صحف عربية تبحث دلالات التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران
[ad_1]
علقت صحف عربية على التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في منطقة الخليج، في ظل تفشي فيروس كورونا المسبب لمرض (كوفيد-19).
ويأتي هذا التصعيد على خلفية اقتراب زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني من سفن أمريكية في مياه الخليج، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إعلان توجيه أمر للبحرية الأمريكية بإطلاق النار على أي زوارق إيرانية تتحرش بسفن بلاده.
ومن جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أطلق بنجاح أول قمر صناعي مخصص للأغراض العسكرية.
“لن يكون نزهة عابرة”
يقول ماهر أبو طير في “الغد” الأردنية: “تواصل واشنطن تهديد إيران والصين، وكأنها تفصل الملفات عن بعضها البعض، وترسم مسارا مستقلا لكل ملف، أو أنها … بهذه التهديدات تريد منع الصين وغيرها من الخروج قوية من أزمة هذا الوباء، وهذا ملف يخضع لقراءات أمريكية عميقة للغاية”.
ويتحدث الكاتب عن “قدرة الأمريكيين على مواصلة فصل المسارات، وهي قدرة قد تبدو قائمة حاليا، لكنها ستكون صعبة بعد قليل، لأن العالم يخضع الآن لتغيرات بنيوية على مستوى الاقتصاد، وأوضاع الدول، وتجارة النفط، وغير ذلك، ولا ينقصه إلا التهديد بالحرب، وهي حرب وفقا لمراقبين قد تكون مقصودة في الإدارة الأمريكية لاعتبارات كثيرة، لكن على الأغلب أن كل دول العالم لا تريدها لا الآن، ولا غدا”.
ويرى أنه بالرغم من أن الحرب “مكلفة جدا من الناحية المالية، لكنها قد تمثل لأطراف كثيرة طوق نجاة، من أجل تسوية الملفات العالقة وإزاحة الأنظار عن الوضع المستجد، إضافة إلى أن واشنطن لن تسمح لدول كبرى أن ترث السيطرة في العالم، بسبب تداعيات وباء كورونا”.
ويضيف “قد يكون الاستنتاج الأخطر مرتبطا بالحاجة إلى الحرب، لمنع تكريس قوى جديدة، أو بروز قوى أكثر تأثيرا على المسرح العالمي، خلال الشهور القليلة المقبلة”.
ويرى وائل عصام في “القدس العربي” اللندنية أن هذا التصعيد “ينبئ بأن الخليج على صفيح ساخن، وأن المواجهة قد تقع في أي لحظة، بعد أن وضع كل طرف يده على الزناد”.
ويستذكر الكاتب مواجهة سابقة بين البلدين، عُرفت باسم “حرب الناقلات” التي دارت في الثمانينيات، ليستنبط ما قد يحدث مستقبلا.
ويقول “وضع إيران اليوم في الخليج والمشرق العربي أكثر ارتياحا، وتطورت القدرات الإيرانية عسكريا على مدى الثلاثين عاما الماضية، لذلك فإن تكرار المواجهة الأمريكية الإيرانية لن يكون نزهة عابرة، وقد يقود لفوضى في دول الخليج العربي، التي بالكاد احتملت هبوط أسعار النفط من دون حرب، وقد لا تحتمل اقتصادياتها حربا جديدة تضرب عصب اقتصادها، أما إيران، فهي لا تستفيد شيئا من نفطها، بسبب العقوبات، وهذا أخطر ما في الأمر، إذ إن إيران ليس لديها شيء لتخسره”.
“خطة دعائية”
ويرى إميل أمين في “الشرق الأوسط” اللندنية أن طهران “تمارس خطة دعائية محكمة تجاه الولايات المتحدة، عسكريا ودبلوماسيا، ذلك أنه فيما تقترب القطع الإيرانية البحرية التي يديرها ‘الحرس الثوري’ من سفن ومدمرات الأسطول الأمريكي في مياه الخليج، تصدر وزارة الخارجية الإيرانية بيانات ضد الوجود الأمريكي، الذي تطلق عليه ‘غير الشرعي’ في المنطقة، ويؤكد الناطق باسم الوزارة، عباس موسوي: ‘نريدهم أن يتركوا المنطقة في أسرع وقت'”.
ويقول “خُيل للقيادة الإيرانية أن واشنطن مهمومة، ومحمومة في مواجهة كورونا، وأنها غير قادرة أو راغبة في الرد على استفزازات إيران، بل أبعد من ذلك، إذ قد تكون المخيلات الإيرانية المريضة معتقدة أن يد إدارة الرئيس ترامب مغلولة إلى عنقها، من جراء عام الانتخابات الرئاسية، وعدم رغبة ساكن البيت الأبيض في فتح جبهة حرب خارجية، يمكنها أن تختصم من رصيده لدى الرأي العام الأمريكي، ما يدفعه خارج البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل”.
ويضيف الكاتب “أغلب الظن أن الإيرانيين أرادوا نصب فخّ دعائي لترامب، فزلّت قدمهم فيه”، مؤكدا أن “التهور الاستراتيجي الإيراني ربما يكتب نهاية ثورة لا دولة”.
“حماقة كبرى”
أما عبد الباري عطوان، رئيس تحرير “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، فيرى أن ترامب يعيش “حالة من الارتباك، نتيجة فشله على أكثر من صعيد داخليا وخارجيا، فإدارته أثبتت عجزها أمام أزمة انتشار وباء كورونا… وجاء انهيار أسعار النفط الصخري، إلى ما دون الصفر، ليشكل ضربة قوية للاقتصاد الأمريكي، واحتمال إفلاس أكثر من 1500 شركة كبرى، وانضمام خمسين مليون عاطل إلى طوابير البطالة”.
ويقول “للتغطية على هذا الفشل، ومحاولة الخروج من هذه العزلة الدولية، وصعود نجم الصين كقوة عظمى بديلة، من غير المستبعد أن ‘يقامر’ ترامب بإشعال فتيل حرب مع إيران، التي تخرج من الأزمة الاقتصادية العالمية والنفطية الحالية الأقل تضررا والأكثر قوة، فليس لديها الكثير من النفط لكي تصدره بسب الحصار المفروض عليها، واقتَربت من السيطرة على انتشار فيروس الكورونا فيها، والأخطر من ذلك نجاحها المفاجئ في إطلاق أول قمر صناعي عسكري ‘نورا’ بعد محاولات عدة، في تأكيد إضافي على قدرتها الصاروخية الباليستية المتطورة”.
ويرى الكاتب أن “من المستبعد أن تقف القوات البحرية الإيرانية مكتوفة الأيدى، في مواجهة أي استفزاز أمريكي”، معتبرا أن ترامب سيرتكب “حماقة كبرى، إذا ما حاول اختبار القوة الإيرانية مرة أخرى”.
ويرى أن إيران “تحارب في ملعبها الإقليمي، وتملك مئات وربما آلاف الزوارق البحرية الصغيرة ‘الاستشهادية’ التي لا ترصدها الرادارات، علاوة على غواصات، وسفن وقوارب مسلحة متوسطة، ومنظومات صواريخ دقيقة ومتطورة، باليستية ومجنحة من طراز كروز، جرى اختبارها بشكل غير مباشر في أكثر من مكان في الجزيرة العربية”.
[ad_2]
Source link