أزمة فيروس كورونا “تقوض مبادئ المحافظين”، والحزب الديمقراطي “قد ينتحر” في مواجهة ترامب
[ad_1]
رغم الانشغال، العالمي والمحلي، بوباء فيروس كورونا، عاد التنافس الانتخابي في الولايات المتحدة، وعلاقة الأمير هاري وزوجته ميغان ميركل بالإعلام، بعد استقرارهما في لوس أنجليس، إلى واجهة اهتمام بعض صحف بريطانيا.
ففي شأن أمريكي سياسي بعيد عن أزمة فيروس كورونا، التي تحتل الولايات المتحدة الآن قائمة أكثر الدول تضررا منها، ناقش أحد كتاب صحيفة “الإندبندنت أونلاين” ما يدور داخل الحزب الديمقراطي بشأن اختيار المرشح لنائب الرئيس في الانتخابات المقبلة.
“نصف فوز”
ويحذر نواه بيرلاتسكي من عواقب أي تفكير من جانب الحزب الديمقراطي في اختيار السيناتورة إليزابيث ورين، لخوض السباق على منصب نائب الرئيس في الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
في تقريره من نيويورك، يؤكد نواه أنه كان من مؤيدي اختيار إليزابيث لتكون مرشحة الحزب للرئاسة. لكنه، وبعد انسحابها وتأييدها لترشح جون بايدن لمنصب الرئيس، يفضل أن تبقى في منصبها بمجلس الشيوخ حتى لا يخسر الديمقراطيون مقعدا مضمونا في المجلس.
يقول نواه “إذا فاز الديمقراطيون بالرئاسة دون الفوز بمجلس الشيوخ، فبالكاد يمكن اعتباره فوزا حقيقيا. وقد يكون انتزاع شخص من مقعد آمن في مجلس الشيوخ لخوض هذه الانتخابات انتحارا حزبيا.”
ويقر الكاتب بإمكانية أن يساعد ترشيح اليزابيث، ممثلة ولاية ماساتشوستس في مجلس الشيوخ، في زيادة شعبية بايدن وإقبال الناخبين على التصويت.
لكنه يرى أن مجلس الشيوخ لا يقل أهمية. ويقول إنه يجب موازنة دور إليزابيث المحتمل في جذب الأصوات مع انتخابات مهمة أخرى هي انتخابات مجلس الشيوخ.
ويضيف “يمكن أن يؤثر العديد من خيارات بايدن على تنافس الديمقراطيين على مقاعد مجلس الشيوخ. فإذا هزم بايدن (الرئيس الحالي دونالد) ترامب، ولكنه خسر مجلس الشيوخ، فهو لم يهزم ترامب حقا”.
ويرى نواه أن هزيمة ترامب أمر بالغ الأهمية لو أريد تقليل الأضرار الناجمة عن وباء فيروس كورونا وعلاج الأضرار الأخرى التي يقول إن الرئيس الجمهوري ألحقها بكل شيء بداية من قضية التغيير المناخي وانتهاء بنظام الهجرة.
غير أن الكاتب يقول إنه “على الرغم من أهمية الفوز بالرئاسة، فإن انتزاع مجلس الشيوخ من سيطرة الجمهوريين يمكن أن يكون أكثر أهمية”.
ويشير إلى أن المجلس تحت سيطرة الحزب الجمهوري حاليا قد “أغرق”، مثلا، المحاكم بما قال إنها “شخصيات يمينية متطرفة وغير مؤهلة في كثير من الأحيان للعمل كقضاة”.
ووفق رأي نواه، فإنه “ما لم يستعد الديموقراطيون سيطرتهم على مجلس الشيوخ، سيكون لدينا نظام قضائي يعمل على إلغاء الأولويات التقدمية، من الرعاية الصحية إلى حقوق التصويت.”. ويضيف أن “رئيسا ديمقراطيا بدون مجلس شيوخ ديمقراطي، لن يكون في وضع يمكنه من إصلاح ما أفسده ترامب”.
ولا يشك الكاتب في أن إليزابيث مؤهلة للغاية لمنصب نائب الرئيس، بل ويعترف بأنه سأكون متحمسًا إذا اختارها بايدن. لكنه يعبر، في الوقت نفسه، عن “قلق” . ويشرح سبب هذا القلق قائلا إن “البلد في أزمة. من المحتمل أننا سنظل في نوفمبر نكافح ضد الوباء والركود الاقتصادي الهائل. نحن بحاجة إلى أكثر من نصف فوز. وهذا يعني أن بايدن يحتاج إلى اختيار نائب رئيس يساعده في الفوز بمجلس الشيوخ والرئاسة”. وهذا الاختيار لا يجب، برأيه، أن يكون السيناتورة إليزابيث.
“وقت التكاتف لا الحساب”
رغم الانشغال الهائل بالتبعات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لأزمة وباء فيروس كورونا غير المسبوقة، اختارت زوي ويليامز، في مقالها بالغارديان، مناقشة مستقبل الأفكار السياسية لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بعد مرور الأزمة.
وتعتقد زوي بأنه “بغض النظر عن كيفية انتهاء أزمة فيروس كورونا الحالية، فسيكون ذلك سيئًا لمبادئ الفكر السياسي للمحافظين”.
تؤسس الكاتبة توقعها على دور خدمة الصحة الوطنية “إن إتش إس”، التي كان إنشاؤها في الأساس أحد إنجازات حزب العمال الاشتراكي، في المواجهة مع الوباء.
فتقول ” كانت إن إتش إس فكرة مثالية اشتراكية، وأحدث دورها الآن نقلة نوعية نموذجية في النقاش السياسي”، في بريطانيا.
يواجه أداء حكومة حزب المحافظين، في الأزمة الحالية، انتقادات متزايدة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد التقارير المتوالية عن نقص المستلزمات الطبية و”التقصير” في الاهتمام بدور رعاية المسنين. وفي المقابل، يقول وزراء بالحكومة إن هذا وقت التكاتف وليس وقت الحساب.
وترجح زوي أن استراتيجية الحكومة هذه تؤتي أكلها. غير أنها تقول إن “الأسئلة عن قدراتهم (وزراء الحكومة) ليست التحدي الوحيد الذي يواجهونه. فالأخطر من ذلك أن الفيروس يهدد بتقويض نظرة المحافظين للعالم”.
وتسرد الكاتبة قائمة بالتغييرات التي لحقت، في الواقع الحالي، بأفكار المحافظين التي تعظم السوق والربح والمال على حساب البشر والمجتمع والقيم الأخلاقية.
فما الذي أحدثه الوباء بالتحديد؟
تجيب زوي بأن نتائج الوباء، حتى الآن، مخالفة للأفكار سالفة الذكر. وتقول “الآن، حدث شيء أكثر إثارة للاهتمام: أصبحت الصحة، ورمزيتها الاشتراكية ، الأولوية المهيمنة، وأهم محددات السياسة. وبالتالي تنهار جميع أنواع المبادئ والافتراضات المسؤولة عن تنظيم العمل، أو تتبخر: فالربح أقل أهمية من الحياة، الإنتاجية أقل أهمية من حماية الناس. توسعت الوحدات الصغيرة المحدودة للعناية الأسرية، التي هي من بنات أفكار الثاتشرية (نسبة إلى مرغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا المحافظة الراحلة) لتشمل الجيران والمعارف والممرضات المعروفين على بعد مئات الأميال، الذين يجلب إيثارهم الآخرين على أنفسهم الامتنان والتعاطف”.
وتزيد الكاتبة في تفصيل فكرتها قائلة إن “مفهوم تكوين الثروات أصبح عقيما فارغا تماما: اتضح أنه لا يمكنك تكوين الثروة لوحدك، فأنت تحتاج إلى عمال، تحتاج إلى زبائن.” وتضيف أن الموقف من الضمان الاجتماعي قد ” أعيد صياغته بالفعل”.
الطرح الذي تتبناه زوي يجد معارضة من جانب ممن تصفهم هي بالمتشائمين، الذي يخشون، كما تقول، من موجات جديدة من التقشف والشعبوية والاستبداد، ومن أن العالم سيكون أسوأ مما كان عليه قبل الوباء.
إلا أنها ترى العكس تماما. وتدلل على ذلك بمثال واحد هو مؤسسات الصحة في بريطانيا، فتقول “ما نراه يتكشف بشكل مختلف تماما (عما يقولون) : فقد أصبحت المستشفيات، وهي المكان الوحيد الذي لم يتحدث فيه المال، كاتدرائياتنا. والهزات القوية هائلة”.
علاقة الأمير هاري وميغان بالإعلام
رغم انتقال الأمير هاري وزوجته ميغان إلى العيش في الولايات المتحدة، لم يتوقف اهتمام الصحف البريطانية بأخبارهما.
ففي صحيفة “آي” ناقش سايمون كيلنر قرار هاري وميغان الأخير بمقاطعة الصحف الشعبية، التي توصف أحيانا بالصفراء. ورغم عدم اعتراضه على القرار، فإن الكاتب انتقد طريقة الزوجين في تنفيذه.
ميغان و”الوحش ذي الرأسين”
في البداية، حرص كيلنر على التأكيد على أنه أبدى “تعاطفا” مع قرار الزوجين التخلي عن امتيازاتهما الملكية والاعتماد على نفسيهما، واختيارهما العيش مستقلين في لوس أنجليس، بالولايات المتحدة.
ومنذ أيام قليلة، أعلن الزوجان مقاطعة الصحف الشعبية، الشائعة باسم صحف التابلويد، في بريطانيا، وخاصة “الصن” و”ديلي ميل” و”ديلي ميرور” و”ديلي إكسبريس”. وأرسل معاون لهما بيانا لهذه الصحف يعلمها بأنه لا تعامل معهم من الآن فصاعدا.
وحسب البيان، فإنه مع إيمان هاري وميغان بأن الصحافة الحرة هي حجر الزاوية للديمقراطية ، فإنهما أنهيا “العلاقات الدبلوماسية” مع الصحف الأوسع انتشارا في البلاد . وأعلنا أنه لن يكون هناك “أي تواصل من أي نوع” مع الصحف. وأشار البيان إلى أن هاري وميغان “لن يجعلا، من الآن ، نفسيهما عملة لاقتصاد النقرات والتشويه “، في إشارة إلى استغلال الصحف اسميها في نشر قصص وأخبار مثيرة تجذب القراء.
وتعليقا على فحوى البيان، قال كيلنر عن هاري “مع تحميله الصحف الصفراء مسؤولية وفاة والدته ( الأميرة الراحلة ديانا) ، فإنه ربما يرى أن التاريخ يعيد نفسه مع ميغان. فزوجته، التي كانت حريصة في البداية على جذب الدعاية، لم تدرك أنها كانت تتعامل مع وحش ذي رأسين، وعندما أصبحت التغطية الإعلامية غير مواتية، كان الضغط على الزوجين غير محتمل”.
وعبر كيلنر عن اعتقاده بأن “شخصا ما نصحهما بإرسال هذا (البيان) في وقت ينشغل العالم بصراع الحياة والموت” مع وباء فيروس كورونا.
ومع إقراره بحق الزوجين في اتخاذ هذا الموقف من الصحف المشار إليها، فإن الكاتب لم يجدد مبررا أو سببا يفسر إخطارهما الصحف به.
وقال كيلنر “يمكننا استخلاص نتيجة واحدة فقط من إخطار هذا الأسبوع. فإذا أرادا عدم التعامل مع صحف التابلويد، وهذا حقهما، فبإمكانهما فعل ذلك”.
غير أنه أشار إلى أن ما يجب أن يحدث في هذه الحالة هو “لا تتحدث معهم. لا أحد بحاجة أن يعرف ذلك. ولكن بإرسالهما خطابا مفتوحا، يقطر بالتباهي والخيلاء الزائفة، فإنهما كشفا عن أن ما يريدانه حقا هو تلك السلعة الثمينة التي يسعى وراءها الشباب وذوو الطموح: الدعاية. والأدهى أن هذا يأتي في خضم وباء عالمي أيضا”.
وفي إشارة إلى استنكار هذا الموقف غير المكترث بالكارثة العالمية، حسب رأيه، تساءل الكاتب “كيف يمكن استخدام لهجة الصم هذه؟”
والنتيجة، التي خلص إليها كيلنر، هي أن هاري وميغان” فقدا أي سبب لتعاطفي”، وأن رؤساء تحرير صحف التابلويد “سوف يقرأون رسالتهما بلا مبالاة.” ورسالته الأخيرة هي أن ما فعله الزوجان “يصلح لأن يكون دراسة حالة لكيفية إساءة فهم المزاج العام”.
[ad_2]
Source link