وقفة احتجاجية وحزن ودموع وغضب في رثاء كلاب ضالة سممتها جهة حكومية بالكويت
[ad_1]
تلهج كثير من الألسنة في الكويت بالدعاء على جهة حكومية سممت كلابا ضالة بغية التخلص منها. ودشن مستخدمو تويتر هاشتاغ #وزارة الصحة تسمم الكلاب للانتصار للكلاب التي لقيت مصرعها بالسم.
ولكن وزارة الصحة بالكويت سارعت لنفي علاقتها بالواقعة وقالت إن “الكلاب الضالة لا تقع في دائرة اختصاصها”، ما حدا بالمستخدمين إلى استبدال الهاشتاغ في وقتٍ لاحق بآخر هو تسمم_الكلاب وأوقفوا تسميمهم..
وكان مدونون كويتيون ذائعو الصيت قد لفتوا الأنظار إلى ما حدث من خلال مقاطع فيديو أظهرت كلاباً ضالة وهي تصارع الموت بعد تناولها أطعمة مسمومة على ما يبدو.
وظهرت المدونة المعروفة د. خلود عبر تطبيق سناب شات وهي تبكي بحرقة وتبدي جزعها الشديد جراء الخطوة وقالت: “حرام عليكم حرام .. حسبي الله عليكم الله .. لا يوفقكم يارب”.
وعلى تويتر، عبر البعض عن استهجانهم لما حدث متعللين بالإنسانية وبالدين الإسلامي الذي حث على الرفق بالحيوان.
وكتب أحد المغردين: “الحين مو من فترة أقروا قانون الرفق بالحيوانات وإن العقوبة تصل إلى ٥ سنوات .. شلون الحين وزارة الصحة تسمم الكلاب أجلكم الله”.
وكتبت أخرى: “كلنا سافرنا خالطنا ناس من كل العالم يحترمون الحيوان ومربين عيالهم عالرحمه والجلاب يتمشون بكل مكان وينامون حتى بمحلاتهم حتى أصحاب المطاعم فاتحين مكانهم محد يفكر ياذيهم بالشارع! تسمم هالأرواح البريئة مو حل مثل ما زانيه دشت الجنة لأنها سقت كلب”.
فيما أعرب آخرون عن ارتياحهم لما حدث مشيرين إلى اعتداءات للكلاب على البشر لا سيما صغار السن ودورها في نقل الأمراض.
ورد بعض المستخدمين على ذلك بنشر صور ومقاطع فيديو لهم ولأطفالهم مع كلاب الشوارع قائلين إنها لا تؤذي إلا من يبادر بإيذائها.البعضالآخر بادر لتداول نصيحة بعينها لإنقاذ الكلب المسموم وتتمثل في إعطائه خليطا من البيض النيئ والحليب.
ودعا مستخدمون بعد ساعات من تدشين الهاشتاغ إلى تجمع سلمي للاحتجاج على الخطوة، الأمر الذي قابله البعض بالسخرية. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات أعربوا فيها عن تعاطفهم مع الكلاب المسمومة ورفضهم لقرار التخلص منها بهذه الطريقة. وحملت اللافتات شعارات بالعربية والانجليزية كان أبرزها: لا للتسميم، نعم للتعقيم. وأكد المحتجون في ساحة الارادة أنهم سيواضبون على الاعتصام لحين محاسبة المسؤولين عن ارتكاب “جريمة تسميم الكلاب”.
واعتبرت “أبرار” من جمعية Care Kuwait التي تعنى بالحيوانات أن أكثر ما هو مؤلم في واقعة تسميم الكلاب هو أن الموت فيها يكون بطيئاً جداً وأن الكلب يقضي ساعات وهو يتألم قبل أن يقضي نحبه وأن هذه الساعات قد تطول ليوم كامل.
وترى أبرار أنه رغم الانتشار الملحوظ والأعداد الكبيرة للكلاب في الشوارع إلا أن الضرر الذي تسببه محدود، مبديةً أسفها لعدم وجود ما يكفي من جمعيات ومؤسسات للعناية بالحيوانات عموماً في الكويت، وبالأخص الكلاب الضالة، مشيرةً إلى وجود جمعية واحدة فقط مرخصة من قبل الحكومة في هذا المجال.
ومن جانبه، أدان فريق حماية حقوق الحيوان (باوز كويت) حوادث التسميم وطالب بمراسلة الهيئة المختصة لوقف حملة تسميم الكلاب.
وتقول رولا أحمد مسؤولة الفريق إن تسميم الكلاب الضالة يتكرر منذ سنوات رغم الاحتجاج عليه من قبل الأفراد والمؤسسات.
وأشارت إلى أنه تم جمع مبالغ مالية في عام 2017 لصالح حملة لتعقيم الكلاب الضالة ما يعني إعفاء الحكومة من أي أعباء مالية في هذا الخصوص إلا أنه لم يتم الأخذ بالمبادرة.
ونوهت في حديث لـ بي بي سي إلى وسائل فعالة أخرى للسيطرة على ظاهرة انتشار الكلاب الضارة دون الإخلال بالقيم الإنسانية والتعاليم الإسلامية إلا أنه لم يتم الأخذ بها حتى الآن.
وقالت إن هناك حاجة لزيادة التوعية في هذا الخصوص وخاصة فيما يتعلق بثقافة “التبني” مشددة على أهمية دور الجهات الدينية في هذا الخصوص.
هذا وقد حاولت بي بي سي جاهدة الحصول على تعقيب من “الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية” التي تتولى حملة تسميم الكلاب في الكويت إلا أن أياً من المسؤولين الذين تواصلنا معهم لم يدل بأي تصريحات.
خارج الكويت
الإقدام على تسميم الكلاب لا يقتصر على الكويت. ففي نهاية عام 2017 احتج اللبنانيون على قيام عمال بلدية العاصمة بيروت بتسميم الكلاب الضالة في أحياء المدينة. وشارك كبار السياسيين في البلاد في موجة الاحتجاج من خلال نشر صور لكلابهم والإشادة بها.
وفي مصر لجأ متطوعون في عام 2015 لأسلوب “القتل الرحيم” للتخلص من انتشار الكلاب في الشوارع وحماية المواطنين من هجماتها.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه شكاوى المواطنين من انتشار الكلاب في الشوارع بمناطق مختلفة، طالب برلمانيون الحكومة الشهر الماضي باتخاذ خطوات سريعة وحاسمة للقضاء عليها بما في ذلك “القتل” وذلك حرصاً على مصلحة المواطنين.
مؤسسة الكلاب البريطانية
وتعقيباً على هذه الطريقة في التعامل مع ظاهرة انتشار الكلاب الضارة، أكدت مؤسسة Dogs Trust البريطانية أنها تعارض بشدة الاستخدام المنظم لطرق وحشية وغير انسانية مثل “التسميم” للقضاء على الكلاب.
واعتبرت أن ما يعيب مثل هذه الطرق ليس فقط أنها تخضع الكلاب لمعاناة هائلة وغير ضرورية بل أيضاً حقيقة أن القتل الجماعي للكلاب غير فعال بالمرة كوسيلة للتحكم في أعداد الكلاب.
وقالت المؤسسة رداً على سؤال لبي بي سي إن الطريقة الأكثر فعالية وإنسانية تتمثل في “إخصاء جماعي” للكلاب الضالة من خلال برنامج منظم إضافةً إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الإخصاء واقتناء الكلاب بطريقة مسؤولة.
وأشارت المؤسسة إلى أنها تعمل بلا كلل من خلال تمويل برامج لمساعدة المنظمات المحلية المعنية بحقوق الحيوان في عدد من الدول بالعالم لوضع نهاية عاجلة للمحاولات الوحشية العقيمة والتعريف ببرامج الإخصاء الأكثر فعالية.
[ad_2]
Source link