فيروس كورونا: هل يتحول الوباء إلى ذريعة لإذكاء الكراهية؟
[ad_1]
يستمر وباء كورونا في الاستحواذ على اهتمامات الصحف البريطانية، وتتناول جوانب عدة بينها تأثير الوباء على العلاقات بين الدول وعلى استغلاله من قبل جماعات متطرفة في داخل المجتمعات لإحداث الانقسام فيها.
صحيفة الغارديان تكشف عن تحقيق فتحته شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا حول اتهامات ضد جماعات يمينية متطرفة بمحاولة استخدام أزمة فيروس كورونا لإذكاء مشاعر العداء للمسلمين.
وتنقل الصحيفة عن فريق مراقبة يدعى “تيل ماما” تسجيل عشرات الحوادث التي يُزعم أن الجماعات اليمينية المتطرفة تحاول من خلالها إلقاء اللوم على المسلمين البريطانيين في انتشار فيروس كورونا”.
ونسبت الصحيفة الفريق أنه “اضطر إلى فضح مزاعم عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي بأن المسلمين ينتهكون الحظر بمواصلة حضور المساجد للصلاة”، مع الإشارة إلى حوادث تعرض فيها مسلمون لهجمات.
وكان مؤسس وزعيم ما يسمى برابطة الدفاع الانجليزية تومي روبنسون شارك بشريط فيديو على موقع انستغرام يشير فيه إلى مغادرة مسلمين “مسجدًا سريًا” في مدينة برمنغهام. وتمت مشاهدة الفيديو عشرة آلاف مرة ، غير أن شرطة ويست يوركشاير رفضت الصور التي يُزعم أنها تظهر المسلمين وهم يحضرون صلاة الجمعة، مشيرة إلى أنها التقطت قبل إعلان الإغلاق.
وتنقل الصحيفة عن إيمان عطا ، مديرة تيل ماما قولها إن هناك من يهدف إلى “إحداث اضطراب وتوتر في المجتمع. في مثل هذه الأوقات، عندما يتعرض المجتمع لظروف ضاغطة يتلاعب يستغلها البعض لإذكاء الكراهية والانقسام”.
ويقول ديفيد جاميسون، مفوض الشرطة في ويست ميدلاندز، إن “شرطة مكافحة الإرهاب تبحث في تقارير تفيد بأن جماعات يمينية تحاول استخدام الوباء لخلق انقسام ” مضيفاً قوله “لقد أدركنا أنه يتم استخدام الوباء كفرصة من قبل الجماعات اليمينية لإلقاء اللوم على بعض الجماعات العرقية… نحن نراقب الأمر عن كثب”.
شحنات المعدات الطبية
أما صحيفة الاندبندنت أونلاين فقد تناولت السجال الذي شهدته العلاقات الدولية، وتطرقت خصوصا الى العلاقات التركية الاسبانية بعد اتهام أنقرة بالمماطلة في تسليم مدريد شحنة من المعدات الطبية الحيوية لها. لكن تركيا اضطرت إلى السماح بمرور تلك الشحنة بعد الانتقادات اللاذعة من قبل مدريد واتهامها بالتمسك بتلك الإمدادات الضرورية.
وذكرت الاندبندنت أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وصف الانتقادات الاسبانية بأنها “اتهام قبيح” نافيا أن تكون بلاده قد سعت إلى مصادرة شحنة من أجهزة التنفس اللازمة لإنقاذ الأرواح.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأتراك ألقوا باللائمة على الشركات التركية الخاصة لعقدها الصفقات التصديرية دون النظر في احتياجات المستشفيات المحلية ، وقال وزير الخارجية التركي: “إنهم وضعوا تركيا في موقف صعب من أجل كسب المال”.
وفي هذا السباق المحموم للحصول على المعدات الضرورية لمحاربة وباء كورونا تذكّر الاندبندنت مثالا آخر وهو أن تونس كانت قد اتهمت إيطاليا، الشهر الماضي، بمصادرة شحنة كحول طبي متجهة إليها.
وقبل ذلك جرى اتهام جمهورية التشيك بالاستحواذ على شحنة كمامات صينية كانت في طريقها إلى إيطاليا.
وبحسب الصحيفة فإن الإدارة الأمريكية قد اتُهمت أيضا بـ ” التمرير السريع للشحنات المتجهة إلى ألمانيا وفرنسا وكندا لاستخدامها الخاص” وحجب، أو حتى الاستيلاء على، الإمدادات الموجهة للاستخدام في مناطق أخرى”.
اللاجئون معاناة مضاعفة
وتتناول الغارديان معاناة اللاجئين السوريين في دول الشتات ومخيمات اللجوء ومعسكراته في دول الجوار ودول أوروبا.
وتتابع الصحيفة قصة اللاجئ السوري أحمد حميدة الذي هبط في الظلام في جزيرة ليسبوس اليونانية، وكان مقتنعاً بأن الطريق أمامه لا يمكن أن يكون صعبا مثل الطريق الذي سلكة للوصول إلى هنا.
تقول الصحيفة: “بدلاً من المتطوعين وموزعي البطانيات الذين وجدهم مئات الآلاف من طالبي اللجوء من قبله، كان في استقباله حشد من السكان المحليين، وكان على الشرطة أن تنقذه”.
وتنقل الصحيفة عن حميدة قوله: “لقد كان أسوأ شعور مررت به على الإطلاق… شعرت أن حلمي في اليونان كان زائفًا”.
كانت حميدة من بين أكثر من ألفي لاجئ وصلوا إلى اليونان منذ بداية مارس/ آذار، عندما عطلت البلاد جميع طلبات اللجوء.
وترسم الغارديان صورة محزنة لأطفال يغرقون في البحر أو يتعرضون إلى الاعتداء من قبل سكان الجزيرة الغاضبين، وتتحدث عن القاء اللاجئين في معسكرات الاعتقال البعيدة ليعشوا في كوابيس لمدة شهر بدون حقوق اللجوء.
أمضى حميدة السنوات الأربع الماضية في تركيا، حيث التقى بزوجته حنين وتزوجها. وتم توثيق حياتهم غير المستقرة وزفافهم في مقال مصور للصحيفة نفسها العام الماضي.
لكن الزوجين لم يكونا قادرين على تغطية نفقاتهما، وقد اضطرت حنين، التي وهي حامل ، الى الرحيل بقارب إلى ليسبوس قبل ستة أشهر، حيث وعدت حميدة باللقاء. وصلت بأمان وولدت ابنتهما، التي تبلغ من العمر الآن شهرين. حميدة لم يلتق بعد بطفله.
تقول الغارديان إن حميدة “قضى أسبوعه الأول في ليسبوس في التخييم في منطقة مسيجة في مدينة ميتيليني الساحلية قبل أن يتم ترحيله، إلى جانب 450 وافدا آخر، على متن سفينة تابعة للبحرية اليونانية.
وتنقل الصحيفة عن أميليا كوبر، وهي عاملة في مركز ليسبوس القانوني قولها: “تحدثت إلى بعض المحتجزين في الميناء، عقب تعليق الحق في طلب اللجوء، هناك محاولات متعمدة لعزل الوافدين الجدد ومنعهم من الاتصال بمحامين وصحفيين وأعضاء البرلمان الأوروبي”.
وتصف بلقيس ويلي من منظمة هيومن رايتس ووتش المعسكرات بأنها: “سجون في الهواء الطلق، مليئة بالأشخاص الذين حرموا من حقوقهم الأساسية وهم محتجزون كمعتقلين بحكم الواقع دون أي إطار قانوني”.
قال حميدة للصحيفة إن “عدم اليقين بشأن الوضع لا يطاق، لقدعشت خلال أربع سنوات من الحرب في سوريا. هذا الشهر أسوأ من تلك السنوات الأربع”.
ويرى سبيروس ليونيداس، عمدة بروماكسوناس القريبة من المخيم الذي وضع فيه حميده أن المعسكر “غير لائق للحيوانات، ناهيك عن البشر وهناك حديثو الولادة والحوامل بين الناس… لا يوجد ماء ساخن ولا يزال مصير المعتقلين غير واضح”.
وبحسب هذا التحقيق الذي شارك فيه ثلاثة من مراسلي الغارديان فقد أفادت الحكومة اليونانية أن تعليق اللجوء سيتم رفعه، وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إلفا يوهانسون، الأسبوع الماضي إنها تلقت تأكيدات بأن أولئك الذين وصلوا في مارس / آذار سيكونون قادرين على تقديم طلب اللجوء ، غير أن وزير الهجرة واللجوء في اليونان قال في وقت لاحق إن الأشخاص الذين صدرت لهم أوامر ترحيل لن يتم منحهم عملية لجوء.
[ad_2]
Source link