“الوجه والجيرة”: ماهي هذه العادة القبلية ولماذا وجهت إمارة عسير بمنعها؟
[ad_1]
يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في السعودية مصطلح “الوجه والجيرة” وأغلبهم يتساءل عن هذه العادة القبلية التي وجهت إمارة منطقة عسير شيوخ القبائل بعدم قبولها للحد من انتشارها.
ونسبت الأنباء عن قرار الإمارة منع “الوجه والجيرة” القول إن هذه الظاهرة “تمس أمن الوطن وتهدد سلامة المواطنين”.
ما “الوجه والجيرة”؟
هي عادة قبلية ضاربة في القدم تجير بموجبها قبيلة ما شخصا هاربا من قبيلة أخرى وتحميه.
وقد يطلق عليها أيضا مصطلح الدخالة والدخيل هو المستجير.
تفخر بعض القبائل العربية في المملكة العربية السعودية واليمن وغيرها بهذه العادة وتتمسك بها لما تراه في حماية المستجير من دلائل كرم وشهامة ونفوذ أيضا.
ويقول محمّد أبو حسان في كتاب “تراث البدو القضائي” إن الوجه في هذا السياق هو أن “يستجير أي شخص بوجه أحد أفراد البدو ليساعده في مواجهة قضية من القضايا” ويسمى الحامي “صاحب الوجه” ويسمى المستجير جويرا أيضا.
وتقول المراجع إن للجيرة مدّة محددة تختلف باختلاف الجناية والجرم الذي ارتكبه المستجير، فتكون أربعة عشر شهراً في القتل، وستة أشهر في ما دونه من إصابة مثل الكسور والجروح الخطيرة، وثلاثة أشهر في قضايا الضرب وغيره من الاعتداءات الأقل ضررا.
كيف تفاعل الناس مع قرار وقف “الوجه والجيرة”؟
اكتفى بعض المعلقين على قرار إمارة عسير بمشاركة ما يعرفه عن ظاهرة “الوجه والجيرة” لكثرة السائلين عنها.
بينما اعترض البعض على منع هذه العادة التي قالوا إنها “تساعد في تخفيف التوتر وحل النزاعات بين الناس”.
وعبّر البعض من انزعاجهم لما في قرار الإمارة من “إلغاء تام لدور القبيلة ومكانتها”.
أما مناصرو قرار منع “الوجه والجيرة” فيقولون إن هذه العادة “لم يعد لها مكان الآن ويجب أن تزول بزوال مسؤولية القبائل عن حل النزاعات”، إذ أن هذا الأمر الآن من مشمولات الدولة وأجهزتها الأمنية والقضائية.
وأبدى البعض رضا عن قرار منع “الجيرة” وتفهّما لمخاوف الدولة من “خطر الظاهرة على الأمن العام” إذ أنها من وجهة نظرهم تمنح فرصة “لتسلّل المارقين”.
الاختلاف حول شرعية “الوجه والجيرة”
تثير هذه العادة منذ زمن خلافا كبيرا حول مدى مطابقتها لأحكام الشريعة الإسلامية.
يرى البعض في هذه العادة عملا بالآية القرآنية: “وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ”.
ويرجعها البعض إلى ما ينسب للنبي محمد من قول عند فتح مكة إن “من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن ومن دخل تحت لواء ابن رويحة فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن”.
كما يرى فيه البعض أسوة باستجارة النبيّ محمد بالمطعم بن عدي عندما قدم إلى مكّة من الطائف.
وتمسكت قبائل عربية بهذا العادة وترجمتها إلى الاستجارة بالكبير عالي الشأن في القبيلة، فأصبح من يدخل دار الشيخ آمنا، ثم تحوّلت تدريجيا إلى ما هو معتمد في بعض قبائل المملكة العربية السعودية وغيرها الآن من استجارة شخص أو قبيلة بقبيلة أخرى.
لكن آخرين يرون أن هذه العادة مخالفة للشرع.
ويقولون إنها قد تساعد في تجنّب الجاني للعقاب، وما في ذلك من ظلم للضحية وما قد ينطوي عليه من تشجيع على الاعتداءات وتكريس للإفلات من العقاب.
وينقل محمد بن سعيد بن كدم في مقال عن “الجيرة بين التأصيل الشرعي والتطبيق العلمي” في صحيفة الرأي الإلكترونية السعودية، عن الفقيه والمفسر ابن تيمية القول إن “الجيرة إن كانت لحفظ الحقوق ونصرة المظلوم مشروعة وإن كانت لضياع الحق أو نصرة الظالم أو السارق فلا تجوز”.
[ad_2]