فيروس كورونا: ما السبب في نقص بعض الأدوية التي توصف لمرضى الوباء في مصر
[ad_1]
بعد جولة طويلة بين الصيدليات، تمكن أحمد من العثور على الأدوية التي وصفها الطبيب لزوجته التي ظهرت عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا. لكن بعد هذه الجولة، لم تنته معاناة الزوج الذي تأكد أن رحلة البحث عن أدوية معينة سوف تستمر لفترة حتى تتعافى زوجته تماما.
ومنذ تفشي الوباء في مصر، بدا هناك نقص في بعض الأدوية المستخدمة في علاج أعراض الفيروس الوبائي، إذ نقصت في الأسواق أدوية فيتامين سي، ومعززات المناعة، مثل بعض الفيتامينات التي تتضمن عنصر الزنك، والمضادات الحيوية.
وكانت هذه الأصناف من الدواء متوفرة بكثرة في صيدليات مصر، بل كان أغلبها يُصرف دون قيد أو شرط من أي صيدلية في البلاد.
قال أحمد لبي بي سي: “المشكلة الأكبر ليست لدي أنا، فمعي سيارتي وأستطيع الذهاب إلى أي مكان لجلب الأدوية. أما من لا تتوفر لهم تلك الوسيلة في المناطق الشعبية والأقاليم والقرى فسوف يجدون صعوبة في الحصول على الدواء”.
وتابع: “بحثت في أكثر من خمس صيدليات، فلم أجد سوى صنفين من أصل أربعة أصناف من الدواء اللازم لزوجتي. بعدها وفي جولة جديدة عثرت على بقية الأصناف، واستغرق ذلك مني عدة ساعات وتنقُّل بين الكثير من الأحياء”.
لكن الوضع اختلف إلى حدٍ ما في الأسابيع القليلة الماضية، وأصبحت أدوية علاج أعراض الفيروس الوبائي متوفرة إلى حدٍ ما في الصيدليات المصرية، وفقا لمصادر في قطاع الصيدليات.
“تكالب الناس“
وقال محمد جمال، وهو صيدلي، لبي بي سي: “في بداية الأزمة، كان هناك عجز في الأدوية المكونة لبروتوكول العلاج الذي وضعته وزارة الصحة المصرية، مثل أدوية فيتامين سي والزنك وبعض المضادات الحيوية، التي اختفت من الصيدليات نظرا لتكالب الناس عليها ظنا منهم أنها علاج جذري للفيروس”.
لكنه أشار إلى أن الوضع الحالي اختلف كثيرا، وأن الأدوية أصبحت متوفرة في الصيدليات، وبات في إمكان أي مصاب الحصول على الدواء الموصوف له أو على بديل له في الوقت الحالي.
قال محمد أشرف، سكرتير عام شعبة الأدوية بالاتحاد المصري للغرف التجارية، لبي بي سي: “بعض الأطباء تطوعوا، في سابقة لم تشهدها أي من دول العالم، بالترويج لبروتوكولات علاج فيروس كورونا على أنها بروتوكولات وقاية مع أن إجراءات الوقاية منشورة بوضوح على موقع منظمة الصحة العالمية”.
“سوء التوزيع”
وأرجع أشرف سبب مشكلة نقص بعض الأدوية، مثل فيتامين سي والزنك، إلى ما حدث من خلط بين بروتوكول العلاج، الذي لم تغيره وزارة الصحة منذ وضعه للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، وأساليب الوقاية من الفيروس، مرجحا أن ذلك كان السبب الحقيقي للأزمة.
وأضاف: “هناك صيدليات كانت تحصل على كميات كبيرة تتجاوز ألف علبة من صنف واحد من الدواء، وهو ما أدى إلى أن تستهلك الأسواق حجم الطلب الذي كان يغطي عاما كاملا، في غضون شهر ونصف الشهر، وهو ما يتجاوز قدرة أي نظام صناعي دوائي في العالم”.
وأكد أن جميع مستشفيات العزل لم تشهد أي عجز في أدوية علاج أعراض كورونا، “ولو في عبوة واحدة”، مؤكدا أن “العجز لم يكن لعدم توافر الأدوية، ولكن لسوء التوزيع”.
وأشاد بالدور الذي لعبته هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد في توفير هذه الأصناف من الأدوية، مؤكدا أن “وزارة الصحة والحكومة المصرية قامتا بالدور المنوط بهما في التعامل مع أزمة الوباء على أكمل وجه”.
“ممارسات تجارية”
ظهرت أعراض الوباء على السيدة سمية، وابنها، وزوجته منذ أكثر من شهر، لكن بعد التحاليل والأشعة تبيّن أن زوجة الابن فقط هي المصابة.
وقالت سمية لبي بي سي: “كنا نعثر على الأدوية بسهولة لأن أصدقاء ابني يعملون في قطاع الرعاية الصحية والصيدليات”.
وأضافت: “نسكن في حي راق، ولا نواجه الممارسات التجارية التي نسمع عنها من إخفاء الأدوية لرفع الأسعار في كثير من الصيدليات في الأحياء الشعبية”.
واتفق أحمد مع سمية في ذلك، قائلا: “لدينا هنا عدد من سلاسل الصيدليات الكبرى وغيرها من الصيدليات الأهلية، مما يجعل الجولة التي أقوم بها كل بضعة أيام أقل عناء”.
لكنه أشار إلى أن هناك مناطق مثل قريته في الصعيد حيث “لا توجد غير صيدلية واحدة أو اثنتين تخدمان قرية أو عدة قرى، وليس هناك خدمة توصيل الأدوية للمنازل، كما هي الحال في العاصمة القاهرة”.
أما مصطفى، الذي تعافى من الوباء منذ أيام، فأشار إلى أن الأزمة كانت في الحصول على صنف من الأدوية أو اثنين؛ هما مستحضر باراسيتامول من شركة أجنبية، وأقراص الزنك المعززة للمناعة، علاوة على مضاد حيوي موصوف لزوجته المصابة أيضا.
لكنه أشار إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت انفراجة للأزمة بعد توفر بدائل للأدوية الموصوفة في الصيدليات التي تعطي نفس الأثر المطلوب من الأدوية الأساسية.
وقال مصطفى لبي بي سي: “كانت هناك أزمة في مستحضرات مستوردة تستخدم في خفض درجة الحرارة، وأدوية مثل أقراص الزنك، وفيتامين سي، في الفترة الأخيرة، لكنها أصبحت متوفرة الآن في صورة بدائل يمكن الاعتماد عليها”.
وأضاف: “كان الحصول على بعض هذه الأدوية منذ أسابيع قليلة مهمة مستحيلة، فكنا نلجأ إلى صيادلة على معرفة شخصية بنا منذ فترة. وكانوا يوفرون لنا كميات محدودة جدا لا تتجاوز العبوة الواحدة من كل نوع، مثل مستحضرات الزنك الطبية التي لم تكن متوفرة على الإطلاق”.
وقال الصيدلي مينا سمير لبي بي سي: “حاليا توفر 90 في المئة من شركات الأدوية حصة يومية من الأدوية المستخدمة في علاج أعراض فيروس كورونا للصيدليات. لكن ثقافة المصريين تدفعهم إلى التكالب على تلك الأدوية، وعلى الصيدلي المحترف مقاومة هذه الثقافة، وتوعية المستهلك بضرورة شراء ما يكفيه فقط دون زيادة”.
وأشاد سمير بدور الحكومة المصرية في إدارة أزمة أدوية أعراض الوباء، قائلا: ” قامت الشركات وبسرعة، تنفيذا لأوامر سيادية، بزيادة الإنتاج حتى تغطي الاستهلاك. وبالفعل قلت حدة الأزمة لتوفر معظم الصيدليات جميع الأدوية التي تساعد على رفع مناعة الجسم لمواجهة الفيروس”.
وأضاف: “وطرحت كمامات طبية، وكحول طبى بكميات كبيرة في الأسواق لمنع التلاعب ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه”.
وقال الصيدلي محمد جمال: “لا يزال الهيدروكسي كلوروكوين، الموجود باسم بلاكونيل، غير متوفر على الإطلاق في الصيدليات. وأعتقد أنه سُحب من الأسواق بمعرفة وزارة الصحة بعد أن حقق تقدما في العلاج، وعقب إدراجه في بروتوكول العلاج المصري، ربما لخطورته على مرضى القلب وضرورة تناوله تحت إشراف طبي”.
وبشّر جمال باقتراب توفر علاج لفيروس كورونا في مصر، قائلا: “شركة إيفا فارما المصرية توصلت إلى اتفاق مع شركة جلعاد ساينسز على إنتاج عقار رمديسفير، وسوف تبدأ الشركة في تصنيعه في الشهر الجاري”.
وأعلنت شركة جيلياد ساينسز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن عقار رمديسفير الذي تطوره أحرز نتائج إيجابية على مستوى التقليل من خطر الوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا.
وأكدت الشركة أن العقار الجديد، الذي يخضع لاستخدام تجريبي في الوقت الراهن، يقلل احتمالات الوفاة بالفيروس الوبائي بنسبة 62 في المئة.
ومنحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتماد “المسار السريع” للقاحين مرشحين للتحصين ضد فيروس كورونا من إنتاج شركتي فايزر للأدوية وبونتيك إس إي التي تعمل في مجال التقنية البيولوجية.
ويعني مصطلح “المسار السريع” خضوع عقار معين لمراجعة سريعة لتسهيل تطويره بهدف استخدامه في علاج حالات حرجة، وتلبية حاجة طبية ملحة.
[ad_2]
Source link