أخبار عربية

انتخابات الجزائر: هل سينجح الرئيس الجزائري الجديد في مهمته في ظل تواصل المظاهرات؟

[ad_1]

عبد المجيد تبون

مصدر الصورة
Getty Images

ناقشت صحف عربية الوضع السياسي في الجزائر بعد إعلان المجلس الدستوري بالبلاد فوز رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون بانتخابات الرئاسة من الجولة الأولى في نتائج نهائية رسمية.

وتنوعت آراء الكتاب حول الرئيس الجديد، فرأي البعض أن فوز “تبون شكل انتصارا لوجهة النظر الساعية لحماية واستدامة مؤسسات الدولة”. في حين حذر آخرون من تحول الرئيس الجديد إلي “واجهة تتستَّر وراءها جهات تسيِّر وتتَّخذ القرار من وراء الستار”.

“تعزيز الاستقرار”

يقول جمال أوكيلي في الشعب الجزائرية إن “رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مدّ يده إلى الحراك للشروع في حوار جاد يستكمل تلبية المطالب الواقعية البعيدة كل البعد عن تلك الحاملة للخلفيات الحزبية النّقابية والجمعوية… هذه الدّعوة السياسية الصّادقة نابعة من قناعة عميقة تترجم حقّا الحرص على العمل باتجاه تعزيز الاستقرار، والدّخول في عملية تنموية شاملة بدلا من البقاء في الشّوارع طيلة كل هذه الفترة، واستدراك التّأخر المسجّل على أكثر من قطاع كلّف الاقتصاد متاعب”.

ويضيف الكاتب: “قد يخطئ من يعتقد بأنّ الحراك لا يتحاور بل بالعكس هناك أناس وطنيّون يحملون الجزائر في قلوبهم، ويحبّونها حتى النّخاع وخروجهم إنما هو من أجل بلد تسود فيه العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وهم على استعداد للحوار مع القيادة الجديدة لنقل انشغالاتهم بشكل مباشر، غير مغلفة بديكور سياسي مخيف، وهذا بعيدا عن الشّروط المسبقة كما اعتاد البعض على وضعها، والتي يتطلّب تجاوزها في مثل هذه الظّروف الصّعبة، وعلى كل معنيّ أن يتفهّم هذا الوضع خدمة للجزائر لا غير”.

ويرى صالح عوض في الشروق الجزائرية أن “أمام الجزائر مَهمَّات كبيرة وحاسمة لتفعيل ما تراكم من منجزات، فلعل ما حصل خلال الأشهر الأخيرة لم يحصل مثله منذ الاستقلال، ولعلنا بعد اليوم لن نرى مسؤولا مفرِّطا بالمال العام ولن نسجل تسيُّبا في الثروات والمشاريع بعد الآن، فلقد أصبح من غير المسموح به تكرار الفساد”.

ويضيف عوض أن “الشعب الجزائري يتَّجه إلى امتلاك سلاحه الاستراتيجي .. شعب متفاعل ويقظ ومنتِج ومتمتِّع بثرواته ومطمئن إلى نفاذ القانون.. وهو جديرٌ بذلك، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

ويقول عبدالله راقدي في رأي اليوم اللندنية إن “فوز الرئيس عبدالمجيد تبون شكل انتصارا لوجهة النظر الساعية لحماية واستدامة مؤسسات الدولة، والتي كادت أن تعصف بها تبعات ترشيح الرئيس السابق العاجز بوتفليقة واستقالته فيما بعد”.

ويرى الكاتب أنه “في ظل الرغبة المعلنة من قبل رئيس هو بالأساس رجل دولة متمرس يريد أن ينهي حياته السياسية بإنجازات تسمح له بدخول التاريخ عبر أوسع أبوابه، لا سيما في ظل وجود بيئة أقرب إلى الوضع الخام المناسب لإعادة التشكل، ودعم المؤسسة العسكرية له، أرى أن يتجه لإحداث تغير في البنية بالقدر الذي تصبح به منتجة لقيم تقدس العلم والنزاهة والكفاءة والعدل والمساواة بما يساهم في ترسيخ ثقافة الدولة الوطنية وفي الاتجاه الذي يصبح فيه حلم دولة المواطنة مشروعا”.

“دور الضحية”

مصدر الصورة
Getty Images

يقول توفيق رباحي في القدس العربي اللندنية إن “تبون فاز لأن اللعبة داخل النظام انتقلت إلى ملعب آخر، وقواعدها تبدّلت. البداية في كون النظام حافظ على شكله وغيّر أساليبه. في الانتخابات السابقة كان من مصلحة النظام أن يبدو مرشحه (المستقل دائما وأبدا) قويا متماسكا واثقا في نفسه، لأن ثقافة هذا النظام ومزاجه لا يقبلان ممن يرمز إليه، أو يمثله، أن يبدو مهزوزا ومرتبكا”.

ويضيف: “اليوم اهتدى النظام، بعد أن تآكل من الداخل وحاصره الحراك الشعبي من الخارج، إلى تقمص دور الضحية: من ادعاء أن فرنسا تتربص به وتتآمر عليه ليلا ونهارا، إلى بكائيات العنف المزعوم الذي تعرّض له الناخبون في المهجر، وصولا إلى متاعب مرشحه (المستقل)، تبون، الذي يتخلى عنه حزبه ويتعرّض لكل أنواع المضايقات والإهانات السياسية والإعلامية. وقد نجح إلى حد كبير دور الضحية الذي تقمصه النظام وجسّده تبون. لكن ليس بسهولة، إذ تطلب الواقع الجديد أن يخضع تبون لمجموعة من الاختبارات”.

ويتابع الكاتب قائلا إنه “عندما انتهت الانتخابات، امتنع الخاسرون الأربعة عن خوض مغامرة المساس برداء الضحية عند الفائز ومعسكره. كلهم شعروا بأنهم تعرّضوا لظلم وغُبن، وكلهم امتنعوا عن الطعن في نتيجة الاقتراع. لم يقل أحد منهم صراحة إن النتيجة مشكوك فيها، لكن قالتها ملامح وجوههم وتصريحات بعضهم من قبيل (حفاظا على استقرار البلاد لن أعلّق على النتيجة)”.

أما سهام معط الله فتقول في العربي الجديد اللندنية إن “النظام الجزائري السابق خلَّف مجموعة من المعضلات الاقتصادية وحضَّر للرئيس الجديد عبد المجيد تبون محيطا اقتصاديا يعجّ بالمشاكل التي لا تعدّ ولا تحصى”.

وتقول الكاتبة إنه سيتعيَّن على تبون “أن يقوم بحملة تنظيف شاملة للمخلَّفات والدمار الاقتصادي الذي ألحقته العصابة بالاقتصاد، وذلك إن التزم بالتغيير الإيجابي فعلاً”.

مصدر الصورة
Reuters

وتضيف الكاتبة أن “الرئيس الجديد بحاجة إلى الكثير من المساعدة في اتِّخاذ القرارات الاقتصادية المصيرية الصائبة، وهذا ما يتطلَّب منه أولاً وقبل كل شيء تشكيل مجلس الخبراء الاقتصاديين، أو إعادة إحياء المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي وفق أسس وقواعد جديدة على اعتبار أنّ هذا الرئيس سيكون سيّد القرار وليس مجرَّد واجهة تتستَّر وراءها جهات تسيِّر وتتَّخذ القرار من وراء الستار”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى