قابيل دراما بوليسية مثيرة ولكن! | جريدة الأنباء
[ad_1]
ياسر العيلة
يبدو أن تجربة نجاح ورش كتابة المسلسلات باتت تزدهر في مصر والعالم العربي، والمسلسل المصري «قابيل» الذي يتناول جرائم «فيسبوك» والإنترنت أكبر مثال على ذلك، حيث اجتمع أربعة كتاب هم كريم يوسف، أشرف نصر، مصطفى صقر ومحمد عزالدين ليقدموا نصا دراميا متميزا بهذا الشكل، وقد يرمز اسم المسلسل لأول جريمة قتل حينما مارسها «قابيل» ضد شقيقه «هابيل»، فهل الاسم يوحي بأن ضابط الشرطة «طارق» هو القاتل؟ خاصة وهو يبحث في تاريخ الشخصية التي تعرضت للخطف بدلا من أن يبحث عن الخاطف!
تدور قصة المسلسل حول ضابط الشرطة طارق «محمد ممدوح» الذي يعاني من التخيلات واستحضار أرواح شخصيات متوفاة غير موجودة في الحياة والحديث معهم! ومن ضمنهم زوجته التي فقدها في حادث «مدبر» تعرض له، يُستدعى طارق للتحقيق في قضية قتل، يعرض فيديوهات لضحاياه على الإنترنت. ولأن طارق لا يعرف عن الإنترنت شيئا، يستعين بضابط شاب يدعى عبدالرحمن «علي الطيب» خبير في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن هنا تبدأ رحلة المسلسل مع القاتل الذي يدعى «قابيل» وطوال النصف الأول من الحلقات لا نرى من الممثلين إلا محمد ممدوح وعلي الطيب ولا يظهر بطلا العمل الآخران سما «أمينة خليل» والطبيب آدم «محمد فراج» إلا نادرا نظرا إلى أنهما كانا أول ضحايا «قابيل»، وتتعقد القصة كثيرا مع تطور أسلوب القاتل، وفوق كل هذا نجد أن الضابط «طارق» يصبح هو المشتبه به الرئيسي والوحيد خلف هذه الجرائم الوحشية، ونظل ندور في حلقة الضابط المريض المتهم الذي لا يعرف أحدا هل هو قاتل أم لا؟
أدائيا، لا يختلف أحد على أن محمد ممدوح فنان موهوب «معجون» بالتمثيل، دقيق وحريص على أصغر التفاصيل عند تقديمه أي شخصية في أي عمل فني يشارك به فهو قادر على تجسيد أدق المشاعر عبر ملامح وجهه أو جسده، أو عبر تنفسه المتقطع وقد أعطانا شعورا بأنه ليس «مجنونا» بل هو مجرد «متضرر» بما حدث مع زوجته التي يحبها بشدة، لكن لديه مشكلة في مخارج الحروف والألفاظ، بالإضافة إلى أن تكوينه الجسدي غير مناسب لتأدية دور ضابط شرطة.
قدمت أمينة خليل هذه المرة صورة الفتاة «الإيمو» و«مدمنة المخدرات»، المستهترة والمتمردة التي تواجه مشاكل نفسية بسبب ما عاشته إثر حياة غير مستقرة، وقدمت أمينة شخصية صادمة على مستوى الشكل وأسلوب الكلام والتعامل مع الناس وكان دورا جريئا وصعبا.
وقدم الفنان محمد فراج شخصية «آدم» الشاب الثري الذي مر بالكثير من التجارب الصعبة وتغلب على الإدمان وتحول إلى معالج، ويعزف موسيقى الميتال، وظهر بأكثر من «لوك» خلال المسلسل وقد اجتهد في تقديم الدور وجعله مقنعا للمشاهدين، وأيضا محاربته للفساد في وزارة الصحة.
إخراجيا، أثبت المخرج كريم الشناوي الذي درس السينما في انجلترا، أنه يمتلك أفكارا مختلفة عن التي اعتادت عليها الدراما المصرية وحاول أن يعطي المسلسل «لغزا» منذ البداية، مع اختفاء شخصية الطبيب آدم «محمد فراج»، ومقتل سما «أمينة خليل»، لكن يؤخذ عليه استخدامه الإضاءة القاتمة والكادرات المعتمة حتى في المشاهد الخارجية، فألوان المسلسل غير مناسبة للجو العام، وفي بعض الأماكن مثل مكاتب مديرية الأمن كانت الإضاءة بها ضعيفة ومعتمة وهذا غير منطقي، ويبدو أن المخرج استخدمها لإضفاء حالة الاضطراب النفسي على الصورة، والتي اتضح أنه لا لزوم لها خاصة عندما ظهرت الفكرة الحقيقية وراء الجرائم.
[ad_2]
Source link