباجيت إلى الطبيب، الذي شخص إصابته بفقر الدم لسبب غير معروف.

خلال الأشهر القليلة التالية ، كان سارباجيت لا يزال على غير ما يرام واستمر التقيؤ. كشفت اختبارات الدم الإضافية عن أن مستويات الرصاص في دمه أعلى 40 مرة من المعدل الطبيعي.

والرصاص عنصر كيميائي سام يؤثر على العديد من أجهزة الجسم، ويلحق الضرر بصغار الأطفال تحديدا.

سارباجيت هو مجرد واحد، من بين 800 مليون طفل حول العالم، يمكن أن يتعرضوا للرصاص السام، ما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بصحتهم لا يمكن محو آثارها، وذلك حسبما كشف تقرير جديد عن هذا الخطر حول العالم.

يقول التقرير، الذي نشرته منظمة اليونيسف بالاشتراك مع منظمة بيور إيرث الدولية غير الربحية، إن واحدا من كل ثلاثة أطفال على مستوى العالم قد يتأثر بالتسمم بالرصاص، ومعظمهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وتحوي منطقة جنوب آسيا ما يقرب من نصف الإجمالي العالمي من المصابين، وتليها أفريقيا باعتبارها ثاني أكثر المناطق تأثرا.

بطاريات الرصاص الحمضية

يعول مانجيت سينغ أسرته من خلال إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية. كان يحتفظ بها في منزل العائلة.

ويقول التقرير إن بطاريات الرصاص المعاد تدويرها بشكل سيء، والنفايات الإلكترونية والتعدين والطلاء، هي المصادر الرئيسية للتسمم.

قال مانجيت: “لم أكن أعلم أن عملي سيؤذي ابني بهذا الشكل”. لقد توقف عن عمله على الفور.

مصدر الصورة
Pure Earth

Image caption

إعادة التدوير غير الرسمية وغير المصرح بها لبطاريات الرصاص الحمضية هي المصدر الرئيسي للتسمم بالرصاص

تم تشخيص إصابة سارباجيت لأول مرة في عام 2008، وتم علاجه لعدة سنوات. أجريت له عمليات نقل دم متعددة. أصبحت أطرافه السفلية مشوهة واحتاج إلى أحذية خاصة للمشي.

بعد أكثر من عقد من الزمان، حدثت بعض التحسنات. يبلغ سارباجيت سينغ الآن 16 عاما ويحقق أداء جيدا في المدرسة ، لكن عائلته لا تزال تشعر بالقلق لأن مستويات الرصاص في دمه لا تزال مرتفعة.

يقول الأب: “إنه ليس مصابا بفقر الدم حاليا، لكن سارباجيت لا يزال يعاني من بعض المشاكل الصحية، بما في ذلك فرط النشاط”.

لماذا الأطفال معرضون للخطر؟

يقول خبراء إن تناول الأطفال للأغذية والسوائل والهواء يصل إلى أكثر من خمسة أمثال مقارنة بالبالغين، إذا تم أخذ نسبة وزن الجسم في الاعتبار.

نشر التقرير تحت عنوان “حقيقة سامة: تعرض الأطفال للتلوث بالرصاص يقوض جيلا من إمكانات المستقبل”.

ويقول التقرير: “هذا يعني أنه يمكن للأطفال امتصاص المزيد من هذا السم العصبي القوي، إذا تسرب إلى التربة والمياه أو انتشر في الهواء “.

وتقول الوثيقة إن الرضع والأطفال دون سن الخامسة معرضون لخطر أكبر، لأن أدمغتهم يمكن أن تتضرر قبل أن تنمو بشكل كامل، ما يؤدي إلى اعتلال عصبي ومعرفي وجسدي مدى الحياة.

“الرصاص هو سم عصبي قوي يرتبط، حتى مع التعرض له على مستوى منخفض، بانخفاض معدل الذكاء وتقصير فترات الانتباه، وربما السلوك العنيف وحتى الإجرامي في وقت لاحق من الحياة”.

يقول التقرير إن الهند لديها أكبر عدد من الأطفال المصابين، أكثر من 275 مليون طفل، مع مستويات الرصاص في الدم أكثر من خمسة ميكروغرامات لكل ديسيلتر (وحدة قياس تساوي عُشر لتر).

ويتطلب هذا المستوى التدخل الطبي، وفقا للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الأطفال الصغار معرضون، بشكل خاص، للتأثيرات السامة للرصاص. وتقول إنهم قد يعانون من آثار صحية ضارة وعميقة ودائمة، تؤثر بشكل خاص على نمو الدماغ والجهاز العصبي.

يؤدي الرصاص أيضا إلى ضرر طويل المدى لدى البالغين، بما في ذلك زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم وتلف الكلى.

مصدر الصورة
Manjit Singh

Image caption

سارباجيت (يمين) يبلغ من العمر الآن 16 عاما، ولا تزال مستويات الرصاص في دمه مرتفعة

إعادة التدوير غير المنظم في أفريقيا

تعتبر إعادة التدوير غير المنظمة لبطاريات الرصاص الحمضية مشكلة، في البلدان النامية الأخرى أيضا.

وقالت الدكتورة فطوماتا باري، اختصاصية السموم في السنغال ، لبي بي سي: “في إفريقيا ، من الشائع أن يعمل الأطفال في ورش إصلاح السيارات”.

“إنهم معرضون بشكل خطير لبطاريات الرصاص الحمضية، في هذه الورش. لا يدرك الناس المخاطر التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال”.

يذهب حوالي 85 في المئة من الرصاص المستخدم في العالم لإنتاج بطاريات الرصاص الحمضية، ويأتي معظمه من بطاريات السيارات المعاد تدويرها.

وقال الدكتور نيكولاس ريس، أحد المشاركين في إعداد التقرير، لبي بي سي: “تضاعفت أعداد المركبات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ثلاث مرات منذ عام 2000، وأدى ذلك إلى زيادة في إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية، بطريقة غير آمنة في كثير من الأحيان”.

ويقدر التقرير أن ما يصل إلى نصف بطاريات الرصاص الحمضية المستخدمة ينتهي بها المطاف في الاقتصاد غير الرسمي.

“تؤدي عمليات إعادة التدوير غير المنظمة، وغير القانونية في كثير من الأحيان، إلى كسر علب البطاريات المفتوحة التي تنسكب منها الأحماض وغبار الرصاص على الأرض، كما أن الرصاص المنصهر في أفران الهواء الطلق تنبعث منه الأبخرة والغبار السام، الذي يلوث المناطق المجاورة”.

وتستند هذه النتائج بشكل أساسي إلى بيانات، من معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، والتي حصلت على نتائج اختبارات الدم لعشرات الآلاف من الأطفال، في بلدان حول العالم.

التوابل والأواني والطلاء

وأكد خبراء مستقلون مصادر أخرى للتسمم بالرصاص، فضلا عن المذكورة في التقرير.

ووفقا للدكتور عباس مهدي – رئيس قسم الكيمياء الحيوية بجامعة الملك جورج الطبية، في ولاية أوتار براديش بالهند – فقد وجد أن الأطفال الذين يعيشون في، أو بالقرب من، ورش إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية في الهند، فإن مستويات الرصاص في الدم تصل لديهم إلى 200 ميكروغرام لكل ديسيليتر.

وكان الدكتور عباس هو من أجرى اختبارات الدم على الطفل سارباجيت، لمعرفة مستويات الرصاص لديه في عام 2008.

“يتعرض أطفالنا أيضا لمصادر تلوث أخرى، مثل بعض التوابل والأدوية العشبية التي تحتوي على الرصاص، كمادة حافظة ومحسنة للألوان”.

وتقول السلطات في غانا إنها وجدت ما يصل إلى 60 في المئة ممن يتعرضون للرصاص في المطاعم، التي كانت تستخدم أدوات ملوثة لإعداد الطعام.

مصدر الصورة
Pure Earth

Image caption

أواني الطعام الملوثة بالرصاص مصدر مهم من مصادر التسمم

وقال جون بوامانغ، القائم بأعمال رئيس وكالة حماية البيئة في غانا: “تستخدم العديد من المطاعم الأواني، التي أعيد تدويرها من نفايات الألومنيوم، وقد وجد أنها تحتوي على مستويات عالية من الرصاص”.

تشريع ضد التسمم بالرصاص

يقول السيد بوامانغ إن سن وتطبيق قوانين، للحد من التلوث الذي يتسبب فيه الرصاص، أمر صعب.

ويضيف: “نحن نعلم ما هي معايير منظمة الصحة العالمية أو الاتحاد الأوروبي، لكن تنفيذها في بلداننا ليس بالأمر السهل، لأنه ليس لدينا تكنولوجيا للتعامل مع هذا، والناس غير مدركين للمخاطر”.

حتى سبتمبر/ أيلول 2019، يقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن 73 دولة لديها ضوابط ملزمة قانونا، للحد من إنتاج واستيراد وبيع دهانات الرصاص، وهو ما يمثل 38 في المئة فقط من جميع البلدان على مستوى العالم.

في العديد من البلدان، لا يُحظر استخدام طلاء الرصاص في المنازل والمدارس، ما يزيد بشكل كبير من خطر تعرض الأطفال للرصاص.

يقول خبراء أن كمية الرصاص الموجودة في الدهانات، في بعض البلدان، وجد أنها أكثر 400 مرة عما هو مسموح به في البلدان المتقدمة.

وأوضح دكتور نيكولاس ريس، أحد المشاركين في إعداد التقرير: “نظرا لأن الطلاء الذي يحتوي على مستويات عالية من الرصاص له مذاق حلو، فإن الأطفال يحبون لعق الجدران والنوافذ والأبواب المزخرفة بهذه الدهانات، ما يؤدي إلى تسممهم”.

ويقول خبراء إن العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حظرت استخدام الوقود المحتوي على الرصاص في المركبات، وقد ساعد هذا الإجراء وحده على تقليل وجود الرصاص في الهواء، ما يساعد على تقليل التلوث من العنصر.

لكن التعامل مع المصادر الرئيسية للتسمم بالرصاص، بما في ذلك إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية، لا يزال يمثل تحديا عالميا.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى