وزير السياحة التونسي: رونيه الطرابلسي متهم بالدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل
[ad_1]
أثار اسم رونيه الطرابلسي، رجل الأعمال التونسي اليهودي الديانة الجدل منذ أن عيّن وزيرا للسياحة والصناعات التقليدية في حكومة يوسف الشاهد في تونس في نوفمبر تشرين الثاني عام 2018.
إذا بحثت عن معلومات وأخبار عن رونيه الطرابلسي، فستجد إشادات بعمله وجديّته وبإنجازات حققها في قطاع السياحة الحيوي الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد بشكل كبير.
ويشيد تونسيون وعرب أيضا بوجود الطرابلسي اليهودي الديانة ضمن الحكومة التونسية.
ويفاخر تونسيون بوزيرهم اليهودي الذي يؤشر وجوده ضمن الحكومة إلى التسامح بين الأديان المتعايشة في تونس، وإن كان البعض يرى أن تعيين رونيه الطرابلسي وزيرا كان “غرضه الأساسي الاستعراض وادعاء الانفتاح والتسامح”.
ويمنع الدستور التونسي ترؤس غير المسلم للدولة. وهو الأمر الذي يبني عليه البعض لوصف تعامل السياسيين التونسيين والنظام مع أصحاب الأديان المختلفة “بالاستغلال السياسي والكيل بمكيالين”.
الدعوة إلى منح إسرائيليين جوازات سفر تونسية
لكن تعالت مؤخرا أصوات تدعو إلى إقالة رونيه الطرابلسي من منصبه، وهو الآن وزير في حكومة تصريف الأعمال، وقد تنتهي مهمته عند تشكيل الحكومة الجديدة قريبا.
لكن الداعين إلى خروج الطرابلسي من الحكومة يصرون على إقالته، كشكل من “العقاب”، بعد التصريحات التي نقلتها وكالات أنباء عن “حديث للطرابلسي لوكالة الأنباء الألمانية (دي.بي.أي)”.
وبحسب التصريح فقد اقترح الوزير منح جوازات سفر تونسية للإسرائيليين من أصل تونسي، الذين قال إنهم “يشكلون 90 في المئة من الحجيج الإسرائيليين القادمين إلى “الغريبة” كل عام”.
تصريح الوزير اعتبره نشطاء وسياسيون تونسيون دعوة صريحة للتطبيع.
ودعا المحامي والنائب خالد الكريشي إلى إقالة رونيه الطرابلسي، واتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد بالمشاركة في “جريمة الخيانة العظمى” إذا لم يتخّذ موقفا ينأى فيه بنفسه عن تصريحات وزيره.
بينما أصدرت “الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني” بيانا على صفحتها على فيسبوك تندّد فيه بتصريح الطرابلسي وبالداعمين له وتطالب بإقالته فورا.
دعوة الوزير لمنح جوازات سفر تونسية للإسرائيليين ذوي الأصول التونسية لقيت أيضا دعما.
الصحفي التونسي زياد الهاني أعلن دعما قويا لمقترح الوزير، وقال إن “التونسيين شعب واحد مهما تفرقت بهم السبل، وتونس الخالدة وطنهم إلى الأبد..”.
ويشارك عديد التونسيين الهاني هذا الرأي ويعتبرون أن سنوات من الحياة في إسرائيل لا تغير “حقيقة” أن الشخص تونسي في الأصل، خاصة مع انتشار فيديوهات تظهر تمسّك بعض الإسرائيليين الذين عاشوا في تونس بعادات وأكلات تونسية في مناسباتهم.
حتى أن بعضا من الفنانين التونسيين سافروا لإحياء أفراح إسرائيليين من أصل تونسي في تل أبيب.
جدل متجدّد حول “سعي رونيه الطرابلسي إلى التطبيع مع إسرائيل”
هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الوزير التونسي اليهودي رونيه الطرابلسي بالتطبيع.
ونفى الطرابلسي في وقت سابق هذا العام ترحيبه بالإسرائيليين في تونس.
كما نفى ما اتهم به من سعي نحو تطبيع العلاقات الرسمية بين تونس وإسرائيل بعد انتشار مقطع لإسرائيليين في رحلة إلى تونس يشيدون فيه بحياة إسرائيل.
الفيديو كان تقريرا للقناة الثانية عشر الإسرائيلية عن زيارة وفد إسرائيلي إلى جربة التونسية خلال موسم حج اليهود إلى الغريبة.
وظهر في التقرير إسرائيليون من أصل تونسي يغنون ويتحدثون باللهجة التونسية ثم يصيحون “تحيا تونس، تحيا إسرائيل” ويعلو صوت امرأة تقول “يحيا الجيش الإسرائيلي” بحسب الترجمة التي عرضتها قناة عربية للتقرير، لكن روني قال إن الترجمة مغلوطة قصدا.
الفيديو أثار غضبا وُجّه جامّه إلى وزير السياحة المسؤول عن حج الغريبة وعن دخول اليهود من شتى أصقاع العالم إلى تونس في هذا الموسم.
أنكر الطرابلسي كذلك ما روّج عن زيارة الوفد السياحي الإسرائيلي للمنزل الذي اغتالت فيه المخابرات الإسرائيلية القيادي في حركة تحرير فلسطين (فتح) خليل الوزير المعروف باسم أبو جهاد في تونس في السادس عشر من أبريل نيسان عام 1988.
وكانت “الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني” قالت إن وثائق سرّبتها “لجنة الدفاع عن الشهيديْن بلعيد والبراهمي” من منزل متهم باغتيال السياسيَين التونسيَين “كشفت دور وزير السياحة التونسي رينيه الطرابلسي في التطبيع عبر إشرافه على تسفير أئمّة تونسيين إلى فلسطين المحتلّة سنة 2012”.
ولم يبتّ القضاء التونسي بعد في صحة الوثائق المسربة ودقة ما جاء فيها.
ما طبيعة العلاقة بين تونس وإسرائيل؟
لا توجد علاقات دبلوماسية قائمة بين البلدين.
لكن الإسرائيليين يدخلون تونس في موسم حج اليهود إلى الغريبة الموجودة في جزيرة جربة في الجنوب التونسي حيث يعيش أغلب التونسيين من معتنقي الديانة اليهودية.
ونقل عن رونيه الطرابلسي القول في لقائه مع وكالة الأنباء الألمانية إنهم لا يدخلون تونس بجوازات السفر الإسرائيلية وإنما يمنحون وثائق دخول خاصة ويستخدم بعضهم جوازات سفرهم الأخرى في الدخول إلى تونس.
وتترددّ بين الحين والآخر أيضا أنباء عن مشاركة وفود تونسية في فعاليات في إسرائيل.
ونشر السياسي التونسي برهان بسيّس مؤخرا تدوينة على فيسبوك يقول فيها إن وفدا من الشباب التونسي دخل القدس عبر مطار بن غوريون لحضور ملتقى الحوار الشبابي المتوسطي الممول من طرف الاتحاد الأوربي.
ونفت وزارة الشؤون الخارجية حينها صحة الخبر وقالت إن الصور التي نشرت لما قيل إنه الوفد التونسي في إسرائيل هي صور لوفد أوروبي من بينه سيّدة بلجيكية من أصل تونسي، عضوة في حزب سياسي بلجيكي.
ويتهم ناشطون مناهضون للتطبيع مؤسسات تونسية بالتطبيع وبالتعامل مع إسرائيل بشكل سري.
لكن مهما كان الوضع بشأن العلاقات بين منظمات تونسية وإسرائيل فإن لدى التونسيين الرافضين للتطبيع أملا في أن يتخّذ الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد موقفا حاسما من هذا الملف و”يدفع نحو التنصيص على تجريم التطبيع في الدستور التونسي”.
وهو الأمر الذي يحاول الناشطون في مناهضة التطبيع الدفع نحوه منذ سنوات بمقترحات مختلفة لم تتحوّل إلى قانون فعلي بعد.
وحاولت مدوّنة بي بي سي عربي التواصل مع وزير السياحة التونسي رونيه الطرابلسي لكنّها لم تنجح في الحصول على ردّ منه.
بينما قال المتحدّث باسم “الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع” غسان بن خليفة إن الدعوة لمنح إسرائيليين جوازات سفر تونسية استفزاز وتحدّ للرئيس قيس سعيّد. كما أكد بن خليفة على تمسّك الحملة بحصول التونسيين اليهود المقيمين في تونس على جميع حقوقهم المدنية بما فيها الترشح للرئاسة وعلى ترحيب الحملة باليهود في الغريبة إلا القادمين من إسرائيل.
[ad_2]
Source link