تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران: ما هي التفاصيل التي نعرفها حتى الآن؟
[ad_1]
تحطمت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار العاصمة الإيرانية طهران في الثامن من يناير/كانون الثاني الحالي، ما أدى إلى مقتل طاقمها وجميع المسافرين على متنها والبالغ عددهم 176 شخصا.
وجاء سقوط الطائرة وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
واعترفت إيران السبت بأن طائرة البوينغ الأوكرانية قد أُسقطت جراء خطأ بشري و”بغير قصد”، بعد أيام من إصرارها على نفي ضلوعها بإسقاط الطائرة وتكاثر الأدلة المؤيدة لهذه الفرضية.
ونُجمل هنا كل ما نعرفه حتى الآن عن حادثة تحطم الطائرة.
ما الذي حدث؟
أقلعت طائرة الرحلة PS752 من مطار الإمام الخميني الدولي بطهران في 8 يناير/كانون الثاني الحالي في الساعة 06:12 بالتوقيت المحلي (02:42 بتوقيت غرينتش). وكانت وجهة الرحلة إلى تورنتو في كندا عبر العاصمة الأوكرانية كييف.
وكانت الطائرة من طراز بوينغ 737-800 ، الذي يعد أحد أكثر نماذج الطائرات استخداماً في صناعة الطيران الدولية.
وبدا أن الطائرة استدارت وحاولت العودة إلى المدرج قبل مغادرتها المجال الجوي للمطار، لكنها تحطمت بعد ذلك بوقت قصير.
واُستخرج من تحت الأنقاض الصندوقان الأسودان للطائرة، المُسجلة فيهما بيانات الرحلة والأصوات داخل قمرة القيادة.
بيد أنه ثمة تقارير أخرى تفيد بأن جرافات أُرسلت إلى موقع تحطم الطائرة قبل وصول المحققين الدوليين، مما أثار تكهنات بأن الأدلة قد دُمرت.
الطائرة الأوكرانية: “التحقيق في الحادث يحتاج إلى المزيد من الوقت”
الطائرة الأوكرانية: قادة غربيون يقولون إن الأدلة تظهر إصابتها بـ”صاروخ”، وطهران تحذر من “حرب نفسية”
ما سبب تحطم الطائرة؟
قالت السلطات الإيرانية في بداية الأمر، إن طائرة الخطوط الأوكرانية واجهت مشاكل تقنية بعد إقلاعها بوقت قصير، وأشارت إلى أن شهود عيان بضمنهم طاقم طائرة مسافرين أخرى قالوا إن النيران اشتعلت فيها قبل سقوطها.
وأشارت السلطات إلى أن الرادار فقد الاتصال بالطائرة التي كانت على ارتفاع 8000 قدم (2400 متر) بعد دقائق من إقلاعها.
وأفاد تقرير أنه لم يكن هناك أي نداء استغاثة عبر موجات الراديو من الطيار.
لكن توقيت تحطم الطائرة الذي جرى بعد ساعات فقط من إطلاق إيران لصواريخ على قواعد تضم عسكريين أمريكيين في العراق، أثار تكهنات حول وجود أسباب أخرى.
وسارع خبراء في شؤون الطيران إلى التشكيك في مزاعم وسائل إعلام حكومية إيرانية أشارت إلى أنه من المرجح أن يكون التحطم جراء اشتعال النار في محرك الطائرة. فطائرات نقل المسافرين التجارية تُصمم بطريقة تكون قادرة على تحمل عطل المحرك وعلى الهبوط بسلام، بشكل عام.
وقال رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، يوم الخميس إن الأدلة تشير إلى أن صاروخا إيرانيا قد أسقط الطائرة بالخطأ.
وأضاف في مؤتمر صحفي في أوتاوا: “لدينا معلومات استخبارية من مصادر متعددة، بما فيها حلفاؤنا وعملاؤنا”
وشدد على القول “تشير الأدلة إلى أن الطائرة اُسقطت بصاروخ أرض – جو إيراني، ربما كان الأمر غير مقصود”.
وترددت في وسائل الإعلام الأمريكية في وقت سابق أخبار مفادها أن مسؤولي البنتاغون كانوا على ثقة من أن الطائرة قد أسقطت بفعل فاعل.
وبدأت أدلة تدعم فرضية إسقاط الطائرة بصاروخ بالظهور، لا سيما بعد أن حصلت صحيفة نيويورك تايمز على فيديو يُظهر صاروخا ينطلق إلى السماء ليلا ثم ينفجر بعد أن يصل إلى الطائرة.
وبعد مرور ثلاثة أيام على الحادثة، أُذيع بيان في التلفزيون الرسمي الإيراني قال إن الطائرة أُسقطت “بشكل غير مقصود”.
هل أوضح الإيرانيون كل شيء؟
ثمة إقرار إيراني بالذنب بشكل عام، ولكن ثمة تفسيرات متناقضة بشأن التسلسل الدقيق للأحداث.
ووصف الرئيس حسن روحاني تحطم الطائرة بأنه “خطأ لا يغتفر”.
وأمر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الجيش بالتحقيق “في أي أخطاء أو أوجه قصور محتملة” قادت إلى حادث التحطم.
وقال بيان عسكري إيراني إن الطائرة سقطت جراء “خطأ بشري” بعد تحليقها بالقرب من “موقع حساس” تابع للحرس الثوري الإيراني.
وبعد ساعات من هذا البيان، قال العميد المسؤول عن الوحدة التي أطلقت الصاروخ، وقائد قيادة القوة الجو-فضائية في الحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده للصحافيين: “إن الطائرة أسقطت بصاروخ قصير المدى انفجر بالقرب منها”.
وأوضح العميد حاجي زاده أن أنظمة الدفاع الجوي أخطأت في قصف طائرة البوينغ ظناً منها أنها “صاروخ كروز”.
وأضاف أنهم حاولوا التواصل مع الطائرة وانتظروا عشر ثوانٍ للرد قبل أن يقرروا إطلاق الصاروخ.
وأشار إلى أنه قد قُدم طلب لحظر الطيران في المنطقة قبل وقوع الحادث، ولكن الطلب قد رُفض، ولا تزال الأسباب وراء ذلك غير واضحة.
وفي الواقع، يبدو أن الضربات الإيرانية على القواعد التي كانت تتمركز فيها القوات الأمريكية في العراق لم تؤثر على العمليات في مطار الإمام الخميني الدولي صباح الأربعاء. وكانت الرحلة PS752 هي التاسعة التي تقلع بعد الضربات وفقاً لموقع Flightradar24 المختص بمتابعة بيانات حركة الطيران التجاري في العالم.
هل سينهي هذا الإقرار الجدل بشأن حادث الطائرة؟
تقول ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي، إن قبول إيران بتحمل المسؤولية هو محاولة لتخفيض التصعيد المطرد في أعقاب الحادثة.
لكن السؤال المهم الذي يظل هنا بحاجة إلى إجابة هو: لماذا استغرق الأمر ثلاثة أيام حتى تقر إيران بمسؤوليتها، على الرغم من أن العميد حاجي زاده قال للصحفيين إنه أبلغ السلطات تفاصيل ما حدث الأربعاء في يوم الحادثة؟
وقال رئيس شركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية: “لم نشك للحظة في أن طائرتنا وطاقمها يمكن أن يكونا سبب هذا التحطم المروع”.
لكن الشركة نفت أن تكون الطائرة قد انحرفت عن مسارها قبل تحطمها، مشددة على أنه من المفترض بالمسؤولين إغلاق المطار، (في ظرف وجود نشاطات عسكرية).
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إيران إلى معاقبة المسؤولين عن الحادث، وقال “نتوقع من إيران أن تقدم المذنبين إلى المحاكم”.
وقال رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو: “سنواصل العمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لضمان تحقيق كامل ودقيق”.
كيف سيبدو التحقيق؟
بموجب البروتوكول الدولي، عادة ما يقوم البلد الذي تحطمت فيه الطائرة بقيادة التحقيق.
و يقتضي التحقيق مشاركة مسؤولين أمريكيين، وبضمنهم خبراء من مجلس سلامة النقل الوطني (NTSB) وذلك لأن الولايات المتحدة هي البلد المُصنع للطائرة.
وكانت إيران قد استبعدت في البداية تسليم أي معلومات إلى السلطات الأمريكية، إذ ليست هناك أي علاقات دبلوماسية بين البلدين إلى جانب التوتر الحالي بينهما.
بيد أن ممثل إيران لدى منظمة الطيران المدني الدولية التابعة للأمم المتحدة، قال لوكالة رويترز للأنباء الخميس إن إيران قد دعت رسميا مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي للمشاركة في التحقيق، الذي وافق على تعيين محقق في الحادث.
وقالت شركة بوينغ المصنّعة للطائرة إنها مستعدة للمساهمة في التحقيق وستدعم مجلس سلامة النقل الوطني.
لكن من غير الواضح أي نوع من التحقيق يُمكن إجراؤه الآن بعد أن أصبح معروفاً أن الطائرة لم تتحطم بسبب عطل بل أسقطت.
من كان على متن الطائرة؟
ما زالت الصورة الكاملة غير واضحة. ويظهر سجل الركاب البالغ عددهم 176، من بينهم 15 طفلاً، أسماءهم وتواريخ ميلادهم ولكن لا يوضح جنسياتهم.
وقدم وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بلاتيكو، تفاصيل تشير إلى أن 82 من الركاب كانوا من الإيرانيين و 63 من الكنديين و 11 أوكرانياً من بينهم جميع أفراد الطاقم التسعة و 10 سويديين وأربعة أفغان وثلاثة بريطانيين وثلاثة ألمان.
ومع ذلك، في 10 يناير/كانون الثاني، قال وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، إنه يعتقد الآن أن عدد الكنديين الذين كانوا على متن الطائرة 57 شخصا، ولم يبين السبب وراء إعطاء الرقم الجديد.
وقالت الحكومة الألمانية إنها “لا تعلم بوجود مواطنين ألمان بين ضحايا تحطم الطائرة في إيران”.
أما رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، فقال يوم الخميس إن أربعة مواطنين بريطانيين كانوا على متن الطائرة المنكوبة.
وقال رئيس عمليات الطوارئ في إيران إن 147 من الضحايا هم من الإيرانيين. وهذا يشير إلى أن 65 شخصا ممن كانوا في الطائرة ممن يحملون جنسيات مزدوجة، وهو أمر لا تعترف به السلطات الإيرانية.
سجل سلامة الطائرة
وقال الاتحاد الدولي للطيران إن الطائرة صنعت في عام 2016 وخضعت آخر مرة للصيانة المنتظمة قبل يومين من إقلاعها، وإن هناك طيارَين ومدرب على متنها، وجميعهم من ذوي الخبرة.
وقالت الشركة إن كل من الطيارين أمضى ما بين 7600 و 12000 ساعة طيران في رحلات على الطائرة 737-800 قبل الحادث.
وقال إيهور سوسنوفسكي نائب رئيس الاتحاد: “بالنظر إلى خبرة الطاقم، فإن احتمال الخطأ ضئيل للغاية. نحن لا نفكر في مثل هذه الفرصة”.
ومنذ تأسيس الشركة في عام 1992، لم تتعرض لأي حادث مميت على الإطلاق باستثناء الحادث الأخير.
كانت طائرة الرحلة PS752 من طراز بوينغ 800-737 ، وهو الطراز الأكثر شهرة وشعبية من إنتاج شركة بوينغ، التي انتجت نحو 5000 طائرة منه منذ إطلاقه في عام 1994.
[ad_2]
Source link