المظاهرات في لبنان: كيف أشعلت أغاني الألتراس المصري الحراك؟
[ad_1]
مع بدء التظاهرات في لبنان الشهر الماضي، استخدم المحتجّون اللبنانيون أغانٍ وشعارات من أكثر من دولة عربية للتعبير عن سخطهم من سلطات بلادهم، كان أبرزها أغاني ألتراس نادي كرة القدم المصري الأهلي.
صدحت مكبرات الصوت في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت بشكل شبه يومي، بأغاني ألتراس النادي التي صدرت عقب قمع السلطات المصرية لجماهير أندية كرة القدم التي كانت تشارك في ثورة 25 يناير ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
في تظاهرات لبنان الأخيرة، ظهرت أعلام فريقي النجمة والأنصار وهما الأكثر شعبية في البلاد والأكثر عداوة، في الساحات في بيروت مرات عدة جنباً إلى جنب، منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي.
كانت تمتلئ الساحة بالدخان الأحمر في كلّ مرة كانت تصدح فيها أغاني النادي الأهلي من مكبرات الصوت في الساحات ليلاً.
يضيء الشبان والشابات الشُعل، فيبدأ المتظاهرون بترديد كلمات الأغاني.
وتشارك جماهير كرة القدم في لبنان في احتجاجات مطلبية للمرّة الأولى، إذ أنشأت فرق الألتراس بشكل رسمي في العام 2018. وسمّي فريق ألتراس نادي النجمة بـ”سوبرنوفا” وعرف ألتراس نادي الأنصار بـ”ألتراس أنصاري 18″.
واتخذت الاحتجاجات شعار “كلن يعني كلن” للمطالبة برحيل جميع الأحزاب اللبنانية، مع رفضٍ ملفت للطائفية التي تٌقسّم على أساسها الحياتين السياسية والاجتماعية في البلاد منذ عشرات السنين والتي عمّقت الهوّة بين اللبنانيين منذ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في العالم 1975.
كانت نوادي كرة القدم في لبنان من ضحايا تداعيات الحرب المذهبية، فانقسمت بدورها على أساس طائفي وحزبي. بحيث أصبح لكل طائفة فريقها ولاعبيها وجمهورها.
واندلعت مشكلات على أساس طائفي وحزبي بين الجماهير مرات عدة على مدى السنوات الماضية خلال وبعد المباريات، أًطلقت خلالها هتافات طائفية وأناشيد حزبية، كانت تنتهي مرات كثيرة بتدخل القوى الأمنية لفضّها.
أشار أحد أفراد ألتراس نادي النجمة، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديثٍ لـ “بي بي سي عربي” إلى أنّ رفع المشاعل خلال مباريات كرة القدم هو تقليد يعبّر عن القوة ولا يمارس عن عبث. مضيفاً أنّ الألتراس استخدموه في التظاهرات الأخيرة كتعبير عن “شعلة تضيء الطريق” وللتعبير عن قوة المحتجين في الساحات بوجه السلطات اللبنانية.
ويرى الشاب العشريني أنّ استخدام أغاني ألتراس الأهلي والزمالك في تظاهرات لبنان “ليس غريباً”، فالألتراس على حدّ تعبيره، يحملون مطالب ومشكلات وقضايا الشعوب ويطالبون بها. مضيفاً أنّ أغاني ألتراس نوادي مصر تتحدث عن فساد السلطات والقمع والمشاكل نفسها التي يعاني منها المتظاهرون وجماهير كرة القدم في لبنان.
مظاهرات لبنان: في حكاية ارتفاع الأسعار..”كلٌ يغني على ليلاه”
هل يمثل الحراك الشعبي في لبنان “قبلة الحياة” للنقابات الغائبة؟
أمّا أحمد شرقاوي وهو من مشجّعي نادي الأنصار فقال لـ”بي بي سي عربي” إنه شارك في التظاهرات كأي مواطن لبناني. مؤكداً حصول تنسيق بين ألتراس ناديي النجمة والأنصار للنزول إلى الساحات سوياً.
واجتمع مشجعو الفريقين على ضرورة “وصول الثورة إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم”، معتبرين أنّ التغيير يجب أن يبدأ من رأس الهرم. وأشار شرقاوي إلى أنّ فساد الأندية “نقطة في بحر” فساد الاتحاد التابع لجهة طائفية-حزبية معروفة والذي “يمارس تقصير كبير على جميع المستويات. على صعيد الأندية والمنشآت الرياضية والملاعب وغيرها من الأساسيات”.
ولم ترفع أي من ألتراس النوادي اللبنانية شعارات سياسية أو اجتماعية على المدرجات، إلا قبل أسابيع قليلة من بداية الاحتجاجات في البلاد الشهر الماضي، حيث رفعت جماهير ألتراس نادي النجمة لافتة كتب عليها “الشعب إذا جاع بياكل حكامه”.
ورفع ألتراس نادي الأنصار لافتة جاء فيها “الفقر سيف حاد، ارحموا جيوب العباد”.
وذلك بعدما عبرت الحكومة اللبنانية عن نيتها فرض ضرائب جديدة عل المواطنين اللبنانيين في إطار “حملة تقشّف” كانت تنوي القيام بها مع تردّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ولطالما عرفت فرق الألتراس حول العالم برفعها لشعارات ومطالب سياسية واجتماعية محلية وتبنّيها قضايا عالمية أيضاً. نذكر منها رفع ألتراس فريق برشلونة الإسباني لشعارات مطالبة باستقلال كاتالونيا عن المملكة الإسبانية بالإضافة إلى شعارات وهتافات مسيئة للدولة والملك، كلّفت النادي عقوبات وغرامات مالية من اتحاد كرة القدم الإسباني. كما رفع فريق سيلتك الاسكتلندي مرات عدّة الأعلام الفلسطينية على المدرّجات تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
[ad_2]
Source link