حرائق الغابات في أستراليا تعد “الأسوأ على الإطلاق” في تاريخ البلاد
[ad_1]
اندلعت حرائق الغابات في أستراليا بعد ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وشهور متواصلة من الجفاف الشديد.
وساعدت الأمطار الآلاف من رجال الإطفاء والمتطوعين الذين يقاومون ألسنة اللهب، التي تندلع منذ سبتمبر/أيلول الماضي. لكن شدة النيران زادت خلال الأسبوع الماضي، ما دفع السلطات إلى إخلاء عدد من المدن.
وقتل عشرون شخصا حتى الآن بسبب الحرائق، من بينهم ثلاثة متطوعين من رجال الإطفاء، كما أتت النيران على 60 ألف كيلومتر مربع من الغابات والأحراش والحدائق.
نيو ساوث ويلز الأشد تأثرا
تعاني ولاية نيو ساوث ويلز من أسوأ وضع في هذه الحرائق، إذ أتت الحرائق على خمسة ملايين هكتار، ودمرت أكثر من 1300 منزل، وأجبرت الآلاف على النزوح.
وانتشرت النيران بسرعة كبيرة بسبب الأجواء الحارة والجافة، والجفاف الشديد المستمر، والرياح القوية.
واندلعت النيران في 130 موقعا في أرجاء الولاية يوم الإثنين الماضي، وما زال 54 حريقاً منها خارج السيطرة ولم يتمكن رجال الإطفاء من احتوائها.
وتزيد درجات الحرارة التي بلغت 40 درجة مئوية والرياح القوية من صعوبة مهمة رجال الإطفاء.
وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دُمرت الكثير من أجزاء بلدة بالمورل، وانهارت الكثير من المنازل بسبب الظروف الجوية الكارثية.
لكن مع بداية يناير/ كانون الثاني الجاري، استمرت خطورة الأوضاع، وأعلنت ولاية نيو ساوث ويلز حالة الطوارئ. وأغلقت السلطات الحدائق والمتنزهات ومناطق التخييم، وأخلت أجزاءاً من ساحل الولاية بطول 260 كيلومترا.
ومع سقوط الأمطار يوم الإثنين الماضي، تمكن بعض السكان من العودة لمنازلهم، وأُرسلت الإمدادات إلى المناطق المتضررة.
لكن المسؤولين يحذرون من احتمال ارتفاع درجات الحرارة وعودة الحرائق للنشوب هذا الأسبوع.
الولايات الأخرى تعاني أيضا
في ولاي فيكتوريا، احترق أكثر من 800 ألف هكتار من الأراضي.
وتسببت الحرائق، التي اندلعت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الكثير من الدمار مؤخرا، إذ قتلت شخصين ودمرت حوالي 43 منزلا.
وفي بلدة مالاكوتا، نزح السكان إلى الشاطئ يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول، حيث بقيت النيران بعيدة عنهم بفضل تغير اتجاه الهواء.
وأجلت البحرية الأسترالية حوالي ألف سائح ومقيم، ونقلت آخرين إلى الشاطئ.
كما أرسل الجيش قوات وسفن وطائرات للمنطلقة لنقل المدنيين والمساعدة في جهود الإطفاء.
وأُعلنت حالة التأهب في حالة الكوارث في المناطق التي شهدت الظروف الأسوأ في فيكتوريا، ما يسمح للسلطات بالإخلاء الإجباري، ووضع الملكيات الخاصة تحت تصرف خدمات الطوارئ.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التُقطت في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري انتشار الدخان في فيكتوريا ونيو ساوث ويلز بفعل الحرائق، الأمر الذي أثر على جودة الهواء في المنطقة، ووصولا إلى نيوزيلندا.
وفي ولاية ساوث أستراليا، دمرت الحرائق أكثر من 80 منزلا في منطقة هضاب أديلايد.
كما يرجح أن الحرائق دمرت حوالي ثلث كروم العنب، التي توفر العنب اللازم لصناعة النبيذ في المنطقة.
وتراجعت جودة الهواء في العاصمة الأسترالية كانبييرا، لتصبح ثالث أسوأ هواء بين العواصم الكبرى حول العالم، بحسب مجموعة “إير فيجوال”، ومقرها سويسرا.
ويزيد خطر إندلاع المزيد من النيران، بسبب الحرارة المرتفعة والجفاف، ويتوقع هبوب رياح قوية وعواصف رعدية.
النيران أسوأ من المعتاد
وبالمقارنة مع حرائق غابات مماثلة، تسببت حرائق الأمازون عام 2019 في خسارة 900 ألف هكتار من الأراضي، كما تسببت حرائق كاليفورنيا عام 2018 في خسارة 800 ألف هكتار.
كما أن إجمالي مساحة الأراضي التي تأثرت بحرائق نيو ساوث ويلز يعادل ما يقرب من إجمالي مساحة جنوب انجلترا.
ورغم أن حرائق الغابات أمر معتاد في أستراليا، إلا أن هذا الموسم أسوأ من المعتاد.
ويقع اللوم في أحيان كثيرة على البشر في اندلاع الحرائق، وغالبا ما تندلع لأسباب طبيعية، مثل إصابة البرق لمساحات جافة.
وبمجرد نشوب الحريق، تصبح المناطق الأخرى عرضة للخطر، وتحمل الرياح ألسنة اللهب لتنتشر في مناطق جديدة.
وقد تتسبب حرائق الغابات في عواصف رعدية، ما يزيد خطورة حدوث البرق، ومن ثم اندلاع حرائق جديدة.
وعدد القتلى جراء الحرائق التي اندلعت منذ سبتمبر/أيلول 2019 يفوق نظيره في السنوات الأخيرة.
وكانت أشد الحرائق فتكا في تاريخ أستراليا في فبراير/شباط 2009، وعُرفت بـ “السبت الأسود”، وتسببت في وفاة 180 شخصا في ولاية فيكتوريا.
وحال وجود خطر بالغ عند وصول النيران إلى المنازل والممتلكات، تناشد السلطات المواطنين بالمغادرة في وقت قصير، يتناسب مع سرعة انتشار النيران، التي تفوق قدرة الناس على الجري.
هل يتعلق الأمر بالتغير المناخي؟
يدور نفس السؤال في خلد الكثير من الأستراليين، لكن الإجابة العلمية أكثر تعقيدا.
طالما حذر العلماء من أن تغير المناخ إلى أجواء أشد حرارة وجفافا ستزيد من شدة وتكرار الحرائق. وتعاني الكثير من المناطق في أستراليا من جفاف شديد منذ سنوات، ما سهل انتشار الحرائق.
وتشير الإحصائيات إلى أن درجة الحرارة في أستراليا زادت بأكثير من درجة مئوية منذ عام 1910، وأن أكثر الزيادة يحدث منذ عام 1950، وفقا لهيئة الأرصاد.
وتجاوزت أستراليا رقمها القياسي في درجات الحرارة مرتين في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ورُصد متوسط درجة الحرارة القصوى في 17 ديسمبر/كانون الأول عند 40.9 درجة مئوية، ثم زاد الرقم في اليوم التالي ليصل إلى 41.9 درجة مئوية.
ويفوق الرقمان درجة الحرارة القياسية التي سُجلت في عام 2013 عند 40.3 درجة مئوية.
وبنهاية الشهر، تجاوزت درجات الحرارة في كل الولايات أربعين درجة مئوية، بما في ذلك تسمانيا، الولاية الأبرد في أستراليا.
ظاهرة مناخية وراء الموجة الحارة
الحافز المناخي الأكبر وراء الحرارة هو الرياح ثنائية القطب الموجبة من المحيط الهندي، وتحدث عندما تكون درجة حرارة سطح البحر أدفأ في النصف الغربي من المحيط، وأبرد في الشرق.
وفارق درجات الحرارة بين النصفين حاليا هو الأقوى منذ 60 عاما.
ونتيجة لذلك، تزيد الأمطار عن معدلاتها المتوسطة، وتحدث الفيضانات في غرب أفريقيا، والجفاف في جنوب شرق آسيا وأستراليا.
ويقول أندرو واتكينز، من مكتب الأرصاد الأسترالي، إن الرياح شديدة الأهمية لفهم الموجة الحارة.
“والعامل الأهم في الوضع الحالي والظروف الجوية المتوقعة هو ما نشهده الرياح ثنائية القطب الأعنف على الإطلاق”.
وترجح الأرصاد الجوية استمرار الظروف الجوية الحاليةالشديدة وخطر نشوب الحرائق في أستراليا.
[ad_2]
Source link