ما الذي “يخطط” له بوتين؟
[ad_1]
لم يكن أحد يتوقع ذلك، حتى الوزراء أنفسهم في الحكومة الروسية على ما يبدو لم يتوقعوا ولو للحظة واحدة أنهم سيتركون مناصبهم هكذا فجأة.
هل هي بسبب دخول عام جديد في موسكو؟، أي بمعنى: انتهى عام جديد فلا بد أن ترحل معه حكومة جديدة وجاء عام جديد فلا بد من مجيئ حكومة جديدة.
لكن كان من الواضح أن شيئا تغير في ذهن الرئيس فلاديمير بوتين (67 عاما). فبما أنه بقي له أربع سنوات حتى يغادر منصبه، إضافة إلى بقائه في منصبة لمدة 20 عاما، فكان من الواضح أنه يخطط للمستقبل.
حكومة جديدة برئاسة ميخائيل ميشوستن، الرجل الذي أصلح الخدمات الضريبية المكروهة في روسيا وحولها إلى خدمات فعالة، ونهاية حكومة قديمة برئاسة رجل عَمِل جنبا إلى جنب مع بوتين منذ أن أصبح رئيسا.
فقد دفع بوتين ديمتري ميدفيديف لشغل منصب الرئيس لمدة أربع سنوات، لأن الدستور لا يسمح لبوتين أن يشغل منصب الرئيس لأكثر من دورتين رئاسيتين.
لكن ميدفيديف، رئيس حزب روسيا المتحدة الذي لا يحظى بشعبية، لن يذهب بعيدا، فقد تم تعيينه كنائب لرئيس مجلس الأمن الروسي وهذا سيتيح له لعب دور مهم أكثر بكثير من وراء الكواليس.
يقول ألكساندر بونوف من مركز كارنيغي للدراسات الاستراتيجية في موسكو “إن المنصب الجديد باراشوت ذهبي. هذا يعني أنه في صفوف الاحتياط (صندوق المدخرات)، لأن مجلس الأمن هو أقرب دائرة داخلية لبوتين، إذ يمثل حكومته المصغرة”.
لقد وصل السيد بوتين إلى نفس النقطة التي وصل إليها بعد فترة ولايته الثانية، عندما كان ديمتري ميدفيديف ينوب عنه. لكن هذه المرة لن يأخذ الرئيس مقعدا زائفا في منصب رئيس الوزراء كما حدث سابقا. ويبدو الآن أن فترة ولاية بوتين الرابعة كرئيس ستكون الأخيرة.
ماذا يريد بوتين في المقابل؟
في الظاهر، يبدو الأمر أنه يريد منح مزيد من الصلاحيات للبرلمان، أي اختيار رئيس الوزراء والموافقة على الحكومة. لكن هذا لن يحدث. فقد اختار بوتين خليفة ميدفيديف وسيتعين على البرلمان التصديق عليه.
أما بالنسبة لأي صلاحيات أخرى للبرلمان، فلا يزال هذا الأمر غير واضح. يقول سيرغي غورياشكو الصحفي في بي بي سي روسيا “سيبقى النواب أنفسهم النواب، ولن يتغير الكثير”.
ما يقترحه بوتين هو تصويت علني على تغيير الدستور، وهو أول تصويت من هذا القبيل منذ 1993.
وأحد الاقتراحات البارزة هو جعل مجلس الدولة وكالة حكومية رسمية منصوص عليها في الدستور.
ومجلس الدولة حاليا هو عبارة عن هيئة استشارية تضم 85 عضوا من محافظين محليين ومسؤولين آخرين بمن فيهم قادة الأحزاب السياسية. وهذا عدد كبير.
لكن من الواضح أن لدى بوتين تصورات عدة حول مستقبل المجلس. إحدى هذه التصورات أو النظريات هي أنه قد يتولى رئاسة مجلس الدولة.
يقول بونوف “بما أن بوتين بدأ النقاش حول مجلس الدولة، فهذا يعني أنه ربما يحاول إنشاء هيئة أخرى تتركز فيها السلطة، وبذلك يمكنه أن يتخطى منصب الرئيس”.
أما سام غرين، رئيس المعهد الروسي في جامعة كينجز كوليدج في لندن، فيعتقد أن النخب التي تتطلع إلى تأمين مستقبلها بعد عام 2024 “يتعين عليها الآن أن تلعب على الأقل ثلاث مباريات شطرنج في وقت واحد”، تحديد مهام واختصاصات مجلس الدوما (البرلمان)، وكذلك مجلس الدولة إضافة إلى مهام واختصاصات بوتين نفسه.
ما هي ردود الفعل؟
بالنسبة إلى أليكسي نافالني، أكبر تهديد معارض للرئيس بوتين، فإن هذا يمثل عودة للسياسة السوفييتية وأي تصويت على التعديلات الدستورية سيكون احتيالا.
ولم يختلف زميله الناشط ليوبوف سوبول في رده فقد قال “تبديل بعض اللصوص بغيرهم من اللصوص ليس إصلاحا ولا تجديدا”.
وقارن آخرون استقالة ميدفيديف الذي لا يحظى بشعبية على نطاق واسع، بسقوط رئيس وزراء بوتن السابق، ميخائيل فرادكوف، قبل عام من انتهاء ولاية الرئيس الثانية.
وعلى الرغم من أن المرشح الجديد لرئاسة الحكومة قام بإصلاح الخدمة الضريبية، إلا أنه غير معروف لدى الكثيرين. وقد يكون حاله كحال فيكتور زوبكوف، الذي خلف فرادكوف، لكنه لم يستمر في رئاسة الحكومة أكثر من بضعة أشهر فقط.
[ad_2]
Source link