اغتيال سليماني: هل نشهد “حرب استنزاف” بين واشنطن وطهران أم ينجح الطرفان في تجنب التصعيد؟
[ad_1]
احتل الرد الإيراني على اغتيال القوات الأمريكية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيزا كبيرا من اهتمامات الصحف العربية.
وكانت إيران قد شنت هجوما على قاعدتين عراقيتين توجد بهما قوات أمريكية، ولكنه لم يسفر عن خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية.
“ضربات رمزية“
تقول القدس اللندنية في افتتاحيتها إن ضربات إيران كانت “ذات طابع سياسي ورمزي، حيث أن الصواريخ الإيرانية انطلقت من كرمانشاه، مسقط رأس قائد فيلق القدس القتيل … واختيار طهران توقيت العملية لتكون في الساعة التي تمت فيها عملية اغتياله”.
وتضيف القدس “ولعل الرسالة الأكبر كانت أن الصواريخ الإيرانية لم تؤد، على الأغلب، إلى مقتل أي جندي أمريكي، والنتيجة أن الإيرانيين يمكنهم القول إنهم قاموا بالرد على عملية الاغتيال، وأن العملية انتهت… تاركين للقيادة الأمريكية، أيضا فرصة الهبوط عن شجرة التصعيد، وبذلك تنجو إيران من ضربة انتقامية أمريكية كبيرة محافظة على ماء الوجه أمام شعبها ومؤيديها”.
وتحت عنوان “ضربات فشوش”، يقول حمادة فراعنة في صحيفة الدستور الأردنية إن السبب الجوهري في رد طهران الضعيف هو أن “إيران لا تملك القدرة العسكرية على مواجهة الولايات المتحدة، ولا توجد جغرافية مجاورة ليكون الاشتباك بينهما عملياً، فالولايات المتحدة قادرة على تدمير إيران عن بُعد بدون الاعتماد على العامل الجغرافي”.
ويضيف فراعنة “ضربات إيران وصواريخها كما يقال عند العسكر ضربات ‘فشنك’ ونتائجها ‘فشوش’، أي صواريخ صوتية أكثر منها ذات تأثير فعلي مؤثر على العدو، وهذا ما يؤكد أن توجهات إيران ليست جادة في فتح معركة عسكرية مباشرة ضد الأمريكيين ورهانها سينصب على التنظيمات السياسية الممتدة لها في العديد من الأقطار العربية”.
وبالمثل، يقلل محمد الوشيحي في الجريدة الكويتية من أهمية الرد الإيراني على مقتل سليماني، حيث يقول إن “إيران استخدمت الأسلوب العربي في استعراض القوة وهو ‘الشيلات’ ومفردها شيلة، وهي أغان حماسية تهدد كل مَن على الأرض وزحل والمشتري بالويل والثبور وعظائم الأمور، وتخيف الحيتان في قيعان المحيطات، إن قرر صاحب الشيلة الضرب والانتقام”.
وفي الشرق الأوسط اللندنية، يقول عثمان ميرغني إن “طهران كانت قد توعدت بردٍّ قاس ومزلزل، لكن عملية إطلاق الصواريخ بدت رمزية ومحسوبة بحيث لا تقود إلى حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة”.
ويضيف ميرغني “طهران اختارت الرد الأخف أو الأهون من بين 13 سيناريو كانت قد قالت إنها وضعتها بعد تصفية سليماني، وهو ما يشير إلى رغبة في تفادي التصعيد”.
“حرب استنزاف”
وفي المقابل، يشدد بعض المعلقين العرب أن القصف الصاروخي الإيراني لم يكن سوى البداية فقط للانتقام من وفاة سليماني.
ويتشكك عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية في صدق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما أعلن أن الصواريخ الإيرانية لم تُنزل أي خسائر بشرية بين صفوف قواته، حيث يقول “ترامب كاذب محترف لم يقل الحقيقة عن خسائر قواته في قاعدة عين الأسد”.
ويضيف الكاتب: “حتى لو افترضنا أن الصواريخ الإيرانية لم تقتل أي أمريكي في القاعدة المذكورة، فإن ترامب لم ينكر مطلقا أنها أصابت هذه القاعدة ودمّرت بعض منشآتها، وهذا يؤكد أن القيادة الإيرانية قادرة على اتخاذ القرار بإطلاق الصواريخ على أكبر القواعد الأمريكية في العراق دون تردد وأن هذه الصواريخ دقيقة جداً في إصابة أهدافها”.
ويشدد الكاتب على أن المرحلة المقبلة ستشهد “حرب استنزاف طويلة الأمد ومفتوحة على كل الاحتمالات وتحتاج إلى إدارة تتسم بالثقة والنفَس الطويل والدهاء، والإيرانيون، اختلف معهم البعض أو اتفق، هم الفائزون حتى الآن، إذا وضعنا في الاعتبار أنهم في إحدى دول العالم الثالث”.
وتحت عنوان “نحو حرب استنزاف”، تقول الأخبار اللبنانية “في أعقاب الضربة الصاروخية فجر أمس، بات لدى الأمريكيين، كما أصدقاء طهران، تصوّر واضح عن المرحلة التالية للردّ. الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على قاعدتَي أربيل وعين الأسد الأمريكيتين في العراق ليس سوى البداية لردّ فعل طهران وحلفائها على اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما”.
[ad_2]
Source link