صفقة القرن صفعة للأمم المتحدة | جريدة الأنباء
[ad_1]
- مكسب انتخابي لنتنياهو.. وسياسي لـ «اليمين المتطرف»
- توحيد «الصف الفلسطيني» وإحراج الدول العربية وإفادة إيران
- 3 خيارات أمام اللاجئين: الذهاب إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية أو الاندماج في البلدان المضيفة أو إعادة توطينهم في دول إسلامية
«صفقة القرن» معطى جديد على ساحة الشرق الأوسط ونقطة تحول في السياسة الأميركية حيال الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأيضا في مجرى هذا الصراع لمجرد أن إسرائيل، وبغض النظر عن مصير هذه الخطة وما ستؤول إليه، ستعتمدها أساسا للتعاطي مع الفلسطينيين بعد اليوم، وستتعاطى مع كل مكسب فيها على أنه بات أمرا واقعا لا رجوع عنه.
ليست المرة الأولى التي تتعاطى فيها الولايات المتحدة مع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بعدما توقف التعاطي مع الصراع العربي- الإسرائيلي عند اتفاقيتي كامب ديفيد (مع مصر) ووادي عربة (مع الأردن).
والإدارات الأميركية منذ العام 1990 أولت اهتماما كبيرا بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونظمت ورعت مفاوضات سرية في معظمها وعلنية أحيانا، كان أبرزها المفاوضات التي أفضت الى اتفاق أوسلو الذي وقّع عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز وزعيم حزب «العمل» إسحق رابين، برعاية الرئيس الأميركي وقتها بيل كلينتون، وبموجبه حصل اتفاق متبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وعلى أساسه قامت «السلطة الفلسطينية» ومقرها رام لله.
كان اتفاق أوسلو الإنجاز الوحيد الذي حققته واشنطن، وبعده لم يحصل أي إنجاز أو تقدم. حصلت محاولات ومفاوضات ولكنها باءت بالفشل ولم تصل الى نتيجة، ونشأت حالة من الخيبة والانكفاء عند الأميركيين، الى أن عاد تحريك مسار إيجاد حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي مع وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض الذي أثبت سريعا أنه أفضل رئيس أميركي بالنسبة لإسرائيل والأكثر التزاما بأمنها والتحالف الاستراتيجي معها.
«صفقة القرن» لا تعد إنجازا مثل اتفاقية أوسلو، بل هي محاولة أميركية جديدة ولكنها محاولة متقدمة ومتكاملة و«خطرة»، وتظل «مشروع صفقة» طالما لم تنل موافقة الطرف المعني بها وصاحب العلاقة المباشرة، أي الطرف الفلسطيني.
وهذه الموافقة لن تكون إلا حصيلة ونتيجة مفاوضات صعبة وطويلة. هذا إذا وافق الفلسطينيون على الدخول في مفاوضات جديدة على أساس «صفقة القرن».
«الصفقة» تشكل نقطة تحول في السياسة الأميركية حيال الصراع الفلسطيني- الأميركي وفي مقاربة الحل النهائي لهذا الصراع، ومن خلفية الانحياز الواضح لمصلحة إسرائيل.
كما تشكل «صفعة» للأمم المتحدة وتجاوزا لمرجعيتها وإرثها وللقرارات الدولية التي تعتبرها إدارة ترامب أنها لم ولن تحل النزاع لمدة طويلة، وأنها أتاحت تفادي التعامل مع تعقيدات النزاع بدلا من الدفع باتجاه مسار واقعي الى السلام.
«الخطة» هي في الواقع «صفقة»، فالرئيس ترامب ينظر الى الصراع في المنطقة ويتعاطى معه من خلفية «رجل أعمال» ويلعب بشكل واضح وفاضح ورقة الإغراءات والحوافز المالية والاقتصادية.. مهندسو «صفقة القرن» وواضعو تفاصيلها الدقيقة لا يظهرون اهتماما بمكونات الصراع وجذوره وأبعاده التاريخية والدينية والاجتماعية.. «الماضي» ليس مهماً.. المستقبل هو الأهم.
«الحقوق المشروعة» ليست الأساس وإنما النتائج والمكاسب، وأبرزها ما يتعلق بالتطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
«صفقة القرن» تتضمن شقين: الشق السياسي الذي أذيع من واشنطن اول من امس والشق الاقتصادي الذي كان أعلن العام الماضي، وأعطى للصفقة وللسلام عنوانا اقتصاديا، «السلام الاقتصادي» تقدم على «السلام السياسي» وسبقه، والهدف مزدوج: من جهة تشجيع وتحفيز وإغراء الفلسطينيين من خلال التلويح لهم بمساعدات ومشاريع تتجاوز قيمتها الخمسين مليار دولار وتؤمن مليون فرصة عمل.. ومن جهة ثانية «إدماج» إسرائيل اقتصاديا عبر مشاريع واستثمارات مشتركة، وأيضا أمنيا (محاربة مشتركة للإرهاب)، وسياسيا (محاربة مشروع ونفوذ إيران في المنطقة).
حملة أو «حفلة» «التسويق الاقتصادي» للصفقة لم تحقق أهدافها ولم تبدل في خارطة المواقف، ولاسيما الموقف الفلسطيني، في وقت كان الوضع الإسرائيلي الداخلي بسبب تأجيل متكرر للانتخابات غير مؤات للتفاعل مع الاندفاعة الأميركية.. الى أن حان أوان «التسويق السياسي» عشية انتخابات إسرائيلية مفصلية وحاسمة بالنسبة لنتنياهو حليف ترامب الذي أعطاه جرعة دعم وتعمد الكشف عن المضمون السياسي للصفقة في هذا الوقت لتحويل الأنظار عن الملاحقة القضائية بحق نتنياهو التي تؤثر سلبا على فرصته بالفوز، وأيضا تحويل الأنظار عن المحاكمة الجارية في الكونغرس ضد ترامب، مع أن الرأي العام الأميركي لا يعطي أولوية للقضايا الخارجية ويظل مشدودا الى أوضاعه الداخلية.
أما أبرز ما جاء في المضمون السياسي الأمني لـ «صفقة القرن» فهو:
1 ـ إسرائيل دولة قومية لليهود لديها حدود آمنة ومعترف بها، ولن تضطر الى اقتلاع أي مستوطنات، وسيكون غور الأردن تحت سيادتها، وتكون القدس الموحدة عاصمة لها.
2 ـ إنشاء دولة فلسطينية تكون عاصمتها جزءا من القدس الشرقية الواقع في كل الأراضي شرق وشمال الجدار الأمني الحالي، بما في ذلك كفر عقب وشعفاط وأبوديس، ويمكن تسميتها القدس أو أي اسم آخر تحدده دولة فلسطين التي عليها السيطرة الكاملة على غزة ونزع سلاح كل من حماس والجهاد.
3 ـ بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، تنص الصفقة على أنه لن يكون هناك أي حق في العودة أو استيعاب لأي لاجئ فلسطيني في دولة إسرائيل، وأن هناك ثلاثة خيارات أمام اللاجئين: الذهاب الى دولة فلسطين، أو الإندماج المحلي في البلدان المضيفة، أو إعادة توطينهم في دول إسلامية (بمعدل خمسة آلاف كل سنة ولعشر سنوات، أي خمسين ألفا).
كما تنص الخطة على عدد من مقايضة وتبادل الأراضي، بما في ذلك تبادل أرض جنوب قطاع غزة ومنح الفلسطينيين المزيد من الأراضي، لكن ستبقى الأراضي خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وتحتفظ إسرائيل بالسيادة على غور الأردن شرق الضفة الغربية، وتضع الخطة سبلا لبناء أنفاق تربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتدعو الخطة إسرائيل إلى وقف بناء أي مستوطنات جديدة في المناطق المتنازع عليها لمدة 4 سنوات يتم خلالها التفاوض على تفاصيل اتفاق شامل.
وتدعو الخطة الى التكامل بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين والمملكة الأردنية سيسمح لجميع الدول الثلاث بالعمل معا، ويجب على دولة إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك دولة فلسطين، إقامة شراكات اقتصادية واتفاقات تجارية قوية.
يجب أن يكون هناك تركيز خاص على تحسين القطاعين الاقتصادي والسياحي لدولة فلسطين والأردن ومصر. وتشترك إسرائيل مع جيرانها العرب، بشكل متزايد، في رؤية الاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة.
ومن شأن التعاون الثلاثي المعزز بين دول المنطقة أن يمهد الطريق لتحقيق اختراقات ديبلوماسية وبنية أمنية إقليمية أوسع في المستقبل.
«صفقة القرن» أعلنت، وهذا تطور يؤخذ في الحسبان.. لكن ماذا بعد الإعلان؟! ماذا عن التنفيذ؟! هل ولدت هذه الصفقة ميتة لأنها لا تتناسب مع الواقع، ولو شدد ترامب على أنها خطة عملية وواقعية؟! أم أنها يمكن أن تكون أساسا لمفاوضات إسرائيلية- فلسطينية جديدة ومنطلقا لها؟! المؤشرات الأولية متناقضة.. بموازاة الرفض الفلسطيني المطلق والقاطع وهذا مهم جدا، هناك ترحيب دولي ملحوظ خصوصا من جانب الأوروبيين، وهناك تأييد عربي ضمني وحذر لأن الدول العربية تواجه إحراجا ولا يمكنها التنكر للموقف الفلسطيني.. وأما إيران، فإنها مستفيدة من الإعلان الأميركي الذي يساعدها في توحيد وتأليب الصف الفلسطيني ضد أميركا وإسرائيل وأيضا ضد العرب.
إيران تتصرف منذ مطلع العام على أساس أن «ما بعد اغتيال سليماني ليس مثل ما قبله»، و«المنطقة» دخلت مرحلة جديدة وما بعد إعلان «صفقة القرن» ليس مثل ما قبله.
«الخارجية»: الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية
أعلنت وزارة الخارجية الكويتية أنها تقدر عاليا مساعي الولايات المتحدة الأميركية لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي الذي امتد لأكثر من سبعين عاما وكان سببا في معاناة مريرة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وعامل هدم لأمن واستقرار المنطقة.
كما أعلنت الوزارة في بيان صحافي امس أنه انطلاقا من موقف الكويت المبدئي والثابت بدعم خيارات الشعب الفلسطيني لتؤكد مجددا أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق الا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبالمرجعيات التي استقر عليها المجتمع الدولي وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة ذات السيادة بحدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
[ad_2]
Source link