أخبار عربية

ميدو زهير: رحيل الشاعر المصري الذي “تنبأ” بثورة 25 يناير

[ad_1]

مصدر الصورة
facebook

“احزن عشان تنبسط.. وموت علشان ترتاح.. دا الموت يعيدك لأصلك، بس أنت موتك معصلج، ياللى انت وشك غريب ياللى انت قلبك محاصر، …ياللى في ضهرك جناح، احزن عشان تنبسط وموت علشان ترتاح امشى في حظر التجول”.

يستوقف هذا البيت الشعري القارئ لما يتخذه من موقف تجاه الحزن والموت يخالف المعتاد، فهو بدلا من أن يعكس خوف الشاعر من الفناء، يصور نفسه وكأنه يقبل عليه مسرورا معتقدا أنه سيجد ما يصبو إليه في العالم الآخر.

إنه رثاء استباقي لشخص آمن بالثورة قبل أن تحدث ورحب بالموت قبل أن يدركه.

قبل حوالي 10 سنوات كتب الشاعر المصري الشاب ميدو زهير تلك الأبيات وكأنه يرسم طريقه نحو محطته الأخيرة، ويعلم مسبقا بأن قصائده سوف تكون مرثية له بعد وفاته.

عن عمر ناهز 47 عاما، رحل زهير في 27 أبريل /نيسان، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، مخلفا صدمة في الأوساط الثقافية الشبابية في مصر.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نعاه الكثير من أصدقائه من فنانين وحقوقيين ومدونين، أعربوا عن امتنانهم وشكرهم لما قدمه للفن البديل وللشعر العامي في مصر.

كما تحولت قصائد الشاعر الراحل إلى وسوم غزت منصات التواصل الاجتماعي، مثل: # تدور_ترجع و #أزرق و #بلاد_الأي _حاجة ، وهي قصائد تنشد التغيير وتعِد ببناء وطن يحفظ كرامة الجميع.

أشعار لا تهاب أحدا

تميزت قصائد زهير بالجرأة، وانتقاد الأوضاع الاجتماعية، والدفاع عن كل من هضم حقه.

فتجده يعبر عن مشاكل المرأة في قصيدة “الراوي” ويحدث عن الحب في قصيدة “عانقيني” بلغة جديدة تتخطى حدود لغة الأغاني الكلاسيكية، وتخاطب وجدان العاشق بمفردات متمردة تكسر الموانع التقليدية.

واستشرفت قصائد زهير المستقبل وساهمت في كتابة المشهد السياسي بعيدا عن سردية الإعلام الرسمي أيام مبارك، كما هو الحال في قصيدة “أزرق” التي يرى كثيرون أنها تنبأت بالثورة قبل قيامها بعام.

وقد حققت تلك القصيدة شهرة واسعة بعد أن ألقاها الممثل أحمد حلمي في مسلسل الجماعة عام 2010.

وتراه يستنهض المهمشين ويحثهم على الثورة، في أغنية “زحمة” التي أدتها فرقة “بلاك تيما”.

وإضافة لفرقة بلاك تيما، تعاون زهير مع أهم فرق الموسيقى البديلة في مصر، مثل فرقة “مسار إجباري” وفرقة “وسط البلد”.

كما شكل ثنائيا مع المغنيتين مريم صالح ودينا والدينا الودادي.

ومن أشهر أعماله قصيدة “عمارة الناس” و “بلاد العجائب” و “طن العك”، وغيرها.

وقد صدر له ديوان واحد بعنوان “حُقنة هوا” عام 2001. كما شارك في ديوان “الصحبجية” مع عدد من شعراء العامية.

صوت مختلف

ومن انتشار خبر وفاته، راح محبوه يستذكرون قصائده ويقيمون تجربته التي أثرت الشعر العامي المصري رغم قصره.

البعض وصفه بشاعر ثورة 25 يناير و يراه أفضل سفير لأحلام الشباب الذي قادها.

وفي هذا الإطار علقت الصحافية ليليان داوود: “ميدو زهير واحد من أبناء الثورة، الفنية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية، وعبر عن جيلنا في كلماته بكل صدق وجرأة.

وأيدها في ذلك فادي عوض الذي وجد نفسه في كلمات زهير المتناقضة التي تمزج بين الأمل والإحباط، وتعكس التخبط الذي يعيش فيه الشباب، على حد تعبيره.

فعلق قائلا : “لم أعرف شاعرا في مصر مثل ميدو زهير، فقصائده تخاطبني وتعبر عني ظل يكلمني عن الخيبة واليأس والأمل والإحباط والحب والرحمة والثورة … فخرجت أنا من خانة الموت ودخلها هو”.

في المقابل ينتقد مغردون آخرون زهير لما تحمله قصائده من ألفاظ يرونها “خادشة للحياء”.

فيكتب محمد موسى: “لم أنجذب يوما لقصائده فالقفى فيها مختل وكلماتها بذيئة”.

في حين شبهه آخرون بأحمد فؤاد نجم، واعتبروه واحدا من أبناء الثورة الفنية في مصر.

ويرى هؤلاء أن زهير استطاع حجز مكانة مميزة بين شعراء جيله من أمثال رامي يحيى ومنتصر حجازي وأسهم معهم في بلورة الأغنية المستقلة أو ما يعرف بموسيقى “الأندرغراوند” .

وقد عرفت موسيقي “الأندرغراوند” رواجا كبير خلال ثورة 25 يناير، إذ نجحت في التعبير عن رؤى وطموحات الشباب أصحاب الإسهام الأكبر فيها.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى