أخبار عربية

جماعة مسيحية تأسست قبل قرون ما زالت تساعد نساء الرعاة في بيت لحم للولادة بأمان

[ad_1]

رضيع بدوي في مستشفى العائلة المقدسة

Image caption

رضيع بدوي في مستشفى العائلة المقدسة

في هذا التقرير يكشف مراسل بي بي سي، جيريمي بريستو، عن أن جماعة مسيحية عريقة تأسست قبل قرون، ما زالت تقدم خدمات صحية للناس الأشد فقرا في منطقة بيت لحم، وهم رعاة الأغنام من البدو، ولا سيما للأمهات عند الولادة.

مررنا بقرية بيت ساحور في ضواحي بيت لحم. وهي المنطقة التي جاء في الإنجيل أن ملاكا ظهر لثلاثة رعاة وأعلن ميلاد “المخلّص” وهو المسيح. لكن رعاة هذا اليوم، من البدو، يعيشون بعيدا عن المدينة.

وعلى مرمى البصر، في الصحراء التي تملأها الصخور، يمكن رؤية المستعمرات الإسرائيلية على المرتفعات المقابلة. وفي الطريق، أمام قرية الرشايدة، مررنا بمجموعة من النساء والأطفال.

Image caption

نساء وأطفال من قرية الرشايدة ينتظرون القافلة الطبية

وعندما اقتربنا، تفادى السائق مظلة يقف تحتها النساء والأطفال، لتقيهم من شمس الظهيرة. وانفتح باب الشاحنة التي نستقلها لتخرج منها ممرضة وطبيبتان، إحداهما طبيبة أطفال و الأخرى طبيبة أمراض نساء. وتعتمد المجتمعات في المناطق البعيدة على هذه القوافل المتنقلة التابعة لمستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم.

وتدير جماعة فرسان مالطا (جماعة كاثوليكية مقرها في روما) مستشفى البيت المقدس. وهي المجموعة الوريثة للفرسان الاستشفائيين، التي بنت مستشفى في القدس عام 1100 بعد الميلاد.

وتعالج المستشفى النساء والأطفال من كل الديانات والعرقيات بمعزل عن قدرتهم على سداد قيمة العلاج. كذلك توظف أطباء وممرضات من الديانات والعرقيات المختلفة.

وكانت النساء والأطفال الذين ينتظرون القافلة من البدو، ينتمون لقبيلة الرشايدة، التي يتفرق أفرادها عبر عدد من الدول، من تونس إلى عُمان. وأُطلق اسم القبيلة على هذه القرية بعد أن نقلتهم السلطات الإسرائيلية إليها. وهذه هي عملية إعادة التوطين الثالثة التي مروا بها بعد أن أُجبروا على ترك أراضيهم قرب البحر الميت في مطلع السبعينيات.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

راعٍ وقطيع أغنامه في الصحراء قرب أريحا

وما زال بعض البدو من الرشايدة يرتحلون ويعيشون حياة البداوة.

وجاءت نورا، وهي في الشهر الثامن من حملها، من قرية مجاورة. حيث هُدم بيت عائلتها، الذي تقول السلطات الإسرائيلية إنه بناء مخالف.

وتاريخيا، اعتاد البدو الارتحال الدائم بحثا عن أرض مناسبة للمرعى. وتتولى النساء عمل رعاية الأغنام، حيث يتابعن الخراف والماعز، في حين يعمل الرجال على حراسة الأراضي واستقبال الزائرين. لكن منذ “توطينهم”، وجدت النساء أنفسهن مضطرات للبقاء في منازلهن.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

راعية غنم عام 1932

وتحيط الأراضي التي تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية بقرية الرشايدة، كحال الكثير من القرى في الضفة الغربية المحتلة. ويُمنع البدو من رعي أغنامهم في هذه الأراضي.

ويعتمد البدو حاليا على دعم خارجي متزايد، سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربية، بعد أن كانوا في حالة اكتفاء ذاتي من قبل. ويشعرون بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية. تزيد بينهم معدلات البطالة، وتنخفض مستويات التعليم، وتوجد نسب عالية من وفيات الأطفال، والولادات المبكرة، وفقر الدم، وتأخر نمو الأطفال.

لكن ميشيل بوي، رئيس المستشفى، يقول إن السنوات الثلاثين الأخيرة شهدت تقدما كبيرا، سواء في قرية الرشايدة أو في غيرها من تجمعات البدو.


هل كان رعاة الغنم القدماء رجال أم نساء؟

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

لوحة للرسام لورينو لوتو من القرن السادس عشر

يقول إنجيل لوقا: “وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما”.

ولم تكن رعاية الغنم حكرا على البدو قديما، إذ مارس أهل القرى النشاط ذاته، حسبما قالت جون تايلور، أستاذة أصول المسيحية والعهد الثاني من اليهودية في كينغز كوليج بلندن. ويمكن لراعي الغنم أن يكون “ذكرا أو أنثى”. وغالبا كانوا من الأطفال، كما يحدث في وقتنا الحالي.

وأضافت أن الكلمة اليونانية التي استخدمها لوقا للإشارة إلى رعاة الغنم “لا توضح جنس الأشخاص”.


واقترح ميشيل علينا زيارة إحدى الأسر.

تعيش الأسرة في بيت من الخرسانة مؤلف من طابق واحد، وله باب واحد، وواجهته بلا شبابيك. كنت قلقا بعض الشيء كوني رجلا وغريبا. لكن فور دخولي إلى المنزل، الذي كانت ساحته خاوية، ظهر طفل في العاشرة وجلب بعض الكراسي البلاستيكية، وعرضت علينا والدته، واسمها خضرة، بعض الشاي. وكات خضرة ولدت أبناءها العشرة كلهم في مستشفى العائلة المقدسة.

Image caption

منزل مي وخضرة

وبدأ ميشيل الحديث باللغة العربية، بينما دخلت أنا إلى المطبخ. والذي كان خاليا كذلك إلا من موقد كهربائي. وجاء صوت من خلفي يتكلم الانجليزية بطلاقة ويقول “كيف حالك”. والتفتت لأرى مي، ثالث أبناء خضرة، وهي شابة نجيبة ولامعة. وحصلت على درجات مرتفعة في اختبارات نهاية العام في العلوم والرياضيات.

Image caption

مي في المنتصف، وأمها خضرة (يمينا)، وشقيقتها الأكبر (يسارا)

ومي عازمة على دراسة الرياضيات. يُسمح للقليل من نساء البدو بمغادرة منازلهن يوميا والسفر بلا مرافق. وعدد أقل يُسمح لهن بدخول الجامعة ومخالطة الغرباء. لكن مي تحظى بدعم كبير من والدتها وشقيقتيها الأكبر منها المتزوجات.

وكانت تضطر للعودة إلى بيتها في منتصف اليوم، وتتغيب عن محاضرات واختبارات ما بعد الظهيرة، لتتمكن من اللحاق بحافلة تذاكرها رخيصة، تنقلها من جامعة بيت لحم إلى المنزل.

ورغم أن درجاتها لم تتأثر، إلا أنها اضطرت للانقطاع عن الدراسة بعد عامين بسبب عدم قدرتها على سداد المصروفات، إذ لم تعد اسرتها تتحمل نفقاتها.

أما والد مي، ويُدعى عمر، فلديه إصابة في العمود الفقري أقعدته عن العمل. وأصبحت أمها، خضرة، هي عائل الأسرة. تعمل معظم أيام العام في تنظيف بيوت الأسر الميسورة. وفي موسم الحصاد، تسافر لمدة 50 يوما للعمل في المزارع الصناعية شمال وادي الأردن. وخلال هذه الفترة، ترعى مي إخوتها الأصغر.

Image caption

مي في الجامعة

وقصة مي متكررة بين فتيات البدو. الكثيرات يبقين حبيسات دائرة الحرمان التي يصعب الفرار منها.

وإن كانت حالة مي قد تلقت عددا من المساهمات من متبرعين، وفروا مبلغا يمكن مي من استكمال دراستها، ويسمح لخضرة بالبقاء مع أسرتها طوال العام القادم.

قالت مي إنها تريد حياة أفضل، لكنها لا تريد أن تظل ترتحل طوال عمرها. وتخطط بعد تخرجها أن تُدرّس الرياضيات لأطفال قرية الرشايدة، لتبقى بالقرب من منزلها وثقافتها وأسرتها.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى