فيروس كورونا: التبعات الاقتصادية للوباء … هل تكون “النجاة فردية”؟
[ad_1]
ناقشت صحف ومواقع عربية التبعات الاقتصادية لأزمة وباء كورونا والدروس المستفادة منها.
وفيما ذهب كتاب إلى أن الأزمة تجبر الدول على “ضرورة توطين التنمية” لتجنب الاعتماد على الخارج، رأى آخرون أن “التعاون الدولي” هو سبيل الخلاص الآمن فلا مجال، في رأيهم، لأن تكون “النجاة فردية”.
“توطين التنمية”
يقول عماد الدين حسين في “البيان” الإماراتية:”تجربة كورونا القاسية تجبرنا ليس فقط على ضرورة الاعتماد على إنتاجنا الوطني والقومي، بل إلى البحث في فكرة توطين التنمية بقدر ما نستطيع”.
ويتابع الكاتب: “من المنطقي أنه يصعب على أي دولة أن تعتمد على نفسها في شيء، لكن تجربة كورونا قاسية وصعبة وتقول لنا إنه يفترض أن تسعى كل دولة لضمان إنتاج السلع والبضائع والحاجات الأساسية، حتى لا تجد نفسها تحت رحمة دول أخرى أو ظروف غير طبيعية مثل كورونا، أو كوارث طبيعية مثل الزلازل والبراكين وما قد ينتج عن التغيرات المناخية المتلاحقة”.
يتفق أكرم القصاص في “اليوم السابع” المصرية مع هذا الرأي، ويقول: “أمام واقع يفرض نفسه، ربما يكون القطاع الخاص هو الآخر مدعواً لانتهاز الفرصة، والاندماج فى تصنيع وإنتاج مواد وأدوات عليها طلب، فضلا ًعن توفير الخامات الخاصة بها، خصوصاً أن فيروس كورونا، كشف لأول مرة عن وجود احتمالات الإغلاق التام للحدود لفترات قد تمتد لشهور، وهنا فإن الدول التى يمكنها توفير حاجاتها تكون أكثر قدرة على البقاء من مجتمعات تعيش على الاستيراد”.
فيروس كورونا: التداعيات الاقتصادية ستكون “أسوأ من أزمة الكساد الكبير”
“تداعيات على الدول والشعوب”
يشير جمال الكشكي في “القدس” الفلسطينية إلى انهيار فكرة “التضامن” الدولي.
ويضرب مثلاُ قائلاً: “الفكرة السياسية في أوروبا تتحطم على صخرة هذا الوباء. التضامن الأوروبي غير موجود. الرأسمالية في انتظار شهادة وفاتها. فواتير الديمقراطية أضحت خسائر بشرية بالغة. جيوش العالم باتت هي الملاذ الآمن في وقت الشدائد، وإن الفوضى التي يمر بها العالم ستكون نتائجها باهظة. نعم تم عزل العالم. البحث العلمي امتحان رسب فيه مفكرو ومنظرو السياسة. الليبرالية أثقلت كاهل الأطقم الصحية في أوروبا. الارتباك هو سيد الموقف. مناعة العالم أثبتت ضعفها الكامل. إعادة النظر في ترتيب الأولويات، صارت قرارات حتمية”.
ويضيف: “انهيار البورصات وأسواق النفط سيتبعها تداعيات على الدول والشعوب. العالم بحاجة ماسة إلى حكماء في مختلف المجالات، لا أحد يستطيع أن يغرد بمفرده. ما يحدث أشبه بحرب جرثومة تفوق الحربين العالميتين الأولى والثانية، فالعدو الجرثومي هنا غير محدد المعالم، لا تعرف في أي من الجبهات يمكن أن تقف لمواجهته. ولا سيما أن انتشاره في العالم لا يعرف حدوداً، ولم ترهبه أنظمة، ولم يفرق بين أغنياء وفقراء.
ويرصد محمد الدويري من جانبه في “الرأي” الأردنية التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا داخل المملكة، ويقول: “الخسائر المباشرة المقدرة بأقل من مليار دولار بقليل تشمل فقط فترة توقف الأعمال والحظر خلال شهر بمعنى أن الرقم سيتضاعف إذا ما ظل الأمر على ما هو عليه لشهر آخر”.
ويخلص الكاتب إلى أن “الحكومة الآن أمام معضلة حقيقية ما بين الإنفاق الضروري والمتزايد لكبح جماح انتشار المرض المستجد وصرف رواتب ومستحقات موظفي الدولة من جهة أخرى ما يجعل الحكومة أمام سبيل وحيد وهو الاقتراض وتأخير مستحقات خارجية ومحلية لتصريف الأمور”.
ويرى فخري هاشم السيد رجب في “القبس” الكويتية أنه “على الرغم من أن الخطر على البشر ما زال مزدهراً، إلا أن الإجماع محقّق على أنه سينتهي خلال فترة ليست بالطويلة، غير أن الأسوأ قادم؛ نعم فالحرب الاقتصادية ستطول أوروبا، الصين، روسيا، وإيران.. وباقي الدول تُرى، ما موقعها في المعادلة الجديدة؟”
“لا بديل عن التكاتف العالمي”
على الجانب الآخر، ترى “الشرق” القطرية أن التعاون الدولي هو المخرج الفعال للأزمة. وتقول الجريدة في افتتاحيتها: “بعد هذه الملايين من الإصابات عالمياً، فإن فيروس كورونا أصبح بمثابة العدو المشترك للبشرية كلها، فلم تستطع الحدود أن توقفه، ومن هذا المنطلق فإن التكاتف العالمي الآن لا بديل عنه، وهذا التعاون العالمي طالبت به قطر مراراً في مختلف المنصات الدولية، باعتبار قناعتها الراسخة بأهمية التحرك الجماعي في مواجهة الأزمات والأوبئة والمخاطر التي تهدد حياة الناس في كل مكان من العالم”.
وتضيف الجريدة: “لقد اعتاد العالم من الدوحة على الانفتاح والعمل المشترك وتنسيق الجهود، فهي لا تنسى واجباتها نحو الدول ليس فقط الصديقة، وإنما أيضا الدول كافة التي تواجه أزمات. ومن هذا المنطلق سوف تواصل قطر القيام بدورها الحيوي في تفعيل التعاون في تلك الظروف الصعبة، كما أنها لن تدخر جهداً في الوقوف إلى جوار دول العالم من خلال إرسال أي مساعدات تحتاجها بشكل عاجل، وذلك انطلاقاً من إيمانها بالعمل الإنساني ونبل الأهداف والمصير المشترك في إطار العلاقات الدولية”.
ويميل إميل أمين في “الاتحاد” الإماراتية إلى فكرة ضرورة التعاون لتخطي تبعات جائحة كورونا الاقتصادية.
ويذكر القارىء بتجربة وزير الخارجية الأمريكي عقب الحرب العالمية الثانية، جورج مارشال، حين أعلن “عن مشروع اقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب. كان المشروع الأمريكي في حقيقة الامر، طوق نجاة للأوروبيين”.
ويقترح الكاتب مشروع مارشال عربي، قائلاً: “فالنجاة في هذه الآونة لا يمكن أن تكون فردية، فأما الجميع يصل بر الأمان معاً، أو يغرق قارب البشرية بمن عليه. يعن لنا في هذا الإطار التساؤل :«الا يمكن أن تعد لحظة كورونا وآلامها نقطة انطلاق لمشروع مارشال عربي – عربي موحد؟”
ويضيف: “أثبتت التجربة الأخيرة للفيروس القاتل أن المنفعة المتبادلة هي التي تحدد علاقات الأمم والشعوب، والعالم العربي بغناه المالي والإنساني، قادر على أن ينهض عبر خطة تحفز الهمم، وتدفع في إطار التنمية والعمران وتبادل الخيرات وبناء منظومة اقتصادية مغايرة . اللحظة تاريخية، وقيام تكتل عربي اقتصادي أمر ممكن، بل محبوب ومرغوب، هل توجد إرادة لمارشال عربي في هذه الأوقات؟”
[ad_2]
Source link