مؤتمر برلين: هل انعقد مؤتمر ألمانيا بهدف “اقتسام الكعكة الليبية”؟
[ad_1]
تناولت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، مؤتمر برلين حول ليبيا الذي عقد مؤخرا في ألمانيا بحضور قوى إقليمية وعربية.
وتوصل المشاركون في مؤتمر برلين إلى بعض النقاط، من أبرزها أنه “لا حل عسكري للنزاع”، كما وعد المجتمعون باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011 على ليبيا.
وتحدثت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل عن “خطوة صغيرة إلى الأمام”، وسط الإقرار بأنه لا يزال هناك عمل كثير ينبغي إنجازه قبل الوصول إلى السلام”.
الدور التركي في ليبيا
تقول أمل عبد العزيز الهزاني في الشرق الأوسط اللندنية إن “ما حصل في مؤتمر برلين وتم التوقيع عليه، يعد جيداً نظريا، لكن تنفيذه الحقيقي يعني انتهاء وجود داعش وجبهة النصرة في ليبيا التي دخلوها ومخازن أسلحة القذافي مشرّعة الأبواب، فتشكلت الميليشيات، ثم أصبحت مرتزقة تعمل لمن يدفع، وجهاز الصّراف المالي معروف جداً ولا داعي لتحديده، في محاولة أخيرة لوضع الإخوان المسلمين في موقع سياسي يحكم بلداً مهما وغنيا مثل ليبيا”.
وتضيف الكاتبة أنه “من الجيد أن هناك لجنة دولية لمراقبة تنفيذ ما تم التوقيع عليه في برلين، ودولاً مثل بريطانيا تحمست وبادرت بتسلم مهام المراقبة، لكن القضية ليست بهذه البساطة. التجربة السورية مثال واضح؛ في بدايات الحرب كان أردوغان يزأر في اسطنبول فينتفض الأسد في دمشق، حتى انكشفت حقيقة أن التدخل التركي لم يكن بجيشه؛ بل عبر تمرير وتمويل وإرسال المتطرفين إلى سوريا، والذي كان من أهم أساسات الخراب”.
- مؤتمر برلين: الدول المشاركة “ملتزمة تماما” بالحل السلمي في ليبيا
- مؤتمر برلين: إغلاق أنابيب تصدير النفط مع انطلاق المؤتمر
من جهته، يرى سمير صالحة في العربي الجديد اللندنية أن “أنقرة فاجأت، بنقلاتها السريعة والمباغتة على جبهات ليبيا وشمال أفريقيا وشرق المتوسط وبالتنسيق مع حكومة الوفاق وموسكو لاحقاً، كثيرين وخيبت آمالهم. أهم ما حققته كان دفع التحالف الثلاثي، الفرنسي واليوناني والمصري، إلى توحيد صفوفه ضدها، وهو ما كانت تريد أن تظهره للمجتمع الدولي حول مَن ينسق مع مَن، ولماذا، وما هو نوع المصالح التي تجمع هذه الدول التي بدأت تعاني من تراجع الدعم العربي والأوروبي والإقليمي والغربي لمواقفها وسياساتها المراهنة على حفتر لإسقاط الشرعية بقوة السلاح”.
ويرى الكاتب أن “أردوغان قطع الطريق على تحويل ليبيا إلى مستنقع استنزاف لتركيا. وأبلغ الحضور بعدم رفع سقف التوقعات، وأن المرحلة المقبلة في ليبيا ما زالت بين تبديد الغيوم وتلبّد الأجواء، لكنه أعلن من هناك أن المنهزم الآخر في مؤتمر برلين كان السياسي عقيلة صالح الذي دعا إلى مواصلة الهجوم على عاصمة بلاده، فرفض الحضور منحه ما يريد. وأنقرة وموسكو تشكلان، بعد الآن، مركز الثقل الجديد الذي دفع بعضهم إلى التراجع والاحتماء بالمظلة الأمريكية أو الطاولة الألمانية أو الجدار الروسي، لتجنب ارتدادات العاصفة”.
“اقتسام الكعكة الليبية”
يقول عيسى بغني في عين ليبيا إن “مؤتمر برلين بتناقضاته وجدلية بيانه، يؤسس لعملية عسكرية وسياسية طويلة المدى، تستنزف مقدرات الدولة الليبية، وتعمل على إدامة حالة اللاسلم واللاحرب القائمة… اتفاق برلين دخله الرئاسي أعرج بلا أصدقاء ولا داعمين سوى تركيا التي أصبحت القضية الليبية قضيتها المركزية حتى أمام الأحزاب المعارضة لها، فدعوة تونس كان متأخرة ووجود الجزائر لا يغير كثيراً بحكم دعوى الحياد، والمغرب لم يقدم له دعوة حضور، أما حفتر فله كل النمور والثعالب مثل فرنسا والإمارات ومصر وروسيا وحتى الكونغو وغيرها. الجميع يعلم أن حفتر سقط المتاع وأنه المعتدي وأسير وعميل سابق وصاحب مليشيات قبلية ومؤدلجة وأنه الخاسر ولا أمل له في حكم ليبيا”.
ويختتم الكاتب قائلا: “أما الوضع الداخلي فيجب عدم التعويل كثيراً على برلين وجنيف بل الذهاب إلى تعيين حكومة جديدة فاعلة تسطيع القيام بعملها الوطني والإقليمي والدولي خارج عن تردد وتلكؤ وتهافت سياسات الرئاسي”.
ويقول الحبيب الأسود في العرب اللندنية إن “الأزمة الليبية هي أمنية بالأساس وتحتاج إلى موقف جريء بحل الميليشيات نهائيا، سواء بإطلاق يد الجيش الوطني أو بتدخل قوات دولية لتنفيذ المهمة، فإذا تم القضاء على كل المظاهر المسلحة خارج سلطة الدولة، لن يكون الحل السياسي صعبا، بل سيتحقق في ظرف وجيز، وسيعرف الليبيون كيف يجتمعون على مصلحة وطنهم في ظل مصالحة وطنية شاملة”.
أما رأي اليوم اللندنية فتقول في افتتاحيتها إن “هذه الدول الـ 12 التي اجتمعت في برلين ، هي التي دمرت ليبيا قبل عشر سنوات، مع استثناء دولة واحدة فقط هي الجزائر، سواءً بالمشاركة الفعلية في عملية التدمير، أو الصمت الذي كان أحد أبرز علامات الرضا، أو التواطؤ، اعتمادا على مقاولين محليين وإقليميين، وأن الشعب الليبي كان وما زال هو آخر اهتماماتهم، وأبرز ضحاياهم”.
وتضيف الصحيفة: “يجتمعون في برلين من أجل اقتسام الكعكة الليبية، نفط وغاز، ومشاريع بنى تحتية، مع تفرعات أخرى أقل أهمية، وهي الخوف من تحول ليبيا إلى دولة فاشلة، ونقطة انطلاق لمئات الآلاف من المهاجرين نحو السواحل الأوروبية للبحر المتوسط. .. السيناريو السوري يتكرر في ليبيا، وعبر وكلاء الإرهاب أنفسهم، ودون أي تغيير في الوجوه أو الأساليب، وإرسال المرتزقة، ولكن في اتجاه معاكس، ومن جهات عديدة هو دليلنا الأبرز”.
[ad_2]
Source link