فيروس كورونا: حلم ليلة العمر تنهي في الحجر الصحي
[ad_1]
ألقت الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا بظلالها على مختلف جوانب الحياة اليومية. فلم تسلم من تأثيراته لا أعراس ولا أتراح تُنقل تفاصيلها ومشاهدها كل يوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل أيام تداول مغردون قصة عرس أصرت عائلة أردنية على إقامته في قاعة مغلقة بمدينة إربد شمالي البلاد رغم تحذيرات السلطات، فانتهى الأمر بإصابة غالبية الحضور بما في ذلك العريس.
ودعا قصي طلافحة، العريس المصاب بالفيروس، كل من حضر حفل زفافه إلى عزل نفسه، مضيفا بأنه موجود في الحجر الصحي العام بالمستشفى، فيما وضعت عروسه في الحجر المنزلي كإجراء احتياطي بعد أن تبين عدم إصابتها بالفيروس.
ونشر العريس تدوينة على فيسبوك ناشد فيها الأردنيين مسامحته، لأنه “لم يكن يعلم بجدية الموضوع ولا خطورته” مشيرا إلى أن “حفل زفافه أقيم في وقت لم يسجل فيه الأردن إصابات جديدة”.
وتابع: “والد زوجتي وشقيقتها كانا في إسبانيا وكندا قبل وصولهما إلى الأردن لحضور مراسم الزفاف ولم تظهر عليهما أعراض الإصابة قبل الحفل”.
وكان العرس نفسه قد أثار جدلا واسعا في الأردن خلال الأيام الماضية بعدما أعلنت وزارة الصحة رسميا إصابة 6 أشخاص، بفيروس كورونا، من أصل 400 شخص حضروا الحفل.
وفي مسعى لاحتواء تفشي فيروس كورونا، فرضت الحكومة الأردنية السبت حظرا للتجول. كما أصدر الملك عبد الله بن الحسين مرسوما يمنح الحكومة سلطات واسعة لا تمنح لها إلا في ظروف الحرب أو الكوارث.
وتتشابه القيود المفروضة في عدة بلدان على المقبلين على الزواج. ويشترط بعضها إلغاء الولائم والحفلات واقتصار عقد القران على حضور الزوجين والشهود.
وتولي العائلات في المجتمعات العربية اهتماما كبيرا بحفلات الزفاف فتحلم بها وتخطط بعناية لكل تفاصيلها.
لكن في ظل انتشار وباء كورونا وقيود الحجر الصحي أصبحت “ليلة العمر” حلما مؤجلا بالنسبة للكثيرين.
فبعد أسبوع حافل من التخطيط ونقل جهاز العروس إلى بيت الزوجية، قررت “رحمة فاتح” وخطيبها “محمد أمين” تأجيل عرسهما الذي كان من المفترض عقده في 28 مارس/ آذار الجاري.
تقول رحمة لمدونة ترند: “منذ الإعلان عن أولى التدابير الوقائية لاحتواء الفيروس في تونس، قررت تأجيل العرس بعد التشاور مع الأهل وخطيبي “.
وتضيف” كنا أمام خيارين، إما تأجيله أو إقامته على نطاق ضيق لكن العائلة أصرت على اتباع كافة مراسم الزواج التقليدية التي تستغرق ثلاثة أيام. لذا قررنا التأجيل فهذه مسؤولية جماعية “.
ودخلت تونس بداية من الأحد 22 مارس/آذار حظرا صحيا شاملا ليتواصل إلى غاية يوم 4 أبريل/نيسان القادم.
وتقول رحمة:” أرجأنا العرس إلى ما بعد شهر رمضان، وفي حال استمرار انتشار الفيروس، سيقيم الحفل على نطاق ضيق”.
ليلة العمر بكمامة
على عكس رحمة وخطيبها، أصر الشاب الفلسطيني “عماد شرف” على إقامة حفل زفافه في موعده بطريقة خارجة عن المألوف وبعيدة عما جرت عليه العادة من حفلات فيها الكثير من البذخ.
و ارتدت العروس فستانها الأبيض مع كمامة من اللون نفسه، ووصلت إلى بيت الزوجية دون موكب كونها تسكن في مدينة بيت لحم التي فرض عليها حظر كامل للتنقل نتيجة تفشي فيروس كورونا فيها.
وسمحت السلطات للعريسين بدخول المدينة ثم الانتقال معا في سيارة واحدة إلى بلدته، ما سيضطره إلى البقاء معها في الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يوما.
وعن ذلك تقول العروس “براء العمارنة”:” كان من المفترض أن يتم العرس بنمطه التقليدي، لكن الظروف حالت دون ذلك واقتصر الحضور على 20 شخصا وقفوا كلهم على مسافات متباعدة وفي مكان مفتوح”.
ووزع العروسان على ضيوفهم قفازات وكمامات وبطاقات تدعوهم إلى البقاء في منازلهم في مبادرة تهدف -كما قالا- إلى توعية المجتمع بخطورة الوباء.
وزينت بطاقة الدعوة برسوم تقريبية للفيروس واختتمت بجملة”أبعد الله عنكم كورونا وأدام عافيتكم”.
ورغم الظرف الاستثنائي، عبرا العروسان عن شعورهما بالفرح لافتين إلى أن تفاعل الناس مع المبادرة بلغ مداه.
رب ضارة نافعة
واتخذت معظم الدول إجراءات صارمة للحد من انتشار هذا الفيروس الخطير، أهمها منع التجمعات، وحظر التجول، وغلق المطاعم والمقاهي والملاهي وقاعات الأفراح.
لكن البعض لم يتخل عن العادات والتقاليد فتتحولت “ليلة العمر” إلى مشهد درامي، كما حدث مع هذا الثنائي الجزائري.
فقد وثق مقطع مصور لحظة مداهمة رجال الشرطة لقاعة أفراح بينما كان العروسان يمهمان بارتداء الخواتم، ثم اقتادتهما إلى الحجر الصحي العام.
في المقابل، حاكى المثل القائل “رب ضارة نافعة” حال العديد من الشباب المقبلين الزواج ممن لا تسمح لهم إمكانياتهم المادية بإقامة حفلات زفاف تقليدية. ففي زمن كورونا لا حاجة للولائم أو للمدعوين، فالمطلوب فقط حضور المأذون العريس وعروسه، ربما بضعة أنفار من أقاربهما.
[ad_2]
Source link