أخبار عاجلة

هل نجحت السويد في تطبيق سياسة مناعة | جريدة الأنباء

[ad_1]

منذ إعلان كورونا جائحة عالمية، ظهر منهجان مختلفان في التعامل معها: منهج حاد ومنهج ناعم. يعتمد المنهج الحاد على فرض إجراءات قسرية على المجتمع، مثل: إغلاق المدن وعزل المناطق وتتبع المصابين وحجرهم في أماكن خاصة لعلاجهم.

بينما يعتمد المنهج الناعم على استراتيجية واحدة هي: الأمل في تحقيق مناعة القطيع، لدى الناجين من المرض.

في المنهج الناعم، لا يتم فرض أي إجراءات قسرية على المجتمع المدني، بل يترك المجتمع المدني يتعامل مع الفيروس بنفسه، وفق إمكاناته الشخصية والمناعية والمجتمعية، مع تركيز المساعدة الحكومية لمن يستطيعون النجاة من المرض، خاصة الشباب وصغار السن، تحت ٥٦ عاما، ثم الرهان على بقاء أجسام مضادة لدى هؤلاء الناجين، بحيث لا يصيبهم المرض مرة أخرى، ولا ينقلون المرض لغيرهم، وبهذا لا يصبح المجتمع بيئة خصبة لانتشار الفيروس.

اختارت السويد المنهج الناعم على أمل تحقيق مناعة القطيع، ففي السويد يتحرك الناس ويعملون، وكان شيئا لم يكن، عدا بعض الإغلاقات للمدارس، وبعض التوعية بضرورة تعقيم اليدين وممارسة التباعد الجسدي، على أن يكون التطبيق اختياريا ودون فرض حكومي.

كلفة المنهج الناعم مرتفعة في أعداد المصابين والوفيات، فقد أصيب بالسويد حتى الآن حوالي ٣٦ ألف شخص، وتوفي منهم أكثر من ٤ آلاف شخص، نصفهم من كبار السن المتروكين في بيوت المسنين، الذين لم يتلقوا أي علاج أو اهتمام طبي تقريبا. فالحكومة السويدية تركز خدماتها الصحية على من تقل أعمارهم عن ٦٥ عاما فقط.

لذا، ظهرت اتهامات من ذوي المتوفين بأن الحكومة تخاطر بحياة المسنين كي تقلل الإنفاق في مجال الصحة. وقد اعترف رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين بأن الحكومة «فشلت في حماية كبار السن». ولا ينفي كبير علماء الأوبئة السويدي أندرس تيغنل هذا الفشل، بل يقول: «هذا اتهام يصعب الرد عليه. فكبار السن يعانون بالفعل من مشكلات صحية خطيرة حتى قبل إصابتهم بفيروس كورونا، لذا من الصعب توفير أماكن لهم في العناية المركزة بينما يحتاج اليها آخرون». لكن حتى الآن لا يبدو أن السويد قريبة من تحقيق مناعة القطيع المأمولة، فالأرقام تقول إن أعداد من طوروا أجساما مضادة للفيروس بعد شفائهم من «كورونا» لا تزيد نسبتهم على ٧% من سكان ستوكهولم وحدها، وذلك رغم إصابة حوالي ٢٠% من سكان ستوكهولم بالفيروس. بينما نسبة مناعة القطيع المطلوبة هي فوق ٧٠%.

فيبدو أن الاعتماد على ظهور أجسام مضادة لدى الناجين ليس بالسهولة التي توقعتها الحكومة السويدية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد تشككت في سلامة الاعتماد على الأجسام المضادة لدى الناجين، منتصف أبريل الماضي.

وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلب المواطنين السويديين يؤيدون المنهج الناعم الذي تعتمده الحكومة في التعامل مع «كورونا» حتى الآن رغم اضطرارهم لقبول كلفته بخسارة أرواح من يعجزون عن الشفاء، حيث يموت ما بين 50 و80 شخصا يوميا، نصفهم من كبار السن.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى