رمضان: ما البدائل لما حرمكم منه فيروس كورونا من عبادات وأنشطة جماعية؟
[ad_1]
ينتظر المسلمون وغيرهم حلول رمضان، كل لما يعجبه في الشهر من ممارسات. فينتظره البعض بصفته شهر العبادة، فيه الصوم وتكثر فيه الصلاة والذكر و”تصفد فيه الشياطين”، وينتظره آخرون لما فيه من تقارب عائلي واجتماعي وما في سهراته من بهجة. وينتظره البعض لطيب ما يوضع على الموائد ساعة الإفطار حتى السحور. لكن رمضان هذا العام لا يشبه سابقيه.
الحجر الصحي والإغلاق المفروض في عدد من الدول التي تجاهد لحصر انتشار وباء كورونا، يعني بالضرورة تغيرا في العادات الرمضانية بكل أنواعها.
الجانب الديني
الجانب الديني أو الروحاني هو الأبرز في هذا الشهر، ويعززه التشارك في العبادة.
الصوم الجماعي وصلاة التراويح وحلقات الذكر والمديح تجمع أرواح العاشقين لهذا الدين وهذا الشهر وتجعلهم في وحدة قد لا يحظون بها في غيره.
لكن يأتي رمضان هذا العام والمساجد مغلقة وصلاة الجماعة ممنوعة حتى في البيوت، لغير أهل البيت، في أغلب الدول تبعا للإجراءات التي فرضتها السلطات للحد من انتشار فيروس كورونا.
هذه الإجراءات كما لقيت تفهما وترحيبا من الأغلبية، قوبلت أيضا بمعارضة البعض وامتعاضهم وأحيانا سخريتهم.
لقد أكدت السلطات الدينية في بيانات على ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية هذه تحت أي ظرف دون استثناء.
لكن وسائل التواصل الاجتماعي قد تخفف وقع هذه القرارات على الذين لا يتخيلون شهر رمضان بدون الحلقات الدينية والدروس وحلقات الذكر.
منذ بدأ أثر وباء كورونا يطال المساجد والجوامع، أوجدت بعض الجهات الرسمية أو الأفراد آليات بديلة للحفاظ على الحد الأدنى الممكن من الطقوس، التي تستوجب تجمعات في الأغلب، كصلاة الجمعة وخطبتها.
استغل خطباء ووعاظ وجهات دينية رسمية أيضا مواقع التواصل الاجتماعي لبث خطبة الجمعة وحلقات نقاش وإجابات على أسئلة المتابعين عبر صفحاتهم الرسمية على فيسبوك مثلا.
في بريطانيا، بدأت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بث خطبة دينية صباح كل يوم جمعة عبر أربع عشرة إذاعة محلية تابعة لها، تستضيف كل واحدة إماما من المنطقة .
وكذلك ستفعل جهات دينية رسمية خلال شهر رمضان.
وقبل بدء الشهر، نشرت بعض وزارات الشؤون الدينية عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي دروسا مصورة تجيب على تساؤلات البعض عن مدى صحة غلق المساجد وترك صلاة الجماعة.
بعض الرافضين لقرار غلق المساجد أطلقوا وسم#افتحوا_المساجد .
وفي مصر بالتحديد أثار الموضوع جدلا كبيرا وصل إلى المطالبة بإقالة وزير الأوقاف، بعد بيان من الوزارة يحدد عددا من الإجراءات الخاصة بشهر رمضان، في ظل استمرار إغلاق المساجد ومنع التجمعات.
وعبر وسم #اقاله_وزير_الأوقاف ، أعرب المغردون عن غضبهم من الإجراءات التي أعلنتها الوزارة، خاصة تلك المتعلقة ببث “أذان النوازل دون سواه” في ما فسر بمنع بث “قرآن المغرب” قبل الآذان عبر مكبرات الصوت في المساجد.
ورأى الرافضون أن قرار غلق المساجد “غير منطقي” خاصة مع “تواصل تجمع الناس في الشوارع والمحلات” كما يقولون.
عبر نفس الوسم سعى مغردون إلى تخفيف حدة التوتر بنشر ما يعتبر القرآن الذي يسبق آذان المغرب ليس من الأصول ولا ضرر في التخلي عنه في هذا الظرف الاستثنائي.
الجانب الاجتماعي
غير العبادات والطقوس الدينية، يتميز مساء رمضان ببهجة وجو فريد من التقارب الاجتماعي على اختلاف البلدان والثقافات.
في ساعة الإفطار يتحلق الجميع حول الطاولة أو المائدة التي تحوي أصنافا من أشهى الأكلات لمن استطاع إليها سبيلا.
وإن لم تكن المائدة منوعة، فلا يغيب عنها التمر مثلا، إذ ترتبط أغذية معينة بشهر الصيام .
تكثر دعوات الإفطار والزيارات في رمضان٫ لكنها ستكون محدودة جدا هذا العام إن سمح بها.
من أبرز طقوس رمضان أيضا موائد الرحمن، والتي تنصب في الشوارع والأزقة لمن يحتاج طعاما أو صحبة حول الأكل.
لن تقام موائد الرحمن في الشوارع هذا العام لكن من يريدون الحفاظ على عادة إطعام المحتاجين اقترحوا أن يوزع الأكل الذي يوضع عادة على الموائد في صناديق مغلقة على محتاجيها.
كما أطلقت حملة “خد فطارك وافطر في البيت”.
اقترح البعض أيضا أن توزع الأموال المخصصة لموائد الرحمن على العمال الذين قطع الوباء مورد رزقهم.
أما عن السهرات الرمضانية وتجمع الأحباب والأصحاب فستتواصل، لكن افتراضيا!
برزت منذ بدأ الحجر الصحي حول العالم تطبيقات تساعد الناس على التواصل، مثل تطبيق “زووم” الذي بات الأشهر والأكثر استخداما في الاجتماعات المهنية أو الأسرية والاجتماعية.
حتى أن بعض المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور يستخدمونه للحفاظ على تواصل أبنائهم مع أصدقائهم بعد الغلق المفاجئ للمؤسسات التعليمية.
تطبيق آخر يستخدمه كثيرون للحفاظ قدر الإمكان على حياتهم الاجتماعية، هو “هاوس _بارتي” الذي يمكن المجتمعين في نفس “الغرفة” الافتراضية من بعض الألعاب والمسابقات المسلية.
ساهمت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بقدر كبير في إيجاد حلول بديلة لما منع الناس منه بسبب الوباء القاتل.
قد تكون حدود قدرات هذه البدائل مزعجة قليلة وقد لا تكون كافية لكن لا أحد يستطيع إنكار مزاياها.
الشيء الوحيد الذي لن تستطيع المساعدة في حله ربما هو شح المواد والمكونات الغذائية الأساسية في صنع حلويات رمضان وأكلاته المميزة!
سألنا متابعي صفحات بي بي سي عربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شعورهم باختلاف رمضان هذا العام، فقال كثيرون منهم إنهم “سعيدون” بإجراءات الحجر التي ستجبر المقاهي والأسواق على الإغلاق ليتفرغ المسلمون للعبادة والصلاة!
[ad_2]
Source link