فيروس كورونا: حفلة وداع عزوبية افتراضية في الحجر، أفضل من ألف حفلة

“حين استيقظتٌ صباح ما كان يفترض أن تكون عطلة نهاية أسبوع للاحتفال بوداع عزوبيتي، لم أتوقّع شيئاً على الإطلاق. لكنّ ذلك اليوم سيدخل التاريخ كواحد من أيامي المفضلة”.

أجّلت ايريكا بانكس (28 عاماً) عرسها، وحفلة وداع عزوبيتها، بسبب جائحة كورونا.

لم تكن الشابة المقيمة في مدينة أبردين (شمال شرق اسكتلندا)، تعرف الكثير عمّا كانت ستتضمنه عطلة نهاية الأسبوع الاحتفالية التي كان من المفترض أن تقضيها منعزلةً مع صديقاتها على الطريقة الأسكتلندية، في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي.

حين حلّ الموعد، كانت تتوقع أن تمضي يوم السبت في الحجر المنزلي، تنجز نزهتها اليومية المعتادة، وتفكّر بما كان يمكن أن يكون عليه ذلك اليوم.

لكن أصدقاءها، وعائلتها، وخطيبها ريتشارد فرو، كانت لديهم خطط أخرى. “تآمروا” معاً لترتيب حفلة وداع عزوبية افتراضية على شرفها، مع حاجيات حفلة شاي، وزهور، ومشروب، ومسابقات، وموسيقى، ورقص، بصحبة مجموعة من أعزّ وأقرب الناس إلى قلب العروس المستقبلية.

قادت جهود تنظيم الحفلة الافتراضية آبي ماكيرلي، صديقة العروس منذ مقاعد المدرسة، لأنّها شعرت أنّ ايريكا قد تكون “حزينة بعض الشيء”.

تقول: “قبل أسبوع واحد من الموعد، اقترحت إنشاء محادثة وداع عزوبية جماعية على تطبيق زوم، مع زينة للحفلة”.

وتضيف: “تولّى كلّ واحد منا مهمّة مختلفة لتوصيل متطلبات حفلة الشاي التقليدية، والأزهار، وبعض المفاجآت إلى المنزل، مثل البالونات، والطرحة، والوشاح، وكل ما يلزم لجعلها تشعر أنّها عروس”.

طُلِب من خطيب ايريكا، ريتشارد، أن يخفي الأغراض استعداداً للكشف عن المفاجأة، والتأكد من أن زوجته المستقبلية ستكون في المنزل في الوقت المناسب.

تقول آبي: “كان ريتشارد بارعاً، ففي اليوم المحدّد، سجل دخوله إلى تطبيق زوم، وكان الجميع جاهزين أونلاين قبل وصول ايريكا التي صدمت حين رأتنا على الشاشة”.

إلى جانب توصيل الطعام والشراب للعروس، نظم الأصدقاء ألعاباً، وأعدوا لائحة موسيقية، واستمرت الحفلة من بعد الظهر إلى الليل.

تقول آبي: “كان هناك الكثير من الرقص، وأعتقد أن أعراض صداع الكحول في اليوم التالي كانت حقيقية”.

ايريكا في الأصل من منطقة دامفريس في جنوب اسكتلندا، وتعمل في مجال العلاقات العامة لصالح مؤسسة خيرية تعنى بمرضى السرطان. تقول إنّها كانت تتخيّل أن تتضمن حفلة وداع عزوبيتها “ممارسة اليوغا على العشب وشرب “البروسيكو” مع الأصدقاء وأفراد العائلة”.

تقول العروس: “مع بداية الإقفال التام في مارس/آذار الماضي، أدركنا أهمية البقاء في المنزل، وقررنا تأجيل العرس والاحتفالات المرافقة له حتى عام 2021”. تضيف: “لذلك عندما استيقظت صباح ما كان يفترض أن يكون يوم الاحتفال بوداع عزوبيتي، لم أكن أتوقع شيئاً على الإطلاق”.

تعطّلت خططها لنزهة منعشة حين فتحت باب البيت، لتجد كيس هدايا ينتظرها، ويحتوي على حاجيات حفلة شاي تقليدية. أعدت الطاولة مع الأواني الخزفية وأكواب البروسيكو التي أرسلها اصدقاؤها في السرّ.

“بينما كانت نتناول الشطائر، رنّ الباب من جديد، فوجدت باقة زهور، وقصيدة. حين وضع ريتشارد اللابتوب أمامي بطريقة احتفالية، أدمعت عيناي قليلاً حين رأيت وجوه 17 من الأشخاص المقربين إلى قلبي. لم أستطع أن أتغلب على مشاعري”.

تكمل ايريكا: “شرعنا بخطوات حفلة توديع العزوبية الكلاسيكية، ومن ضمنها جولة أسئلة محرجة ومضحكة، بعدما كشفت أمي على ما يبدو لهم عن علاماتي في الصفوف الابتدائية”.

وتواصل: “رقصت حتى تورمت قدماي، ثمّ دخلت لأرتاح على سرير مليء بالبالونات البيضاء التي كتب عليها “فريق العروس”.

تقول إيريكا إنّها تريد أن تشكر “أكثر أصدقاء وأفراد عائلة يمكن لفتاة أن تحلم بهم، في مراعاتهم وكرمهم وإبداعهم ومرحهم، لقد كانت فعلاً أفضل حفلة خاصة في العالم”.

يتشارك المراسل والعروس الكنية ذاتها، لكنهما ليسا قريبين.