أخبار عربية

فيروس كورونا: “بقيت عالقا على متن سفينة في البحر لشهرين”

[ad_1]

مصدر الصورة
Juan Jade

Image caption

ظل الموسيقي خوان جيد عالقا لشهرين على متن سفينة سياحية

ظل السفر على متن سفينة في البحر روتيناً يوميا في حياة خوان على مدى أربع سنوات.

فقد وُظف المغني والموسيقي الكولومبي الذي يبلغ من العمر 40 عاماً ، في شركة الرحلات البحرية ( P&O Australia ) لإحياء الحفلات الحية لركاب السفينة، والتي تقدم في الغالب تحيةً لمغني فرقة الروك “كوين”، الراحل فريدي ميركوري.

ولكن، جاء تفشى فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم ليقلب كل شيئ.

وأجبر خوان منذ أكثر من شهرين ، على أن يطوف في البحار في سفينة بلا ركاب، مع عدم وجود أفق حقيقي للعودة إلى وطنه في العاصمة الكولومبية، بوغوتا.

وقال لبي بي سي عبر الهاتف: “على الأقل، كنت أستطيع مشاهدة منظر غروب الشمس المذهل كل يوم ، ويجب أن أكون ممتناً لذلك”.

“ولكنني متلهف إلى العودة إلى المنزل لرؤية أطفالي الثلاثة”.

طواهم النسيان

ويعد المغني خوان جيد، من ضمن ما يقارب من 100 ألف شخص من طواقم الخدمة حول العالم العالقين على متن السفن السياحية و طواهم النسيان جراء تفشي الوباء.

وهو في سفينة “بيسيفيك إكسبلورر”، واحدة من أكثر من 20 سفينة راسية في خليج مانيلا في الفلبين، الذي أصبح ساحة انتظار بحرية ضخمة.

جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو

اليابان تجلي غير المصابين بفيروس كورونا من سفينة سياحية محتجزة

وينتظر حالياً آلاف الأشخاص من جنسيات مختلفة، الفرصة للنزول من السفن والعودة إلى أوطانهم.

وتضم القائمة عاملين من الفلبين، وجدوا أنفسهم قريبين جداً من أهلهم وأسرهم، ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من اللقاء بهم.

وكما توضح لنا قصة خوان، تبدو عملية استعادة حريتهم وعودتهم إلى بيوتهم معقدة للغاية.

وفرضت السلطات الفلبينية تدابير حجر صحي صارمة لتجنب دخول المصابين بالمرض إلى البلاد.

“أيام بلا هدف”

وكان هناك العديد من حالات الإصابة بالعدوى على متن سفن الرحلات السياحية، وأبرزها ما حدث على متن سفينة “ذا دايموند برنسس” (أميرة الألماس)، التي قضت أكثر من شهرين في الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما في اليابان؛ إذ أصيب ما لا يقل عن 621 شخصا كانوا على متنها.

مصدر الصورة
Juan Jade

Image caption

كان الموسيقي الكولومبي يقدم عروض موسيقى الروك على متن السفينة

ووفقاً لتحقيق أجرته صحيفة “ميامي هيرالد” الأمريكية ، التي جمعت معلومات من الحكومات في جميع أنحاء العالم ، وصلت نسبة حالات الإصابة بالفيروس على متن السفن السياحية حتى الثامن من مايو/أيار، إلى 22 في المئة.

وقد انتشرت أخبار انتشار الفيروس على متن سفينة “بيسيفيك اكسبلورر” التي تديرها شركة أسترالية في منتصف رحلتها إلى سنغافورة.

ويتذكر خوان: “لقد غادرنا سيدني وكنا قضينا ثلاثة أيام من مدة الرحلة، عندما أعلن القبطان فجأة أننا سنعود إلى الميناء”.

وعندما كان الركاب ينزلون من السفينة، طُلب من أكثر من 600 شخص من أفراد الطاقم البقاء فيها.

وبقيت السفينة راسية لمدة عشرين يوماً قبل أن تأمر السلطات الأسترالية جميع السفن بالعودة إلى الموانئ التي انطلقت منها أصلا.

ويوضح خوان “على الرغم من أننا كنا نعمل في شركة أسترالية، لكن سفينتنا كانت ترفع علماً بريطانياً بشكل رسمي”.

ويقول الموسيقي إن كل ما تبع ذلك كان عبارة عن “أيام بلا هدف”.

ابتكارات على متن السفينة

وأبحرت سفينة “بيسيفيك اكسبلورر”، عبر المياه الدولية، بينما ظل موظفو الشركة يحاولون العثور على مكان ترسو فيه السفينة، بما يسمح بإعادة أفراد الطاقم الذين لا حاجة لبقائهم على متنها.

مصدر الصورة
Juan Jade

Image caption

أصبح خليج مانيلا في الفلبين منطقة انتظار بحرية ضخمة للسفن

وحصلت السفينة أخيراً على إذن للرسو في خليج مانيلا، لأن غالبية أفراد الطاقم كانوا من الفلبين.

ونزل المواطنون الفلبينيون إلى البر في حين لا يزال أفراد الطاقم الآخرون ينتظرون رحلات العودة.

ويقول خوان: “ولكن وصل المزيد من السفن، وتم إبلاغ الطاقم الفلبيني أنهم سيضطرون إلى الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يوماً قبل النزول، لكنهم لا يزالون معنا”.

ومما زاد الطين بلة أن ضرب إعصار أمبو المنطقة، مما أجبر السفن على الفرار إلى المياه الدولية لتجنب العاصفة.

ولكن، على الأقل، لم يكن خوان وزملاؤه يخضعون لعزل تام؛ لعدم وجود أي حالة إصابة بالفيروس على متن سفينتهم.

وفي الوقت الذي يجب على الطاقم اتباع قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة، والخضوع لفحص حرارتهم مرتين في اليوم، يعتبر الفنان الموسيقي نفسه في وضع أفضل من غيره ممن هم على متن السفن السياحية الأخرى.

ويقول: “لدينا زملاء في مكان آخر يعيشون في عزلة تامة وحتى أنهم رأوا أناس يموتون أمام أعينهم”.

“وعلى متن سفينتنا، لجأنا إلى القيام بالعديد من الأنشطة الترفيهية وبرامج اللياقة البدنية لمساعدة الناس على التأقلم. لقد نظمنا حتى محطة راديو وأنا أحد المقدمين فيها”.

“سفينة الأشباح”

كما أمضى خوان وقته أيضاً في تصوير مقاطع موسيقية له ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

مصدر الصورة
Juan Jade

Image caption

التقط خوان صورة لإعصار ضرب المنطقة

وتحتوي صفحته على موقع انستغرام على مجموعة من الصور التي يسميها “بطاقات بريدية من سفينة الأشباح” ، حيث تظهر الفراغ الموحش على متن السفينة السياحية.

“لقد تلقيت رسائل من أشخاص من جميع أنحاء العالم وكان ذلك بمثابة دعم مذهل خلال هذه الأوقات”.

وثمة شيء واحد يعرفه على وجه اليقين الآن، وهو أنه عاطل عن العمل. فقد تم إنهاء عقد عمله ، في حين ينتظر امتلاك حريته في العودة إلى وطنه.

ويقول الفنان الموسيقي إن القلق يسيطر عليه تماما في بعض الأحيان، و”يصعب علي النوم أحياناً، وأحلم بأنني قد استدعيت للعودة إلى الوطن”.

لا أمل في الأفق

لقد رأى خوان بعض زملائه وهم يستعدون للعودة إلى بلدانهم، وفي اليوم الذي تحدث فيه إلى بي بي سي، كان من المقرر أن تسافر مجموعة من أفراد الطاقم البرازيلي والأرجنتيني إلى أمريكا الجنوبية.

وعلى الرغم من أن السلطات الكولومبية تنظم رحلات للعودة إلى الوطن لمواطنيها حول العالم، إلا أنه لم تغادر أي منها من مانيلا، ولم تكن هناك أي رحلة تجارية متاحة إلى هناك، بحسب خوان.

ويقول: “رأيت أناساً يغادرون السفينة في قوارب النجاة ويتسابقون مع الوقت في محاولة للحاق بمواعيد إقلاع الطائرات. وسافر بعض الزملاء لمدة ثلاثة أيام للوصول إلى مطارات تتوقف فيها رحلات ترانزيت تمكنهم من العودة الى بلدانهم”.

مصدر الصورة
Juan Jade

Image caption

“على الأقل، كنت أستطيع مشاهدة منظر غروب الشمس الرائع كل يوم”

ويستدرك “لكن، على الأقل، ساعدتهم حكوماتهم وكانوا على تواصل معهم، أما الدعم من السلطات الكولومبية فمعدوم تماماً”.

ووفقا لإحصاءات الحكومة الكولومبية، تمت إعادة أكثر من 3000 مواطن كولومبي إلى وطنهم منذ تفشي الفيروس من ما يقارب 18 دولة.

وقالت كلوديا بلوم، وزيرة الشؤون الخارجية في الحكومة الكولومبية، إن إعادة جميع المواطنين تعد من أولويات عمل الحكومة.

وقالت بلوم لصحيفة التيمبو “ندرك حجم الصعوبات التي يواجهها هؤلاء المواطنين، ويؤلمنا أن نسمع عن كل حالة إصابة تم الإبلاغ عنها وكل قصة تتردد على مسامعنا”.

مستقبل مجهول

أما بالنسبة لخوان، فقد يبدأ كفاحه الحقيقي بعد أن يتحرر من الوضع الذي علق فيه بنهاية المطاف.

مصدر الصورة
Juan Jade

Image caption

المقاعد خالية في مسرح السفينة

لقد حصل على أجره مقابل عمله على متن السفينة، لكنه سينزل في عالم يُعاني فيه أمثاله من الفنانين في جميع أنحاء العالم من إلغاء العروض وإغلاق أماكن الترفيه.

ويقول: ” لا نعرف متى سيتمكن قطاع السياحة البحرية من العودة إلى العمل بشكل طبيعي مرة أخرى، وهذا سيضر بدخلي، لأنني اتخذت هذه الوظيفة كوسيلة لكسب الرزق”.

لقد كان العمل على متن سفينة سياحية مهنة عزلت خوان باستمرار عن عائلته وبقية العالم لفترات طويلة من الزمن. إلا أنه يقول بحزن وغصة: “لكني لم أتخيل قط أنه ستكون يوماً ما بهذا الشكل”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى