الحرب في سوريا: هل تدخل تركيا وروسيا في مواجهة عسكرية “مباشرة” في إدلب؟
[ad_1]
أبرزت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، التطورات الجديدة في سوريا، بعد إسقاط تركيا طائرتين حربيتين سوريتين، يوم الأحد، وسط تصاعد للمواجهات العسكرية شمالي سوريا.
وتصاعدت حدة التوتر في إدلب الأسبوع الماضي بعد مقتل نحو 33 فردا من القوات التركية في غارة جوية سورية.
وأثار ذلك مخاوف حيال تصعيد محتمل بين تركيا وروسيا، التي تلعب دور الحليف الأكبر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
هل تحدث مواجهة عسكرية مباشرة؟
يشير الكاتب غسان شربل، في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، إلى دقة الأوضاع السياسية في إدلب، قائلا: “الاحتكاكات الدموية بين الجيشين التركي والسوري تحولت إلى امتحان صعب لعلاقة الرئيسين التركي والروسي، امتحان للهيبة والصورة والقدرة على حماية المصالح”.
وأضاف شربل، متحدثا عن العلاقات التركية الروسية: “تمرد الجانب التركي على اللعبة التي يديرها الجانب الروسي أعاد شيئا من التدويل إلى الأزمة السورية، لكنَّ تبادل الرسائل المبللة بالدم لن يقودَ إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيشين التركي والروسي”.
وقال: “الطرفان محكومان بالتوصل إلى اتفاق جديد تريده أنقرة أوضح وأكثر إلزاما. وأغلب الظن أنَّ تركيا تريد إقامة طويلة على الأرض السورية”.
ويرى عبد الباري عطوان، في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، أن الرئيس التركي أردوغان “لا يريد الدخول في مواجهة مع الروس على الأرض السورية، لأنّه يُدرك جدّيًّا أنّه لن يفوز فيها حتى لو اضطرّ الأمر روسيا لاستِخدام قنابل نوويّة تكتيكية”.
ويضيف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لن يتخلّى عن مكاسِبه الاستراتيجيّة في سوريا… ولا نُبالغ إذا قلنا أن وضع الرئيس الأسد الدّاخلي والإقليمي حاليًّا ربّما يكون أقوى من وضع نظيره التركيّ المعزول والمُحاط بالأعداء من كُل الجهات”.
ويقول خير الله خير الله، في صحيفة “العرب” اللندنية: “ما لا يمكن تجاهله في موضوع إدلب أن اللاعبين الكبيرين، أي تركيا وروسيا، على استعداد للتضحية بحلفائهما من أجل تفادي مواجهة مباشرة بينهما”.
ويضيف: “إلى إشعار آخر، لا توجد لأي طرف من الطرفين مصلحة في مثل هذه المواجهة، وهما يسعيان في نهاية المطاف إلى تأمين مصالحهما في سوريا، حتّى لو كان ذلك على حساب السوريين”.
كما يقول علي قاسم، في نفس الصحيفة، إن أردوغان “يدرك أن عليه الحصول على تأييد الدول الأوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة والناتو، قبل أي مغامرة تضعه في مواجهة بوتين داخل سوريا، لذلك لجأ إلى ابتزازها بسلاح اللاجئين”.
ويضيف: “ترى الإدارة الأمريكية، في توتر العلاقات التركية الروسية، بعد المواجهة الأخيرة في إدلب، فرصة يجب استثمارها لإحياء الشراكة الاستراتيجية مع أنقرة. وسهلت المخاوف الأوروبية من استخدام أنقرة سلاح اللاجئين مهمة واشنطن”.
“نزعة استيطانية جديدة”
ويرى إسماعيل ياشا، في صحيفة “العرب” القطرية، إن مقتل عدد كبير من الجنود الأتراك في إدلب “يدل على أن الجهود الدبلوماسية والمباحثات التي جرت بين تركيا وروسيا في الأيام الأخيرة دخلت في طريق مسدود، وهذا التطور يدشّن مرحلة جديدة في الأزمة، ولا يبقي أمام تركيا خياراً غير إطلاق عملية عسكرية واسعة لضرب قوات النظام السوري، وطردها من منطقة خفض التصعيد”.
ويضيف: “تركيا لديها خيارات في التعامل مع الغطرسة الروسية في إدلب، ويمكن أن تطلق عملية عسكرية واسعة في المحافظة، كما يمكن أن يفتح الجيش الوطني السوري عدة جبهات، بما فيها جبهة الساحل، لضرب النظام وتشتيت قواته، ليرى بوتين أن إصراره على دفع النظام نحو السيطرة على إدلب سيؤدي إلى تحرير مناطق أخرى من قبل الثوار”.
وترى صحيفة “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها أن “امتحان روسيا لقدرة تركيا على التحمل جاء على خلفيّة خروج الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلف الأطلسي من معادلة مقتلة الشعب السوري على يد نظام الأسد مع ترك الغرب لتركيا بمواجهة روسيا بمفردها”.
وتضيف: “على عكس روسيا، التي تقوم استراتيجيتها على دعم نظام متهالك ووحشي واقع تحت عقوبات دولية كبرى، فإن تركيا تدافع عمليا عن وجودها القومي”.
في المقابل، يقول رفعت إبراهيم البدوي في “الوطن” السورية إن أردوغان “لا يسعى إلى تنفيذ أي من الاتفاقات المبرمة لأن أهدافه التوسعية تنطلق من خلفية إيديولوجية طامحة إلى إعادة أمجاد السلطنة العثمانية”.
ويقول بسام هاشم، في صحيفة “البعث” السورية، إن أردوغان “يتطلّع إلى دور الزعامة في العالم الإسلامي، وأن العثمانية الجديدة تحوّلت معه إلى استراتيجية ثابتة، حيث يتخذ التوسّع الأردوغاني في المحيط الجغرافي لتركيا شكل نزعة استيطانية واستعمارية جديدة”.
[ad_2]
Source link