لقاء الأمير أندرو مع بي بي سي: هل كان “فيلم رعب” حقا؟
[ad_1]
“كارثة حقيقية في مجال العلاقات العامة” بل وإنها “بمثابة حادث مروع”.
هكذا وصف الإعلام البريطاني محاولة الأمير أندرو، ثالث أبناء الملكة أليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، معالجة الفضيحة التي أحاطت به.
ففي سعيه لانقاذ سمعته، سمح الأمير أندرو لبي بي سي باجراء لقاء تلفزيوني مطوّل معه تحدث فيه عن حياته الخاصة، وخصوصا عن علاقته المثيرة للكثير من اللغط مع جيفري إبستين الذي أدين وسُجن بتهم تتعلق بالتحرش بقاصرات، ونفى فيها أنه مارس الجنس مع فتاة قاصرة.
ولكن اللقاء التلفزيوني لم يفلح إلا في إذكاء نيران فضيحة تعصف في قلب الأسرة البريطانية المالكة.
وقد طرح اللقاء التلفزيوني أسئلة أكثر مما وفر من اجابات. فما هي المواضيع التي تثير اهتمام البريطانيين حول هذا الموضوع الآن؟
من هو جيفري إبستين، وما هي الجرائم التي اقترفها؟
كان جيفري إبستين متمولا عُرِف بالحفلات الباذخة التي كان يقيمها ويحضرها المشاهير.
وعثر على إبستين الذي كان يبلغ من السن 66 عاما ميتا في زنزانته في سجن في نيويورك في الصيف الماضي، بينما كانت ينتظر المثول أمام القضاء بتهم تتعلق بالسمسرة الجنسية.
وكان إبستين، الذي عقد صداقات وعلاقات مع أمثال دونالد ترامب والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، يواجه آنئذ حكما بالسجن المؤبد لقيامه بدفع الأموال لفتيات دون سن الـ 18 للقيام بأفعال وممارسات جنسية في قصوره الفارهة في نيويورك وولاية فلوريدا.
وقد خضع للتحقيق في عام 2005 في بضعة من هذه التهم، ولكنه تمكن في عام 2008 من ابرام صفقة مثيرة للجدل مع السلطات القضائية اعترف بموجبها بإغراء قاصر على ممارسة البغاء، وهي تهمة أقل خطورة من التهم التي كان يواجهها.
وحكم عليه في حينه بالسجن لمدة 18 شهرا، وأطلق سراحه بعد أن خدم 13 شهرا منها.
وفي شهر كانون الأول / ديسمبر 2010، وبعد الافراج عنه بأشهر قلائل، حل الأمير أندرو عنده ضيفا في قصره في نيويورك، وصوُّر الإثنان وهما يتجولان في متنزه قريب.
ما هي طبيعة العلاقة بين الأمير أندرو وجيفري إبستين؟
يقول الأمير أندرو إنه التقى بإبستين للمرة الأولى في عام 1999 من خلال صديقة مشتركة بينهما، وهي نجمة المجتمع البريطانية غيلين ماكسويل (غيلين هي ابنة روبرت ماكسويل، رجل الأعمال الثري ومالك صحيفة الديلي ميرور، الذي مات غرقا في عام 1991. وبعد مماته، تبين أنه كان قد سرق ملايين الجنيهات من صندوق تقاعد الصحيفة التي كان يملكها).
ومن ذلك التاريخ، زار الأمير أندرو إبستين العديد من المرات في جزيرته الخاصة في جزر العذراوات الأمريكية وفي قصوره الأخرى في فلوريدا ونيويورك.
ولكن هل كان الإثنان يتمتعان بصداقة متينة؟ يقول الأمير أندرو إن ذلك غير صحيح.
قال الأمير أندرو لبي بي سي “إنه لمن المبالغة القول إننا كنا صديقين حميمين. لم أقض الكثير من الوقت معه. اعتقد إني رأيته مرة أو مرتين في السنة، وعلى الأكثر ثلاث مرات”.
ولكن، وفي عام 2000، حل إبستين ضيفا في القصر الملكي في ويندسور، وفي وقت لاحق دُعي إلى قصر ساندرينغهام أحد القصور الخاصة للملكة أليزابيث.
هل عبر الأمير أندرو عن ندمه للصداقة مع إبستين؟ ليس بالضرورة…
رغم الادعاءات الكثيرة التي تتحدث عن قيام إبستين ولسنوات عدة باستغلال فتيات لا تتجاوز أعمارهن 14 عاما والتحرش بهن ومضاجعتهن جنسيا، قال الأمير أندرو إنه “ما زال غير نادم” على الصداقة بينهما (وكان الأمير قد دافع عن هذه العلاقة في آب / أغسطس الماضي، بعد مضي اسبوعين على انتحار إبستين في زنزانته عندما كان ينتظر المثول أمام القضاء بتهم تتعلق بالسمسرة الجنسية).
وقال الأمير إن “معرفة إبستين كانت لها منافع كبيرة”، وذلك بعد أن ترك الخدمة في البحرية البريطانية وبدأ عهدا جديدا كممثل تجاري وصناعي.
وقال الأمير أندرو “الناس الذين تعرفت عليهم والفرص التي فتحت أمامي للتعلم، من خلاله أو بسببه، كانت مفيدة بالفعل”.
وأضاف الأمير أندرو أنه لم يلحظ أي شيء مثير للريبة في قصور إبستين المختلفة التي زارها وأقام فيها.
ولكن تحقيقا صحفيا مفصلا أجرته صحيفة ميامي هيرالد ادعى بأن 3 أو 4 فتيات لا تتجاوز أعمارهن 15 عاما كن يترددن يوميا على قصر إبستين في بالم بيتش في ولاية فلوريدا من أجل تدليكه، وأنه كان يعتدي جنسيا على العديد منهن.
من هي فرجينيا روبرتس (التي تدعى الآن فرجينيا غيوفر)؟
تقول واحدة من اللواتي يتهمن الأمير أندرو، فرجينيا غيوفر (والتي كانت معروفة باسم فرجينيا روبرتس في ذلك الوقت) إنها أجبرت على ممارسة الجنس معه لمرات ثلاث.
وتقول غيوفر إنها التقت بالأمير أندرو للمرة الأولى في عام 2001، عندما تناولت طعام العشاء معه وراقصته في ناد ليلي في لندن ثم مارست الجنس معه في منزل غيلين ماكسويل في حي بلغرافيا.
وهناك صورة لهما سوية، تبين الأمير أندرو وهو ملاصق لفرجينيا فرجينيا ويده على خصرها.
ولكن الأمير يصر على أنه لا يتذكر مقابلة غيوفر قط، ويشكك في صحة الصورة المذكورة قائلا إنها ربما تكون مفبركة.
وعدّد الأمير في المقابلة بعض التفاصيل التي ألقت بالشكوك على بعض ادعاءاتها.
فقد قال إنه لم يكن ليرتدي الملابس التي ظهر فيها في الصورة في مناسبة ليلية في لندن، وإنه ليس معتادا على الإبداء عن العواطف أصلا، وإنه ليس متأكدا بأن اليد الظاهرة في الصورة هي يده أساسا.
وطعن الأمير أيضا فيما قالته غيوفر من أنه كان “يتعرق بشكل واضح” أثناء مراقصته لها، إذ قال إنه كان آنذاك يعاني من حالة طبية تمنعه من التعرق.
وقال بهذا الصدد “لم أكن أتمكن من التعرق في ذلك الوقت لأني كنت أعاني مما أستطيع أن أصفه بجرعة كبيرة من الأدرنالين في حرب الفوكلاند عندما تعرضت لاطلاق نار، ولذا – وبكل بساطة – كان من المستحيل لي أن أتعرق”.
كما قال الأمير إنه لم يكن في لندن أصلا في التاريخ الذي ذكرته غيوفر – العاشر من آذار / مارس 2001 – بل أنه كان في مطعم للبيتزا في بلدة ووكينغ مع ابنته وأنه عاد إلى منزله “مع ابنتيه” بعد ذلك.
ماذا كان رأي الناس بالمقابلة؟
باختصار، وصفت الصحافة البريطانية المقابلة بأنها كانت كارثية.
فحسب صحيفة الفاينانشال تايمز، كانت المقابلة أكثر تدخلات الأسرة المالكة سوءا في التقدير على الإطلاق، وكانت اسوأ من المقابلات التي اجراها الأمير تشارلز وزوجته ديانا قبيل انهيار زواجهما.
أما صحيفة i، التابعة لصحيفة الاندبندنت، فقالت إن المقابلة كانت عبارة عن “مشهد رعب”، وكانت واحدة من أغرب المقابلات التي يجريها أحد أفراد الإسرة المالكة على الإطلاق.
أما صحيفة الغارديان، فقالت إن ما قاله الأمير أندرو ووجه بالغضب وعدم التصديق، خصوصا لدفاعه عن صداقته بجيفري إبستين. ومضت الصحيفة للقول إنه كان هناك “تباين غريب بين اللغة التي تحدث بها دوق يورك (الأمير أندرو) وتصرفه وبين جدية وخطورة الادعاءات الموجهة إليه”.
ووصفت صحيفة الديلي ميل المقابلة التلفزيونية بأنها كانت واحدة من أكثر التصرفات السافرة التي يقوم بها أحد أفراد الأسرة المالكة في التاريخ. وقالت الصحيفة “كان انعدام الحساسية التي أظهرها الأمير أندرو سببا لتساؤل الملايين من المشاهدين – ليس في بريطانيا وحدها بل حول العالم – حول سبب ما يجري. لماذا وافق على اجراء هذه المقابلة، وما الذي كان يفكر فيه؟”.
وقالت التايمز اللندنية إنه “بينما كانت أقوال الأمير أندرو في المقابلة مثيرة للتقزز والخجل، أدت هذه التصريحات إلى وقوع الأسرة المالكة في أتون فضيحة كبرى”.
أما صحيفة التلغراف، فقالت إن المقابلة جعلت من الوضع اكثر سوءا. وقالت الصحيفة “بما أن الأمير أندرو اعتبر هذه المقابلة على أنها فرصة لتحسين صورته وإيصال وجهة نظره إلى العالم، فإنه من المستغرب إنه لم يكن مستعدا للإجابة على الأسئلة التي طرحت عليه.
ولكن تشير تقارير إلى أن الأمير أندرو راض عن المقابلة.
فحسب صحيفة صن اللندنية، قال الأمير لوالدته الملكة إن المقابلة كانت “ناجحة جدا”، ولكن الصحيفة قالت معقبة على هذا القول إن ذلك “من أكثر الادعاءات جنونا” التي أدلى بها في الآونة الأخيرة.
[ad_2]
Source link