أخبار عاجلة

ورحل مستشار الكويت | جريدة الأنباء

[ad_1]

ودّعت الكويت وزير المالية الأسبق ومستشار سمو الأمير العم عبدالرحمن العتيقي، أحد رجالات الرعيل الأول الكبار بالكويت وصاحب التاريخ السياسي الحافل والشاهد على مسيرة الكويت بكل حقباتها وتطوراتها المتعاقبة.

وقد بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى عبدالرحمن سالم العتيقي، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن الأوفياء الذين ساهموا في نهضته المغفور له بإذن الله تعالى، عبدالرحمن سالم العتيقي، مستذكرا سموه، حفظه الله، مآثر الفقيد الكبيرة ومسيرة حياته الحافلة بالعطاء والإنجازات وما قدمه من خدمات جليلة للوطن العزيز عبر مختلف المناصب الرفيعة التي تبوأها، سائلا سموه المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة الراحل ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن عبدالرحمن سالم العتيقي، سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء. كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.

وبعث رئيس مجلس الأمة مرزوق الغام ببرقية الى اسرة الفقيد المرحوم باذن الله عبدالرحمن سالم العتيقي، اعرب فيها عن خالص العزاء وصادق المواساة بوفاة احدى الشخصيات الكويتية التي ساهمت في بناء الكويت الحديثة.

واستذكر الغانم، في برقيته، المسيرة العطرة للراحل العتيقي وعطاءاته الوطنية، سائلا المولى جلت قدرته ان يرحمه برحمته الواسعة وان يلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

كان «بوأنور» رحمه الله، من رجالات المرجعية السياسية الذين تحتاج لوجودهم أي دولة، فبصماته الناجحة متواجدة على أي مرفق من مرافق الكويت العديدة من النفط الى الشرطة فالصحة فالخارجية، والبنوك والمالية وغيرها من الميادين التي يصعب تذكر أي تطور في مسيرتها دون ان يكون لـ«بوأنور» دور واضح فيها.

أسرته محضنه

تربى المستشار عبدالرحمن سالم العتيقي في محضن أسرة العتيقي العريقة التي قدمت من منطقة سدير وسط نجد لتستقر في الكويت في زمن الشيخ عبدالله بن صباح الحاكم الثاني عام 1775 في حي الوسط قرب مسجد السوق في المنطقة التي حملت اسم عائلة العتيقي (شارع المباركية حاليا).

وعائلة العتيقي امتهنوا التجارة من قدم ولهم تاريخهم في التجارة مع الهند في وقت مبكر ثم امتدت تجارتهم لتشمل الهند ونجد والعراق وكانت مدينة الزبير منطلقهم وكانت تجارتهم حينذاك في المواد الغذائية والأقمشة، وكان لهم دورهم في الدعوة والعمل الخيري ودعم التعليم، وكان والده سالم العتيقي من رباه ووجهه والحاضن والموجه له وعلى طريقه من بعده سار، وكان العم عبدالرحمن العتيقي يذكر والده كثيرا وهو يتكلم عن الحياة والرموز التي مرت عليه في حياته وكيف مارس التجارة ولهم محلات ودكاكين في قصرية العتيقي بسوق المباركية.

وقد سار الابن البار عبدالرحمن سالم العتيقي على خطى والده في حياته وقد قيل ما هذا الشبل إلا من ذاك الأسد ومن شابه أباه فما ظلم.

رحم الله العم (بوأنور) وأطال في عمر عياله وأبنائه الذين يفخرون به اليوم وسيتابعون المسير على خطاه إن شاء الله.

رئيس جمعية المعاقين الكويتية

ترأس المستشار عبدالرحمن سالم العتيقي ـ رحمه الله ـ جمعية المعاقين الكويتية منذ عام 1971 ـ ٢٠١٨، 47 عاما قضاها يبذل الجهد ويواصل العمل لترتقي هذه الجمعية وتكبر وكان على الدوام ملجأ أبنائه المعاقين وذويهم، فلم يرد لهم طلبا في يوم من الأيام وحرص على ان تتقدم جمعيتهم كباقي اخواتها من جمعيات النفع العام، فلم يبخل عليها لا بالمال ولا بالاستشارة والدعم حتى ان معظم أفراد أسرته متطوعون في هذه الجمعية وفي مقدمتهم رفيقة دربه زوجته بلقيس الزهير (أم أنور) تعمل متطوعة وتحضر كثيرا من الأحيان لترافق الوفود الزائرة للجمعية المباركة، وكذلك ابنته سلوى.

رحل المستشار عبدالرحمن العتيقي الذي أحبه الكبير والصغير في جمعية المعاقين من عاملين وإداريين وموظفين ومتطوعين، والكل ليس على لسانه إلا كلمة واحدة، الله يرحمه.

يقول الأخ هاشم تقي ـ بومحمد ـ الذي عمل معه طيلة فترة عمله كرئيس في جمعية المعاقين، هو رحمه الله ـ مجموعة متحدة في فكر واحد، إنسان، مرجع في كل شيء في الدين والفكر والأحداث، من قيم ومبادئ، وإنسانية طاغية يحترم كل من معه وحوله ويأخذ بايديهم الى العلياء والمجد والنجاح.

ديوان الكليب بالقادسية

كان العم عبدالرحمن سالم العتيقي ـ رحمه الله ـ من المداومين على حضور ديوان العم عبدالله سلطان الكليب بالقادسية كل اثنين وخميس وكان الديوان مليئاً بالحاضرين من أهل الكويت الكرام، منهم العم عبدالرحمن الولايتي والعم سالم الرومي وكبار عائلة الخالد والكليب والفارس وعوائل منطقة القادسية وما جاورها من مناطق.

وكان العم بوأنور اذا تكلم فالكل يسمع ما يقوله، فهو قريب من القرار الحكومي وله رأي راجح في المسائل والقضايا، وله أيضا خصلة حميدة جدا هي الجرأة والشجاعة في قول الحق (وكلنا يذكر مداخلته التاريخية في مواجهة الرئيس القذافي وكيف أفحمه في الرد على ما قاله) مما جعل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ومثواه ـ يناديه ويجلسه بجانبه ويشكره.

مسيرة حياته

ويعد عبدالرحمن سالم العتيقي المولود في 15 ابريل 1928 أحد رجالات الكويت المخلصين الذين خدموا البلاد في العديد من المحافل والمناصب التي كلف بها طوال حياته. وبدأ العتيقي الذي تلقى تعليمه في المدرسة المباركية وحاز دورات تعليمية خاصة عمله الحكومي عام 1943 في دائرة تموين الأغذية وعمل في العديد من الجهات الحكومية إذ عيّن مشرفا على مناطق التنقيب في شركة النفط من عام 1945 حتى 1949.

والتحق العتيقي، رحمه الله، في خدمة الشرطة عام 1949 إذ عمل سكرتيرا لأمير الكويت الأسبق المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح، كما عيّن في عام 1959 مديرا لدائرة الصحة، وكان العتيقي اول سفير لدولة الكويت لدى الولايات المتحدة ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، كما شغل منصب وكيل وزارة الخارجية في عام 1963.

وفي الفترة من عام 1967 حتى 1971 عيّن الفقيد العتيقي وزيرا للمالية والنفط، كما شغل منصب وزير المالية أيضا من عام 1975 حتى عام 1978، ومثّل العتيقي الكويت في تأسيس منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك) عام 1981 وسمي مستشارا لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، كما شارك الفقيد العتيقي في تأسيس عدة جمعيات نفع عام منها الهلال الأحمر الكويتي، وشارك في تأسيس بيت التمويل الكويتي، وحصل على العديد من شهادات التقدير والجوائز والأوسمة منها وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى من الملك حسين تقديرا لجهوده.

وأهم الإنجازات التي تحققت خلال وزارته للمالية والنفط هو إنشاء المجلس الأعلى للبترول 1974، الذي يتولى رسم السياسة العامة للثروة البترولية للمحافظة عليها وحسن استغلالها وتنمية الصناعات المرتبطة بها والمنبثقة عنها، بهدف ضمان الاستثمار الأفضل لهذه الثروة وتحقيق أكبر عائد منها واستكمال صناعة بترولية وطنية متكاملة. كل ذلك في إطار السياسة المرسومة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

كما أسهم في أهم التشريعات التي بموجبها تأسس الصندوق الكويتي للتنمية الاجتماعية وصندوق الأجيال المقبلة.

الاحتلال الآثم

يسجل للعم عبدالرحمن العتيقي المواجهة التاريخية الشجاعة عندما رد بكل شجاعة اهل الكويت على افتراءات وترهات معمر القذافي في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة عقب الغزو العراقي للكويت. وكان القذافي قد قال في المؤتمر انه على الرغم من رفضه أسلوب الغزو العسكري، حتى لو كان الهدف هو الوحدة، إلا أن ذلك لا يخفي عن اعيننا الخطر الأكبر الذي يهدد الأمة العربية كلها الآن وهو التدخل الاستعماري الأميركي الذي يعمل لمصلحة إسرائيل في الأساس ويهدد كيان العراق والأمة العربية.

وعندها قام عبدالرحمن العتيقي، رحمه الله، موجها كلامه للرئيس الليبي: اسمع يا معمر، إذا كان الموجودون من أهل الكويت أصلهم وتربيتهم تفرض عليهم تجاهلك وعدم الرد أنا راح أرد عليك، ليرد معمر: من أنت؟ فيجيبه العتيقي: مواطن كويتي، وأنا كمواطن كويتي مستعد للتحالف مع الشيطان لعودة بلدي وطرد الاحتلال العراقي. ليحاول ياسر عرفات التدخل، لكن العتيقي نظر إليه قائلا: أنت آخر واحد يحق له الكلام، ليتدخل بعدها أحد قادة دول مجلس التعاون الخليجي مناديا مستشار سمو الأمير قائلا له: ما قلته يا بو أنور صحيح وردك يعبر عنا جميعا، ويقال ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، هو من أجلسه بجانبه.

الاقتصاد والسياسة

نجح الراحل «بوأنور»، رحمه الله، في الاقتصاد كما في السياسة، حيث كان أول من مثّل الكويت في الأمم المتحدة كمندوب دائم، وكان صاحب الرأي بفصل وزارة النفط عن المالية عام 1974، عبر اقتراح قدمه للأمير الراحل الشيخ صباح السالم ولرئيس الوزراء «حينها» أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، وتأسست مؤسسة التأمينات الاجتماعية أثناء توليه وزارة المالية ليترأسها في بدايتها حتى شبّ عودها واستوت على ساقيها.

العمل الخيري

لم يأخذ العمل الاقتصادي والديبلوماسي والسياسي العم «بوأنور» عن العمل الأحب إلى قلبه وهو العمل الإنساني، حيث كان، رحمه الله، أحد مؤسسي جمعية المعاقين وصاحب فكرتها، حيث بدأ العمل بها عام 1971 باستثمار بيته كمقر للجمعية لتصبح على ما هي عليه الآن، حيث تساهم مساهمة فعالة في تقديم الخدمات اللازمة للأبناء من ذوي الإعاقة وتوفير الخدمات لجميع المعاقين، كما كان من مؤسّسي جمعية الهلال الأحمر وبدأ عمله الإنساني من خلال عضويته في جمعية الإرشاد الإسلامي.

النفط والشرطة

في عام 1949 التحق بشركة النفط واعتمد في ذلك على اللغة الانجليزية التي كان يتميز بها وتم تعيينه في وظيفة مشرف عام على العمال في جميع مناطق التنقيب عن النفط في ذلك الوقت.

ترك عمله في شركة النفط في العام ذاته العام ليبدأ عمله مع المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم بإدارة الشرطة، حيث شغل وظيفة مترجم وقام خلالها بإعداد مشروع لتنظيم دائرة الشرطة واستمر في عمله هذا لمدة 10 سنوات.

الصحة والخدمات الطبية

مرفق آخر انتقل اليه العم «بو أنور» خلال رحلته الحافلة هو وزارة الصحة، حيث استطاع إثبات نفسه بسرعة قياسية أهلته بعد 3 أشهر فقط من العمل بها ليكون مديرا عاما للصحة والخدمات الطبية واستمر فيها لمدة سنتين ونصف.

بصماته الديبلوماسية

لتبدأ بعدها رحلة العم «بوأنور» مع وزارة الخارجية التي كان له دور اساسي ومهم في تكوينها، حيث انتدب للعمل كمندوب دائم في الأمم المتحدة ثم ليصبح بعدها سفيرها للكويت في الولايات المتحدة في عهد الرئيس كينيدي ليتولى بعد عامين منصب وكيل وزارة الخارجية.

إنجازات عديدة حققها المستشار في الديوان الأميري العم عبدالرحمن العتيقي في وزارة الخارجية منها لعبه دورا أساسيا في التوصل لاتفاقية أكتوبر 1963 التي أقرت خلالها الحكومة العراقية جميع الاتفاقيات السابقة مع الكويت.

بعد حوالي ست سنوات من العمل الديبلوماسي انتقل «بو أنور» الى المجال الاقتصادي، حيث تسلم وزارة المالية والنفط عام 1967 وبعد مسيرته الاقتصادية في وزارة المالية صدر مرسوم أميري عام 1981 بتعيينه مستشارا لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله.

بوفاة العم عبدالرحمن سالم العتيقي ـ فقدت الكويت ودواوينها التي يرتادها هذا (الرمز والعلم والأخلاق) بعد ان غيبه الموت وترك صيتا طيبا في المواقف والأعمال والإنجازات، ولعل كثيرا من الأعمال الخيرية الطيبة التي حجبها عن الظهور هي خبيئته مع الله عز وجل.

رحم الله العم بوأنور، فلقد أتعب من هم بعده.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى