الذكرى الأربعون لـ “الربيع الأمازيغي” في الجزائر تثير تساؤلات حول مستقبل الحركة الأمازيغية
[ad_1]
علقت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، على ذكرى مرور أربعين عامًا على ما يُعرف بـ “الربيع الأمازيغي”، والذي تمثل في حراك سكان منطقة القبائل من أجل مطالب ثقافية وديمقراطية في الجزائر.
وأبرزت صحف جزائرية بيانات عدد من أحزاب المعارضة بهذه المناسبة، نددت فيها باستمرار “القمع” وطالبت “رد الاعتبار للهوية والثقافة واللغة الأمازيغية المضطهدة”، بينما أشارت أخرى إلى أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الذكرى ومنعت التظاهرات.
واعتبر كُتّاب أن الحركة الأمازيغية ارتبطت بمطالب الاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية، ما يجعلها “حركة نخبة” وإن لم تفتقد البُعد الشعبي.
واندلعت أحداث “الربيع الأمازيغي” في منطقة القبائل ضد الحكومة الجزائرية، وانطلقت شرارتها من جامعة تيزي وزو في أبريل/نيسان عام 1980، بعد منع الكاتب مولود معمري، من إلقاء محاضرة داخل الجامعة عن الشعر الأمازيغي.
من هم الأمازيغ الذين يحتفلون بقدوم عام 2970؟
“ترجمة البعد الوطني”
نشرت صحيفة النهار الجزائرية تقريرا حول ترجمة “البعد الوطني للغة الأمازيغية”، وقالت إن المحافظة السامية للأمازيغية ستقدم تقريرا لرئيس الجمهورية بخصوص ترجمة البعد الوطني للغة الأمازيغية وتعزيز مهام المحافظة إستجابة لمتطلبات الميدان.
وأضافت أن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، قال عشية إحياء ذكرى الربيع الأمازيغي: “بمناسبة الذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي فإن المحافظة السامية للأمازيغية تجدد التأكيد على التزامها الدائم بالعمل من أجل تعزيز الأمازيغية ضمن أجهزة التعليم والاتصال من خلال مرافقة عملية تجسيد مسار تعميمها الذي شرع فيه سنة 1995”.
وأضاف أن “تقريرا في هذا الخصوص سيقدم لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون”.
وفي الشروق الجزائرية، كان الحديث عن “شراكة واعدة مع الأكاديمية الإفريقية للغات والعمل على تعميم تعليم الأمازيغية.”
وقالت الصحيفة إن المحافظة السامية للأمازيغية أطلقت موقعها الجديد اعتمدت فيه اللغات الثلاث: العربية والفرنسية والأمازيغية.
“الربيع الأسود”
أبرز موقع “ألترا جزائر- ألترا صوت” بيان حزب جبهة القوى الاشتراكية (أفافاس) بمناسبة هذه الذكرى، مندّدًا فيه بـ “النكران الرسمي للغة وللثقافة الأمازيغية”.
وقال الحزب المعارض الأقدم في الجزائر إنه يسعى إلى “جزائر حرة واحدة وغير قابلة للتجزئة”، وإنه “سيواصل إحياء المسار الطويل والصعب الذي اجتازه الشعب الجزائري في بحثه الدؤوب عن الحرية والعدالة الإجتماعية والرقي الاقتصادي والثقافي”.
وربط الحزب بين هذه “النضالات القديمة والحراك الشعبي الحالي، مشيرًا إلى أنه يجدّد تمسكه بالنضال السلمي من أجل تأسيس الجمهورية الثانية، وتشييد دولة حرّة وديمقراطية”.
كما أبرزت الصفحة العربية لجريدة “ليبرتي” الجزائرية الناطقة بالفرنسية البيان الذي أصدره حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية “مخلدا لذكرى الربيع الأمازيغي”.
وأكد البيان، بحسب الصحيفة أن أحداث أبريل/نيسان 1980 هي “ملتقى كل المعارك السياسية ضد مصادرة الثورة الجزائرية وكل أشكال النضال من أجل الحريات والتقدّم، وبشكل أساسي من أجل رد الاعتبار للهوية والثقافة واللغة الأمازيغية المضطهدة”.
وندد البيان بـ “استمرار القمع”، على خلفية الهدنة أحادية الجانب المعلنة في تعبئة الحراك، من قبل السلطة الفعلية”، داعيًا إلى “مرحلة انتقالية تحدد الآليات الضامنة لانتخابات حرة تضمن الفصل بين السياسة والدين والمال القذر”.
وترى صحيفة “المحور” الجزائرية أن التدابير الصحية الخاصة بجائحة كورونا “ألقت بظلالها على المناسبة بعد أن تم حجب جميع التظاهرات المخلدة لهذه الذكرى التي دأبت منطقة القبائل على إحيائها على مدار أربعة عقود من الزمن”.
وتشير إلى أن “التزام سكان المنطقة بيوتهم، لم يفسح المجال لتمر الذكرى مرور الكرام، بعدما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصة ضد النسيان وإحياء الربيع الأمازيغي على طريقة روادها عن طريق نشر صور من الأرشيف، مساهمات علمية ومقالات وغيرها من شهادات حية للمناضلين القدامى وغيرها من الأمور الأخرى التي توثق الأحداث”.
“حركة نخبة”
ويعلق ناصر جابي في “القدس العربي” اللندنية على هذه الذكرى فيقول: “ذكرى اكتسبت رمزية كبيرة ليس في الجزائر فقط ولدى المدافعين عن المطلب، لكن في كل منطقة الشمال الأفريقي، التي تتعامل مع هذا الحدث كانطلاقة جديدة لمطالبها المرتبطة بالاعتراف بالعمق الأمازيغي لهذه الشعوب، لغة وثقافة وتراثا”.
ويضيف: “القضية الأمازيغية من هذه الزاوية حركة نخبة بالدرجة الأولى، من دون أن يعني ذلك افتقادها لعمق شعبي أكيد، داخل منطقة القبائل، على وجه التخصيص، وبعض المدن الكبرى في بدايتها الأولى على الأقل، عندما نبقى في الحديث عن الجزائر”.
ويرى أن الحركة الأمازيغية “حافظت على سلميتها، رغم الانتكاسة العنيفة التي عرفتها… لتتحول مع الوقت إلى ما يشبه القاطرة في علاقتها بالحركة الأمازيغية ككل في منطقة الشمال الأفريقي، رغم ما يعاب في بعض الأحيان على النخبة القبائلية من توجه علماني أو شبه علماني، لا يجد كل الصدى المطلوب”.
وفي سلسلة مقالات بعنوان “العد التنازلي نحو الانفجار الأعظم.. في ذكرى الربيع الأمازيغي”، يلقي أحسن خلاص في جريدة “الوسط” الجزائرية الضوء على جزء من تاريخ “النضال حول المطلب الأمازيغي”، ولاسيّما على المستوى الأكاديمي.
ويقول: “لعل ما يميز هذه النضالات ‘الأكاديمية’ أنها تنطلق من خلفية البحث في الثقافة واللغة لكنها ما تلبث أن تنزلق إلى المواجهة السياسية التي كانت ترفضها في بدايتها، إلى جانب كونها وجدت في فضاء المهجر، ولاسيما في فرنسا، متنفسا من الحرية للتعبير والعمل التوعوي للجالية الجزائرية”.
ويضيف: “أدى القمع الذي تعرضت له الفعاليات الثقافية الأمازيغية في مجال المسرح والأغنية ومنع العديد من المغنين من البث عبر القناة الثانية القبائلية للإذاعة إلى تأجيج الراديكالية السياسية”.
[ad_2]
Source link