أخبار عربية

فيروس كورونا والتواصل: مقيدون خلف الشاشات

[ad_1]

فرضت السلطات المصرية إغلاقا جزئيا على المطاعم والمقاهي والمتاجر ليلا

مصدر الصورة
Getty Images

كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف ليل القاهرة، العاشرة فى مدينة ميلان الايطالية، في شارع خال إلا من بعض سيارات الإسعاف يرقبها إسلام البهلوان من شرفته فى ميلان، يحصي مرات عودتها وهو الذي لم يغادر شقته منذ ظهور جائحة كورونا في إيطاليا وفرض الإغلاق الكامل بالبلاد.

لا يُمكن لإسلام الخروج إلا للضرورة القصوى وقد يحتاج إبلاغ السلطات بسبب خروجه قبل أن يهم به.

استمر إسلام، الباحث بإحدى الجامعات الإيطالية، رهن الحجر الصحي بمنزله لأكثر من شهر، ما جعل حياته صعبة وتكيفه مع نمط الحياة دون حرية الحركة أصعب.

تحدث إسلام إلى نفسه كثيرا في ظل عدم وجود من يتحدث إليه وجها لوجه، ولكنه وجد في العالم الافتراضي جزءً من سلواه.

لجأ إسلام للتواصل مع أصدقائه عبر تقنية الفيديو كول من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الوسيلة الأسهل حاليًا.

عمال اليومية في مصر يئنون تحت وطأة فيروس كورونا

فرضت عدة دول إغلاقا يشمل حظر تجول كاملا في بعض الدول وجزئيا في أخرى، غير أن إيطاليا لا تسمح بمغادرة المنزل قطعا بعدما تحول الوباء إلى جائحة مجتمعية في البلاد التي سجلت أكثر من عشرة آلاف وفاة وعشرات الآلاف من المصابين بمعدل وفاة يومي يترواح بين 650 وألف حالة.

يقضى إسلام يومه بين إنجاز عمله وبين التواصل عبر الفيديو كول الذي يقول إنه يستغرق نحو نصف يومه.

على الطرف الآخر من المكالمة في القاهرة، مصطفى يونس، وهو مهندس معماري، اعتاد أن يقضي وقت ترفيه في المقهى المجاور لمنزله قبل أن تصدر السلطات المصرية قرارا بغلق المقاهي تماما، باعتبارها تجمعات يمكن أن تنقل الفيروس.

واستخدمت حكومات دول وهيئات ومنظمات تقنية الفيديو عبر الانترنت والدوائر المرئية المغلقة للتواصل فيما بينها بعدما اتضح أن الفيروس ينتشر بشكل أكبر في التجمعات، ومن ثم ألغيت معظم الفاعليات في الواقع وعقدت على مواقع التواصل الاجتماعي بما في ذلك اجتماع قادة دول قمة العشرين التي ناقشت سبل التصدي للوباء.

وفرضت الحكومة المصرية قبل أيام حظر تجول ليلي يمتد من السابعة مساء إلى 6 صباحا بالتوقيت المحلي، بالإضافة إلى تعطيل حركة النقل والمواصلات في البلاد وتعليق الدراسة ضمن سلسلة من الاجراءات الحكومية لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

يقول يونس: “اعتدت الحديث مع أصدقائي في المقهى بشكل واقعي، وهو يختلف تماما عن التواصل الافتراضي… لا زلت أذهب إلى المقهى المغلق وانتظر في سيارتي وأخرج هاتفي لأتواصل مع أصدقائي قرب المكان الذي اعتدت أن التقيهم فيه”.

ويشترك مع إسلام ومصطفى فى نفس المكالمة يوميا محمود طاهر، وهو مهندس مدني أيضا ويسكن فى القاهرة.

يحظى طاهر ببعض الحرية فى التحرك، فهو يخرج من المنزل فى بعض الأحيان لشراء الاحتياجات الأساسية للمنزل.

وتقول عدة شركات تملك تطبيقات التواصل المرئي عن بعد، من بينها زووم ويبكس، إنه خلال الشهر الأخير، الذي شهد انتشار كورونا وتراجع التجمعات وتبني أسلوب التباعد الاجتماعي وحظر التجوال والعمل من المنزل إن الإقبال على استخدام هذه التطبيقات زاد بنسب تتراواح بين ثلاثة وأربعة أضعاف منذ الأسبوع الأخير من فبراير شباط الماضي.

وفي بعض الدول، وفرت شركات خدمات الانترنت باقات ذات سعة أكبر بدون مقابل في محاولة لاستيعاب الإقبال على مواقع التواصل والاستخدام المتزايد للانترنت.

يرى طاهر أن مكالمات الفيديو تقرب المسافات ولكنها ليست بديلا عن ارتياد المقهى بصحبة الأصدقاء، وتختلف معه آية الله أسامة رغم أنها تشاركهم فى نفس المكالمة اليومية من الاسكندرية. تقول آية الله: “فترة الحجر والحظر تجعل الوقت يمر ببطئ، وتدفعنا للبحث عن ونس يشاركنا الوقت الصعب… مكالمات الفيديو ليست بديلا لأي شئ، لكني سأستمر فى استخدامها طالما بقيت الإجراءات أو انتهت باقة الانترنت”.

واستخدم موظفون وسياسيون وأساتذة جامعيون في كل أنحاء العالم تقنيات مثيلة للتواصل مع آخرين أو للعمل مع المنزل أو إلقاء محاضرات.

‘اغتراب المنزل’

فيروس كورونا: السعودية تغلق جدة ومصر تمدد غلق المساجد

وبينما تشير كل الدراسات والأبحاث إلى أن اإنسان كائن اجتماعي بطبعي، يعتبر خبراء علم النفس أن فقدانه هذه المزيه يجعله يشعر بأنه مقيد وغير حر، لا سيما إذا ما كان ذلك مفروضا عليه.

مصدر الصورة
EPA

ويقول أحمد عبدالله، استاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، إنه فى ظل الظرف الحالي وصعوبة الخروج من المنزل، يلجأ كثيرون إلى الملاذ الإفتراضي عبر مكالمات الفيديو وغيرها.

ويضيف عبدالله أن فقدان القدرة على التحرك بحرية والتقيد داخل مساحة واحدة في المنزل بشكل مستمر يخلق نوعا جديدا مما يسمى “اغتراب المنزل”، حيث يشعر الشخص بأنه أسير مساحته الخاصة رغما عنه، وهنا تمثل المكالمات بأنوعها هاتفية ومرئية العودة إلى حياة ما قبل “إجراءات كورونا”.

وبحسب عبدالله، يعيد التزام الناس للمنزل تعريف مفهوم الأسرة مرة أخرى للواجهة، فيعرف كل شخص أكثر عن أسرته وعن ذاته أيضا.

وساهم انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصي والأجهزة اللوحية والهواتف ذات الكاميرات وتحسن خدمات الانترنت في معظم دول العالم، فضلا عن توفر تطبيقات مجانية توفر خدمات التواصل المرئي، والتقدم االتكنولوجي المذهل في هذا المضمار توفير وسائل اتصال ربما تساعد في تجاوز المحنة الحالية ولو كانت لها بعض الآثار السلبية.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى