فيروس كورونا: “الإسلام الرسمي” يتصدر المشهد الديني في الدول العربية
[ad_1]
استعانت أكثر من حكومة عربية بالمؤسسات الدينية الرسمية كالإفتاء والأوقاف في محاربة وباء فيروس كورونا.
وقد بات تدخل هذه المؤسسات أكثر إلحاحا مع تدابير احترازية، اتخذتها تلك السلطات من قبيل اغلاق المساجد، وتعليق صلوات الجماعة، فتفسير، وتبرير مثل هذه القرارات تحتاج إلى سلطة دينية.
يقول مدير حسن أبو عرقوب، مدير الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الإفتاء الأردنية لبي بي سي: “إن تلك التدابير رفعت من أسهم المؤسسة الدينية بين الناس”.
وأضاف أبو عرقوب: “البعض كان يتهم الشيوخ بأنهم سذج، لكنهم بقراراتهم هذه أظهروا أنهم يدركون أهمية الحياة، والأخذ بالأسباب”.
وقد لجأت المؤسسات الدينية إلى استخدام التقنيات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي في إيصال رسائلهم، لمواجهة المرض.
ويرى الكاتب الإماراتي، منصور النقيدان، أن “فقه العبادات يرتبط دوماً بالمؤسسات الرسمية، وخاصة الافتاء”، وبالتالي لا يمكن أن ينازع طرف آخر المؤسسات الرسمية ذلك. لكن النزاع هذه كان قائماً، بطبيعة الحال.
الأزهر يجيز إلغاء صلاتي الجمعة والجماعة في المساجد لمواجهة فيروس كورونا
الإسلام الرسمي
دخل “الإسلام الرسمي” -كما درجت العادة في وصف المؤسسة الدينية الرسمية- منذ سبعينيات القرن الماضي، في حالة توتر مع ما يعرف بحركات الإسلام السياسي، والتدين الشعبي.
وقد سعت أطراف إسلامية إلى نزع السلطة الدينية من “الإسلام الرسمي” باعتباره “أداة بيد السلطات”.
هذا الشكل من العلاقة انعكس على ثقة الناس بتلك المؤسسات، وفي ظل وباء كورونا، أثيرت تساؤلات عدة عما إذا كان الوباء يعيد “الإسلام الرسمي” إلى صدارة المشهد الديني عربيا؟
يقول المحلل الأردني محمد أبو رمان، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن المؤسسات الدينية ذاتها دخلت في مراجعات لدورها، لكن أزمة كورونا، لعبت دوراً أساسيا في صعودها من جديد، عبر استعانة السلطات بها.
تعددت التفسيرات الدينية، خارج خط المؤسسات الدينية الرسمية، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أساطير مغلفة ببعد ديني في تفسير المرض، او في البحث عن علاجه. كما أن بعض المتدينين تحدوا التدابير والمرض بالقدر، وخرجوا للصلاة أو لتجمعات دينية في بعض الدول العربية والإسلامية.
تفسيرات دينية مختلفة
حتى أن الجهاديين، الذي طالما كانوا في مواجهة مباشرة مع “الإسلام الرسمي” لسنوات طوال، وطالما اعتبروا انفسهم ردا على ما يصفونه بإسلام السلطة، كانت لهم تفسيراتهم وبياناتهم، بشأن وباء كورونا.
اعتبروا هؤلاء المرض في البداية عقابا آلهيا، لكن حين انتشر في مناطق بغالبية مسلمة، اعتبروه نتيجة طبيعية لخطايا البشر، وباتوا يعتبرون الوباء “فرصة لدعوة الغربيين للإسلام”.
لكن، لا يبدو أن هذه التفسيرات الجهادية، أو المتحدية للمرض، أو تلك التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تلقى قبولا لدى الناس، في ظل الوباء، كما هو الحال لخطاب “الإسلام الرسمي”.
يلاحظ هذا من خلال الالتزام بإرشادات السلطتين السياسية والدينية من قبل المواطنين في دول مختلفة.
ويبدو أن وباء فيروس كورونا يحمل ليس اثارا صحية فحسب بل يؤثر ايضا في علاقة السلطات العربية بالدين والاهم انه يشهد عودة قوية لدور الاسلام الرسمي.
لكن السؤال يبقى مرهونا، بقدرة تلك المؤسسات على استثمار زخم كورونا بعد انتهاء الوباء، لكسب ثقة المواطن العادي.
[ad_2]
Source link