أخبار عربية

هل اللحوم الحمراء تضر صحتنا حقا؟

[ad_1]

لحوم حمراء

مصدر الصورة
Getty Images

أثار تقرير صحفي نشر في الآونة الأخيرة شهية آكلي اللحوم حول العالم. ويقول هذا التقرير إن تناول اللحوم الحمراء ليس ضاراً لنا كما جرى توجيهنا للاعتقاد بذلك.

وقاد التقرير المثير للجدل، والذي يعيد تحليل معلومات استخدمت في دراسات سابقة، الكُتاب إلى التعامل بحذر مع أغلب الإرشادات الصحية التي تحظى بقبول كبير على مستوى العالم، والتي تحث الناس على خفض كمية اللحوم الحمراء التي يستهلكونها.

وما ذهب إليه الكُتاب هو أن هناك أدلة غير مؤكدة على أن خفض تناول اللحوم الحمراء يقلل من إمكانية إصابتك بالسرطان على مدى سنوات حياتك وغالباً ما يكون الدليل على الأخطار الصحية لتناول اللحوم ضعيفاً للغاية.

وقد جمعت الصحيفة التي نشرت هذا التقرير معلومات وبيانات من 70 دراسة حللت السجلات الصحية لستة ملايين شخص. ويتوافق هذا أيضاً مع ما ذهبت إليه بي بي سي فيما يتعلق بالأخطار الصحية للأغذية.

وكانت تقارير عدة قد شككت في السنوات الأخيرة، في أضرار اللحوم الحمراء والأغذية المعالجة أو المصنعة.

ففي عام 2018، نظم سياسيون وعلماء حملة ضد استخدام النترات والنيتريت كمواد حافظة في اللحوم المعالجة والمصنعة بسبب وجود دليل يربط بين هذه المركبات ومرض السرطان.

وعندما تولت أنغيلا داودين، صحفية في بي بي سي، التحقيق في الأمر توصلت إلى أن مادتي النترات والنيتريت توجدان بكميات أكبر بكثير في مواد غذائية أخرى نتناولها. وفي الحقيقة فإن 80 في المئة من النترات والنيتريت في غالبية الأغذية الأوروبية تأتي من الخضروات، وفي بعض الحالات، يتم ربط النترات بنتائج صحية إيجابية، مثل خفض ضغط الدم.

لكن الأمور لا تنتهي عند هذا الحد، فالنيتريت يمكن أن يتحول إلى ما يعرف في الكيمياء العضوية بالنيتروزامين، وهي مادة يتم ربطها بسرطان الأمعاء. ويحدث ذلك عندما تتفاعل مادة النيتريت مع الأمينات، وهي مادة كيماوية توجد في الأطعمة الغنية بالبروتين، وهو السبب في أن كلاً من النيتريت والنترات الموجودة في اللحوم على سبيل المثال يمكن أن تكون أكثر خطورة على جسم الإنسان من الخضروات.

وتتكون مادة النيتروزامين أيضاً من التفاعلات الكيماوية التي تحدث خلال الطبخ على درجة حرارة مرتفعة. ونتيجة لذلك يمكن أن تكون خطورة الإصابة بالسرطان لها علاقة بطريقة إعدادنا للطعام أكثر من علاقتها بمكونات الطعام. وفي هذه الجزئية يختلط الأمر علينا فيما يتعلق باللحوم الحمراء، فالشوي والقلي خطورتهما عالية. لكن الأخبار الجيدة هي أن اختيار طريقة الطهي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، كالطهي البطيء، وهو إجراء وقائي بإمكاننا جميعاً القيام به.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

ينطوي قلي اللحوم أو شوائها على خطورة عالية

ومثل ذلك، فمن المهم أيضا التخلي عن المكونات الضارة في غذائنا، فمن المعروف أن الدهون المشبعة في اللحوم مرتبطة بعدة أمراض، بما فيها أمراض القلب. لكن استبدال الدهون المشبعة بالسكريات والنشويات المكررة يزيد عملياً خطر الإصابة بالسكتة القلبية.

وقد تبين أن ترك الدهون المشبعة من أجل الدهون غير المشبعة يقلل من خطر الوفاة لأي سبب من الأسباب بنسبة 19 في المئة. لذا فإن التحول من الزيوت الحيوانية والدهون إلى زيت عباد الشمس يمكن أن يساعد في هذا الأمر.

ومن الواضح أن الأطعمة التي نتناولها قد تساهم في زيادة المخاطر الصحية، لكن الطريقة التي يتم بها الحديث عن هذه المخاطر قد تكون مضللة. فانخفاض خطر الوفاة لأي سبب من الأسباب بنسبة 19 في المئة قد يبدو مقنعا ومثيرا للإعجاب للوهلة الأولى، لكن هذا الانخفاض ربما يكون من خمسة أشخاص من بين كل 100 شخص إلى أربعة من بين كل 100 شخص، أي بنسبة صغيرة جداً.

ما الذي يحدث عندما نعيد صياغة الطريقة التي نقدم بها هذه الأخطار؟

كما كتب ديفيد روبسون على بي بي سي، فإن لحم الخنزير المملح مرتبط بسرطان القولون، لكن الأمثلة على هذا النوع من السرطان نادرة جداً. إذ تشير التقديرات إلى أن 56 من بين كل 1000 شخص عرضة للإصابة بسرطان القولون في أي وقت من العمر. فإذا كان هؤلاء الألف شخص يتناولون لحم الخنزير المملح كل يوم من أيام حياتهم، فإن عدد من يحتمل إصابتهم بسرطان القولون يرتفع إلى 66.

إن الإفراط في تناول لحم الخنزير المملح يزيد من خطر الإصابة بنسبة صغيرة. وعند مقارنة ذلك بخطر الإصابة بالسرطان نتيجة التدخين، سنجد أنه من بين كل 100 شخص يقلعون عن التدخين، يتجنب ما بين 10 و15 شخصا الإصابة بسرطان الرئة.

لكن إن كنت ترغب في أن تتبع قراءتك لهذا المقال بتناول كمية إضافية من اللحوم الحمراء، فربما يتعين عليك التوقف برهة للتفكير. فنحن نستهلك كمية من البروتينات أكثر مما نحتاجه في الحقيقة، وبالتالي فإضافة المزيد من البروتين إلى نظامك الغذائي مسألة عديمة الجدوى.

وحتى الذين يمارسون تمارينات اللياقة البدنية لا ينبغي أن ينفقوا أموالهم على شراء مكملات البروتين، فالبروتين غير الضروري يفرز إلى خارج الجسم عن طريق التغوط، وهو ما يعني أن تناول المكملات الغذائية يكون بمثابة إلقاء المال في المرحاض!

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى