يناير: الأمازيغ يحتفلون بدخول عام 2970 الذي قد يكون مميّزا لأمازيغ المغرب
[ad_1]
يحتفل الأمازيغ هذه الأيام بدخول عام 2970. ويختلف تاريخ الاحتفال بهذا العيد بين الأمازيغ بين يومي الثاني عشر والثالث عشر من يناير كانون الثاني. إذ أن السنة الأمازيغية مرتبطة بالتقويم الفلاحي وبفصول العام ويصعب تحديد تاريخ دقيق لدخولها. لذا تعرف أيضا بـ”السنة الفلاحية”.
ويقول مؤرّخون إن الاحتفال بالسنة الأمازيغية هو أيضا “تخليد لذكرى انتصار الأمازيغ بقيادة الملك شيشناق على الفراعنة بقيادة رمسيس الثالث في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل ﺳﻨﺔ 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ. وهي المعركة التي حكم بعدها الملك الأمازيغي شيشنق ﺍلأﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ للفراعنة”. لكنّها رواية مُختَلف عليها.
تشهد الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية فعاليات ثقافية مختلفة يرتبط أغلبها بالفلاحة والمواسم الفلاحية.
كما تتضمّن الاحتفالات أيضا محاضرات وأنشطة أكاديمية مختلفة تهدف إلى التعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها وتناقش أيضا القضايا المتعلّقة بالأمازيغ ومشاغلهم وثقافتهم ومكانتها في مجتمعاتهم.
في الجزائر، انطلقت الاحتفالات بـ”ينّاير 2970″ في بعض المحافظات مثل محافظة “تيبازة” حيث افتتحت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة أمس رسميا احتفال هذا العام.
واعتمدت السلطات الجزائرية يوم الثاني عشر من يناير كانون الثاني من كل عام يوم عطلة رسمي احتفالا بالعام الأمازيغي منذ عام 2016.
يِنّاير في المغرب
يحتفل الأمازيغ في المغرب برأس السنة الأمازيغية يوم الثالث عشر من يناير كانون الثاني من كل عام.
لكن لاحتفال هذا العام طعم خاص. إذ ينتظر الأمازيغ المغاربة أن تثمر جهودهم في دفع السلطات نحو إقرار هذا اليوم يوم عطلة رسمية على غرار الاحتفال بالسنة الميلادية.
ووجّه نواب في البرلمان مذكرة إلى رئيس الحكومة المغربية منذ أيام يطالبون فيها بإقرار رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر للعاملين.
ويقول النواب إن طلبهم هذا يندرج في إطار “مقتضيات دستور 2011 المؤسس للتعدد اللغوي والتنوع الثقافي” وهو الدستور الذي أصبحت بمقتضاه الأمازيغية لغة رسمية.
ويرى بعض الأمازيغ أن لا أهميّة للاعتراف الرسمي برأس السنة من عدمه وإنما الأهم حسب رأيهم هو تمسّكهم بالاحتفال به.
وفي هذا الشأن جدل مستمر يتجدد في كل مناسبة مثل هذه في دول شمال أفريقيا التي زاد فيها في السنوات الأخيرة تشبثّ أمازيغيِي الهويّة بمقومّات هويّتهم وبمطالبهم باعتراف دولهم بهذه المقوّمات سواء أن كانت اللغة أو الفعاليات الثقافية أو غيرها من خصائص هذه الثقافة وأهلها.
في المقابل يزيد أيضا الخلاف حول نقاط عديدة منها ترتيب هذه المطالب ضمن أولويات الدولة ومنها أيضا الجدل حول ما إذا كان “الاعتراف” الرسمي بهذه الثقافة وخصائصها عنصرا يخدم التنوّع الثقافي والحضاري لهذه البلدان أم أنّه عامل جديد يقسّم الشعب ويفرّق بين مكوّناته؟
يُتّهم بعض النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الأقليات و”الشعوب الأصلية” أيضا بالتطرّف والعنصرية.
وفي حال المدافعين عن حقوق الأمازيغ في شمال إفريقيا عادة ما تكون الاتهمات التي تشاع وتوجّه لبعضهم متركّزة حول معاداة الإسلام ومعاداة العرب وغيرها من التهم التي قد ترتكز في بعض الأحيان على خلافات قديمة بين الثقافتين العربية والأمازيغية في شمال إفريقيا قبل أن يختلط المكوّنان ويتعايشا ليفرزا مجتمعات شمال إفريقيا الحديثة باختلافاتها الثقافية والعناصر المميّزة لها عن الشرق.
في المغرب هذا العام وفي إطار ردّ الفعل على طلب البرلمانيين من الحكومة اقرار عطلة رسمية في رأس السنة الأمازيغية، اتهم البعض المدافعين عن هذا المطلب بـ”الكفر والجهل”.
وقال حسن الكتاني وهو أحد من يسمون بشيوخ السلفية في المغرب، إن هذا المطلب “ضرب من تقسيم الشعب الواحد واختراع تراث لا أصل له”.
ونشر الكتاني على صفحته على الفايسبوك سلسلة من التدوينات تحت وسم #السنة_الأمازيغية وصف فيها الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بـ “إحياء النعرات الجاهلية لتفريق الشعب الواحد”.
وقال الكتاني في أحد التدوينات إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية “محرّم”.
وكتب الكتاني على صفحته على تويتر قبل أيّام تغريدة يقول فيها: “ما رأيكم في أن يعلن العرب عن رأس سنتهم العربية بالاحتفال بذكرى انتصار العرب على الفرس في يوم ذي قار؟؟؟ هل يرضى بذلك أحد؟ أم يقبل به شرع؟ يكفينا الإسلام ولا وألف لا للقوميات الجاهلية عربية كانت أم غيرها”.
هذا الجدل حول ما إذا كان الاحتفال برأس السنة الامازيغية حلال أم بدعة أم محرّم أساسا لا يختصّ به المغرب فقط.
وإنما يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيه مختلف البلدان التي يحتفل فيها الأمازيغ برأس السنة مقولات وآراء لرجال دين و”علماء” عنه وعن شرعية الاحتفال به من عدمها.
من مظاهر الاحتفال بينّاير في شمال إفريقيا
على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر المحتفلون بـ “ينّاير” صورا للاحتفالات في عائلاتهم ومناطقهم تبيّن طقوس الاحتفال المتنوّعة والمختلفة من منطقة إلى أخرى.
وردّا على اتهام المحتفلين بـ “ينّاير” بالكفر نشر البعض مقاطع من أغاني الاحتفالات فيها ذكر لله ومدح لعظمته.
ومن أشهر عادات الاحتفال برأس العام الأمازيغي ذبح الأضاحي وتوزيع الأكل على ضعفاء الحال، وتسمّى هذه العادات في بعض المناطق الجزائرية “لوزيعة”
يعدّ بعض الجزائريين أيضا طبقا كبيرا من الحلويات والمكسّرات والفواكه المجفّفة ثم يسكب الطبق على رأس أطفال العائلة ليكون حياتهم القادمة حياة خير وسعادة حسب معتقدهم، ثم يوزّع الباقي بين الأطفال والكبار.
كما يصنع الجزائريّون في ينّاير “الغرايف” وهي فطائر محلاّة تسمّى “البغرير” في بعض المناطق.
ويزرع بعض المحتفلين بينّاير شجر الزيتون في أوّل يوم من السنة الجديدة.
ويشتهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في بلدان شمال أفريقيا بأكلات معينّة تعدّ خصيصا لهذه المناسبة لعلّ أبرزها الكسكسي، الذي يشترك فيه أغلب المحتفلين بالعيد على اختلاف طرق إعداده.
يعدّ المحتفلون في المغرب طبق “تاكلا” وهي مزيج من الدقيق والماء والملح والزبد والعسل، وتسمّى بالعربية “العصيدة” ويعدّها كذلك التونسيّون من الأمازيغ وغيرهم.
وغير العصيدة، يعدّ التونسيّون الكسكسي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية.
وبعض العائلات في المدن تطبخ “الملوخية” “حتى تكون السنة القادمة سنة خير” أو سنة “خضراء” كما يقولون في إشارة إلى المحصول الوفير والرخاء.
لا يوجد تعداد دقيق للأمازيغ في مختلف بلدان شمال أفريقيا كما تتعدّد أيضا اللهجات التي تستخدمها المجموعات والمجتمعات المختلفة من الأمازيغ في كلّ منطقة.
ويطلق على ينّاير أيضا أسماء مختلفة منها “إيض ينّاير” أي ليلة يناير و”إيض أوسكاس” أي ليلة السنة.
[ad_2]
Source link