كيف يعود أطفال تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدانهم؟
[ad_1]
أثارت قضية ثلاثة أطفال علقوا في سوريا، يُرجح أنهم لأبوين بريطانيين كانا قد انضما لتنظيم الدولة الإسلامية وقتلا هناك، الكثير من التساؤلات حول طريقة إعادة هؤلاء الأطفال إلى بلادهم.
ظهر الأطفال الثلاثة، وأسماؤهم أميرة وهبة وحمزة، في تقرير لـ بي بي سي من معسكر لأسر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ويرجح أن الأمم المتحدة نقلتهم إلى مدينة الرقة.
فكيف تتم عملية إعادة مثل هؤلاء الأطفال؟ وما هي المعوقات؟
تواصل دبلوماسي
يحق للمواطنين في الخارج طلب المساعدة من قنصلياتهم، وعادة يتطلب هذا الأمر التواصل المباشر مع الأشخاص المعنيين.
وتسيطر القوات الكردية على المعسكرات التي تعيش فيها أسر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وقد طالب قادتها مرارا الدول الأوروبية باستعادة مواطنيها.
وحاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسهيل هذه العملية عن طريق التعرف على جنسيات من يعيشون في المعسكرات، والاتصال بسفاراتهم أو قنصلياتهم مباشرة. لكن اللجنة انزعجت من عدم وجود تحرك جدي من هذه الجهات.
وجزء من المشكلة يعود إلى أن الكثير من الدول أغلقت سفاراتها في سوريا.
ويقول بيتر مورور، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “ننظر إلى صورة سطحية جدا لموقف شديد التعقيد”.
وتابع: “لا أحد مهتم بتحديد بُنى وإجراءات للتعامل مع الأمر، وتقديم أكثر من جهود الإغاثة”.
وتحجج بعض الدول بالظروف الأمنية، مشيرا إلى أن إرسال بعثات من موظفيها إلى مناطق الحرب أمر شديد الخطورة.
على الرغم من ذلك استطاع صحفيون مؤخرا الوصول إلى بعض المخيمات، كما زار وفد برلماني بريطاني أكبر معسكر يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة الشهر الماضي.
وقال البرلماني كريسبن بلانت، أحد أعضاء الوفد، إن استعادة المواطنين البريطانيين “عبء يجب علينا تحمله”، وأن الأولوية يجب أن تكون للأطفال.
وقالت أستراليا مؤخرا إنها لن تجازف بإرسال أناس في بعثات لإنقاذ الأطفال.
وصرحت وزيرة الخارجية، ليندا رينولدز أن “المنطقة شديدة الخطورة. ولن نخاطر بحياة مواطنين أستراليين. الأمر بهذه البساطة”.
إثبات حق العودة
إذا نجح الدبلوماسيون في التواصل مع الأفراد، فالخطوة التالية هي إثبات الأبوة وبالتالي جنسية الطفل.
لكن هذه الخطوة قد تكون معقدة إذا
- ضاعت وثائق إثبات هوية الأبوين
- ولد الطفل لأبوين من جنسيتين مختلفتين
- الطفل يتيم وليس له ولي أمر قانوني
- عدم القدرة على الوصول لمنشآت لفحص الحمض النووي لإثبات بنوة الطفل
وتقول الحكومة البريطانية إن إثبات جنسية الأطفال أمر شديد الصعوبة.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية لـ بي بي سي إنها تنظر في “كل الأدلة لإثبات الجنسية، وتفحص كل حالة بشكل فردي عند طلب المساعدة القنصلية. لكن العملية أبعد ما تكون عن السهولة”.
وفي يوليو/تموز الماضي، ذكر تقرير من المركز الدولي لدراسات التطرف بكنغز كولج في لندن أن أربع أطفال فقط عادوا إلى المملكة المتحدة. وأشار التقرير إلى احتمال أن يكون هذا الرقم لا يمثل العدد الحقيقي بدقة.
وفي فبراير/شباط الماضي، قال وزير الداخلية آنذاك ساجد جاويد، للبرلمان إنه يتعاطف مع الأطفال الأبرياء العالقين في منطقة الحرب.
وأضاف: “إذا حاولنا تقديم المزيد لمساعدة هؤلاء الأطفال، علينا التفكير في الخطر الذي قد يجلبه ذلك على مستقبل الأطفال الذين يعيشون في المملكة المتحدة، وخطر أن يكون أباؤهم هم من أخذوهم إلى مناطق الحرب”.
وفي قضية شميمة بيغوم، التي جُردت من جنسيتها البريطانية ومُنعت من العودة، قالت الحكومة إن ابنها الذي ولد في وقت سابق هذا العام سيظل بريطانيا.
لكن الرضيع مات في معسكر للاجئين في سوريا وعمره أقل من ثلاثة أسابيع.
وقالت الحكومة البريطانية لاحقا إنه أمر ينطوي على مخاطرة كبيرة لو أنها أرسلت ممثلين لها إلى المعسكر الذي تقيم به شميمة لاستعادة الطفل.
العودة في دول أخرى
تقول الأمم المتحدة إنه منذ يناير/كانون الأول، استعادت 17 دولة نساء وأطفالا من أكبر المخيمات الذي يضم عائلات أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية.
واستعادت روسيا ما بين 145 إلى 200 شخص في رحلات طيران نظمتها. كما استعاد عدد من دول آسيا الوسطى أطفالا.
وفي مايو/أيار الماضي، نسقت كازاخستان عودة أكثر من 230 من مواطنيها، وأغلبهم من الأطفال، من مخيمات لجوء في سوريا.
كما وافقت النمسا على عودة طفلين يتيمين بعد ثبوت نسبهما عن طريق اختبار الحمض النووي، وصدر حكم قضائي بتعيين وصي على الطفلين بمجرد عودتهما.
وكذلك استعادت دول أخرى بعض الأطفال، كما هي الحال مع ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك والسويد والنرويج وكوسوفو.
[ad_2]
Source link