بعد تصريحات السيسي: كيف ترون مشروعية تدخل مصري في ليبيا؟
[ad_1]
ماتزال ردود الفعل تتوالى، على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي قال فيها إن تدخل بلاده في ليبيا المجاورة، باتت “تتوفر له الشرعية الدولية”، بين مدين ورافض لها، ومن يرى أنها تمثل حقا في الدفاع عن الأمن القومي المصري.
غير أن ردود الفعل تلك، تأتي من معسكرين مختلفين في مواقفهما لحد العداء، يدافع كل منهما عن مكتسباته وعن حلفه، في ظل حالة من الانقسام الفعلي، التي تشهدها ليبيا بين حكومة الوفاق، التي تسيطر على الغرب الليبي، وقوات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والتي تسيطر على شرق ليبيا وخلف كل منهما حلف اقليمي يدعمه.
وفي غمرة هذا الانقسام، ربما لايمكن تقييم ما إذا كان ما قاله الرئيس المصري مؤخرا، حول المشروعية الدولية للتدخل في ليبيا، سوى من قبل قانونيين مختصين بالقانون الدولي، إذ أن السياسيين في كلا الطرفين الليبيين، وفي المعسكرين الداعمين لهما، يبدوان على طرفي النقيض، فبينما يرى أحدهما أن ما قاله الرئيس المصري هو تلويح بتدخل عسكري، في شأن دولة مستقلة، يرى آخرون أنه يمثل دفاعا عن الأمن القومي المصري، ومواجهة لتدخل تركي سافر في المنطقة.
وكان الرئيس المصري، قد قال خلال زيارته للمنطقة الغربية العسكرية في مصر إن “أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية”. وأضاف “سواء في ميثاق الأمم المتحدة: حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي مجلس النواب”.
وأوضح السيسي أن كلا من منطقتي”سرت و الجفرة هم خط أحمر” مؤكدا أن “ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، وسنساعدهم في ذلك” مشيرا إلى أن الجيش المصري سيقوم بتسليح وتدريب القبائل الليبية في تلك المنطقة.
تنديد من الوفاق وحلفائها
وقد جاء رد حكومة الوفاق الليبية سريعا، ومنددا بما قاله السيسي، ومؤكدا على أن ماقاله يمثل انتهاكا صارخا، للأعراف والمواثيق الدولية، واعتبر خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، تصريحات السيسي “مساسا بالسيادة” و”تدخلا سافرا” في الشأن الليبي، في حين اعتبر الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة، أن تصريحات السيسي تمثل “تدخلا سافرا وإعلان حرب واضح على ليبيا”.
أما مجلس النواب الليبي بطرابلس، فقد طالب حكومة الوفاق بالاستعداد التام، للرد على “تهديدات” الرئيس السيسي سياسيا وعمليا، داعيا لأخذ هذا “العدوان” على محمل الجد ودراسة كل الخيارات المتاحة للرد في الزمان والمكان المناسبين.
وأبرزت صحيفة “الأيام” الليبية تساؤلا، لياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد خطاب السيسي: “لماذا يهددون باستخدام القوة؟” ونقلت الجريدة عن أقطاي، قوله في إشارة إلى مصر: “هل نسي هؤلاء أنهم ساعدوا وأيدوا حفتر الجنرال المنقلب في ليبيا،على مدار أكثر من خمسة أعوام والنتيجة يعرفها العالم. المثير للدهشة والعجب أن بعضهم لا يزال يبحث عن ذريعة لغزو ليبيا… والسؤال هو هل إذا تم غزوها ستحل مشاكلك الداخلية والخارجية؟ أم ستزيد الأوضاع سوءاً؟”.
دعم وتأييد من معسكر حفتر
في المعسكر الآخر، وهو معسكر حفتر والداعمين له سواء في مصر أو الدول المتحالفة معها، مثل السعودية والإمارات، كان الرأي الذي تردد واحدا، وهو التأييد المطلق لما قاله الرئيس المصري واعتباره حفاظا على الأمن القومي المصري، ووقوفا في وجه النفوذ التركي المتزايد في ليبيا والمنطقة.
وقال عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة التابعة لبرلمان شرق ليبيا، في معرض تعليقه على تصريحات الرئيس المصري، إن مصر تنحاز لليبيين ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي، وأضاف في مقابلة مع موقع “العين” الإماراتي: “ما يحدث أمر طبيعي بالنسبة للجغرافيا والتاريخ والعلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وموقف علاقة الشعبين في بلد واحد، ونتقاسم مع الشقيقتين مصر وتونس الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك”.
وكانت كل من السعودية والإمارات اللتان تتشاركان نفس الموقف تجاه ليبيا مع مصر قد سارعتا بتأييد تصريحات السيسي.
وقالت الرياض في بيان نشرته الوكالة السعودية الرسمية، إن السعودية تقف إلى جانب مصر، وحقها في الدفاع عن حدودها وشعبها، وتعبر عن تأييدها لما جاء في تصريحات الرئيس المصري بشأن “حق مصر في حماية حدودها الغربية”.
من جانبها حذت دولة الإمارات العربية المتحدة نفس الحذو إذ أعربت عن تأييدها لما ورد في خطاب السيسي، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها أن “دولة الإمارات تقف إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا”.
كيف ترون ما قاله السيسي حول أن التدخل المصري في ليبيا بات يحظى بالشرعية الدولية؟
وما رأيكم في رد حكومة الوفاق الليبية من أن ذلك يمثل تدخلا سافرا وإعلان حرب على ليبيا؟
هل تتفقون مع من يرون أن ما قاله السيسي يمثل حفاظا على الأمن القومي المصري؟
ماهي توقعاتكم للخيارات المصرية فيما يتعلق بالتدخل في ليبيا؟
وهل تتفقون مع من يقولون بأن الجبهة الليبية ليست هي الأولوية حاليا وإنما الأولوية هي لسد النهضة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 22 حزيران/يونيو من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
[ad_2]
Source link